أون ﺳﺎن ﺳﻮ ﺗﺸﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺼﻴﺺ أﻣﻞ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ
اﻟﻼﺟﺊ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ »ﻋﻘﺪت ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن«
أﺑــﻨــﺎء ﺷـﻌـﺒـﻪ ﻣــﻦ اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨـﻐـﺎ ﻏـــــﻴـــــﺮ ﻣـــــﻌـــــﺘـــــﺮف ﺑـــــﻬـــــﻢ ﺑــﺼــﻔــﺘــﻬــﻢ ﻣﻮاﻃﻨﲔ واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻄﺒﻮع ﻋــﻠــﻰ ﺟـــﻠـــﺪه. ﻓــﻘــﺪ ﺿـــﺮﺑـــﻪ ﻋـﺴـﺎﻛـﺮ ﺟﻴﺶ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر )ﺑﻮرﻣﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ( ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺑﻼ رﺣﻤﺔ وﺗﻌﻘﺒﻮه إﻟﻰ أن ﻓــﺮ ﻣــﻦ ﺑـــﻼده ﻓــﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ. ﻋﺬﺑﻮه ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻟــــﻼﺟــــﺌــــﲔ ﺑــــﺒــــﻨــــﻐــــﻼدﻳــــﺶ ﻋـــﻘـــﺎﺑـــﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺗــﺰﻋــﻢ ﺣــﺮﻛــﺔ رﻓـــﺾ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ، اﻟﺘﻲ ﺣﺎوﻟﺖ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ إﺟــﺒــﺎر اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ ﻣﻦ أﺑـﻨـﺎء اﻷﻗﻠﻴﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ اﻟـﻌـﻮدة إﻟﻰ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر. ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺗﺨﻴﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻏﺎﻧﺪي أو ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ أو ﻣﺎرﺗﻦ ﻟﻮﺛﺮ ﻛــﻴــﻨــﻎ، ورﻏــــــﻢ أن ﻫــــــﺆﻻء ﺟـﻤـﻴـﻌـﺎ ﺷﻜﻠﻮا ﻣـﺼـﺪر إﻟـﻬـﺎم ﻟــﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻳﺮاه ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻛﻘﺎرب اﻟﻨﺠﺎة اﻟـﺬي ﺳﻴﺤﻤﻠﻪ إﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻷﻣﺎن. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ ﺳـــﻮى أون ﺳـــﺎن ﺳــﻮ ﺗــﺸــﻲ، اﻟـﺘـﻲ ﻃــــﺎﳌــــﺎ اﻋـــﺘـــﺒـــﺮﻫـــﺎ أﻳــــﻘــــﻮﻧــــﺔ ﺷــﻌــﺐ ﻣــﻴــﺎﻧــﻤــﺎر اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪة اﻟـــﺘـــﻲ ﺟـــﺎء ت ﻟﺘﺨﻠﺼﻪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺒﺪاد. ﻛﺎن ﺣﻠﻢ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﺴــﻼم أن ﺗــﻮاﺟــﻪ زﻋﻴﻤﺘﻬﻢ اﻟـــــﺠـــــﺪﻳـــــﺪة اﻟــــﺠــــﻴــــﺶ وأن ﺗــﻌــﻴــﺪ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ إﻟــﻰ وﻃﻨﻬﻢ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﻣﻮاﻃﻨﲔ ﻛﻐﻴﺮﻫﻢ ﻣﺘﺴﺎوﻳﲔ ﻓﻲ ﻣـﻴـﺎﻧـﻤـﺎر. ﺗﺤﻘﻖ اﻟــﺠــﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻢ وﻋﺎدوا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻟﻜﻦ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓـــــﻲ أﻛـــــــــﻮاخ ﻣـــﺘـــﻬـــﺎﻟـــﻜـــﺔ ﺑــﻤــﻌــﺴــﻜــﺮ ﻟــﻼﺟــﺌــﲔ ﻓـــﻲ ﺑــﻨــﻐــﻼدﻳــﺶ، ﺣـﻴـﺚ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﻘﻀﻰ اﻷﻳﺎم اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه، ﻟﻴﺨﻴﺐ ﻇﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﺎن ﺳﻮ ﺗﺸﻲ اﻟﺘﻲ »ﻋﻘﺪت ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن«، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮه.
أﺻــﺒــﺤــﺖ ﺳـــﻮ ﺗــﺸــﻲ ﻓـــﻲ ﻋــﺎم ٦١٠٢ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﳌﻴﺎﻧﻤﺎر، ﻟﻜﻦ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻟــﻮﺿــﻊ ﺣــﺪ ﻟﻠﻌﻨﻒ اﳌــﺘــﺰاﻳــﺪ اﻟــﺬي ﻳـــﻮاﺟـــﻬـــﻪ أﺑـــﻨـــﺎء اﻷﻗـــﻠـــﻴـــﺔ اﳌـﺴـﻠـﻤـﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺮوﻫــﻴــﻨــﻐــﺎ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳـﻘـﻄـﻨـﻮن ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ وﻻﻳﺔ راﺧﲔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر وﺗـــﻢ ﻃـــﺮدﻫـــﻢ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺑــﻌــﺪ اﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺑــــﻬــــﻢ وﺣـــــــــﺮق ﻗـــــﺮاﻫـــــﻢ ﻓـــــﻲ ﺣــﻤــﻠــﺔ »ﺗــﻄــﻬــﻴــﺮ ﻋــــﺮﻗــــﻲ« ﻛــﻤــﺎ وﺻــﻔــﺘــﻬــﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻷﻣﻤﻴﺔ. وﻋﻠﻰ ﻣــــﺪار اﻟــﺸــﻬــﺮﻳــﻦ اﳌــﺎﺿــﻴــﲔ، وﺻــﻞ ﻋــﻨــﻒ اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﻟـــﺒـــﻮذﻳـــﺔ ﺿﺪ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ إﻟﻰ ذروﺗﻪ، وﺳﻌﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ اﳌﺠﺎورة. وﻻ ﻳﺰال اﻵﻻف ﻳــﺤــﺎوﻟــﻮن اﻟــﻔــﺮار ﻛــﻞ ﻳــﻮم، وﻳﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻪ ﻗﺼﺼﺎ ﻋﻦ اﻹﻋـﺪاﻣـﺎت ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎﻛﻤﺎت ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة، وﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﻏﺘﺼﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﺒﻮذﻳﺔ واﻟﺠﻴﺶ، وﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻷﻃﻔﺎل. ﻓﻔﻲ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ، اﻧﻀﻢ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎزﺣﻮن إﻟﻰ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻣـــﻤـــﻦ ﻓــــــﺮوا ﻣــــﻦ اﳌــــﺬاﺑــــﺢ اﳌــﻨــﻈــﻤــﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت واﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة.
ﻓــــﻲ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ، دﻓـــــﻊ اﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺎؤل: ﻫﻞ أﺧﻄﺄﻧﺎ ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻞ؟ ﻛﺎﻧﺖ اﳌــﺮة اﻷوﻟــﻰ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟــــﺴــــﻼم، ٢٦ ﻋـــﺎﻣـــﺎ اﻵن، ﻋـــﻦ ﺳـﻮ ﺗﺸﻲ ﻋـﺎم ٨٨٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛـﺎن ﻋﻤﺪة ﻗـﺮﻳـﺘـﻪ. اﻧـﺘـﺸـﺮت اﻷﺧــﺒــﺎر ﻓــﻲ ذﻟـﻚ اﻟﺤﲔ ﻋـﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮات اﻟـﻄـﻼب ﺿﺪ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻌﺴﻜﺮي وأن اﺑـﻨـﺔ اﻷب اﻟﺮوﺣﻲ ﳌﻴﺎﻧﻤﺎر اﻟﺬي ﻃﺎﳌﺎ ﻋﺸﻘﺘﻪ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺗﺘﺰﻋﻢ ﺣـﺰﺑـﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﺗﺄﺳﺲ ﺗﺤﺖ اﺳﻢ »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣــﻦ أﺟــﻞ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ«. ﺗـﺼـﺪت ﺳــﻮ ﺗـﺸـﻲ ﻟﻠﺠﻴﺶ، اﻟــﺬي اﻏﺘﺎل واﻟﺪﻫﺎ ﻋﺎم ٧٤٩١ واﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎم ٢٦٩١، ودﻋـﺖ إﻟﻰ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻃﻨﻴﺔ. وﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮاﻫﺎ ﻛــــ»ﺿـــﻮء ﺳـــﺎﻃـــﻊ«، ﻓــﻘــﺪ ﻗـــﺮع ﻋﺒﺪ اﻟــﺴــﻼم اﻟـﻄـﺒـﻮل ﻟﻴﺠﻤﻊ اﻟﻔﻼﺣﲔ ﻣـــﻦ ﺣـــﻮﻟـــﻪ وﻳــﻄــﺎﻟــﺒــﻬــﻢ ﺑــﻤــﺴــﺎﻧــﺪة »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓـــﻲ ﻳــــﻮم اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﺣــﻴــﺚ ﻣﻨﺢ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺷﻌﺐ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ وﻣﻴﺎﻧﻤﺎر أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻟﺴﻮ ﺗﺸﻲ وﻓـﺎز ﺣﺰﺑﻬﺎ ﺑـــﺎﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت ﻣــﺤــﻘــﻘــﺎ اﻧــﺘــﺼــﺎرا ﺳﺎﺣﻘﺎ.
ﺑــﻴــﺪ أن ﻣـــﺎ ﺣــــﺪث ﻻﺣــﻘــﺎ ﻛــﺎن ﻛــــﺎرﺛــــﻴــــﺎ، ﻓـــﻘـــﺪ ﻗـــﻀـــﺖ ﺳـــــﻮ ﺗــﺸــﻲ ٥١ ﻋـــﺎﻣـــﺎ ﻣـــﻦ اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﻹﺣـــــﺪى واﻟــﻌــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟــﻼﺣــﻘــﺔ ﻗــﻴــﺪ اﻹﻗــﺎﻣــﺔ اﻟــــﺠــــﺒــــﺮﻳــــﺔ وﻟــــــــﻢ ﺗـــﺴـــﺘـــﻄـــﻊ رؤﻳــــــﺔ زوﺟـﻬـﺎ اﻟــﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﻓـﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن ﺧﺸﻴﺔ ﻋﺪم ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺑﻼدﻫﺎ. وﻋﻤﺪ اﻟﺠﻴﺶ إﻟـــﻰ ﺑــﺚ اﻟــﺨــﻮف وﺳـــﻂ اﻟــﻄــﻮاﺋــﻒ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻀﻨﺖ اﻟــﺜــﻮرة، وﻛــﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ.
أﺻﺒﺢ اﺳﻢ ﺳﻮ ﺗﺸﻲ ﻣﺮادﻓﺎ ﻟﻠﻨﻀﺎل ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻟﻠﺴﻼم ﻋـــﺎم ١٩٩١، وارﺗــﻔــﻌــﺖ ﺷﻌﺒﺘﻴﻬﺎ ﻛﻘﺪﻳﺴﺔ رﻏﻢ إﻧﻬﺎ ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋــﻦ اﳌــﻤــﺎرﺳــﺎت اﻟـﺴـﻴـﺌـﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺗــــﺠــــﺎه اﻷﻗــــﻠــــﻴــــﺎت. ﻟـــﻜـــﻦ ﻟــــﻮ أﻧــﻨــﺎ رﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﳌﺎﺿﻲ، ﺳﻨﺠﺪ أن ﺳﻮ ﺗﺸﻲ ﻟــﻢ ﺗـﺒـﺪي ﺗﻌﺎﻃﻔﺎ ﻳـﻮﻣـﺎ ﻣﻊ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ، وﺑﺤﺴﺐ ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ووﻳﺪ، ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎب »ﻋﺪو ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ«، ﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن ﺧﺎﻃﺒﺖ ﺳــﻮ ﺗـﺸـﻲ ﻃـﺎﺋـﻔـﺔ اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨـﻐـﺎ ﻓﻲ اﻟـﻜـﻠـﻤـﺎت اﻟــﺘــﻲ أﻟـﻘـﺘـﻬـﺎ ﻋـــﺎم ٨٨٩١ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﻮر ﻋﺒﺪ اﻟــﺴــﻼم ﺑﺎﻟﺤﻨﻖ اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ. أﺿــﺎف ووﻳـــﺪ أﻧــﻪ »ﻟــﻢ ﻳﺠﺪ ﻓــﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻣــﺎ ﻳــﻘــﻮل إﻧــﻬــﺎ دﻋــﺖ إﻟــﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻫﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﻣﻮاﻃﻨﲔ«، ورﻏــــــﻢ ذﻟـــــﻚ ﺗــﻤــﺴــﻚ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺴــﻼم ﺑﺒﻄﺎﻗﺔ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﺑﺤﺰب »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات.
أﺿﺎف ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم أن »اﻟﺠﻨﻮد ﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻳـــﺄﺗـــﻮن إﻟــــﻰ اﳌــﺴــﺠــﺪ وﻗــﺖ اﻟﺼﻼة وﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻬﺮوب وﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻳــﺨــﻄــﻔــﻮﻧــﻨــﺎ وﻳــﺄﻣــﺮوﻧــﻨــﺎ ﺑــﺤــﻤــﻞ أﻣــﺘــﻌــﺘــﻬــﻢ وﻛــﺄﻧــﻨــﺎ ﺣـﻤـﻴـﺮ. ﻛـــــﺎﻧـــــﻮا ﻳــــﺄﻣــــﺮوﻧــــﻨــــﺎ ﺑـــﻄـــﻬـــﻲ ﻟــﺤــﻢ اﻟــﺨــﻨــﺰﻳــﺮ ﻟــﻬــﻢ، وﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻳـﺴـﻜـﺒـﻮن اﻟﺨﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮر آﺑﺎﺋﻨﺎ. ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ أﺗﻮا ﻗﺮاﻧﺎ ﻻﺧﺘﻴﺎر أي ﻓﺘﺎة ﺗﻌﺠﺒﻬﻢ وﻳﺬﻫﺒﻮن ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ وﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻦ أﻫﻠﻬﺎ اﻟﺨﺮوج ﺛﻢ ﻳﻐﺘﺼﺒﻮﻧﻬﺎ ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺘـﻬـﺎ. ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳـﻔـﻌـﻠـﻮن ﻛــﻞ ﻣﺎ ﺗﺘﺼﻮره أﻣﺎم أﻋﻴﻨﻨﺎ«.
وﻗﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻟﻴﻌﻴﺪ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﻬﺠﻮم اﻟــﺬي ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻗﺮﻳﺘﻪ وﺑﺼﻖ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ أﺛﻨﺎء ﺻـﻴـﺎﺣـﻪ. أﺧــﺬ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﺴــﻼم ﻳﻠﻮح ﺑﻴﺪﻳﻪ وﻛﺄﻧﻪ ﻳﻤﺴﻚ ﻣﻨﺠﻼ وﺗﻘﺪم ﻟﻸﻣﺎم ﻣﻠﻮﺣﺎ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻬﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻣﻨﻬﺎرا ﻟﻴﻘﻮل ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ: »ﻫﻜﺬا ﻗﺘﻠﻮا ﻃﻔﻼ أﻣﺎﻣﻲ«، ﺛﻢ وﺿﻊ وﺟﻬﻪ ﺑﲔ راﺣﺘﻴﻪ وأﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء ﻗﺎﺋﻼ: »ﻛﻨﺎ ﻛﺎﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ«.
ﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ ﻃـــﺎﺋـــﻔـــﺔ اﻟــﺮوﻫــﻴــﻨــﻐــﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﻔﺌﺎت ﺗﻬﻤﻴﺸﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣــﻴــﺎﻧــﻤــﺎر، ﺣـﻴـﺚ ﻳـﻤـﺜـﻞ اﻟــﺒــﻮذﻳــﻮن ﻧــﺴــﺒــﺔ ٠٩ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ ﻣــــﻦ ﻋـــﺪد اﻟﺴﻜﺎن، وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺮون ﺗﻠﻚ اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻣــﻮاﻃــﻨــﲔ. ورﻏـــﻢ أن ﺑـﻌـﺾ أﺑـﻨـﺎء اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮن ﺑﺄن ﺗﺎرﻳﺨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻳﻤﺘﺪ ﻟﻘﺮون ﻛﺜﻴﺮة، ﻳﻘﻮل ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻮذﻳﲔ إﻧﻬﻢ ﻳﻌﻮدون ﻟـﺤـﻘـﺒـﺔ ﻣـــﺎ ﺑــﻌــﺪ اﻻﺳــﺘــﻌــﻤــﺎر وإن اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﲔ ﻫــﻢ ﻣــﻦ أﺣـﻀـﺮوﻫـﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻐﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮل وإﻧﻬﻢ ﺗﺰاﻳﺪوا ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ. ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻣـــﻼﻣـــﺤـــﻬـــﻢ اﳌـــﻤـــﻴـــﺰة ﻓــــﻲ ﺟــﻌــﻠــﻬــﻢ ﻣــﻨــﺒــﻮذﻳــﻦ، ووﺿــﻌــﺘــﻬــﻢ ﻫﻴﺌﺘﻬﻢ اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ اﻟــﻮاﺿــﺤــﺔ ﻣــﻮﺿــﻊ اﻟﺸﻚ داﺋــﻤــﺎ، واﺳـﺘـﻐـﻞ اﻟـﺠـﻴـﺶ ﺣــﻮادث ﻋــﻨــﻒ ﻗـــﺎم ﺑــﻬــﺎ أﺑـــﻨـــﺎء اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨـﻐـﺎ دﻓــــــﺎﻋــــــﺎ ﻋــــــﻦ اﻟــــﻨــــﻔــــﺲ )ﻣـــﻬـــﺎﺟـــﻤـــﺔ ﺑــﻌــﺾ ﻣـــﺮاﻛـــﺰ اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﺼـﻲ واﻟﺴﻜﺎﻛﲔ ﻓﻲ ٢٥ أﻏﺴﻄﺲ »آب«( ﻻﻋـﺘـﺒـﺎر ﺟﻤﻴﻊ أﺑــﻨــﺎء اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ إرﻫﺎﺑﻴﲔ.
ﻟــــــﻢ ﺗــــــﺸــــــﺎرك ﺳــــــﻮ ﺗــــﺸــــﻲ ﻓــﻲ ﺷﻴﻄﻨﺔ اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨـﻐـﺎ اﻟــﺘــﻲ ﺷﺎﻋﺖ ﻓـﻲ أﻧـﺤـﺎء ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر، ﺑـﻞ اﻋﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻛﻠﻤﺔ »اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ«، ﺣــــﻴــــﺚ ﻳـــﻔـــﻀـــﻞ اﳌــــﺘــــﺤــــﺪث ﺑـــﺎﺳـــﻢ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻟﻔﻆ »اﻟﺒﻨﻐﺎﻟﻲ«، ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻣـﻬـﺎﺟـﺮون ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﲔ رﻏﻢ أﻧﻬﻢ وﻟﺪوا ﻋﻠﻰ أرض ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر. وﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻬﺎ اﻷﺳﺒﻮع اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﺗــﺤــﺪﺛــﺖ ﻓــﻴــﻪ ﻋـــﻦ اﻷزﻣــــﺔ اﻟـﺮاﻫـﻨـﺔ، وﺻـﻔـﺖ ﺳـﻮ ﺗﺸﻲ أﺑﻨﺎء اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨـﻐـﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ »ﻫــــﺆﻻء اﻟـﺬﻳـﻦ ﻋﺒﺮوا اﻟﺤﺪود إﻟﻰ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ«.
ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻟﻢ ﺗﺼﺪر أواﻣﺮ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﻋﻦ ﺳﻮ ﺗﺸﻲ، ﺑﻞ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺮال ﻣﲔ أوﻧـﻎ ﻫﺎﻟﻴﻨﻎ
اﻟــــــﺬي ﻳــﻌــﺪ أﻛـــﺒـــﺮ ﻗــﺎﺋــﺪ ﻋﺴﻜﺮي ﻓـﻲ اﻟــﺒــﻼد. ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺮف رﺋﻴﺴﺔ اﻟﺒﻼد ﺑﺎﻟﻔﻈﺎﺋﻊ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓــﻲ ﺣﻘﻬﻢ رﻏــﻢ أﻧﻬﺎ وﺛـــﻘـــﺖ ﺑــﻜــﻞ ﺗــﻔــﺎﺻــﻴــﻠــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﻗـﺒـﻞ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﻴـﲔ وﻣـــﻦ ﻗـﺒـﻞ ﺟﻤﻌﻴﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن.
ﻟـﻜـﻦ رﺋـﻴـﺴـﺔ اﻟــﺒــﻼد ﻧـﻔـﺖ ﻫﻲ واﻟــﺠــﻴــﺶ ﻣـــﺰاﻋـــﻢ إﺑـــــﺎدة أو ﺣﺘﻰ ﻃــــــﺮد أﻗـــﻠـــﻴـــﺔ اﻟـــﺮوﻫـــﻴـــﻨـــﻐـــﺎ ﺧــــﺎرج اﻟـــــﺒـــــﻼد، وزﻋـــــﻤـــــﺖ ﺑــــــﺄن ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت »اﻟﺘﺼﻔﻴﺔ اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﻲ ﻗﺮى اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ إﺧﻤﺎد ﺛﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻫﻨﺎك. واﺳﺘﻤﺮت اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ وﺻﻒ ﻣﺎ ﻳﺠﺮى ﺑــﺎﻋــﺘــﺒــﺎره »ﺗــﻄــﻬــﻴــﺮا ﻋــﺮﻗــﻴــﺎ« وأن ﻫﺪف اﻟﺠﻴﺶ ﻟﻴﺲ ﻃﺮد اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﺑﻞ ﻣﻨﻊ ﻋﻮدﺗﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺒﻼد ﻣﺠﺪدا ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺮق اﳌﺌﺎت ﻣﻦ ﻗﺮاﻫﻢ.
وﻳـــﻌـــﻜـــﺲ ﻣـــﻮﻗـــﻒ ﺳــــﻮ ﺗـﺸـﻲ اﳌـــﺘـــﺨـــﺎذل ﻣــﻤــﺎ ﻳـــﺠـــﺮي اﺳــﺘــﻤــﺮار ﺧﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟـــﺬي ﻳﻬﻴﻤﻦ ﺑــــــــــــــﺪوره ﻋـــــﻠـــــﻰ اﻟـــــﺤـــــﻜـــــﻮﻣـــــﺔ رﻏـــــﻢ اﻻﻣﺘﻴﺎزات اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ واﳌﻔﺘﺮض أن ﺗﻌﺰز اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ.
اﻟـﺠـﺪﻳـﺮ ﺑـﺎﻟـﺬﻛـﺮ أن ﻧﺤﻮ رﺑﻊ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺷﺄن وزارات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻟـــــــﺪﻓـــــــﺎع، ﻧـــﺎﻫـــﻴـــﻚ ﻋـــــﻦ ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺔ اﳌﻘﺎﻋﺪ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟـﺪﻓـﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ، وﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﺻـﻼﺣـﻴـﺔ ﺣــﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ. وﻳﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﺠﻴﺶ ﺑﻤﻘﺪوره اﻟﻘﻔﺰ ﻓﻲ اﳌﺸﻬﺪ واﺳـﺘـﺒـﺪال ﺳـﻮ ﺗﺸﻲ ﺣﺎل ﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ وﺧﻄﻄﻪ، وﻓﻲ ﺣﺎل ﺳﺎﻧﺪت رﺋﻴﺴﺔ اﻟــﺒــﻼد ﻃـﺎﺋـﻔـﺔ اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨـﻐـﺎ ﻓﺴﻮف ﺗــﺘــﺮاﺟــﻊ ﺷﻌﺒﻴﺘﻬﺎ ﺑــﲔ اﻷﻛـﺜـﺮﻳـﺔ اﻟــﺒــﻮذﻳــﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﺰﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺒﻬﺎ أﻣﺮا ﺳﻬﻼ.
وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺣﺼﻮل ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﳌﻮاﻃﻨﺔ أﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻨﻘﺎش ﻓـﻲ ﻇـﻞ اﳌﻨﺎخ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﺑﺤﺴﺐ ووﻳﺪ، ﻓﺈن »اﻟﻔﺮص ﺗﺘﻀﺎء ل أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ«. ﺗﻼﺷﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﻠﻢ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺤﻤﺪ ﺻـﺪﻳـﻖ اﻟـــﺬي ﻃـﺎﳌـﺎ اﻓﺘﺨﺮ واﻟــﺪه ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﺎﻣﻞ راﻳﺔ ﺣﺰب »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«، وﻣﺎ زال ﻳﺬﻛﺮ أن ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ واﻟﺪه ﻓـﻲ اﻟـﺤـﺰب أﻧﻘﺬﺗﻬﻢ ﻣـﻦ اﻟﺘﺮﺣﻴﻞ اﻟﻘﺴﺮي ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت.
وﻛﺸﻒ ﺻﺪﻳﻖ ﻋـﻦ أن »اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة أﺧﺒﺮت اﻟﺒﻨﻐﺎﻟﻴﲔ أن أي ﺷﺨﺺ ذي ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻘﺘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ﺣﺎل ﻋـــﻮدﺗـــﻪ إﻟــــﻰ ﺑـــــــﻼده«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﺎ أن واﻟــﺪه ﻗــﺎل ﻷﺣــﺪ اﻟﻘﻀﺎة ذات ﻣﺮة إﻧﻪ »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﻓﺴﻮف ﻧﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮرا وﺣـﻴـﻨـﻬـﺎ ﺳـﻴـﺤـﺼـﺮ ﻋــﻠــﻢ اﻟــﺮاﺑــﻄــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻷﺣـﻤـﺮ اﻟــﺬي أﺧــﺬه ﻣﻌﻪ ﻟﻴﺪﻋﻨﺎ ﻧﺮاه«.
ﺗﻮﻓﻲ ﺣﺴﲔ ﻋﺎم ٤١٠٢ ﺑﻌﺪ أن ﻋـﺎش ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﻣـــﻞ ﻓــﻲ اﻟــﺮاﺑــﻄــﺔ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ، ﻟﻜﻦ ﻟــﺤــﺴــﻦ ﺣــﻈــﻪ ﻟــــﻢ ﻳــﺸــﻬــﺪ اﳌـــﺬاﺑـــﺢ اﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺑﺸﻌﺐ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ، واﻵن ﺑﻠﻎ اﺑﻨﻪ ٣٣ ﻋﺎﻣﺎ وأﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﲔ ﻣﻦ أن ﺷﻌﺐ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﻣﻦ دون دوﻟﺔ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﻢ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ.
* ﺧﺪﻣﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ«
ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻮ ﺗﺸﻲ اﳌﺘﺨﺎذل ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮي اﺳﺘﻤﺮار ﺧﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﺬي ﻳﻬﻴﻤﻦ ﺑﺪوره ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ووﻳﺪ ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎب »ﻋﺪو ﻣﻴﺎﳕﺎر ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ« ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﰲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل إﻧﻬﺎ دﻋﺖ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﻣﻮاﻃﻨﲔ