اﻟﻌﺒﺎدي ﻳﺤﺬر ﻣﻦ »إﻓﻼس وﺷﻴﻚ« ﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن
ﺑـــﺪت اﻷزﻣـــــﺔ ﺑـــﲔ ﺑـــﻐـــﺪاد وأرﺑـــﻴـــﻞ، اﻟﺘﻲ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﻣﻊ إﻋﻼن إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن إﺟـﺮاء اﺳﺘﻔﺘﺎء اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻋﻦ اﻟﻌﺮاق، ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺼﻴﻒ، ﻣــﺮورﴽ ﺑﺘﺤﻘﻘﻪ ﻓـﻲ ٥٢ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـﺮ )أﻳــــﻠــــﻮل( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻣــﺮﺷــﺤــﺔ ﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻔــﺎﻗــﻢ، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ ﻓــﻲ ﻇﻞ ﺗـﺼـﻠـﺐ ﻣــﻮاﻗــﻒ ﻃــﺮﻓــﻲ اﻷزﻣــــﺔ. وﻓﻴﻤﺎ وﺟــــﻪ رﺋــﻴــﺲ اﻟـــــــﻮزراء اﻟــﻌــﺮاﻗــﻲ ﺣـﻴـﺪر اﻟﻌﺒﺎدي اﻧﺘﻘﺎدات ﻻذﻋﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ، أﺻﺪر اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺮاﻗﻲ »ﻣﺬﻛﺮة ﻗﺒﺾ« ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻘﻴﺎدي ﺑﺤﺰب »اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ« ﻛﻮﺳﺮت رﺳﻮل.
وﻋــﺒــﺮ اﻟـﻌـﺒـﺎدي ﻓــﻲ ﻣـﻘـﺎل ﻧﺸﺮﺗﻪ، أﻣــــــﺲ، ﺻــﺤــﻴــﻔــﺔ »ﻧــــﻴــــﻮﻳــــﻮرك ﺗــﺎﻳــﻤــﺰ« اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ ﻋـــﻦ اﻣــﺘــﻌــﺎﺿــﻪ ﻣـــﻦ »ﻋـــﺪد ﻗــﻠــﻴــﻞ ﻣــــﻦ اﳌــــﺴــــﺆوﻟــــﲔ اﻷﻛــــــــــــﺮاد«، ﻓـﻲ إﺷــــــﺎرة واﺿـــﺤـــﺔ إﻟــــﻰ اﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﲔ ﻋـﻦ ﻣﻠﻒ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، وﻓـﻲ ﻣﻘﺪﻣﻬﻢ رﺋﻴﺲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﺴﻌﻮد ﺑﺎرزاﻧﻲ، واﺗﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑــ»اﻟـﻔـﺴـﺎد« اﻟــﺬي ﺟـﻌـﻞ، ﺑﺤﺴﺐ رأﻳــﻪ، »إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻹﻓﻼس«.
وﺑــــﻌــــﺪﻣــــﺎ ﺗــــﺤــــﺪث اﻟــــﻌــــﺒــــﺎدي ﻋــﻦ اﻟـﺼـﻌـﻮﺑـﺎت اﻟـﺘـﻲ واﺟـﻬـﻬـﺎ اﻟــﻌــﺮاق ﻓﻲ ﺣـﺮﺑـﻪ ﺿـﺪ »داﻋــــﺶ«، وﻋـﺒـﺮ ﻋـﻦ ﻓﺨﺮه ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ دﺣﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ وﻃﺮده ﻣﻦ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، ﻋﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻣﻦ اﳌﻘﺎل ﻋﻦ أﺳﻔﻪ ﳌﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، وﻗﺎل: »ﻟﻘﺪ ﺑﺪأﻧﺎ اﳌﻬﻤﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء أﻣﺘﻨﺎ. ﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ أن ﻧﺘﺤﺪ ﻣﻦ أﺟـﻞ اﻟﺘﻌﺎﻓﻲ، وإﻋــﺎدة اﻟﺒﻨﺎء، ﻛﻤﺎ أﻧـﻨـﺎ ﻣـﺘـﺤـﺪون ﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻋــﺪوﻧــﺎ. وﻟﺬﻟﻚ ﺷﻌﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺣﺎدي اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻟــﻜــﺮدﻳــﺔ - )وﻫـــﻢ( اﳌﻬﻨﺪﺳﻮن اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﻮن ﻟـــﺪﺳـــﺘـــﻮر اﻟــــﻌــــﺮاق ﻟــﻌــﺎم ٥٠٠٢«. واﻋـﺘـﺒـﺮ أن ﺧـﻄـﻮة اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء »ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ اﻟﺪﺳﺘﻮر، وﻫﻲ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﳌﺘﻌﻤﺪ«، ﻟﻜﻦ »اﻷﺳــﻮأ ﻣﻦ ذﻟـﻚ أن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻳﺸﺠﻊ ﺑﻘﺎﻳﺎ )داﻋﺶ(«.
وأﺷــــــﺎر اﻟـــﻌـــﺒـــﺎدي إﻟــــﻰ أن ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ إﻋﺎدة اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ أﺟﺰاء ﻣـﻦ ﻛـﺮﻛـﻮك وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧــﺮى ﻓـﻲ ﺷﻤﺎل اﻟـﻌـﺮاق »ﺗﺘﻔﻖ ﻣـﻊ اﻟﻨﻬﺞ اﻟـﺪﺳـﺘـﻮري« اﻟــﺬي ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﻮزراء.
وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﲔ ﺑﻐﺪاد وإﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن، أﺻـﺪرت ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد أﻣﺮﴽ ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺋﺐ اﻷﻣـﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﺤﺰب »اﻻﺗــــــﺤــــــﺎد اﻟــــﻮﻃــــﻨــــﻲ اﻟـــﻜـــﺮدﺳـــﺘـــﺎﻧـــﻲ« ﻛﻮﺳﺮت رﺳﻮل، ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت أدﻟــﻰ ﺑﻬﺎ أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ، واﻋﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻘﻮات اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓـــﻲ ﻛـــﺮﻛـــﻮك »ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ اﺣــــﺘــــﻼل«. وﻗـــﺎل اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻘﻀﺎء اﻷﻋﻠﻰ اﻟـــﻘـــﺎﺿـــﻲ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﺴـــﺘـــﺎر ﺑــــﻴــــﺮﻗــــﺪار إن »اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ اﻋـﺘـﺒـﺮت ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت رﺳــﻮل إﻫﺎﻧﺔ وﺗﺤﺮﻳﻀﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ، وأن أﻣـﺮ اﻟﻘﺒﺾ ﺻـﺪر وﻓـﻖ اﳌــﺎدة ٦٢٢ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻲ«.
وﻛﺎن ﻛﻮﺳﺮت رﺳﻮل أدان ﻓﻲ ﺑﻴﺎن، أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ، ﻣـﺎ وﺻﻔﻬﺎ ﺑـ»ﻫﺠﻤﺎت واﻋﺘﺪاء ات ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺤﺸﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻗﻄﻌﺎت اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺮاﻗﻲ«، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أﻧﻬﺎ »ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻗــﺮاءة أﺧــﺮى ﺳــﻮى ﻛﻮﻧﻬﺎ أﻧـــﻔـــﺎﻻ ﺿـــﺪ اﻷﻛـــــــﺮاد«، ﻓـــﻲ إﺷـــــﺎرة إﻟــﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت »اﻷﻧﻔﺎل« اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﻧﻈﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺻﺪام ﺣﺴﲔ ﺿﺪ اﻟﻜﺮد ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ.
وﺗﺸﻴﺮ ﺑﻌﺾ اﻷوﺳﺎط اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ واﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺑـــﻐـــﺪاد إﻟـــﻰ اﺣـﺘـﻤـﺎل إﺻـــــﺪار اﻟــﻘــﻀــﺎء اﻟــﻌــﺮاﻗــﻲ ﻗــﺮﻳــﺒــﴼ أﻣـــﺮﴽ ﺑــﺈﻟــﻘــﺎء اﻟـﻘـﺒـﺾ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺴــﺆوﻟــﲔ أﻛـــﺮاد آﺧﺮﻳﻦ ﻳﻘﻔﻮن وراء اﺳﺘﻔﺘﺎء اﺳﺘﻘﻼل اﻹﻗﻠﻴﻢ.
وﻓــــــﻲ ﺷــــــﺄن آﺧـــــــﺮ، ﻋــــﺒــــﺮت اﻟــــــﺪول اﻷﻋــــــﻀــــــﺎء ﻓـــــﻲ ﻣـــﺠـــﻠـــﺲ اﻷﻣـــــــــــﻦ، أول ﻣــﻦ أﻣــــﺲ، ﻋــﻦ ﻗـﻠـﻘـﻬـﺎ ﺑــﺸــﺄن اﻟـﺘـﻘـﺎرﻳـﺮ اﻷﺧــﻴــﺮة ﻋــﻦ وﻗـــﻮع ﺣـــﺎﻻت ﻋــﻨــﻒ ﻗـﺮب ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛـﺮﻛـﻮك ﻓـﻲ اﻟــﻌــﺮاق. وذﻛــﺮ ﺑﻴﺎن وزﻋﺘﻪ اﳌﻤﺜﻠﺔ اﻷﻣﻤﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻌﺮاق ﻋﻠﻰ وﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻹﻋــــــﻼم، أن أﻋـــﻀـــﺎء اﳌـﺠـﻠـﺲ دﻋﻮا »ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﺮاف إﻟﻰ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة، وإﻟﻰ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺣﻮار ﺑﻨﺎء ﻟﻴﻜﻮن ﻣﺴﺎرﴽ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ، ووﺳﻴﻠﺔ ﻟﺤﻔﻆ وﺣﺪة اﻟﻌﺮاق ﻣﻊ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻷﺣﻜﺎم اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺮاﻗﻲ«.