ﺗﺮاﺟﻊ ﻃﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﻋﺠﺰ اﻟﺤﺴﺎب اﻟﺠﺎري اﻟﺘﺮﻛﻲ... وﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ارﺗﻔﺎع اﻟﻨﻤﻮ

ﺳــﺠــﻞ اﻟــﻌــﺠــﺰ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﺴــﺎب اﻟـﺠـﺎري ﺑﺘﺮﻛﻴﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﺑﻠﻎ ١٧١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻨﻮي، ﺧـــــﻼل أﻏـــﺴـــﻄـــﺲ )آب( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻟـﻴـﺼـﻞ إﻟـــﻰ ﻣــﻠــﻴــﺎر و٧٣٢ ﻣـﻠـﻴـﻮن دوﻻر أﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻲ، وذﻟـــــــﻚ ﻣــﻘــﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.

وأوﺿـــــﺤـــــﺖ ﺑـــﻴـــﺎﻧـــﺎت ﻟـﻠـﺒـﻨـﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺘﺮﻛﻲ، أﻣﺲ اﻷرﺑﻌﺎء، أن اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎب اﻟﺠﺎري اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺧـﻼل آﺧـﺮ ٢١ ﺷﻬﺮا ﺑﻠﻎ ﻧﺤﻮ ٦٣ ﻣﻠﻴﺎرا و٢٧٩ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر. وﻟﻌﺐ ارﺗـــﻔـــﺎع اﻟـــﻌـــﺎﺋـــﺪات اﻟــﺼــﺎﻓــﻴــﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰان اﻟﺨﺪﻣﺎت ﺑﻘﻴﻤﺔ ٧٣٦ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر، ﺧﻼل أﻏﺴﻄﺲ، وﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ٣ ﻣــﻠــﻴــﺎرات و١١٥ ﻣـﻠـﻴـﻮن دوﻻر، دورا ﻣﺆﺛﺮا ﻓﻲ اﻧﺨﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎب اﻟﺠﺎري، رﻏﻢ ارﺗﻔﺎع اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري .

وﺑــــﺤــــﺴــــﺐ ﺑـــــﻴـــــﺎﻧـــــﺎت اﻟـــﺒـــﻨـــﻚ اﳌـــــﺮﻛـــــﺰي، ارﺗــــﻔــــﻊ ﻣــــﻴــــﺰان اﻟــﻌــﺠــﺰ اﻟﺘﺠﺎري ﺧﻼل أﻏﺴﻄﺲ اﳌﺎﺿﻲ ﺑــﻘــﻴــﻤــﺔ ٩٨٦ ﻣــﻠــﻴــﻮن دوﻻر، إﻟــﻰ ٤ ﻣــﻠــﻴــﺎرات و٩٧٢ ﻣـﻠـﻴـﻮن دوﻻر. ﻛــﻤــﺎ ارﺗــﻔــﻌــﺖ اﻟـــﻌـــﺎﺋـــﺪات ﻣـــﻦ ﺑﻨﺪ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ، اﻟﺬي ﻳﻨﺪرج ﺗﺤﺖ ﻣﻴﺰان اﻟﺨﺪﻣﺎت، ﺧـﻼل أﻏﺴﻄﺲ ﺑﻮاﻗﻊ ٨٥٦ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر، إﻟــﻰ ﻣﻠﻴﺎرﻳﻦ و٧٩٩ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر.

وﺳـــﺒـــﻖ أن ﺗـــﻮﻗـــﻊ ﺧـــﺒـــﺮاء أن ﻳﺴﺠﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎب اﻟﺠﺎري اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ أﻏﺴﻄﺲ اﳌﺎﺿﻲ ٨٫١ ﻣــﻠــﻴــﺎر دوﻻر. وﺑـــﻠـــﻎ اﻟــﻌــﺠــﺰ ﻓـﻲ ﻣــــﻴــــﺰان اﳌـــﻌـــﺎﻣـــﻼت اﻟـــﺠـــﺎرﻳـــﺔ ﻓـﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ ) ﺗﻤﻮز ( اﳌﺎﺿﻲ ٥٤١٫٥ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. وﻓـﻲ ٦١٠٢ ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻟﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ٥٠٦٫٢٣ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.

ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ آﺧﺮ، ﻗﺎل ﻣﺴﺆول ﻓـــﻲ ﺻـــﻨـــﺪوق اﻟــﻨــﻘــﺪ اﻟــــﺪوﻟــــﻲ، إن اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎد اﻟــــﺘــــﺮﻛــــﻲ وﺻــــــﻞ إﻟـــﻰ ﻣﻌﺪل ﻧﻤﻮ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺟﺪا ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ ٧١٠٢. وذﻛﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻣﺪﻳﺮ ﻗﺴﻢ اﻷﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺪوق، ﺟﻴﺎن ﻣﺎرﻳﺎ ﻣﻴﻠﻴﺴﻲ ﻓﻴﺮﻳﺘﻲ، ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻋﻘﺪه ﻣﺴﺎء أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﺣﻮل ﺗﻘﺮﻳﺮ آﻓﺎق اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟــﺸــﻬــﺮ أﻛـــﺘـــﻮﺑـــﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳـــﻦ اﻷول( اﻟﺠﺎري، أن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺣﻘﻖ اﻧﺘﻌﺎﺷﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻣﺆﺧﺮا، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن ﻫـﺬا اﻻﻧﺘﻌﺎش ﺑـﺪأ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ وﻓـــﻲ اﻟــﺮﺑــﻊ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎري. ﻛﻤﺎ أوﺿـﺢ أن ﻫﺒﻮط أﺳـﻌـﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻋـﺎم، واﻟــــﻮﺿــــﻊ اﻹﻳـــﺠـــﺎﺑـــﻲ ﻟــــﻸﺳــــﻮاق، ﻟﻌﺐ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻘﻮي ﻟـــﻼﻗـــﺘـــﺼـــﺎد اﻟــــﺘــــﺮﻛــــﻲ، ﻣــﺒــﻴــﻨــﺎ أن ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ ﻋﺠﺰ اﻟﺤﺴﺎب اﻟـﺠـﺎري واﻟﺘﻀﺨﻢ ﻣﺎ زاﻟﺘﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺗﲔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﺮﻛﻲ .

وﻛــــــﺎن ﺻــــﻨــــﺪوق اﻟـــﻨـــﻘـــﺪ رﻓـــﻊ ﺗــﻮﻗــﻌــﺎﺗــﻪ ﺣـــــﻮل ﻧــﻤــﻮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻣﻦ ٥٫٢ إﻟﻰ ١٫٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺠــﺎري، وﻣــﻦ ٣٫٣ إﻟﻰ ٥٫٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺧــﻼل ٨١٠٢، وذﻟــﻚ ﻓــﻲ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮه اﻷﺧــﻴــﺮ ﺣــﻮل اﻟﻨﻈﺮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ .

ﻣــﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ أﺧـــﺮى، ﻗــﺎل وزﻳــﺮ اﻟـــﻄـــﺎﻗـــﺔ اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻲ ﺑــــــﺮات اﻟــﺒــﻴــﺮق، أﻣﺲ، إن ﺑﻼده ﺳﺘﻨﻔﺬ أول أﻋﻤﺎل ﻟﻬﺎ ﻟﻠﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ اﻟـﻌـﺎم اﻟــﺠــﺎري، وأول أﻋـﻤـﺎل ﺣﻔﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ٨١٠٢. وأﺿــﺎف اﻟﺒﻴﺮق أن ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﺗـﺴـﻌـﻰ ﻟـﻔـﺘـﺢ آﺑــــﺎر ﻓﻲ اﳌــﻴــﺎه اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ واﻟـﻘـﺒـﺮﺻـﻴـﺔ، وأن أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﺳﺘﺠﺮى أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد .

وأﺷــﺎر ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ آﺧــﺮ إﻟﻰ أن ﺣﺠﺮ أﺳﺎس ﻣﺤﻄﺔ »أك ﻛﻮﻳﻮ« اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺳﲔ ﺟﻨﻮب ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺳــﻴــﻮﺿــﻊ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟـــﻌـــﺎم اﻟــﺠــﺎري أو ﻣﻄﻠﻊ اﻟــﻌــﺎم اﳌـﻘـﺒـﻞ، ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﲔ اﻟﺘﺮﻛﻲ واﻟﺮوﺳﻲ رﺟﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏﺎن وﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ، ﻣﻮﺿﺤﺎ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺑﺒﻨﺎء اﳌﺤﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻄﻠﺒﺎت ﺑﺸﻜﻞ دﻗـــﻴـــﻖ ﺟــــــﺪا. وﻟـــﻔـــﺖ اﻟـــﺒـــﻴـــﺮق إﻟــﻰ ﻋــﺪم إﻫــﻤــﺎل أي ﻣـﺨـﺎﻃـﺮ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟـﻠـﻤـﺤـﻄـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺘــﻮﻟــﻰ إﻧــﺸــﺎء ﻫــﺎ ﺷــــــﺮﻛــــــﺔ روﺳـــــــــﺎﺗـــــــــﻮم اﻟـــــﺮوﺳـــــﻴـــــﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎرات ٢٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﺣﺘﻰ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺟﺪا.

وﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٠١٠٢، وﻗﻌﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ وروﺳﻴﺎ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻟــﻠــﺘــﻌــﺎون ﺣـــﻮل إﻧــﺸـــﺎء وﺗﺸﻐﻴﻞ ﻣﺤﻄﺔ »أك ﻛﻮﻳﻮ« ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻓــﻲ وﻻﻳـــﺔ ﻣــﺮﺳــﲔ، وﺳﻴﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗــﻌــﺰﻳــﺰ أﻣــــﻦ اﻟـــﻄـــﺎﻗـــﺔ ﻓـــﻲ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ، وإﻳﺠﺎد ﻓﺮص ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪة.