اﻟﺴﻴﺎب... ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﺞ
أﻣﺴﻴﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻧﺪوة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻮم ﰲ دﺑﻲ
ﻧﻈﻤﺖ ﻧﺪوة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻮم، ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﻌـــﺎون ﻣـــــﻊ »أﺛـــــــــﺮ« ﻟــﻠــﻔــﻨــﻮن واﻵداب، أﻣﺴﻴﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﺞ« ﻓﻲ ذﻛــﺮى ﻣــﺮور ٠٩ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻼد راﺋــــﺪ اﻟــﺤــﺪاﺛــﺔ اﻟـﺸـﻌـﺮﻳـﺔ اﻟـﺸـﺎﻋـﺮ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺪر ﺷﺎﻛﺮ اﻟﺴﻴﺎب.
ﺣـﻀـﺮ اﻟـﺤـﻔـﻞ ﺳـﻠـﻄـﺎن ﺻﻘﺮ اﻟــﺴــﻮﻳــﺪي، رﺋــﻴــﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻧــﺪوة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟـﻌـﻠـﻮم، وأﻋﻀﺎء ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻹدارة، واﻷدﻳــــــــﺐ ﻋـﺒـﺪ اﻟـــﻐـــﻔـــﺎر ﺣـــﺴـــﲔ، وﻧـــﺠـــﻞ اﻟــﺸــﺎﻋــﺮ اﻟﺮاﺣﻞ ﻏﻴﻼن ﺑﺪر ﺷﺎﻛﺮ اﻟﺴﻴﺎب، وﻟﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﳌﻬﺘﻤﲔ واﻟﺤﻀﻮر.
ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺤﻔﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺑﺮوﻳﻦ ﺣــﺒــﻴــﺐ اﻟـــﺘـــﻲ أﻟـــﻘـــﺖ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻐﻨﺎء اﻟـﻔـﻨـﺎﻧـﺔ ﻣــﻜــﺎدي ﻧــﺤــﺎس واﻟـﻔـﻨـﺎن أﻧﻮر داﻏﺮ.
رﺣـــﺒـــﺖ ﺑـــﺮوﻳـــﻦ ﺑــﺎﻟــﺤــﻀــﻮر، وﺑــــﺠــــﻬــــﻮد دوﻟــــــــﺔ اﻹﻣـــــــــــــﺎرات ﻓــﻲ رﻋـــﺎﻳـــﺔ اﻟــﻔــﻦ واﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ، وﺣـــﺮص ﻧــــــــﺪوة اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ واﻟــــﻌــــﻠــــﻮم ﻋــﻠــﻰ اﺳـــﺘـــﺤـــﻀـــﺎر اﻟــــﻘــــﺎﻣــــﺎت اﻷدﺑــــﻴــــﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ. وﻋﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ، ﻗﺎﻟﺖ إﻧـﻪ وﻟـﺪ اﻟﺴﻴﺎب ﻋـﺎم ٥٢٩١ ﻓــﻲ ﻗـﺮﻳـﺔ ﺟـﻴـﻜـﻮر اﻟـﺘـﻲ أﻏـــﺮم ﺑﻬﺎ وﻫﺎم أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ... وﻫﻲ ﻣﻦ ﻗــﺮى ﻗـﻀـﺎء »أﺑــﻲ اﻟﺨﺼﻴﺐ« ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺒﺼﺮة، وﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٨٤٩١ ﺗــﺨــﺮج ﻣــﻦ دار اﳌـﻌـﻠـﻤـﲔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺜﻘﻒ ﺑﺎﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ اﳌﺘﻨﺒﻲ واﻟــﺠــﺎﺣــﻆ وأﺑــــﻮ اﻟــﻌــﻼء اﳌــﻌــﺮي. وأﺿــﺎﻓــﺖ، ﻋــﺎش ﺣﻴﺎة ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﻞ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻧﺎة، ﻓﻘﺪ أﻣﻪ وﺟﺪﺗﻪ، ﻓﻌﺎش ﻣﺮﻳﻀﴼ ﻣﺘﺨﺒﻄﴼ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺤﻦ ﻣﻤﺎ ﺻﻘﻞ ﺷﻌﺮه اﻟﻌﺬب، ﻇﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺮض ﻻزﻣﻪ ﻓــﺘــﺮة ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ ﺣــﺘــﻰ ﻗــﻀــﻰ ﻧﺤﺒﻪ ﺳﻨﺔ ٤٦٩١. وﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ ٤٦٩١.
ﻧـــﻈـــﻢ اﻟــــﺴــــﻴــــﺎب اﻟــــﺸــــﻌــــﺮ ﻓــﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺷﺒﺎﺑﻪ، وﻛﺎن ﻳﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﻨﺪوات ﻓﻲ اﳌﻘﺎﻫﻲ اﻷدﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻗـﻬـﻮة ﻋــﺮب أو اﻟــﺰﻫــﺎوي، وﻻﺷــﻚ أن ﺛﺮوة اﻟﺴﻴﺎب اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺗﺠﺪﻫﺎ واﺿــــﺤــــﺔ اﳌـــﻌـــﺎﻟـــﻢ ﻓــــﻲ ﻗــﺼــﻴــﺪﺗــﻪ »ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﺞ«.
ﻳﻀﻌﻪ اﻟـﺸـﻌـﺮاء ﻓـﻲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ رواد اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ، وأﺷــــــــﻬــــــــﺮ دواوﻳــــــــــﻨــــــــــﻪ »أزﻫـــــــــــــﺎر وأﺳـــﺎﻃـــﻴـــﺮ« و»اﳌــﻌــﺒــﺪ اﻟــﻔــﺮﻳــﻖ« و»أﻧـــﺸـــﻮدة اﳌــﻄــﺮ« و»ﺷـﻨـﺎﺷـﻴـﻞ اﺑﻨﺔ اﻟﺠﻠﺒﻲ«.
وﻗــﺪ ﺗـﺄﺛـﺮ اﻟـﺴـﻴـﺎب ﻟـﻐـﺔ ﺑﻤﺎ ﻗـــﺮأه ﻓــﻲ اﻷدب اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟـﻘـﺪﻳـﻢ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻐﺘﻪ ﻗﻮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﻛﻴﺐ، ﻛﺬﻟﻚ ﺗــﺄﺛــﺮ ﺑــﺄﻋــﻼم اﻷدب اﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰي ﻓــﻘــﺎده ﻫـــﺬا إﻟـــﻰ اﺑــﺘــﻜــﺎر أﺳــﻠــﻮب ﺟــﺪﻳــﺪ ﻓــﻲ اﻟـﺸـﻌـﺮ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟــﺬي اﺿﻄﻠﻊ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ وﻧﺎزك اﳌﻼﺋﻜﺔ.
وأﺿـﺎﻓـﺖ ﺑـﺮوﻳـﻦ ﻓـﻲ رﺳﺎﻟﺔ إﻟــﻰ اﻟــﺴــﻴــﺎب: ﻣــﺮ ﺗـﺴـﻌـﻮن ﻋﺎﻣﴼ ﻋـــﻠـــﻰ ﻳــﻘــﻈــﺘــﻚ اﻷوﻟــــــــﻰ ﻓــــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، واﺛــﻨــﺎن وﺧـﻤـﺴـﻮن ﻋﻠﻰ إﻏـــﻤـــﺎﺿـــﺘـــﻚ، وﻣـــــﺎ ﺑــــﲔ اﻟــﻴــﻘــﻈــﺔ واﻹﻏــﻤــﺎﺿــﺔ ﻣــﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﳌــﻮت ﻋﻠﻴﻨﺎ، أﻣـــﺎ اﳌـﻨـﺎﻓـﻲ اﻟــﺘــﻲ وﻗﻔﺖ ﻳﻮﻣﴼ وﺣﺴﺒﺖ ﻧﻔﺴﻚ أﻧﺖ اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﺞ، ﻓﺄﻃﻤﺄﻧﻚ
ّّ ﺑـــﺤـــﺮارة ﺻـــﺎدﻗـــﺔ ﺑــــﺄن ﻛـــﻞ ﺷــﻲء ﺑﺎت ﻏﺮﻳﺒﴼ ﺣﻮﻟﻨﺎ، وأن اﻟﺸﻮاﻃﺊ ﻋﺠﺖ ﺑﺎﻟﻔﺎرﻳﻦ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ اﻟﻌﺮاق...
ﺷـــﺎﻋـــﺮﻧـــﺎ اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮ ﺑـــــــﺪر... ﻓﻬﻤﻨﺎ أﺧـﻴـﺮﴽ أن اﻟﺸﻌﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﻮل ﻧﻬﺮﴽ ﺻﻐﻴﺮﴽ وﺿﺎﺋﻌﴼ إﻟﻰ ﻧﻬﺮ ﻣﻦ أﻧﻬﺎر اﳌﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، وأن اﺳــﻤــﴼ ﻣــﻦ ﺟــﻨــﻮب اﻟــﻌــﺮاق ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳــﺮن ﺻـــﺪاه أﺑـﻌـﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻠﻴﺞ...
»اﻟـــــﺜـــــﺎﻧـــــﻮﻳـــــﺔ« ﺗــــﻬــــﺪﻣــــﺖ ﻳــﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺴﻴﺎب واﻟﻔﻨﺪق اﻟﺬي ﻛـﻨـﺖ ﺗﺴﻜﻨﻪ أﻣــﺴــﻰ ﺧــﺮاﺑــﴼ، أﻣــﺎ اﻟـــﺴـــﻮق اﻟــﻘــﺪﻳــﻢ ﻓــﻠــﻢ ﺗــﺒــﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮى ﻏﻤﻐﻤﺎت ﻋﺎﺑﺮﻳﻦ ﺧﺎﺋﻔﲔ ﻛﺄن ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ ﻛﺘﺒﺖ اﻟﻴﻮم ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻧﺒﻮء ...ة
ﻓﺨﻄﻰ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﺧﻄﺎك آﻧﺬاك ﻫـــﻲ ﺧــﻄــﺎﻧــﺎ ﻛــﻠــﻨــﺎ اﻵن ﻓـــﻲ ﻫــﺬا اﻟﺸﺮخ اﳌﺮﻳﺐ ﻟﺤﻴﺎﺗﻨﺎ.
ﻧﺮدد ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ »اﻟﺸﻤﺲ أﺟﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻼدي ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ، واﻟﻈﻼم... ﺣــﺘــﻰ اﻟــﻈــﻼم ﻫــﻨــﺎك أﺟــﻤــﻞ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﻟﻌﺮاق«.
وأﻛـﻤـﻠـﺖ د. ﺑــﺮوﻳــﻦ: ﻋﺰﻳﺰي اﻟـــﺸـــﺎﻋـــﺮ ﺑـــــﺪر ﺷـــﺎﻛـــﺮ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎب؛ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﻣــﻴــﻼدك اﻟﺘﺴﻌﲔ، ﺗـــﺬﻛـــﺮت ﺷـﻴـﺌـﴼ أردت أن أﺧــﺒــﺮك ﺑــــﻪ... أﻧــﺖ ﺗــﻌــﺮف ﻛـﻴـﻒ أﻧــﻨــﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻧﻄﻠﻖ أﺳﻤﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ... ﻣﺜﻼ أﻧـﺖ واﻟﺸﺎﻋﺮة ﻧﺎزك اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﺮواد ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮ، وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺟﻴﻞ ﻣﺎ ﺑـﻌـﺪ اﻟــــﺮواد ﺛــﻢ ﺟـﻴـﻞ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت واﻟـــــﺴـــــﺒـــــﻌـــــﻴـــــﻨـــــﺎت، وﻷن ﺟــﻴــﻞ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻛـﺎن ﻳﺴﻤﻰ ﺑـ»ﺟﻴﻞ اﻟﺤﺮب«، ﺗﺼﻮرت أن اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺬي ﺑـﻌـﺪه ﺳﻴﺴﻤﻰ ﺑــ»ﺟـﻴـﻞ ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب«...
ﻟﻜﻦ اﻟـﺤـﺮب ﻟـﻢ ﺗﻨﺘﻪ، وﻟﺬﻟﻚ ﺗــﺼــﻮر ﻳـــﺎ ﻋـــﺰﻳـــﺰي ﺑــــﺄن اﻷﺟــﻴــﺎل اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪي ﻛﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﻤﻰ ﺑـ»ﺟﻴﻞ اﻟﺤﺮب«.
أﺧــــﻴــــﺮﴽ، دﻋـــﻨـــﻲ أﺧــــﺒــــﺮك ﺑـﻤـﺎ ﻳﺴﺮك ﻳﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ: »ﻋﺮاﻗﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺮاء ﺷﺒﺎب راﺋﻌﻮن ﻓــــﻌــــﻼ... وﻗــﺼــﺎﺋــﺪﻫــﻢ ﻟـــﻦ ﺗﺨﻴﺐ ﻇــﻨــﻚ ﺑــﺎﻟــﺸــﻌــﺮ اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻲ اﳌـﺘـﻤـﻴـﺰ داﺋــﻤــﴼ... إذن أﻃﻤﺌﻨﻚ ﺑــﺄن ﺟﻤﺮة اﻟــﺸــﻌــﺮ ﺳــﺘــﺒــﻘــﻰ ﻣــﻀــﻴــﺌــﺔ وﺳــﻂ اﻟﺨﺮاب أو ﺑﺴﺒﺒﻪ أو ﺑﺮﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻳــــﺪ أﺣــــﻔــــﺎد وﺣــــﻔــــﻴــــﺪات اﻟــﺴــﻴــﺎب وﻧﺎزك اﳌﻼﺋﻜﺔ، وﻣﺎ ﻛﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﻗﻠﻖ ﻧﻮﻣﺘﻚ اﳌﺴﺎﳌﺔ ﻳـﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺑﻬﺬه اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ.
ﻟﻜﻦ أﻧﺖ ﺗﻔﻬﻤﻨﺎ وﺗﻔﻬﻢ ﻣﺜﻼ ﻣﻌﻨﻰ أن ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋــﻦ اﻟﺒﻠﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﺒﺢ أﻗــﺮب، وﻧــﺮى اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧـﺮ ﻟﻨﺘﺄﻛﺪ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺸﻤﺲ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
وأﻟﻘﺖ ﺑﺮوﻳﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﻮد دروﻳﺶ ﻟﻠﺴﻴﺎب »ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻷﻣﻲ«، ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﴼ ﻣﻦ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ:
أﺗﺬﻛﺮ اﻟﺴﻴﺎب... ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺴﻮﻣﺮي
ََ ﺗﻐﻠﺒﺖ أﻧﺜﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻢ اﻟﺴﺪﻳﻢ وأورﺛﺘﻨﺎ اﻷرض واﳌﻨﻔﻰ ﻣﻌﺎ أﺗﺬﻛﺮ اﻟﺴﻴﺎب... إن اﻟﺸﻌﺮ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق
ﻓــﻜــﻦ ﻋـﺮاﻗـﻴـﴼ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺷــﺎﻋــﺮﴽ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ
َأﺗـﺬﻛـﺮ اﻟـﺴـﻴـﺎب... ﻟﻢ ﻳﺠﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﻤﺎ ﺗﺨﻴﻞ ﺑﲔ دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺜﻞ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺄﻋﺸﺎب اﻟﺨﻠﻮد. وﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ... وﻣـــﻦ ﻗــﺼــﺎﺋــﺪ اﻟــﺴــﻴــﺎب أﻟـﻘـﺖ ﺑﺮوﻳﻦ ﻗﺼﻴﺪة »أﻧـﺸـﻮدة اﳌﻄﺮ«، ﻛـﺬﻟـﻚ أﻟـﻘـﺖ ﻗﺼﻴﺪة »ﻏـﺮﻳـﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﺞ«، وﻓﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﻳﻘﻮل:
اﻟــﺸــﻤــﺲ أﺟــﻤــﻞ ﻓـــﻲ ﺑـــــﻼدي ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ، واﻟﻈﻼم
ﺣﺘﻰ اﻟﻈﻼم - ﻫﻨﺎك أﺟﻤﻞ، ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﻟﻌﺮاق واﺣﺴﺮﺗﺎه، ﻣﺘﻰ أﻧﺎم ﻓﺄﺣﺲ أن ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﺎدة ﻣﻦ ﻟﻴﻠﻚ اﻟﺼﻴﻔﻲ ﻃﻼ ﻓﻴﻪ ﻋﻄﺮك ﻳﺎ ﻋﺮاق؟
ﺑﲔ اﻟﻘﺮى اﳌﺘﻬﻴﺒﺎت ﺧﻄﺎي واﳌﺪن اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻏﻨﻴﺖ ﺗﺮﺑﺘﻚ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﻛـﻤـﺎ أﻟــﻘــﺖ ﻗـﺼـﻴـﺪﺗـﻲ »ﻗـﺎﻓـﻠـﺔ اﻟــﻀــﻴــﺎع« و»وﺻـــﻴـــﺔ ﻣـﺤـﺘـﻀـﺮ«. وﻏــــﻨــــﻰ أﻧـــــــﻮر داﻏـــــــﺮ ﻣــــﻦ أﺷـــﻌـــﺎر اﻟﺴﻴﺎب أﻏﻨﻴﺔ »ﺳﻔﺮ أﻳﻮب«، ﻛﺬﻟﻚ ﻏﻨﻰ أﻏﻨﻴﺔ »ﺟﻲ ﻣﺎﻟﻲ« ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮاﻗﻲ:
ﭼـﻲ ﻣـﺎﻟـﻲ واﻟـــﻲ... ﺑـﻮﻳـﻪ اﺳــﻢ اﻟﻠﻪ ﭼـــﻲ ﻣــﺎﻟــﻲ واﻟـــــــﻲ... ﺻــﺪﻗــﻪ اﻟــﻠــﻪ ﺣﻠﻮ اﳌﻌﺎﻧﻲ... ﺑﻮﻳﺔ اﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﺣﻠﻮ اﳌﻌﺎﻧﻲ... ﺻﺪﻗﺔ اﻟﻠﻪ«.
واﺧـــــﺘـــــﺘـــــﻢ اﻟــــﺤــــﻔــــﻞ ﺑــﺘــﻜــﺮﻳــﻢ اﳌﺸﺎرﻛﲔ وروح اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺎب.