ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﻌﻴﻮن ﺗﻬﺪد ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ

ﻳﺴﺘﻐﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أوﻟﻴﺎء أﻣﻮر اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﺮﺻﺔ اﻓﺘﺘﺎح اﳌـــﺪارس ﻛـﻲ ﻳﺮاﺟﻌﻮا ﻃﺒﻴﺐ اﻟﻌﻴﻮن؛ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﻟـــﺪى أﺑــﻨــﺎﺋــﻬــﻢ، وﻓـــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻓـﻬـﻨـﺎك ﻣﻦ ﻟــﻢ ﻳـــﻮل أﻫـﻤـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣــﻦ ﺳـﻼﻣـﺔ اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻟـﺪى أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ.

وﺣــﺴــﺐ اﻻﺳــﺘــﻄــﻼﻋــﺎت اﻷﺧـــﻴـــﺮة، ﻓـــﺈن ٤٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺋﻞ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻓﺮﺻﺔ اﻓﺘﺘﺎح اﳌــﺪارس ﻛﻲ ﺗﺮاﺟﻊ ﻃﺒﻴﺐ اﻟﻌﻴﻮن ﻛﻞ ﻋـــﺎم أو ﻛــﻞ ﻋــﺎﻣــﲔ؛ ﻟـﻠـﺘـﺄﻛـﺪ ﻣــﻦ ﺳــﻼﻣــﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﺪى أوﻻدﻫــﻢ، وأن ١٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺳﺒﺎن ﻻ ﻳﺮاﺟﻌﻮن ﻃﺒﻴﺐ اﻟﻌﻴﻮن إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت إﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﻤﺮض.

وﺗﺆﻛﺪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، أن ٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻼب اﻹﺳﺒﺎن ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻗﺼﺮ اﻟــﻨــﻈــﺮ، و٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣـﻨـﻬـﻢ ﻳــﻌــﺎﻧــﻮن ﻣــﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻈﺮ، و٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺗﺤﺪب اﻟﻨﻈﺮ، و٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮل.

وﻗــﺪ ﻧـﺎﺷـﺪ أﻃــﺒــﺎء اﻟـﻌـﻴـﻮن ﻣــﺆﺧــﺮا ﻋـﻮاﺋـﻞ اﻟﻄﻠﺒﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ أﺑﻨﺎؤﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ، وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق أو ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻮرة، وﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺪاع واﻵﻻم، وأوﺿﺤﻮا ﺑﺄن ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﻌﲔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ وﻻ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻓـﻲ اﻧــﺰﻋــﺎج اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺗﺤﻀﻴﺮ اﳌﻮاد وﻋﺪم ﺣﺒﻪ ﻟﻠﺪرس، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎﻃﻪ وﺗﺤﺼﻴﻠﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ.

وﻳــــﺪﻋــــﻮ اﻷﻃــــﺒــــﺎء اﻟـــﻌـــﻮاﺋـــﻞ إﻟـــــﻰ ﺿـــــﺮورة اﻻﻧـﺘـﺒـﺎه إﻟــﻰ ﻫــﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ، ﻛـﻲ ﻳﺘﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ وﻫــﻲ ﻓـﻲ ﻣﺮاﺣﻠﻬﺎ اﻷوﻟـــﻰ، ﻣـﻦ ﺧــﻼل ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻃــﺒــﻴــﺐ اﻟــﻌــﻴــﻮن ﺑــﺸــﻜــﻞ دوري، وﺑــﺨــﺎﺻــﺔ إذا ﻛــﺎن اﻟــﻮاﻟــﺪان ﻳﻌﺎﻧﻴﺎن ﻣـﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ أو أﻣــﺮاض ﻓﻲ اﻟﻌﲔ. وﻧﺎﺷﺪ اﻷﻃﺒﺎء أﻳﻀﺎ أوﻟﻴﺎء اﻷﻣﻮر إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮر ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل، ﻣﺜﻞ ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻮرﻗﺔ إﻟﻰ ﻋﻴﻨﻪ ﻋـﻨـﺪ اﻟـــﻘـــﺮاءة أو اﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ، أو ﻋـــﺪم اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟـﺤـﺮوف ﻋﻠﻰ اﻟـﺴـﺒـﻮرة أو اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن، أو إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪاع، أو اﺣﻤﺮار اﻟﻌﲔ وﻛﺜﺮة دﻣﻮﻋﻬﺎ، أو اﻟﺘﻬﺎب اﻟﺠﻔﻦ، أو ﺷــﺮود اﻟﻨﻈﺮ، أو اﳌﻌﺎﻧﺎة ﻣﻦ اﺧﺘﻼف اﻟﻨﻈﺮ ﺑﲔ ﻋﲔ وأﺧﺮى.

وﻳـــﺬﻫـــﺐ ﻃــﺒــﻴــﺐ اﻟــﻌــﻴــﻮن ﻛـــﺎرﻟـــﻮس ﻻرﻳـــﺎ إﻟــﻰ أﻧــﻪ »ﻣــﻦ اﻟــﻀــﺮوري ﺟــﺪا ﻓﺤﺺ وﺗﺤﺪﻳﺪ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﲔ ﻟﺪى اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ اﻷوﻟـــﻰ، وﺑﺨﺎﺻﺔ أن ﺑﻌﺾ أﻣــﺮاض اﻟﻌﲔ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺸﻔﻬﺎ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻓﺈن اﳌﺮض ﻳﺰداد ﺗﻄﻮرﴽ، وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻤﻜﻨﺔ«.