»٠٤ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون اﻵﺛﺎري ﺑﲔ اﻹﻣﺎرات وﻓﺮﻧﺴﺎ«
اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﲢﺘﻀﻦ اﳌﻌﺮض اﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ
»٠٤ ﻋـﺎﻣـﴼ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻌــﺎون اﻵﺛـــﺎري ﺑـﲔ دوﻟــﺔ اﻹﻣــــﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة وﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ«، ﻣـــﻌـــﺮض اﻓــﺘــﺘــﺤــﻪ ﺣــﺎﻛــﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟـــﻶﺛـــﺎر. وﺗــﺴــﺘــﻤــﺮ ﻓــﻌــﺎﻟــﻴــﺎﺗــﻪ ﻣـــﻦ ٨١ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻷول( وﺣــﺘــﻰ ١٣ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٨١٠٢، ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﺧـﻼل ﻫـﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ِﻓـــــﺮق اﻟــﺘــﻨــﻘــﻴــﺐ اﻟـــﺘـــﻲ ﻗــﺎدﺗــﻬــﺎ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻵﺛﺎرﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺎﺷﺮت أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪة أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻟﺸﺎرﻗﺔ واﻟﻔﺠﻴﺮة ورأس اﻟﺨﻴﻤﺔ وأم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ.
ﺷــــﺎرك ﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـــﺤـــﺪث ﻛـــﻞ ﻣﻦ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات، وﻫﻴﺌﺔ اﻟـــﺸـــﺎرﻗـــﺔ ﻟــــﻶﺛــــﺎر، وﻫــﻴــﺌــﺔ أﺑــﻮﻇــﺒــﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، وﻫﻴﺌﺔ اﻟﻔﺠﻴﺮة ﻟــﻠــﺴــﻴــﺎﺣــﺔ واﻵﺛـــــــــﺎر، وداﺋــــــــﺮة اﻵﺛـــــﺎر واﻟﺘﺮاث ﻓﻲ أم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ، وداﺋﺮة اﻵﺛﺎر واﳌﺘﺎﺣﻒ ﻓﻲ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ.
ﻳـــــــﻨـــــــﻈـــــــﻢ اﳌــــــﻌــــــﺮض ﺑــــــــــﺎﻟــــــــــﺘــــــــــﻌــــــــــﺎون ﻣـــــﻊ اﳌـــــﻌـــــﻬـــــﺪ اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻲ ﻓــــﻲ دوﻟــــــﺔ اﻹﻣــــــــﺎرات اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ اﳌــﺘــﺤــﺪة واﻟــﻘــﺴــﻢ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ ﻓــــــــــــﻲ اﻟــــــــﺴــــــــﻔــــــــﺎرة اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ، وﺑـﺪﻋـﻢ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ، وذﻟﻚ اﺣﺘﻔﺎء ﺑﻤﺮور ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ ﻋــﻠــﻰ اﻧـــﻄـــﻼق اﻟــﺘــﻌــﺎون ﺑــــﲔ اﻹﻣـــــــــــﺎرات وﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻓــــﻲ ﻣـــﺠـــﺎل اﻵﺛــــــــﺎر. وﺗــﺘــﻮﻟــﻰ ﻣﻬﻤﺔ »اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻀﻴﻒ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﳌــــﻌــــﺮض« اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮرة ﺻــﻮﻓــﻲ ﻣﻴﺮي ﻋﺎﳌﺔ اﻵﺛﺎر واﻟﻔﺨﺎرﻳﺎت واﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ، وﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــــــﺪﻛــــــﺘــــــﻮرة ﻣـــــﻴـــــﺮي ﻗــــــﺪ ﻗــــــﺎدت اﻟــﺒــﻌــﺜــﺔ اﻵﺛــــﺎرﻳــــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ إﻟﻰ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﺎ ﺑﲔ ٥٩٩١ و٩٩٩١، وﻣـــﻨـــﺬ ذﻟــﻚ اﻟﻮﻗﺖ وﻫﻲ ﺗﺮأس اﻟـﺒـﻌـﺜـﺔ اﻵﺛــﺎرﻳــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻓـﻲ اﻹﻣﺎرات.
وﻳﺘﻀﻤﻦ اﳌﻌﺮض اﻟﻔﺮﻳﺪ اﻟــــــــــــﺬي اﻧـــﻄـــﻠـــﻖ ﺗـــــــــــﺤـــــــــــﺖ اﺳـــــــــــﻢ »٠٤ ﻋـــــﺎﻣـــــﴼ ﻣــﻦ اﻟﺘﻌﺎون اﻵﺛﺎري ﺑﲔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة وﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ« أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٠٠١ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺮﻳﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻵﺛﺎرﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺪ اﻛﺘﺸﻔﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼق أﻋـــﻤـــﺎﻟـــﻬـــﺎ ﻋــــــﺎم ٧٧٩١ ﻓــﻲ اﻹﻣـــــﺎرات، وذﻟـــﻚ ﺑـﺎﻟـﺘـﻌـﺎون ﻣﻊ اﳌﺨﺘﺼﲔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. وﺗــﺴــﻬــﻢ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ اﻵﺛـــــﺎر اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻟــﺤــﻠــﻲ واﻟـــﻔـــﺨـــﺎرﻳـــﺎت واﳌــﺒــﺎﺧــﺮ واﻷﺳــﻠــﺤــﺔ وﻏـﻴـﺮ ذﻟــﻚ ﻣــﻦ اﻵﺛــﺎر اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻓﻬﻢ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻣــــــــــــــﺎرات، ﻛـــﻤـــﺎ ﺗـــﻠـــﻘـــﻲ ﻧــﻈــﺮة ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺎرات ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻄﺮق اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ واﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ ﻟﻘﺮاﺑﺔ ٠٠٥٧ ﺳﻨﺔ. وﻛـــــــــــــﺎﻧـــــــــــــﺖ ﻓـﺮق اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗـــﺪﻳـــﺮﻫـــﺎ اﻟـﺒـﻌـﺜـﺔ اﻟـــــﻔـــــﺮﻧـــــﺴـــــﻴـــــﺔ ﻗـــﺪ ﺑــﺎﺷــﺮت ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋـﺎم ٧٧٩١ ﻓـﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺒﻞ ﺣــﻔــﻴــﺖ، واﻟــﻬــﻴــﻠــﻲ، واﻟــﺮﻣــﻴــﻠــﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓـﻲ إﻣــﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ. وﻓـــــــﻲ ﻋـــــــﺎم ٥٨٩١، ﺗـــــﻮﺳـــــﻊ اﻟـــﻌـــﻤـــﻞ ﻟـﻴـﺸـﻤـﻞ ﻣـــﻮاﻗـــﻊ أﺧـــــﺮى ﻓـــﻲ اﻟــﺸــﺎرﻗــﺔ وأم اﻟــﻘــﻴــﻮﻳــﻦ ورأس اﻟــﺨــﻴــﻤــﺔ، ﻓﻴﻤﺎ وﺻــﻞ إﻟــﻰ اﻟﻔﺠﻴﺮة ﻋــﺎم ٩٩٩١. وﻣﻦ ﺧـــﻼل اﻟــﻌــﻤــﻞ اﳌــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻛــﻞ ﻋـــﺎم ﻣﻦ دون ﺗــﻮﻗــﻒ، ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻓــﺮق اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ إﻧﺠﺎز ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻨﻘﻴﺐ ﻛﺜﻴﺮة أﻓﻀﺖ إﻟــﻰ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫـﻤـﻴـﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ وﺗــﺘــﻀــﻤــﻦ اﻟــﻘــﻄــﻊ اﻷﺛــﺮﻳــﺔ اﳌــــﻌــــﺮوﺿــــﺔ ﻣـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ ﻣـــــﻦ رؤوس اﻟﺴﻬﺎم اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﺼﻮان، وﺗـــﺠـــﻬـــﻴـــﺰات ﻣــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﺔ ﻟــﺼــﻴــﺪ أم اﻟـــﻶﻟـــﺊ، وأﻋـــﻤـــﺎﻻ ﻓــﺨــﺎرﻳــﺔ ﻣــﺰﺧــﺮﻓــﺔ، وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻲ اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﺪاف.
أﻣــﺎ اﻟﻘﻄﻊ اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻟـــﺒـــﺮوﻧـــﺰي ﻓـــﻲ اﳌـــﻌـــﺮض، ﻓﺘﺘﻀﻤﻦ ﻗﻄﻌﴼ أﺛﺮﻳﺔ ﻓﺨﺎرﻳﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﺤﻠﻴﴼ وﻓــﻲ أﻣـﺎﻛـﻦ أﺧــﺮى ﻣـﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ أﻫـﻤـﻴـﺔ اﻹﻣـــــﺎرات ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣــﺮﻛــﺰﴽ ﺗــﺠــﺎرﻳــﴼ. أﻣـــﺎ اﻵﺛــــﺎر اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﺼـــﺮ اﻟــــﺤــــﺪﻳــــﺪي، ﻓـﺘـﺘـﻀـﻤـﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ، ﻣﺜﻞ رؤوس ﺳﻬﺎم ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس وﺧﻨﺠﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺮوﻧﺰ. ﻛﻤﺎ ﺗﺒﲔ اﻵﺛﺎر اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻣﺪى اﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺎت ﻣـــــــﻦ ﺧـــــــــﻼل اﳌـــــﺒـــــﺎﺧـــــﺮ واﻟــــﺘــــﻤــــﺎﺛــــﻴــــﻞ ذات اﻟــﺘــﻔــﺎﺻــﻴــﻞ اﳌـــﻌـــﻘـــﺪة. أﻣـــــﺎ أﺑـــﺮز اﳌـﻌـﺮوﺿـﺎت ﻣـﻦ أواﺧــﺮ ﻓﺘﺮة ﻣـﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳـــــﻼم، ﻓﺘﺘﻀﻤﻦ ﻋــﻤــﻼت ﻓﻀﻴﺔ، ورأس ﺛـــــﻮر ﻣــــﻦ اﻟــــﺒــــﺮوﻧــــﺰ، وﻟـــﻮﺣـــﺔ ﺑـﺮوﻧـﺰﻳـﺔ ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻵراﻣــﻴــﺔ. ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ اﻟـﻘـﻄـﻊ اﳌـﻜـﺘـﺸـﻔـﺔ ﻣﻦ اﻟـﻌـﺼـﺮ اﻹﺳــﻼﻣــﻲ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻔـﺨـﺎرﻳـﺎت واﻟــﺨــﺰف اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﺤﻠﻴﴼ، أو ﺟـﻠـﺒـﺖ إﻟــﻰ اﻹﻣــــﺎرات ﻣﻦ إﻳﺮان واﻟﺼﲔ وﺗﺎﻳﻼﻧﺪ.
وأﻛــﺪت ﻣﻨﺎل ﻋﻄﺎﻳﺎ، ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻫﻴﺌﺔ اﻟــﺸــﺎرﻗــﺔ ﻟﻠﻤﺘﺎﺣﻒ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳﻂ« أن »اﻟﺘﻌﺎون ﻣﺎ ﺑﲔ ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻹﻣــــــﺎرات ﻓــﻲ ﻣــﺠــﺎل اﻵﺛــــﺎر ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﺴﺎﻋﻲ اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻻﻛﺘﺸﺎف اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات واﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ. وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻮز اﻟﺘﻲ وﻓﺮت ﻟـﻨـﺎ اﳌـﻌـﺮﻓـﺔ واﳌـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻟﻐﻨﻴﺔ ﻋﻦ اﻟــﻈــﺮوف اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺴﻜﺎن ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ، ﺑﺪءﴽ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻧﺘﻬﺎء ﺑﻔﺘﺮة اﻟﺤﻜﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ«.
وأﺿــــــــــــــﺎﻓــــــــــــــﺖ: »ﺗـــــــﻤـــــــﺜـــــــﻞ ﻫـــــــﺬه اﻻﻛـــﺘـــﺸـــﺎﻓـــﺎت، ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟــﻠــﺰاﺋــﺮﻳــﻦ، ﻓــﺮﺻــﺔ ﻣـﺬﻫـﻠـﺔ ﻟـﻠـﺘـﻌـﺮف ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﻹﻣــﺎرات وإرﺛـﻬـﺎ اﻟﺤﻀﺎري، إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟــﺪور اﳌﻬﻢ ﻟﻶﺛﺎر اﳌـــﻜـــﺘـــﺸـــﻔـــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻣـــــﻦ ﺻــﻨــﻊ اﻹﻧــﺴــﺎن، واﳌــﻮاﻗــﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻔﻲ ﻣـﺰﻳـﺪﴽ ﻣـﻦ اﻟــﺜــﺮاء ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ«.
وﻗــــﺎل ﻟــﻮدوﻓــﻴــﻚ ﺑــــﻮي، اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﺪى دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ«: »إﻧـــﻪ ﻟﻔﺨﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ أن ﺗﺸﺎرك ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻓــﻲ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ ﻫـــﺬا اﻟــﺤــﺪث ﻣﻊ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟـﻶﺛـﺎر، وﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻬﻴﺌﺎت ﻓﻲ ﺧﻤﺲ إﻣﺎرات ﻛﺎﻧﺖ اﻟــﺒــﻌــﺜــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻗـــﺪ ﻧـــﻔـــﺬت ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻟــﺒــﺤــﺚ، اﻟــﺘــﻲ أﺗـــﻮﺟـــﻪ ﻟﻬﺎ ﺑـﺎﻟـﺸـﻜـﺮ اﻟــﺠــﺰﻳــﻞ. ﻛـﻤـﺎ أﻧــﻨــﺎ ﺣﻈﻴﻨﺎ ﺑﺸﺮف اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟـﺸـﻴـﺦ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﺳـﻠـﻄـﺎن ﺑــﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟـﻘـﺎﺳـﻤـﻲ، اﻟـــﺬي أﺗــﻘــﺪم ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﻓﺎن واﻟـــﺘـــﻘـــﺪﻳـــﺮ. ﻛــﻤــﺎ أﻋــــــﺮب ﻋــــﻦ ﺷــﻜــﺮي ﻟـــﻠـــﺪﻛـــﺘـــﻮرة ﺻـــﻮﻓـــﻲ ﻣــــﻴــــﺮي، ﻣــﺪﻳــﺮة اﻟــﺒــﻌــﺜــﺔ اﻵﺛــــﺎرﻳــــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، اﻟــﺘــﻲ وﺿـــﻌـــﺖ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋــﺎﺗــﻘــﻬــﺎ أﻣــــﺎﻧــــﺔ ﻫـــﺬا اﳌــــﻌــــﺮض ﺑـــﻜـــﻞ ﺗــــﻔــــﺎن وﺷــــﻐــــﻒ. وﻻ ﻳــﻤــﻜــﻨــﻨــﺎ اﻻﺣـــﺘـــﻔـــﺎل ﺑـــﻬـــﺬه اﳌــﻨــﺎﺳــﺒــﺔ اﳌــﻬــﻤــﺔ ﻣــــﻦ دون ﻋـــــﺮض اﳌــﻘــﺘــﻨــﻴــﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﻌﺎون اﻟـﻮﺛـﻴـﻖ ﻣــﺎ ﺑــﲔ اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﻦ«. وأﺿـــﺎف: »أﻧــــــﺎ ﻣــــﺴــــﺮور ﻟـــﻜـــﻮن ﻫـــــﺬا اﳌـــﺸـــﺮوع اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ واﻟــﻌــﻠــﻤــﻲ اﻟـــﻄـــﻤـــﻮح، اﻟـــﺬي ﻳﻐﻄﻲ ﻣﻌﻈﻢ أﺟـــﺰاء دوﻟــﺔ اﻹﻣـــﺎرات، ﺳﻴﻜﺘﻤﻞ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬا اﳌﻌﺮض اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ ﺑﺪوره ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻬﺎﺋﻞ اﻟﺬي ﻧﻔﺬه اﳌﺘﺨﺼﺼﻮن اﻹﻣﺎراﺗﻴﻮن واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻵﺛﺎر، واﻟﺬﻳﻦ ﻋــﻤــﻠــﻮا ﺑــﻜــﻞ ﺣــﻤــﺎﺳــﺔ ﻟـﻔـﻬـﻢ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ اﻹﻣــــﺎراﺗــــﻲ وﻣــــﺎ ﻳـﺘـﻤـﻴـﺰ ﺑـــﻪ ﻣـــﻦ ﺛـــﺮاء وأﺻﺎﻟﺔ وﺗﻨﻮع، وﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ. ﻻ ﺷﻚ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﻴﻨﺎ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟـﺘـﻄـﺮف واﻟــﻘــﻀــﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﺑـﺎﻻﻋـﺘـﻤـﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﻛـﻞ ﻣﺎ آﻣﻠﻪ ﻫﻮ أن ﻳﺴﻬﻢ ﻫﺬا اﳌﻌﺮض ﻓﻲ ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟـﺸـﺒـﺎب ﻋﻠﻰ اﳌـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓــﻲ اﻛﺘﺸﺎف اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ اﻹﻣـــﺎراﺗـــﻲ اﻟــﻐــﻨــﻲ، وﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل«.
ﻳﺴﻠﻂ ﻫﺬا اﳌﻌﺮض اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻟـﺰﻣـﻨـﻴـﺔ اﳌـﻤـﺘـﺪة ﺑــﲔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟــــﺤــــﺠــــﺮي اﻟــــﺤــــﺪﻳــــﺚ وﺣــــﺘــــﻰ ﻓـــﺘـــﺮة ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣـﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳـﻼﻣـﻲ ﺣﻴﺚ ﻗــــﺎم ﺑــﺎﺣــﺜــﻮن دﻧــﻤــﺎرﻛــﻴــﻮن )ﺳــﺒــﻘــﻮا اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ( ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت ﻣــــﻦ اﻟــــﻘــــﺮن اﻟـــﻌـــﺸـــﺮﻳـــﻦ ﺑـــــﺈﺟـــــﺮاء أول ﺑــﺤــﺚ ﻋــﻠــﻤــﻲ ﻋـــﻦ اﻵﺛــــــﺎر ﻓـــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ أم اﻟـﻨـﺎر ﺑﺄﺑﻮﻇﺒﻲ، أﻣــﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛــﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن ﻓﻘﺪ دﺷﻨﻮا أول أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘﻨﻘﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻣــﺎرات ﻷول ﻣـﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻬﻴﻠﻲ ﺑـﺎﻟـﻌـﲔ. وﻛـﻤـﺎ ﺗﺆﻛﺪ د. ﺻـﻮﻓــﻲ ﻣــﻴــﺮي، ﻓــﺈن ﻫــﺬا اﳌـﻌـﺮض ﻳــﻌــﺪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻟﻌﺮض ﺑﻌﺾ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻷﺣﺪ ﻋﺸﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﺳﻠﻄﺎت إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ٧٧٩١ واﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻣﻨﺬ ٥٨٩١ وأم اﻟﻘﻮﻳﻦ ورأس اﻟﺨﻴﻤﺔ واﻟـﻔـﺠـﻴـﺮة ﻣـﻨـﺬ ﺳﻨﺔ ٠٠٠٢.
واﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻣﻴﺮي ﻣﻦ أﺑﺮز ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛــــــــﺎر اﳌــﺘــﺨــﺼــﺼــﲔ ﻓــــﻲ اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻗــﺎدت اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻵﺛــﺎرﻳــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑـﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٥٩٩١ و٩٩٩١ ﺛﻢ ﺗﻮﻟﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﻴﺎدة اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا.