ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺎ
وﻗــﺎﻟــﻮا إن اﻟـﺠـﺎﻧـﺒـﲔ ﻳﺤﺘﺎﺟﺎن إﻟــــﻰ اﻟـــﺘـــﻔـــﺎوض واﻟـــﺘـــﻮﺻـــﻞ إﻟــﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﺸﺘﺮك.
وﺳﻴﻌﻤﻖ إﻋــﻼن اﻻﺳﺘﻘﻼل أﻛــﺒــﺮ أزﻣــــﺔ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﺗـﻮاﺟـﻬـﻬـﺎ إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ ﻣــﻨــﺬ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ اﻧــﻘــﻼب ﻋﺴﻜﺮي ﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٩١، وﺳﻴﺆدي إﻟــﻰ إﺟـــﺮاءات ﻣـﻀـﺎدة ﻗـﻮﻳـﺔ ﻣﻦ ﻣــﺪرﻳــﺪ ﻗــﺪ ﺗـﺸـﻤـﻞ ﺗـﻌـﻄـﻴـﻞ ﻋﻤﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ.
وﻣـــﺎ زاﻟـــﺖ ﺗـﻘـﺘـﺮب إﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺎ ﻣــــﻦ اﳌـــﺠـــﻬـــﻮل رﻏـــــﻢ ﻋـــــﺪم إﻋــــﻼن اﺳﺘﻘﻼل ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ إﺣﺪى أﻏﻨﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﻼد، وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ ﻣﺪرﻳﺪ وﺗﺜﻴﺮ ﺗﺒﻌﺎﺗﻪ اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ اﻟـﺘـﻜـﻬـﻦ ﺑـﻬـﺎ ﻗﻠﻖ أوروﺑﺎ.
وذﻛـــــــــــــــﺮت وﺳـــــــﺎﺋـــــــﻞ إﻋـــــــﻼم إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ، أن ﺑــﻮﺟــﺪﻳــﻤــﻮن ﻛﺘﺐ وأﻋﺎد ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻃﻮال ﻧﻬﺎر اﻻﺛـــﻨـــﲔ، ﻣــﺤــﺎﻃــﺎ ﺑـﻤـﺴـﺘـﺸـﺎرﻳـﻪ وﻣﺘﺮددا ﺑﲔ أﻧﺼﺎر اﻟﺮﺣﻴﻞ ﺑﻼ ﺗــﺮدد واﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﺨﺸﻮن أن ﻳﻜﻮن اﻟــــﻌــــﻼج، أي اﻻﺳـــﺘـــﻘـــﻼل، أﺳـــﻮأ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻠـﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻫــﻲ وﺻـﺎﻳـﺔ ﻣـــــﺪرﻳـــــﺪ. وﻫـــﺘـــﻒ ﻣـــﺌـــﺎت اﻵﻻف ﻣـــﻦ اﻟــﻜــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﲔ اﳌــﻌــﺎرﺿــﲔ ﻟـﻼﺳـﺘـﻘـﻼل ﻓــﻲ ﻣــﻈــﺎﻫــﺮة ﻛﺒﻴﺮة اﻷﺣﺪ اﳌﺎﺿﻲ: »ﻛﻔﻰ!«.
وﻫـــﺬه اﻟـﻜـﻠـﻤـﺔ اﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ أﻳﻀﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻷرﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ »ﻓــﻮﻣــﻨــﺖ دﻳـــﻞ ﺗــﺮﻳــﺒــﺎل« ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ ﻗـــــﺮرت ﺧــﻤــﺲ أو ﺳـــﺖ ﺷــﺮﻛــﺎت ﻛــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺔ ﻣـــﺪرﺟـــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﺆﺷــﺮ اﻷﺳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻮرﺻﺔ، ﻧﻘﻞ ﻣﻘﺮﻫﺎ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻟﻜﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺑﻮﺟﺪﻳﻤﻮن ﺷﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺘﻪ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻘﺮرة ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺒﺮﳌﺎن.
ﻛــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺎ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ ﻣﻬﺪ اﻟــﻔــﻜــﺮ اﻟـــﻔـــﻮﺿـــﻮي ﻓـــﻲ إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ، ارﺗـــــﺒـــــﻄـــــﺖ ﻓــــــﻲ ﻣــــﻌــــﻈــــﻢ اﻷﺣـــــﻴـــــﺎن ﺑــــــﻌــــــﻼﻗــــــﺎت ﺻــــﻌــــﺒــــﺔ ﻣـــــــﻊ اﻟـــﺤـــﻜـــﻢ اﳌـﺮﻛـﺰي ﻓﻲ ﻣـﺪرﻳـﺪ. وﺳﺤﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟــﺪﻳــﻜــﺘــﺎﺗــﻮر ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺴـﻜـﻮ ﻓـﺮﻧـﻜـﻮ ﺳــﻠــﻄــﺎﺗــﻬــﺎ وﻣــــــﺎرس ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻗﻤﻌﺎ ﺷﺪﻳﺪا إﺛﺮ ﺳﻘﻮط ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ ﻣﻌﻘﻞ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﲔ وﺣــﻈــﺮ اﻻﺳــﺘــﺨــﺪام اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺔ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﻠﻚ اﻟــﻴــﻮم ﺳـﻠـﻄـﺎت واﺳــﻌــﺔ ﺟـﺪا ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ذاﺗـﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﺗــــﺎرﻳــــﺨــــﻴــــﺎ« ﻋـــﻠـــﻰ ﻏــــــــﺮار اﻟـــﺒـــﺎﺳـــﻚ )ﺷــﻤــﺎل( وﻏﺎﻟﻴﺴﻴﺎ )ﺷـﻤـﺎل ﻏـﺮب( واﻷﻧﺪﻟﺲ )ﺟﻨﻮب(.
وﺑــﻤــﻮﺟــﺐ ﻧــﻈــﺎم اﻟــﻼﻣــﺮﻛــﺰﻳــﺔ اﻟـــــﻮاﺳـــــﻊ اﳌــﻌــﺘــﻤــﺪ ﻓــــﻲ إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ، ﻋـﻠـﻰ ﻛـﺎﺗـﺎﻟـﻮﻧـﻴـﺎ اﺣــﺘــﺮام اﻟـﺪﺳـﺘـﻮر ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ إدارة ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ أن ﺑــﻌــﺾ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﲔ ﻳـﺘـﻬـﻤـﻮﻧـﻬـﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻠﻐﺔ اﻟــﻜــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺔ واﻟــﺘــﻼﻋــﺐ ﺑـﻤـﻨـﺎﻫـﺞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.
ﻳـﻤـﺜـﻞ إﻗـﻠـﻴـﻢ ﻛـﺎﺗـﺎﻟـﻮﻧـﻴـﺎ اﻟــﺬي ﻳــﻤــﻠــﻚ ﻟــﻐــﺔ وﺛـــﻘـــﺎﻓـــﺔ ﺧــﺎﺻــﺘــﲔ ﺑـﻪ وﻳــﺤــﺎذي اﻟﺒﺤﺮ اﳌـﺘـﻮﺳـﻂ وﺟﺒﺎل اﻟـــﺒـــﻴـــﺮﻳـــﻨـــﻴـــﻪ، ٣٫٦ ﻓـــــﻲ اﳌـــــﺎﺋـــــﺔ ﻣــﻦ ﻣــﺴــﺎﺣــﺔ إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ و٦١ ﻓـــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣـــــﻦ ﺳـــﻜـــﺎﻧـــﻬـــﺎ وﺧــــﻤــــﺲ إﺟـــﻤـــﺎﻟـــﻲ ﻧـــﺎﺗـــﺠـــﻪ اﻟــــﺪاﺧــــﻠــــﻲ. وﻛـــﺎﺗـــﺎﻟـــﻮﻧـــﻴـــﺎ ﻣـﻮﻃـﻦ اﻟـﺮﺳـﺎﻣـﲔ ﺳـﺎﻟـﻔـﺎدور داﻟـﻲ وﺧــﻮان ﻣﻴﺮو واﳌﻬﻨﺪس اﳌﻌﻤﺎري أﻧـــﻄـــﻮﻧـــﻲ ﻏـــــــﺎودي وﺗــــﻌــــﺮف ﻓـﻴـﻬـﺎ رﻗﺼﺔ ﺳـﺎرداﻧـﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )ﺣﻠﻘﺎت رﻗــﺺ ﺟﻤﺎﻋﻲ( ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮف ﺑﻌﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ أﺑﺮاج ﺑﺸﺮﻳﺔ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻬﺮم )ﻛﺎﺳﺘﻴﻞ(.
ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷــﺮﻗــﻲ إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ، إﺣــــﺪى اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﻷﻛـــﺜـــﺮ اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺔ ﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ، وراﺑـــــﻊ أﻛــﺒــﺮ اﻗــﺘــﺼــﺎد ﻓـــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو، وﻳﺤﻮز ﻋﻠﻰ ٥٫٢٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ.
وﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻫﻲ ﻣﻘﺮ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﳌـﺘـﻄـﻮرة وﻣــﺮاﻛــﺰ اﻷﺑــﺤــﺎث اﳌﻬﻤﺔ وﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻓــﻲ اﳌـﺠـﺎﻟـﲔ اﻟــﻨــﻮوي واﻟـﻄـﺒـﻲ. وﻫــﻲ أﻳـﻀـﺎ ﻣـﺼـﺪر رﺑـﻊ ﺻــــــﺎدرات إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ وﺗــﺒــﻠــﻎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ٢٫٣١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ أي أرﺑﻊ ﻧﻘﺎط أﻗﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺒﻼد.
وﻳﻤﻠﻚ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﺷﺮﻃﺘﻪ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ »ﻣــﻮﺳــﻮس دﻳــﺴــﻜــﻮادرا« اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﻀﺎ اﺗﺒﺎع ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺮﻛﺰي. ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ أﻛﺒﺮ. أدار ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ اﺋﺘﻼف ﻗﻮﻣﻴﲔ وﻣﺤﺎﻓﻈﲔ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺟــﻮردي ﺑﻮﻏﻮل رﺋﻴﺲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﲔ ٠٨٩١ و٣٠٠٢. وﻛﺎن ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﺳﻴﺪ اﳌﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ وﻣﺪرﻳﺪ ﺣﻴﺚ ﻛـﺎن ﻳﻘﺎﻳﺾ دﻋﻤﻪ ﻣﻊ اﻟﻴﻤﲔ وﻣـﻊ اﻟﻴﺴﺎر. وﺗﻠﻄﺨﺖ ﺻــﻮرﺗــﻪ إﺛــﺮ اﺗـﻬـﺎﻣـﻪ ﻓــﻲ ﻗـﻀـﺎﻳـﺎ ﺗﻬﺮب ﺿﺮﻳﺒﻲ وﻓﺴﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻷﻟﻔﻴﺔ.
وﻣﻨﺬ ٣٠٠٢ ﻳﺤﻜﻢ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﻴﺴﺎر ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت. ﻟﻜﻦ ذﻟـﻚ »اﻟﻮﺿﻊ« أﻟﻐﻲ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ٠١٠٢ ﻣــﺎ ﺣــﺮك ﻣـﺸـﺎﻋـﺮ اﻻﺳـﺘـﻘـﻼل وأﻋـــﺎد اﻟـﻘـﻮﻣـﻴـﲔ إﻟـﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣـﻊ أرﺗــﻮر ﻣــﺎس رﺋﻴﺲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑـﲔ ٠١٠٢ و٥١٠٢. ﻛﻤﺎ ﻏﺬت اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ.
وﻣﺎس وﻫﻮ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﺑﻮﻏﻮل وﻗﻮﻣﻲ، ﺗﺒﻨﻰ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﻧﻈﻢ ﻓﻲ ٩ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٤١٠٢ »اﺳﺘﺸﺎرة« أوﻟﻰ ﺣﻮل اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺣﻈﺮﻫﺎ اﻟﻘﻀﺎء. واﻧﻔﺾ اﻻﺋﺘﻼف اﻟــﺤــﺎﻛــﻢ ﻣــﻨــﺬ ذﻟـــﻚ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻻﻧــﻘــﺴــﺎم ﺑﲔ ﻣﺤﺎﻓﻈﲔ ﻣﻌﺘﺪﻟﲔ وأﻧـﺼـﺎر اﻻﺳـﺘـﻘـﻼل. ﺛـﻢ ﺷﻜﻞ دﻋـﺎة اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻣﻦ اﻟﻴﺴﺎر واﻟﻴﻤﲔ اﺋﺘﻼف »ﻣﻌﴼ ﻣــﻦ أﺟـــﻞ ﻧــﻌــﻢ« وﻓـــﺎز ﻓــﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـــﻠـــﻮل( ٥١٠٢ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬت ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﲔ راﻓﻀﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﻣﺆﻳﺪﻳﻪ ﻣﻊ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻠﻐﺖ ٤٫٧٧ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ. وﺣﺼﻠﺖ اﻷﺣــﺰاب اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻻﺳﺘﻘﻼل ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ٦٫٧٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﻣﺎ أﺗﺎح ﻟﻬﺎ ﺗﺄﻣﲔ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن )٢٧ ﻣﻘﻌﺪا ﻣﻦ أﺻﻞ ٥٣١(. وﻓﻲ ٠١ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٦١٠٢ ﺧﻠﻒ ﻛﺎرﻟﺲ ﺑﻮﺗﻐﻴﻤﻮﻧﺖ أرﺗﻮر ﻣﺎس ﻋﻠﻰ رأس اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﻣﺸﺮوع ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﺳﺘﻘﻼل ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻓﻲ ٧١٠٢ ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﻳﺮ.
ﻓﻲ ﺣﺎل أﻋﻠﻨﺖ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ »اﻻﺳﺘﻘﻼل« ﺳﻴﺘﻢ اﺳﺘﺒﻌﺎدﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ وﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ دﺧﻮﻟﻪ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﻀﻤﺎم ﺟﺪﻳﺪة. ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻌﲔ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺴﺎر أن ﻳﺤﺘﺮم ﺑﻌﺾ اﻟــﺸــﺮوط ﺣﺘﻰ ﺗــﻮاﻓــﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟـــﺪول اﻟــــ٨٢ اﻷﻋـﻀـﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻜﺘﻞ. وﺳـﺎرع ﺟﺎن - ﻛﻠﻮد ﺑﻴﺮﻳﺲ، اﳌﺤﺎﻣﻲ اﳌــﺘــﺨــﺼــﺺ ﺑــﺎﻟــﻘــﺎﻧــﻮن اﻷوروﺑـــــــﻲ إﻟــــﻰ اﻟـــﻘـــﻮل إن اﻟـﺪول اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ »ﻟﻦ ﺗﻌﺘﺮف ﺑــﻜــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺎ دوﻟـــــــﺔ، إذا ﻧـــﺸـــﺄت ﺧـــﻼﻓـــﺎ ﻟــﻠــﻘــﺎﻧــﻮن وﺧﺼﻮﺻﺎ دﺳﺘﻮر إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ«.
أﺟـــﺮي اﻻﺳــﺘــﻔــﺘــﺎء ﺣـــﻮل اﺳــﺘــﻘــﻼل ﻛـﺎﺗـﺎﻟـﻮﻧـﻴـﺎ رﻏـﻢ ﻗــﺮار اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ إﺑﻄﺎﻟﻪ. واﺳــﺘــﺨــﺪﻣــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ ﻗــــــﺮارات ﻫــﺬه اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻗﺎﻋﺪة ﳌﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﺠﺄت أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة.
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، ﻟﻢ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌــﻄــﻠــﻮﺑــﺔ ﻋــــﺎدة )ﻟــﺠــﻨــﺔ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﻴــﺔ وﻣــﺴــﺘــﺸــﺎرون وﻟــﻮاﺋــﺢ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋـﺎﻣـﺔ وﺗـﺼـﻮﻳـﺖ ﺳـــــﺮي...(، ﻣﺎ ﻳـﺠـﻌـﻞ ﻣــﻦ ﻏــﻴــﺮ اﳌـﺤـﺘـﻤـﻞ أن ﺗــﻌــﺘــﺮف اﻟــــﺪول اﻟــــ٨٢ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼل ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ إذا أﻋﻠﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس.
ﻓﻲ ﺣﺎل واﻓﻘﺖ ﻣﺪرﻳﺪ ﺑﻌﺪ وﺳﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﺳﺘﻔﺘﺎء ﺟﺪﻳﺪ »ﺷﺮﻋﻲ« ﻳﺤﺘﺮم ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻲ، ﻓــﺈن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻹﻋﻼن اﺳﺘﻘﻼل ﺗﻌﺘﺮف ﺑﻪ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ، ﺑﺪءا ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـﻲ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻳﺒﺪو ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪا إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ.
ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﳌــﻌــﺎﻫــﺪات اﻟـﺘـﺄﺳـﻴـﺴـﻴـﺔ ﻟـﻼﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑـــــــﻲ اﳌـــﺴـــﺎر اﻟــــﺬي ﻳــﺘــﻌــﲔ ﺳــﻠــﻮﻛــﻪ ﻓـــﻲ ﺣــﺎل اﻧﻔﺼﺎل ﺟﺰء ﻣﻦ أراﺿﻲ دوﻟﺔ ﻋﻀﻮ، ﻟﻜﻦ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻣﻨﺬ ٣١ ﻋﺎﻣﺎ إﻟﻰ »ﻋﻘﻴﺪة ﺑﺮودي« ﺗـﻴـﻤـﻨـﺎ ﺑــﺎﺳــﻢ روﻣـــﺎﻧـــﻮ ﺑـــــﺮودي اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﺳــﺒــﻖ ﻟــﻠــﻤــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ. وأرﺳـــــــﻰ ﻫـــــﺬا »اﳌـــﻮﻗـــﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ« ﻣﺒﺪأ أن أي دوﻟﺔ ﺗﻨﺸﺄ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻧﻔﺼﺎل داﺧـــﻞ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــــﻲ، ﻟــﻦ ﻳـﺘـﻢ اﻻﻋـــﺘـــﺮاف ﺑﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد.
وﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻳﻒ ﻏﻮﻧﺎن ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ« إﻧــﻪ »ﺑﻌﺪ اﺟﺘﻴﺎز ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل، ﻓـﺈن أوروﺑــﺎ ﺳﺘﺠﺎزف ﺑﺨﺴﺎرة ﻛﻞ ﺷـﻲء ﻓﻲ ﺣـﺎل اﺳﺘﺒﻌﺪت ﻫـﺬه اﻟـﺪول ﻧـﻬـﺎﺋـﻴـﺎ؛ إذ ﻟــﻦ ﻳــﻌــﻮد ﺑــﺈﻣــﻜــﺎن أﺻــﺤــﺎب اﳌـﺸـﺎرﻳـﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر أو اﻟﺸﺒﺎب اﻟــﺪراﺳــﺔ أو اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺘﻨﻘﻞ واﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ اﻹﺑﺤﺎر ﻓﻴﻬﺎ...«.
واﻋﺘﺒﺮ ﻏﻮﻧﺎن اﻟﺬي دﻋﺎ ﻋﺒﺮ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﻟﻰ أن ﺗﺘﻐﻠﺐ »اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ« ﻋﻠﻰ »اﻟﻌﻘﻴﺪة«، أن »أﻛﺜﺮ ﺣﻞ ﻣﻌﻘﻮل ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺘﻔﺎوض ﻓﻲ آن واﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ«.
ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ذﻟﻚ، ﻣﻦ اﳌﻔﺘﺮض أن ﻳﻈﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟـﻴـﻮرو. ﻓﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﺔ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪوﻟﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﻤﻠﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺧــﺎرج اﻻﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑــﻲ، وأﺣـﻴـﺎﻧـﺎ ﺑـﺎﺗـﻔـﺎق ﻣﺸﺘﺮك ﻣــﻊ اﳌـﻔـﻮﺿـﻴـﺔ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺎﻛﻮ، وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ دون ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻛﻮﺳﻮﻓﻮ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺖ اﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ٨٠٠٢.