ﺟﻨﺎزة ﻟﻠﺴﺎق اﳌﻘﻄﻮﻋﺔ
ﻛــﺎن ﻏـﺎﺑـﺮﻳـﻴـﻞ ﻏـﺎرﺳـﻴـﺎ ﻣـﺎرﻛـﻴـﺰ ﻣــﺄﺧــﻮذﴽ ﺑــﺪور اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﻜﺎم أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، وإﻧﻤﺎ اﻷﻗـﺮب، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻄﺮت ﻟﻪ رواﻳــﺔ »ﺧﺮﻳﻒ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك« أﺧﺬ ﻳـﻘـﺮأ وﺛــﺎﺋــﻖ ﻛــﻞ دﻳـﻜـﺘـﺎﺗـﻮر ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، ﻟـﻜـﻲ ﻳﺮﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﺼﻮرة اﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ. وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺑﺤﺎﺛﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻛــﺎن ﻳﻜﻠﻒ ﻓﺮﻳﻘﴼ ﻛـﺎﻣـﻼ ﻣـﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻣـﺴـﺎﻋـﺪﺗـﻪ. وﻗــﺪ ﻋــﺮف ﻋﻨﻪ أﻧــﻪ ﻣــﻦ أﺑـﻄـﺄ اﻟـﺮواﺋـﻴـﲔ وأﻛــﺜــﺮﻫــﻢ دﻗــــﺔ. وذات ﻣـــﺮة ﻛــﺘــﺐ ٠٠٥ ﺻـﻔـﺤـﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺘﻬﻲ إﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻣﻦ ١١ ﺻﻔﺤﺔ.
ﻓـﻲ ﺣـﺪﻳـﺚ ﻋـﻦ »ﺧـﺮﻳـﻒ اﻟـﺒـﻄـﺮﻳـﺮك« ﻗــﺎل: »ﻛـﺎن ﻫﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﺬﻫﻞ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﻞ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر. ﻓﻘﺪ ﻛــﺎن ﺣـﺎﻛـﻢ اﻟــﺒــﺎراﻏــﻮاي اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﻓـﺮاﻧـﻜـﻴـﺎ ﻣــﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، وﻣﻊ ذﻟﻚ أﻏﻠﻖ اﻟﺒﻼد إﻻ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬة ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟــﺒــﺮﻳــﺪ، ﻛـﺄﻧـﻤـﺎ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﺑﻴﺘﻪ اﻟــﺨــﺎص. وأﻗــﺎم أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻟﻮﺑﻴﺰ دو ﺳﺎﻧﺘﺎ آﻧﺎ ﺟﻨﺎزة وﻃﻨﻴﺔ ﻟﺴﺎﻗﻪ اﳌﻘﻄﻮﻋﺔ.
»وﳌﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪ ﻟﻮﺑﻲ دي أﻏﻮﻳﺮي، ﻇﻠﺖ ﻋﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻀﻌﺔ أﻳــﺎم، وﻛــﺎن ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﻳﺮاﻫﺎ ﻳﺮﺗﻌﺪ ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ أن ﺗﻤﺘﺪ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻨﺠﺮ اﳌﺸﻬﻮر. وﻓــﻲ ﻧـﻴـﻜـﺎراﻏـﻮا، ﺻﻨﻊ ﺳــﻮﻣــﻮزا ﻗﻔﺼﴼ ﻣـﻦ ﺷﻘﲔ: اﻷول ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﳌﻔﺘﺮﺳﺔ، واﻵﺧﺮ ﻳﻀﻊ ﻓـﻴـﻪ ﺧـﺼـﻮﻣـﻪ. وﻓــﻲ أي ﺣـــﺎل، ﻧـﺤـﻦ، ﻛــﺘــﺎب أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ دوﻣــﴼ أن ﻣـﺎ ﻣـﻦ ﻣﺨﻴﻠﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺠﺎري ﺣﻘﺎﺋﻘﻨﺎ«.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎرﻛﻴﺰ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮاء ات، ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﻤﻀﻲ وﻗــﺘــﴼ ﻓــﻲ دراﺳــــﺔ »اﳌـــﻮاﻗـــﻊ« أو »اﳌــﻨــﺎﺧــﺎت«. ﻟـﺬﻟـﻚ؛ أﻣﻀﻰ ﺛـﻼث ﺳﻨﻮات ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ ﻓﻲ اﻷﻳــﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻠﺠﻨﺮال ﻓﺮاﻧﻜﻮ، أﺣـﺪ أﺷﻬﺮ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﻌﺎﺻﺮ.
وأﻣﻀﻰ وﻗﺘﴼ ﻓﻲ روﻣـﺎ ﻳـﺪرس ﻣﻨﺎخ ﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗـﻴـﺼـﺮ. ﻓـﻘـﺪ اﻛـﺘـﺸـﻒ أن اﻟــﻨــﺎس ﺗــﻌــﺮف اﻟـﻘـﻠـﻴـﻞ ﻋﻦ ﻗﻴﺼﺮ روﻣﺎ. وأن ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ، ﻛﺎن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﺨﻴﻼت ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ.
ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻏﺎﺋﺐ، أو ﻣﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﺎرﻛﻴﺰ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺟــﺪﴽ؟ ﻫﻨﺎك ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو، اﻟـﺬي أﻣﻀﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺣﺎﻛﻢ ﻻﺗﻴﻨﻲ آﺧﺮ. وﻟﻜﻦ أوﺻﺎف »اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻔﻪ« ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺗﻤﺎﻣﴼ أوﺻﺎف ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻓﻲ رﺑﻴﻌﻪ »ﻣﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻛﺎن ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺳﺠﲔ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺣﺘﻰ أﻗﺮب اﻷﺻﺪﻗﺎء إﻟﻴﻪ«. أي ﺣﺘﻰ ﻣﺎرﻛﻴﺰ ﻧﻔﺴﻪ.