اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﻮق »اﻟﺴﻼح اﳌﺘﻔﻠﺖ«
ﺗﻮﻗﻴﻒ ٠٠٠١ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﺧﻼل ٠١ أﻳﺎم
ﻟــــﻢ ﻳـــﻜـــﺪ ﻟـــﺒـــﻨـــﺎن ﻳــــﺨــــﺮج ﻣــﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﺤﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ، ﺣﺘﻰ اﺗﺠﻬﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﺠﻬﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ إﻟﻰ اﻟـــــﺪاﺧـــــﻞ، ﺣــﻴــﺚ ﻳــﺸــﻜــﻞ اﻟــﺴــﻼح اﳌــﺘــﻔــﻠــﺖ داﺧـــــﻞ اﻟـــﺒـــﻠـــﺪات واﳌــــﺪن ﻫﺎﺟﺴﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﲔ.
ﻋﺎش اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ أﺳـــﺒـــﻮع، ﻋــﻠــﻰ وﻗـــﻊ ﺟــﺮﻳــﻤــﺔ ﻗﺘﻞ ﻣﺮوﻋﺔ، وﺟﺮاﺋﻢ ﺧﻄﻒ، واﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ، واﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﺗﺨﻔﺖ ﻟﻴﻼ ﺛﻢ ﺗﺘﺠﺪد ﻧﻬﺎرا، ﺷﻜﻠﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻟــﺪﻳــﻬــﻢ ﻫــﺎﺟــﺲ ﻗــﻠــﻖ ﻛــﺒــﻴــﺮا ﺑﻌﺪ ﺳـﻘـﻮط ﻗﺘﻠﻰ وﺟــﺮﺣــﻰ، ﻣـﺎ ﻃﺮح أﺳﺌﻠﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺣﻮل ﻣﺪى ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺧﻄﺔ ﺿﺒﻂ اﻟﺴﻼح اﳌﺘﻔﻠﺖ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة.
وﺑــﺤــﺴــﺐ ﺑــﻴــﺎﻧــﺎت ﻣـﺘـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ ﻟﻘﻮى اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ، ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٠١ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟــﻌــﺸــﺮة اﻷﺧـــﻴـــﺮة ﻋــﻠــﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷراﺿـــﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، »ﻻرﺗﻜﺎﺑﻬﻢ أﻓــــــﻌــــــﺎﻻ ﺟــــﺮﻣــــﻴــــﺔ ﻋــــﻠــــﻰ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷراﺿــﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«، ﺗﺘﻨﻮع ﺑﲔ ﺣـــﻮادث ﻗﺘﻞ واﺗــﺠــﺎر ﺑﺎﳌﺨﺪرات وﺳــﻠــﺐ وﺳـــﺮﻗـــﺔ وﻧــﺸــﻞ وإﻃــــﻼق اﻟﻨﺎر، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ رﻗﻤﺎ ﻛﺒﻴﺮا أﺳﻮة ﺑﺤﻮادث اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
وﺗـــــﻔـــــﺎﻗـــــﻢ اﻟــــــﻮﺿــــــﻊ اﻷﻣــــﻨــــﻲ ﺗـــﻌـــﻘـــﻴـــﺪﴽ، اﻟـــﺴـــﺒـــﺖ اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ، ﻣـﻊ ﺗﺠﺪد اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟـــﺬي ﻳـــﺆدي إﻟــﻰ اﳌــﻄــﺎر اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، ﻣﻄﺎر رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي اﻟـــــــﺪوﻟـــــــﻲ، ﺑـــــﲔ ﺟــــﻤــــﺎﻋــــﺔ ﻣـــــﻦ آل ﺳـﻮﻳـﺪان وأﺧــﺮى ﻣـﻦ آل ﺣﺠﻴﺞ، ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻴﺔ أرض ﻓـــﻲ اﳌــﺤــﻠــﺔ. اﻻﺷــﺘــﺒــﺎﻛــﺎت ﺗـــﻜـــﺮرت ﳌــــﺪة ﻳــﻮﻣــﲔ واﺳــﺘــﺪﻋــﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣـﻦ اﻟﺠﻴﺶ وﻣﻦ اﳌﺨﺎﺑﺮات ﻟﻔﺾ اﻻﺷﺘﺒﺎك.
ورأى وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻷﺳﺒﻖ ﻣﺮوان ﺷﺮﺑﻞ، أن اﻟﺴﻼح ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻜﺎﻓﺔ ﻟﻜﻦ اﻟﺨﻄﻮرة ﺗــﻜــﻤـــﻦ ﻓــــﻲ ﻋــــــﺪم اﻟـــﺘـــﺼـــﺪي ﻷي إﺷــﻜــﺎل ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ اﻟــﻘــﻮى اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ، وﻫــــــﺬا ﻣـــﺎ ﻻ ﻳــﺤــﺼــﻞ ﻟـــﺪﻳـــﻨـــﺎ، إذ ﺗﺘﺤﺮك اﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻟﺘﻄﻮﻳﻖ ﺗﻠﻚ اﻹﺷﻜﺎﻻت.
وإذ اﻋــــــﺘــــــﺮف ﺷــــــﺮﺑــــــﻞ، ﻓــﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«، أن ﻫﻨﺎك ﺳﻼﺣﴼ ﻣﻨﺘﺸﺮﴽ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﺑــــﲔ اﳌــــﻮاﻃــــﻨــــﲔ، أﻛـــــﺪ أن »اﻷﻣـــــﺮ اﻟﺠﻴﺪ ﻫﻮ أن اﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺣــﺼــﻮل ﻫـــﺬه اﻟــﺠــﺮاﺋــﻢ«، ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻋﻦ ﺗﻨﺴﻴﻖ »ﻛﺎﻣﻞ« ﺑﲔ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
وﻗــــــــــﺎل ﻓــــــﻲ ﻫــــــــﺬا اﻟــــﺴــــﻴــــﺎق: »ﺗﺠﺘﻤﻊ اﻷﺟــﻬــﺰة ﺑﺸﻜﻞ دوري ﻣﺮﺗﲔ أو ﺛﻼﺛﺎ ﻓـﻲ اﻟﺸﻬﺮ وﻳﺘﻢ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـﻰ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻋـﺪد ﻣﻦ أﺟـــﻬـــﺰة اﳌـــﺨـــﺎﺑـــﺮات« اﻷﺟــﻨــﺒــﻴــﺔ، ﻻﻓــﺘــﴼ إﻟـــﻰ أن اﳌـﺸـﻜـﻠـﺔ ﺗـﺒـﻘـﻰ ﻓﻲ »اﺳــﺘــﺴــﻬــﺎل إﻃـــــﻼق اﻟــــﻨــــﺎر« ﻣـﻦ ﻗـــﺒـــﻞ اﳌــــﻮاﻃــــﻨــــﲔ اﳌـــﺤـــﻤـــﻴـــﲔ ﻣــﻦ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﲔ واﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﺴـﺘـﻨـﺪون إﻟـــﻰ »اﻟــﻮاﺳــﻄــﺔ« ﻹﺧــﺮاﺟــﻬــﻢ ﻣﻦ اﻟــﺴــﺠــﻮن ﺑــﻌــﺪ أن ﻳــﺘــﻢ اﻟـﻘـﺒـﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑـﺠـﺮاﺋـﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻋﻨﺪ ﺳــــــﺆاﻟــــــﻪ ﻋــــــﻦ ﺗـــــﺮاﺧـــــﻴـــــﺺ ﺣــﻤــﻞ اﻟﺴﻼح اﳌﻨﺘﺸﺮة ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ، رأى أن ﻣﻦ ﻳﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر وﻳﺮﺗﻜﺐ اﻟﺠﺮاﺋﻢ، ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ أﺑــﺪا اﻟـﺮﺧـﺼـﺔ ﻟـﻺﻗـﺪام ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ.
وﺳﺠﻞ أﻣـﺲ اﻷﺣــﺪ، اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ ﻧﺎﻃﻮر أﺣﺪ اﳌﺒﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻓﻲ أﺑﻲ ﺳﻤﺮاء ﻓﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ داﺧﻞ ﺧﺰان ﻟﻠﻤﻴﺎه ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﳌﺒﻨﻰ. ﺗﻢ ذﻟﻚ، ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﻧﺠﺢ ﻓﻴﻪ اﻷﻣـﻦ ﻓــﻲ زﻏــﺮﺗــﺎ اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ أﻳــﻀــﺎ ﻣﻦ ﺗـﻮﻗـﻴـﻒ ﺧـﺎﻃـﻔـﻲ أﺣــﺪ اﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ وﻳــﺪﻋــﻰ زﻳـــﺎد اﻟــﺤــﺎج ﺣـﺴـﲔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮرة اﳌﺠﺎورة.
وﺗــــﻀــــﺎف ﺗــﻠــﻚ اﻻرﺗـــﻜـــﺎﺑـــﺎت »اﻟـــﻔـــﺮدﻳـــﺔ«، إﻟـــﻰ ﺟــﺮﻳــﻤــﺔ »زﻗـــﺎق اﻟﺒﻼط« ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻴﺮوت اﻟﺘﻲ ﻫﺰت اﻟﺒﻼد اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻔﺎﺋﺖ، ﺑﻌﺪ أن أﻗــﺪم أﺣــﺪ اﳌـﺮاﻫـﻘـﲔ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ واﻟـــﺪه وأﺣــﺪ اﻟـﺴـﻮرﻳـﲔ وإﺻـﺎﺑـﺔ واﻟﺪﺗﻪ واﺛﻨﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺻﻴﺪ.