»ﺷﺎﻧﻴﻞ...« اﳌﺎء واﻟﺨﻀﺮة واﻟﺸﻜﻞ اﻟﺤﺴﻦ
< إذا ﻛـــــــــﺎن اﳌــــﺼــــﻤــــﻢ ﻛــــــﺎرل ﻻﻏﺮﻓﻴﻠﺪ ﻗـﺪ أﻛــﺪ، ﺻﺒﺎح آﺧــﺮ ﻳﻮم ﻣـــﻦ أﺳـــﺒـــﻮع اﳌـــﻮﺿـــﺔ ﺑــﺒــﺎرﻳــﺲ، أن »اﳌــــﺎء ﻫــﻮ اﻷﺳـــــﺎس، وﻣـــﻦ دوﻧــــﻪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﺣﻴﺎة«، ﻓﺈن ﻋﺎﺷﻘﺎﺗﻪ أﺟﺒﻨﻪ ﺑﺄن اﻟﺤﻴﺎة ﻻ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻣﻦ دون ﻣﺎء، وﻻ اﳌﻮﺿﺔ ﻣﻦ دون إﺑﺪاﻋﺎﺗﻪ. ﻓﻤﻨﺬ أن اﻟﺘﺤﻖ ﺑـ » ﺷﺎﻧﻴﻞ « ﻓﻲ ﻋﺎم ٣٨٩١، وﻫــﻮ ﻳﻌﻄﻲ اﻷﻧــﺎﻗــﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺧﺎﺻﴼ ﻻ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﺰﻣﻦ، ﻷن ﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺑــﻨــﺎت أﻓــﻜــﺎره ﺗـﺨـﺎﺻـﻢ اﻟـﺼـﺮﻋـﺎت. وأول ﻣــــﺎ ﺗـــﻄـــﺄ اﻷﻗـــــــــﺪام »ﻟــــﻮﻏــــﺮان ﺑﺎﻟﻴﻪ«، وﺗـﺘـﺮاءى ﻟﻠﻨﻈﺮ دﻳﻜﻮراﺗﻪ ﻋـﻦ ﺑـﻌـﺪ، ﺣﺘﻰ ﺗـﺘـﺒـﺎدر إﻟــﻰ اﻟﺬﻫﻦ أﻏــﻨــﻴــﺔ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺤــﻠــﻴــﻢ ﺣــﺎﻓــﻆ »اﳌــــﺎء واﻟﺨﻀﺮة واﻟـﻮﺟـﻪ اﻟﺤﺴﻦ«؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﺨﺺ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺷﻜﻼ وﻣﻀﻤﻮﻧﴼ. وﻗﺪ أﺧﺬ » ﻟﻮﻏﺮان ﺑﺎﻟﻴﻪ « ﺷﻜﻞ ﻏﺎﺑﺔ اﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ٦ ﺷﻼﻻت، ﻳﺼﻞ ارﺗـﻔـﺎﻋـﻬـﺎ إﻟــﻰ ٠١ أﻣــﺘــﺎر، وﻧﺒﺎﺗﺎت ﻣﺘﺸﺮﻧﻘﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺠــﻮاﻧــﺐ، وأﺷـﺠـﺎر وارﻓـــﺔ ﺗـﺘـﺮاﻣـﻰ ﻋـﻠـﻰ ﻃــﻮل اﳌﻨﺼﺔ؛ ﻣـــﻨـــﻈـــﺮ ﻳــــﺸــــﺪ اﻷﻧــــــﻔــــــﺎس وﻳــﻌــﻄــﻲ ﻟــــﻌــــﺮوض اﻷزﻳــــــــﺎء ﺑــــﻌــــﺪﴽ ﺗـﺮﻓـﻴـﻬـﻴـﴼ ﺗﻘﺪر »ﺷﺎﻧﻴﻞ« أﻫﻤﻴﺘﻪ، ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻧﻨﺎ أﺻــﺒــﺤــﻨــﺎ ﻧـﻨـﺘـﻈـﺮ دﻳــــﻜــــﻮرات اﻟــــﺪار ﺑﺸﻐﻒ وﺗــﺮﻗــﺐ، وﻧـﺘـﺴـﺎءل ﻓــﻲ ﻛﻞ ﻣــﺮة إﻟــﻰ أي وﺟـﻬـﺔ ﺳﺘﺄﺧﺬﻧﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺮﻳﺪة.
ﻣــﺎ اﻧﺘﺒﻬﺖ إﻟـﻴـﻪ اﻟـــﺪار أن ﻣﺪة ﻣــﻌــﻈــﻢ اﻟـــﻌـــﺮوض ﻻ ﺗــﺘــﻌــﺪى اﻟـــــ٠٢ دﻗــﻴــﻘــﺔ، ﻟــﻬــﺬا ﺗــﺤــﺘــﺎج إﻟــــﻰ ﻋﻨﺼﺮ إﺑﻬﺎر ﻳﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻤﺎس ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وﻳﺨﻠﻖ ﺻــﻮرة ﺗـﺮﺳـﺦ ﻓـﻲ اﻟـﺬاﻛـﺮة ﻃــﻮﻳــﻼ ﺑـﻌـﺪ أن ﺗــﺘــﺪاوﻟــﻬــﺎ ﺷﺒﻜﺎت اﻟـــﺘـــﻮاﺻـــﻞ اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ ﻣــــﻦ ﺟـﻬـﺔ ﺛــﺎﻧــﻴــﺔ. وﺑــﻤــﺎ أن اﻟــﺼــﻮرة ﻫــﻲ أﻫـﻢ أداة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺸﺒﻜﺎت، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن دراﻣﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌﻞ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮاء . وﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ، أن ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎﻧﻲ أو اﻟﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺪﻳﻜﻮر ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻷزﻳﺎء . ﻓﻤﻊ أول ﻧﻐﻤﺔ ﺻﺪﺣﺖ إﻳﺬاﻧﴼ ﺑﺒﺪء اﻟﻌﺮض، ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻌﺎرﺿﺎت ﻣﻦ ﺑﺎب ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺪﺧﻞ ﻛﻬﻒ ﻋﻤﻴﻖ، وﻫﻦ ﻳﺘﻬﺎدﻳﻦ ﻓﻲ أزﻳـﺎء ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﻔﻌﻮل اﻟــﺸــﻤــﺲ اﻟــﺘــﻲ ﺳــﻄــﻌــﺖ ﻓـــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻷﺧـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻷﺳـﺒـﻮع، ﺑﻌﺪ أﻳــﺎم ﻣﻦ اﻟـﻄـﻘـﺲ اﳌـﺘـﻘـﻠـﺐ. ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻛـﺎن ﻣــﻔـﻌـﻤــﴼ ﺑــﺎﻟــﺘــﻔــﺎؤل، وﻛـــــﺄن اﳌـﺼـﻤـﻢ ﺣــﻘــﻨــﻬــﺎ ﺑـــﺠـــﺮﻋـــﺔ ﺳـــــﻌـــــﺎدة ﻗـــﻮﻳـــﺔ. ﺻﺤﻴﺢ أن دﻗﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻢ ﺗﺘﺴﺎرع ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ، وﻫﻮ أﻧــﻨــﺎ ﺗــﻌــﻮدﻧــﺎ ﻣـــﻦ ﻛـــــﺎرل ﻻﻏـﺮﻓـﻴـﻠـﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺤﻠﻢ؛ أي ﻛﻨﺎ ﻣﺤﻀﺮﻳﻦ ﻧﻔﺴﻴﴼ ﻟــﻪ، وﻟــﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ وﺻﻔﺘﻪ اﻟﺘﻲ أدﻣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎ.
وﺻــﻔــﺔ أﻗـــﻞ ﻣــﺎ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻳﻘﺎل ﻋــﻨــﻬــﺎ أﻧـــﻬـــﺎ أﻧــﻴــﻘــﺔ ﺗــﺠــﻤــﻊ اﻟــﺴــﻬــﻞ ﺑــﺎﳌــﻤــﺘــﻨــﻊ، اﻧــﺴــﺎﺑــﺖ ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻷزﻳـــــﺎء ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺠـــﺴـــﻢ اﻧـــﺴـــﻴـــﺎب اﳌـــــــﺎء ﻣــﻦ اﻟــﺸــﻼﻻت. وﻣــﻦ اﻷﻗـﻤـﺸـﺔ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ اﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﻮﻳﺪ واﳌﻮﺳﻠﲔ، ﺑﻞ وﺣﺘﻰ اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ، إﻟﻰ اﻷﻟﻮان اﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﻀﺮة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وزرﻗﺔ اﳌﺎء، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻄﻊ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺮﻳﻘﴼ ﻛﻠﻤﺎ اﻧــﻌــﻜــﺴــﺖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ أﺷــﻌــﺔ اﻟــﺸــﻤــﺲ. وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻠﻒ ﺷﻌﻮرﴽ ﺑﺄﻧﻨﺎ رأﻳﻨﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﴼ، وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺮاﻫﺎ ﻷول ﻣــﺮة، ﻧﻈﺮﴽ ﻟﺮوﺣﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ رﺳﺨﺘﻬﺎ ﻣـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻋـﺎرﺿـﺎت ﻓـﻲ ﻋﻤﺮ اﻟــﺰﻫــﻮر، ﻣـﻦ ﻣﺜﻴﻼت ﻛﺎﻳﺎ ﺟـــﺮﺑـــﺮ اﺑـــﻨـــﺔ اﻟـــﻌــــﺎرﺿــــﺔ اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮة ﺳﻴﻨﺪي ﻛــﺮوﻓــﻮرد اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﻋﻤﺮﻫﺎ ٦١ ﻋﺎﻣﴼ، واﳌﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺎﺑﺔ ﻧﻮرا ﻋﺘﺎل، وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﺘﻤﲔ إﻟــــﻰ ﺟــﻴــﻞ ﺗـــﺘـــﻮدد ﻟـــﻪ اﳌـــﻮﺿـــﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة .
ورﻏﻢ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺰزﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎرﺿﺎت واﻹﺧﺮاج، ﻓــﺈﻧــﻨــﺎ ﺑــﺎﻟــﺘــﻤــﻌــﻦ ﻓــــﻲ ﻛــــﻞ ﻗــﻄــﻌــﺔ، ﻧﺸﻌﺮ أن ﻛـــﺎرل ﻻﻏـﺮﻓـﻴـﻠـﺪ ﺑﺬﻛﺎﺋﻪ وﺣﻨﻜﺘﻪ ﻗﺪم ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺗـﺨـﺎﻃـﺐ ﻛــﻞ اﻷﻋـــﻤـــﺎر. ﻓـﻜـﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﺗـــﺘـــﺤـــﺪى اﻟـــــﺰﻣـــــﻦ، ﺑـــﻤـــﺎ ﻓـﻲ ذﻟــﻚ اﳌـﻌـﺎﻃـﻒ اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ زﻳــﻨــﺘــﻬــﺎ ﺣــــــﻮاش ﻓــﻀــﻴــﺔ. وﻛــﺎﻧــﺖ ﻫـــــــــــــــﺬه اﳌــــــﻌــــــﺎﻃــــــﻒ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺳﺘﺎرة ﺗﻘﻲ اﻟﻔﺴﺎﺗﲔ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟــــﻄــــﻘــــﺲ وﻛـــﺄﻧـــﻬـــﺎ ﻗــﻄــﻊ ﻧــﻔــﻴــﺴــﺔ. ﻛﻤﺎ