ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺸﺘﺎوي وﻛﺮﻳﺴﺘﲔ ﺻﺎﻟﺢ... اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻘﻠﻢ واﻟﺮﻳﺸﺔ
ﻏﻼف أدى إﻟﻰ وﻻدة ﺻﺪاﻗﺔ ﺑﲔ ﻛﺎﺗﺒﺔ ورﺳﺎﻣﺔ
ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺸﺘﺎوي، ﺷﺎﻋﺮة ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﻟﻬﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺠﺎﻣﻴﻊ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ: »ﺣﺒﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﴼ ﺣــﺒــﻴــﺒــﻲ « ، و » ﻣــﻤــﺮ وردي ﺑــﲔ اﻟـﺤـﺐ واﳌﻮت « و » ﻫﺎﻟﻮﻳﻦ اﻟﻔﺮاق اﻷﺑﺪي .«
دﺧــﻠــﺖ ﻋــﺎﻟــﻢ اﻟـــﺮواﻳـــﺔ ﺑــ » ﻋـﺸـﻖ « و » ﺣﲔ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﺮﻳﻢ « و » ﻳﺎﻗﻮت .«
ﻛﺮﻳﺴﺘﲔ ﺻﺎﻟﺢ ﺟﻤﻴﻞ رﺳﺎﻣﺔ ﺑـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻟـــﺒـــﻨـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﺷـــــﺎرﻛـــــﺖ ﻓــﻲ ﻣﻌﺎرض ﻣﺤﻠﻴﺔ وﻋﺎﳌﻴﺔ، ﻟﻬﺎ ﻟﻮﺣﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻦ اﻟﺨﻴﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﻲ زﻳﻨﻬﺎ ﻣﺮاد ﺑﻄﺮس ﺑﺎﻟﺤﺮف اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ .
ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ إﻃـــﻼق اﻟـﻜـﺎﺗـﺒـﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺸﺘﺎوي رواﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة »ﺗﻴﺮﻳﺰا أﻛـــﺎدﻳـــﺎ « ، ﺿــﺮﺑــﺖ » اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــﻂ « ﻋـﺼـﻔـﻮرﻳـﻦ ﺑـﺤـﺠـﺮ، ﻷﻧـﻬـﻤـﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﺷﺒﻪ ﺑﻌﺼﻔﻮرﻳﻦ ﻳﺰﻗﺰﻗﺎن ﺑﻠﻐﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻃﺮﻗﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ.
»ﺗـﻴـﺮﻳـﺰا أﻛــﺎدﻳــﺎ«، رواﻳــﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﻣـﺎ ﺑــﲔ اﻟـﺨـﻴـﺎل وﺟـﻨـﻮن اﻟـﺤـﺐ. ﺗﺒﺪأ ﻣــﻦ ﺷـﺎﻃـﺊ ﺑﻮرﺗﻮﻓﻴﻨﻮ ﻓــﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﺗﻨﺘﻘﻞ أﺣﺪاﺛﻬﺎ إﻟـﻰ ﻣﺮﻓﺄ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﲔ ﺟﺪران دﻳﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺘﺎﺑﺎ، وﻫﺬه اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﺮاع اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺮود ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ.
»ﺗــــﻴــــﺮﻳــــﺰا أﻛــــــﺎدﻳــــــﺎ« أو »اﻣــــــــﺮأة اﻟــــﻔــــﺮاق«، ﺗــﻮﻟــﺪ ﻓـــﻲ ﺑــﻴــﺖ ﻳــﻔــﻘــﺪ أﺣــﺪ أرﻛﺎﻧﻪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. واﻟﺪﻫﺎ ﺷﻴﺦ اﻟﺒﺤﺮ رﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ اﻷﻃـﻮار ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺒﺤﺎر. ﺗﻮﻓﻴﺖ واﻟﺪﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﻻ ﺗﺰال ﻃﻔﻠﺔ، ورﺑﺘﻬﺎ اﻣﺮأة ﻻ ﺗﻘﻞ ﻏﺮاﺑﺔ ﻋﻦ واﻟﺪﻫﺎ .
أﺣـﺒـﺖ ﺗـﻴـﺮﻳـﺰا أﻏﺴﻄﻴﻨﻮ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗــﺮك ﺑﻮرﺗﻮﻓﻴﻨﻮ واﺧــﺘــﻔــﻰ... ﻓﻘﺮرت اﻟﺴﻔﺮ إﻟﻰ... ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺪأ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ...
واﻟــﻼﻓــﺖ ﻓــﻲ اﻟـﻜـﺘـﺎب ﺑـﻌـﻴـﺪﴽ ﻋﻦ ﻗـــﺼـــﺘـــﻪ، اﻟــــﻐــــﻼف ﻓـــﻬـــﻮ ﻟـــﻮﺣـــﺔ ﻓـﻨـﻴـﺔ راﺋﻌﺔ ﺗﺸﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ اﻟﻬﺎدﺋﺔ . ﺗﺮوي ﻟﻨﺎ ﻣﺸﺘﺎوي ﻟـﻐـﺰ اﻟــﻐــﻼف وﺗــﻘــﻮل إﻧــﻬــﺎ اﻟـﺘـﻘـﺖ ﻋﻦ ﻃــﺮﻳــﻖ اﻟــﺼــﺪﻓــﺔ ﺑــﺎﻟــﻔــﻨــﺎﻧــﺔ اﻟــﺮﺳــﺎﻣــﺔ ﻛــﺮﻳــﺴــﺘــﲔ ﺻـــﺎﻟـــﺢ ﺟــﻤــﻴــﻞ ﻣـــﻦ ﺧــﻼل ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ. ﺑﻬﺮﺗﻬﺎ ﻟﻮﺣﺎﺗﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﻌﻨﻮان » أﻣﻞ « ، وﻫﻲ ﻋـــﺒـــﺎرة ﻋـــﻦ ﺻــــﻮرة ﻓــﺘــﺎة اﺳـﺘـﻄـﺎﻋـﺖ اﻟﺮﺳﺎﻣﺔ أن ﺗﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻈﻬﺮ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ رأت ﻣﺸﺘﺎوي ﻫــﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺗﻤﻨﺖ ﺿﻤﻨﴼ أن ﺗﺮﺳﻢ ﻛﺮﻳﺴﺘﲔ ﻟﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﻏﻼف » ﺗﻴﺮﻳﺰا أﻛﺎدﻳﺎ « ؛ ﻓﻌﺮﺿﺖ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ورﺣﺒﺖ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮة، ﺛﻢ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻘﺮأ اﻟﺮواﻳﺔ... وﺑﻌﺪ أﺳــﺒــﻮع اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﻗـﺎﺋـﻠـﺔ: »ﺗﻴﺮﻳﺰا أﻛــــﺎدﻳــــﺎ ﺗــﺸــﺒــﻬــﻚ ﺟـــــﺪﴽ، أو ﻗـــﺪ ﺗــﻜــﻮن أﻧﺖ. ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻐﻼف ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑﻮرﺗﺮﻳﻪ ﻳﺸﺒﻬﻚ .«
ﺗــــﻘــــﻮل ﻣــــﺸــــﺘــــﺎوي : » أﺧـــﺎﻓـــﺘـــﻨـــﻲ اﻟــﻔــﻜــﺮة ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ ﻷﻧـــﻲ ﻛــﻨــﺖ أﻋـﻠـﻢ ﺿﻤﻨﴼ أﻧﻨﻲ ﺳﺄواﺟﻪ اﻧﺘﻘﺎدات ﺣﺎدة، ﻣﺜﻞ )ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻐﺮورة وﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ وﻧﺮﺟﺴﻴﺔ ( ، وﻟﻜﻨﻲ ﺣﲔ رأﻳﺖ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻗـﺘـﻨـﻌـﺖ ﺑـﻔـﻜـﺮة ﻛـﺮﻳـﺴـﺘـﲔ، وﺷـﻌـﺮت أﻧﻬﺎ ﻓﻌﻼ ﺗﺠﺴﺪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ .«
وﻗــﺎﻟــﺖ ﻛﺮﻳﺴﺘﲔ ﺻـﺎﻟـﺢ ﺟﻤﻴﻞ ﻟـــــ » اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ « إﻧـــﻬـــﺎ ﺟــﺴــﺪت ﺻﻮرة ﺗﻴﺮﻳﺰا، وﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﺄن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أﻗـﺮب إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وﻫﻲ ﺳﻌﻴﺪة ﺟﺪا ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ. ﻓﻬﺬه ﻫﻲ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗــﻘــﻮم ﺑــﻬــﺎ ﺑــﺮﺳــﻢ ﻏـــﻼف ﻛــﺘــﺎب وﻫــﻲ راﺿـﻴـﺔ ﺟــﺪا ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ. وأﺿـﺎﻓـﺖ أن إﺣﺴﺎس اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﺎﻓﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎدات اﻟﺘﻲ أﻃﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ إﻃﻼق اﻟﻜﺘﺎب، وﺷـــــﺪدت ﻋــﻠــﻰ أن اﻻﻧــﺘــﻘــﺎد ﻣــﻬــﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن، وﻛﺮرت ﺑﺄن ﻓﻜﺮة اﻟـﻐـﻼف ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ، واﻟـﺴـﺒـﺐ ﻫﻮ أن ﻛﺮﻳﺴﺘﲔ رأت ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺮأة اﻟــﺘــﻲ ﺗـــﺪور أﺣــــﺪاث اﻟــﻜــﺘــﺎب ﺣـﻮﻟـﻬـﺎ، ﺗﺸﺒﻪ ﻓـﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ. وﻫﻨﺎ ﺗﻔﺴﺮ ﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻋﻤﻠﻬﺎ رﺳــﺎﻣــﺔ، وﺗــﻘــﻮل: اﻟـﻔـﻦ ﻫـﻮ ﻋـﺒـﺎرة ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ وﻟـﻪ وﺟـﻮه ﻋـﺪة. اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻦ. واﻟﺮﺳﻢ ﻓﻦ . واﻟﻐﻨﺎء ﻓﻦ . وأﻧﺎ أرى ﺑﺄن ﺻـﺎﺣـﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻫـﻮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣـﻦ ﻋﻤﻠﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ، وﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺮﻳﻢ، ﻓﻬﻲ ﻗــﻄــﻌــﺔ ﻣـــﻨـــﻪ، وﻟــــﻮ أﻧـــﻬـــﺎ ﻻ ﺗــــﺮى ﻫــﺬا اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ وأوﺟﻪ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ.
وﺗـﻀـﻴــﻒ ﺻــﺎﻟــﺢ أﻧــﻬــﺎ ﻟــﻢ ﺗﻨﻘﻞ ﺻـﻮرة ﻣﺮﻳﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ؛ ﻷﻧﻬﺎ وﺿﻌﺖ ﳌــﺴــﺘــﻬــﺎ اﻟـــﺨـــﺎﺻـــﺔ ﻟـــﺪرﺟـــﺔ أن ﻫــﻨــﺎك اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﺴــﺎؤﻻت ﻋـﻤـﺎ إذا ﻛـﺎن ﻏﻼف اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ ﺻﻮرة ﻣﺮﻳﻢ أم اﻣﺮأة أﺧﺮى؟ وﻫﺬا ﻣﺎ أرادﺗـﻪ ﺻﺎﻟﺢ؛ ﻷﻧﻬﺎ وﺿﻌﺖ ﳌﺴﺘﻬﺎ وﻧﻘﻠﺖ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻤﺴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﻄﻠﺔ اﻟﻜﺘﺎب ورﺳــﻤــﺘــﻬــﺎ ﺑــﺎﻟــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺷـﻌـﺮت ﺑﻬﺎ. وﺗﺘﺎﺑﻊ: ﻧﺠﺎح أي ﻋﻤﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻴﺪة ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ اﻟــﺰﺑــﻮن واﻟـــﺮﺳـــﺎم، وﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧــﺠــﺢ اﻟـــﻐـــﻼف؛ ﻷن ﻋــﻼﻗــﺘــﻲ ﺑـﻤـﺮﻳـﻢ ﺗﻄﻮرت ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺻﺪاﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ، وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻫﻮ وﻟﻴﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﻋﺪة ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻗﺒﻞ وﺧﻼل وﺑﻌﺪ إﻧﺠﺎز اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ اﺳـــﺘـــﻐـــﺮق رﺳـــﻤـــﻬـــﺎ اﻟـــﺸـــﻬـــﺮ وﻧــﺼــﻒ اﻟــﺸــﻬــﺮ ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﴼ، واﺳــﺘــﻤــﺘــﻌــﺖ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﺑـﻬـﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟــﺬي اﺳﺘﻄﻌﺖ أن اﻗﻨﻊ اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺑﻪ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠ ّﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻮر اﻷﺧﺮى، إﻻ أﻧﻨﻲ اﻧﺘﺼﺮت ﺑـــﺮأﻳـــﻲ، وأﻋــﺘــﻘــﺪ ﺑــــﺄن اﻟــﻨــﻘــﺎد ﺳــﻮف ﻳـﻘـﺘـﻨـﻌـﻮن ﺑــﻬــﺬا اﻟــﺨــﻴــﺎر أﻳـــﻀـــﴼ؛ ﻷن اﻟﺼﻮرة ﻫﻲ ﻣﺮآة ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﻣﺮﻳﻢ.«
وردﴽ ﻋــﻠــﻰ ﺳـــﺆاﻟـــﻨـــﺎ ﻋـــﻦ ﻧـﺴـﺒـﺔ رﺿــﺎﻫــﺎ ﻋــﻦ اﻟــﻠــﻮﺣــﺔ واﻟــﻌــﻤــﻞ، ﺗﻘﻮل ﻛﺮﻳﺴﺘﲔ إﻧﻬﺎ راﺿﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻘﺒﻞ اﻟﻨﻘﺪ ﺑﺼﺪر رﺣﺐ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺴﻌﻰ داﺋﻤﴼ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﺴﻦ.
ﺑــﺎﻟــﻌــﻮدة إﻟــــﻰ ﻣــﺮﻳــﻢ ورواﻳــﺘــﻬــﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة، وﻟــﺪى ﺳﺆاﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺮواﻳﺔ اﻷﻗــــﺮب إﻟــﻰ روﺣــﻬــﺎ واﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﺒﻬﻬﺎ ﻛﺈﻧﺴﺎﻧﺔ، ردت: »ﻛـﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﺔ ﻫﻲ اﻣﺘﺪاد ﻟﺮوح ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ... وﻛﻞ رواﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺮآة ﻣﺮﻳﻢ. أﻋﻜﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺮاﻛﻤﺎت ﻓـــﻲ داﺧـــﻠـــﻲ ﻋـﺸـﺘـﻬـﺎ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺿـــﻲ أو ﺻﺎدﻓﺘﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜﴼ أو ﻗﺮأﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن وﺗــﺨــﻤــﺮت ﻓـــﻲ ذاﻛــــﺮﺗــــﻲ .« وﺗــﻮﺿــﺢ : »ﻣــﺮﻳــﻢ ﻫــﻲ ﻋـﺸـﻖ وﻳــﺎﻗــﻮت وﺗـﻴـﺮﻳـﺰا أﻛـﺎدﻳـﺎ. رﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ )ﻋـﺸـﻖ( ﺑﻔﻘﺪاﻧﻬﺎ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣـﺮض اﻟـﺴـﺮﻃـﺎن... وﻛﻨﺖ ) ﻳﺎﻗﻮت ( ﺑﺎﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ داﺧﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ... وﻛﻨﺖ ﺗﻴﺮﻳﺰا ﺑﺠﻨﻮﺑﻬﺎ واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ. ﻛﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻦ أﺣﺸﺎﺋﻲ ... أﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﺤﺐ ... أﺗﻘﻤﺼﻬﺎ وﺗــﺘــﻘــﻤــﺼــﻨــﻲ... ﻧــﻌــﻴــﺶ ﻣــﻌــﴼ ﻃـﻴـﻠـﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮواﺋﻴﺔ، وﺣﲔ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺮواﻳﺔ أﺷﻌﺮ ﺑﺈﺣﺒﺎط ﺷﺪﻳﺪ وﺑﻔﺮاغ أﻛﺒﺮ.«
وﻋـــﻦ ﺳــﺒــﺐ اﻧــﺘــﻘــﺎﻟــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟﺸﻌﺮ إﻟﻰ اﻟﺮواﻳﺔ، ﺗﻘﻮل ﻣﺸﺘﺎوي : » ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮواﻳﺔ، ﺑــﻞ اﻷﺻـــﺢ أﻧــﻨــﻲ ﻧـﻘـﻠـﺖ ﻣـﻌـﻲ اﻟﺸﻌﺮ إﻟﻰ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ. ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻴﺘﻲ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﻬﻲ اﻷﺻﻞ... ﺣــﺎوﻟــﺖ أن أوﻇـــﻒ اﻟـﺸـﻌـﺮ ﻓــﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺮواﻳﺔ، وﻛﻨﺖ ﺣﺮﻳﺼﺔ أن ﻳﻜﻮن ﻇﻠﻪ ﺧﻔﻴﻔﴼ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺒـﻨـﺎء اﻟـــﺮواﺋـــﻲ. أﺳﻌﻰ ﻷﻛــﺘــﺐ ﺑــﺄﺳــﻠــﻮب ﺷــﺎﻋــﺮي، ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﺮواﻳﺔ.«
وﺑﺮأﻳﻬﺎ، ﻓﺈن اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺤﻴﺎة واﳌﺎﺳﻲ اﳌﺘﻼﺣﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻬﺎ، ﺗﺪﻓﻊ اﳌﺒﺪع إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ . واﻟﺸﻌﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻣﻜﺜﻒ، وﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﺿﻴﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ، وﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺗﺪﻓﻖ اﳌﺸﺎﻋﺮ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﺠﺄت إﻟﻰ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ت ﻛﺤﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ وﻟﻴﺪة اﻷﺣﺪاث اﻷﻟﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻳـــﻮﻣـــﻴـــﴼ.« وﺗـــﺘـــﺎﺑـــﻊ: »ﻛـــﻤـــﺎ أن اﻟـﺸـﻌـﺮ ﻧﺨﺒﻮي ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز، وأﻧﺎ أردت أن أﺻﻞ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻓﺌﺎت اﻟﻘﺮاء.«
ﺗـــﺮى ﻣــﺸــﺘــﺎوي أن اﻟــﻠــﺠــﻮء إﻟـﻰ اﻟـــﺮواﻳـــﺔ ﻛـــﺎن ﻟـﻐـﺴـﻞ روﺣــﻬــﺎ ﻣــﻦ ﻛﻞ اﻟﺸﻮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ، وﺛﺎﻧﻴﴼ ﻷﻧـﻬـﺎ ﺗﻄﻤﺢ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ وﺗـﺆﻣـﻦ ﺑـﺪور اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ. وﺣﺴﺐ رأﻳـــﻬـــﺎ، ﻓــﻜــﻮﻧــﻬــﺎ ﻋــﺮﺑــﻴــﺔ ﻣــﻘــﻴــﻤــﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﺗﺮى أن ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ ﻣﺮﺗﻊ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﳌـﺒـﺪع رﺟــﻼ ﻛــﺎن أم اﻣــﺮأة، ﻋﺮﺑﻴﴼ أم أﺟﻨﺒﻴﴼ.
وﺗﻀﻴﻒ: »ﻟﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن آﺗــﻲ ﻣــﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻷﻧــﺠــﺢ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻠــﻲ وﻣــﺠــﺘــﻤــﻌــﻲ، وﻻ ﺣﺘﻰ أن أﺗﺒﻊ ﺗﻴﺎرﴽ أو ﺣﺰﺑﴼ أو زﻋﻴﻤﴼ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ، ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ وﻃﻨﻲ اﻷم أو ﻓـﻲ أي ﺑﻠﺪ ﻋـﺮﺑـﻲ آﺧــﺮ. ﻫﻨﺎ، ﻳـﻜـﻔـﻲ أن ﻳـﺠـﺘـﻬـﺪ اﻹﻧـــﺴـــﺎن ﻟﻴﺠﻨﻲ ﺛــﻤــﺎر ﺗــﻌــﺒــﻪ .« وﺗــﻀــﻴــﻒ : » ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﻤـﺮأة ﺗـﺤـﺪﻳـﺪﴽ، ﻓــﺈن اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ وﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻬﺎ. ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ، وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣـﺰج اﳌــﺮأة اﻟﺤﺴﻨﺔ اﳌـﻈـﻬـﺮ ﻣــﻊ اﳌــﻮﻫــﺒــﺔ، وﻛــــﺄن ﻋـﻠـﻰ ﻛﻞ اﻣـــﺮأة ﻧـﺎﺟـﺤـﺔ أو ﻣـﻮﻫـﻮﺑـﺔ أن ﺗﻜﻮن رﺛﺔ اﳌﻈﻬﺮ. ﻓﻲ ﻟﻨﺪن اﳌﺮأة اﳌﺠﺘﻬﺪة ﻗـﺒـﻴـﺤـﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ أم ﺟـﻤـﻴـﻠـﺔ ﺗــﺼــﻞ إﻟــﻰ أﺣـــﻼﻣـــﻬـــﺎ. ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ ﺗـــﻘـــﺪر اﻟـــﻜـــﻔـــﺎءات ﺗﺸﺠﻌﻬﺎ وﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ.«
ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﻠﻤﺖ أن اﻹﻧــﺴــﺎن ﻟــﻪ ﺣــﻘــﻮق ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻣـﺜـﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﺮأت ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺸﺘﺎوي ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت.
ﻳـــﺸـــﺎر إﻟــــﻰ أن ﻣـــﺮﻳـــﻢ ﻣــﺸــﺘــﺎوي ﺗــﺸــﺎرك ﻓــﻲ ﺻــﺎﻟــﻮن ﺛـﻘـﺎﻓـﻲ ﺷـﻬـﺮي، وﻟــــﻬــــﺎ ﻧــــﺸــــﺎﻃــــﺎت ﺛـــﻘـــﺎﻓـــﻴـــﺔ ﺧـــﻴـــﺮﻳـــﺔ. ﻓﺎﻟﺼﺎﻟﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻫﻮ ﺗﺠﻤﻊ ﺷﻬﺮي ﳌﺜﻘﻔﲔ وﻛﺘﺎب وﺷﻌﺮاء ﻋﺮب وأﺟﺎﻧﺐ ﻣــﻦ ﻣـﺤـﺒـﻲ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ، ﻳﻨﻈﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﻣـﺪ اﻟﺠﺴﻮر ﺑـﲔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺘﲔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ زﻣـﻦ ﺷﺎﻋﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟــﻐــﺮب. ﻟـﺤـﺪ اﻵن اﺣـﺘـﻔـﻰ اﻟـﺼـﺎﻟـﻮن ﺑــﻘــﺎﻣــﺎت ﻋــﺮﺑــﻴــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻣــﺜــﻞ ﺟــﺒــﺮان ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺒﺮان وﻧﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻛﻤﺎ أﺣﻴﺎ ذﻛﺮى ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺷﺎرع اﳌﺘﻨﺒﻲ .
أﺳﺴﺖ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺼﺎﻟﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑـــﻌـــﺪ ﻣــــــﻮت اﺑـــﻨـــﻬـــﺎ اﻟـــﺼـــﻐـــﻴـــﺮ ﻟــﺪﻋــﻢ اﻟـــﺠـــﻤـــﻌـــﻴـــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﻌـــﻨـــﻰ ﺑــﻤــﺮض ﺳﺮﻃﺎن اﻷﻃﻔﺎل .
ﺑـــــــﺪأت ﻓــــﻲ ﻟــــﻨــــﺪن ﺛــــﻢ ﺗــﻮﺳــﻌــﺖ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت إﻟـﻰ ﺑﻠﺪان ﻋﺮﺑﻴﺔ أﺧـﺮى، ﻓﻨﻈﻤﺖ أﻣﺴﻴﺘﲔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺘﲔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﺮﻃﺎن اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت أﻣﺎ ﻓـﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺎ أﻣﺴﻴﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻋﺰﻳﺰة ﻋﺜﻤﺎﻧﺔ.
ﺧﺘﻤﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺑﻌﺒﺎرات راﺋــﻌــﺔ ﺗﻨﺒﻊ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﻠـﺐ: »ﻛــﻤــﺎ ﻳـﻘـﺎل، اﻟﺤﻴﺎة ﻗﺼﻴﺮة، وﻫــﻲ أﺧــﺬ وﻋـﻄـﺎء، وﻣــــﺘــــﻰ أﺻـــﺒـــﺤـــﺖ أﺧــــــــﺬﴽ ﺑـــــﻼ ﻋــﻄــﺎء ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣﻴﺎة. ﻧﺤﻦ ﻧﺄﺧﺬ ﻳﻮﻣﻴﴼ أﺷﻴﺎء ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻧﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ، ﻓﻼ ﺿـــﺮر ﺑـــﺄن ﻧــﻌــﻄــﻲ اﻟــﻘــﻠــﻴــﻞ. واﳌــﺤــﺒــﺔ ﺗـﺮﻓـﻌـﻨـﺎ إﻟـــﻰ أﻋــﻠــﻰ ﻣــﺮاﺗــﺐ اﻟـــﻔـــﺮح... ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻃﻔﻞ ﻣﺮﻳﺾ ﻫﻲ أﻋﻈﻢ آﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة .«