اﻟﺼﲔ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ

أﻇﻬﺮت اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ اﻟﺼﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة اﻟﻌﺠﺰ اﳌـــﺘـــﺰاﻳـــﺪ ﻟـــﻠـــﻐـــﺮب. ﻓــﻔــﻲ اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﻓــﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي اﻧﺸﻐﻞ ﻓـــﻴـــﻪ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ ﺑـــﺈذاﻋـــﺔ أﺧــﺒــﺎره ﻋﺒﺮ ﻧـﺸـﺮات اﻷﺧــﺒــﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ٤٢ ﺳﺎﻋﺔ وﺑﺈﻃﻼق ﺗﻐﺮﻳﺪاﺗﻪ اﻟــﻼذﻋــﺔ ﺿــﺪ ﺧـﺼـﻮﻣـﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ، ﺷــﺮع اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻣــﻦ ﺧـﻼل اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻓــــﻲ رﺳـــــﻢ ﺧــﺮﻳــﻄــﺔ ﻃـــﺮﻳـــﻖ ﻟــﺒــﻼده ﻟﻠﺜﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﴼ اﳌﻘﺒﻠﺔ.

ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺛﻤﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻮ اﻻﻧﻘﺴﺎم واﻻﺳﺘﻘﻄﺎب، ﻓﺎﻟﺜﻤﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻫﻆ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓـﻴـﻪ اﻟــﻐــﺮب - ﺑـﻤـﺎ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ أوروﺑـــﺎ ﺑـــﺪاﻓـــﻊ ﻣـــﻦ اﻟـــﺤـــﺮﻛـــﺎت اﻟــﺸــﻌــﺒــﻮﻳــﺔ واﻻﻧــﻔــﺼــﺎﻟــﻴــﺔ ﺑــﻬــﺎ - ﻣـــﻦ ﻣـــــﺮارات وﻧـــــﺰاﻋـــــﺎت داﺧــــﻠــــﻴــــﺔ، ﻓـــــﺈن اﻟــﺼــﲔ ﺗـﺴـﻴـﺮ ﺑـﺸـﺠـﺎﻋـﺔ واﺿــﺤــﺔ ﻟــﻸﻣــﺎم. ﻓﻘﺪ وﺿﻌﺖ اﻟﺼﲔ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻫــﺪف اﻗـﺘـﺤـﺎم أﺣـــﺪث ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ، وإﺣﻴﺎء »ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ« ﻓﻲ إﻃـﺎر »اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮﳌﺔ«، ﻟﺘﺄﺧﺬ زﻣــﺎم اﳌﺒﺎدرة ﻓـﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ، وﺗــﺤــﺪﻳــﺪ ﻣــﻼﻣــﺢ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ. ﻓـﺈن ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﺎﻟﻲ اﻟﺼﻮت، ﻓﺴﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺒﺎت ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓـﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎء اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻟﺤﲔ ﺗﻌﺜﺮ اﻟﺼﲔ.

ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻟﻴﺲ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم اﻹﻳﺤﺎء ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﻨﻔﺘﺤﺔ اﻻﻧﻜﻔﺎء ﻟﻠﺪاﺧﻞ، واﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺎﺷﺴﺘﻴﺔ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣــﻮﺣــﺪة، ﻟﻜﻦ اﻟـﻬـﺪف ﻫﻨﺎ اﻟــــﻘــــﻮل ﺑـــﺄﻧـــﻪ إن ﻟــــﻢ ﺗــﻨــﻈــﺮ اﻟـــــﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ إﻟــﻰ ﻣـﺎ ﻫـﻮ أﺑـﻌـﺪ ﻣﻦ أﻓﻖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ، واﻟﻮﺻﻮل إﻟــــــــﻰ ﺳـــﺒـــﻴـــﻞ ﻟـــﻠـــﺤـــﻜـــﻢ اﻟـــﺘـــﻮاﻓـــﻘـــﻲ ﻓـــــﺴـــــﻮف ﺗـــﺼـــﺒـــﺢ ﻓــــــﻲ اﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ اﻟــﻘــﺮﻳــﺐ ﻛــﻤــﻦ ﻳــﻌــﻴــﺶ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاء، وﺳــﺘــﺬﻫــﺐ ﺟــﻬــﻮدﻫــﻢ ﺳـــــﺪى. ﻓــﺈن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻧﺸﻘﺎق اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ إﻟــــﻰ ﺟــﻤــﺎﻋــﺎت ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﻣــﺼــﺎﻟــﺢ ﺧـــﺎﺻـــﺔ ﻣـــﺘـــﻌـــﺪدة، ﺗـﺤـﺖ ﻻﻓﺘﺎت ﺣﺰﺑﻴﺔ وﻫﻮﻳﺎت ﺑﻤﺴﻤﻴﺎت ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ، ﺑــــﺪﻻ ﻣـــﻦ اﻟـــﻮﻗـــﻮف ﻋﻠﻰ أرﺿــﻴــﺔ ﻣـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ، ﻓـﺴـﻴـﻜـﻮن اﻷﻣــﻞ ﺿــﺌــﻴــﻼ ﻓـــﻲ ﻣــﻨــﺎﻓــﺴــﺔ ﻗــــﻮة ﻫـﺎﺋـﻠـﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻛﺎﻟﺼﲔ.

اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺤﺎﻟﻲ، أﺻﺎب ﻣﻮﻗﻊ »وورﻟـــــــﺪ ﺑـــﻮﺳـــﺖ« ﻛــﺒــﺪ اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ، ﺳـــﻮاء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﲔ أو اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑــﺘــﺴــﻠــﻴــﻄــﻪ اﻟــــﻀــــﻮء ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻴﻨﻲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋـﺸـﺮ اﻟـــﺬي ﻋـﻘـﺪ ﻓــﻲ ﺑــﻜــﲔ، ﻟﻴﺆﻛﺪ زﻋــــﺎﻣــــﺔ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﺷــــﻲ ﺟـﻴـﻨـﺒـﻴـﻨـﻎ ورﺳﻤﻪ ﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻼده اﳌﻘﺒﻠﺔ. وﻓﻲ ﺣــــﻮاراﺗــــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﻣــــﺪار ﺳـــﻨـــﻮات ﻣﻊ ﺣﻜﻴﻢ ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة اﻟﺮاﺣﻞ ﻟﻲ ﻛﻴﻮان ﻳــﻮ، اﻟــﺬي ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣـﺎ ﻛــﺎن ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻧــﻐــﻤــﺔ ﻟـــﻢ ﺗـﺴـﺘـﺴـﻐـﻬـﺎ أذن اﻟــﻐــﺮب ﻛﺜﻴﺮﴽ. ﻓﻔﻲ إﺣﺪى ﻣﺤﺎﺿﺮاﺗﻪ، ﻗﺎل ﻟﻲ ﻛﻴﻮان ﻳﻮ إن اﻟﺼﲔ ﻟﻦ ﺗﺼﺒﺢ دﻳـــﻤـــﻘـــﺮاﻃـــﻴـــﺔ أو ﻋــــﻀــــﻮﴽ ﺷــﺮﻓــﻴــﴼ ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻐﺮب، وﺳﺘﻤﻀﻲ ﻟﻸﻣﺎم وﺳﺘﻨﺠﺢ وﻓﻖ ﺷﺮوﻃﻬﺎ وأﺳﻠﻮﺑﻬﺎ اﻟﺨﺎص، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.

وﻓـــــــﻲ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎق ذاﺗــــــــﻪ، ﻛـــﺘـــﺐ إﻳـــﺮﻳـــﻚ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﳌﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻐﻬﺎي ﻳﻘﻮل إﻧـــﻪ رﻏـــﻢ اﻟـﺘـﻮﻗـﻌـﺎت اﳌﺘﺴﻘﺔ ﻓـﻲ اﻹﻋــﻼم اﻟﻐﺮﺑﻲ، وﻓـﻲ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﺴﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺄن اﻟـﺼـﲔ ﺳﺘﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، ﻓﻘﺪ ﺣﺪث اﻟـــﻌـــﻜـــﺲ وازدادت اﻟــﺼــﲔ ﻗــــﻮة، وﻫــــﻮ ﻣـــﺎ ﻋــﺒــﺮ ﻋﻨﻪ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺼــﻴــﻨــﻲ ﻓـــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮه اﻷﺧﻴﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻧﺰداد ﺷﻤﻮﺧﴼ ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ«. وﺟﺎدل ﻟﻲ ﻗﺎﺋﻼ إن »اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﺗﻔﻜﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﺸﺄن ﺻﻌﻮد اﻟــﺪول وﻫﺒﻮﻃﻬﺎ ﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻟـﻬـﺎ ﻣـﺤـﻞ ﻣــﻦ اﻹﻋـــــﺮاب«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أﻧــــــــﻪ »إذا ﻛـــــﺎﻧـــــﺖ اﻻﻧــــﺘــــﺨــــﺎﺑــــﺎت واﻟـــﺨـــﺼـــﺨـــﺼـــﺔ ﻣـــــﻦ ﻣــﺘــﻄــﻠــﺒــﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺠﺤﺖ اﻟﺼﲔ ﻣﻦ دوﻧـﻬـﻤـﺎ، ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟـــﺪول اﻟـﺘـﻲ ﻃﺒﻘﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺻﻔﺔ. ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺜﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﴼ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻟﺼﲔ ﻣﻦ دﻣــــﺞ اﻻﺷـــﺘـــﺮاﻛـــﻴـــﺔ واﻗـــﺘـــﺼـــﺎدات اﻟـــــﺴـــــﻮق ﻓـــــﻲ ﻛــﻴــﺎن واﺣﺪ«.

وﻋــــــﻠــــــﻰ اﻟـــــﺮﻏـــــﻢ ﻣـﻦ اﻻﻧـﺘـﻘـﺎدات اﻟﺘﻲ أﺛـــــﻴـــــﺮت ﻓـــــﻲ اﻟـــﻐـــﺮب ﻣﻦ أن ﻓﻜﺮة اﻗﺘﺼﺎد اﻟـــﺴـــﻮق اﻻﺷــﺘــﺮاﻛــﻲ ﺗــﻨــﻄــﻮي ﻋــﻠــﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـــــــــــﻦ اﻟــــــﺘــــــﻨــــــﺎﻗــــــﺾ، ﻓـــــــــــﺈن ﻟــــــــﻲ ﻳـــــــــــﺮى أن ﻣـــــﺸـــــﺮوع اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺼـــﻴـــﻨـــﻲ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ اﻟــــــــﺬي ﻳــــﻬــــﺪف إﻟـــﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ، ﻳﺸﺒﻪ إﻟـﻰ ﺣﺪ ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻗــــﺪرة اﻟــﺼــﲔ اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ ﻋﻠﻰ اﺳـﺘـﻴـﻌـﺎب أﻓــﻜــﺎر اﻟــﺒــﻮذﻳــﺔ اﻟـــﻮاردة ﻣــﻦ اﻟــﺨــﺎرج وﺻــﻬــﺮﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ اﻟــــﺤــــﻀــــﺎرة اﻟـــﻜـــﻮﻧـــﻔـــﻮﺷـــﻴـــﻮﺳـــﻴـــﺔ. وﺑﺤﺴﺐ ﻟﻲ، ﻗﺪ ﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻜﺎر اﻵﻳـــﺪﻳـــﻮﻟـــﻮﺟـــﻲ »أﻫــــــﻢ ﻣــﺴــﺎﻫــﻤــﺎت اﻟﺼﲔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، وﻫـــﻲ أﻛــﺒــﺮ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ ﻣــﺮ ﺑـﻬـﺎ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑﻌﻄﺶ واﺣﺘﻴﺎج ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪة ﻣـﻨـﺬ ﻋـﺼـﺮ اﻟـﺘـﻨـﻮﻳـﺮ ﻓــﻲ أوروﺑـــــﺎ«. وﺑــﻮﺻــﻔــﻪ أﺣـــﺪ أﺑـــﺮز اﻟـﺮأﺳـﻤـﺎﻟـﻴـﲔ اﳌﻐﺎﻣﺮﻳﻦ، ﻓﺈن ﻟﻲ ﻳﻌﺮف أﻳﻦ ﻳﻀﻊ ﺛــﻘــﺘــﻪ، وﻫــــﻮ ﻣـــﺎ ﻋــﺒــﺮ ﻋــﻨــﻪ ﺑــﻘــﻮﻟــﻪ: »أراﻫــﻦ أن ﺗﺸﻲ ﺟﻴﻨﺒﻴﻨﻎ ﺳﻴﻐﻴﺮ اﻟـــﺼـــﲔ ﻛـــﻠـــﻴـــﴼ، ﺑــــﻞ واﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ ﻛــﻠــﻪ، إﻟـــﻰ اﻷﻓـــﻀـــﻞ«. ﻛــﺬﻟــﻚ ﻳـــﺮى ﺳﺘﻴﻒ ﺗﺴﺎﻧﻎ، اﳌﺤﻠﻞ اﳌﺨﻀﺮم ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﺼﻴﻨﻲ، أن »اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺤﺰﺑﻲ اﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻳﻤﺜﻞ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ دﻳﻨﻎ زﻳــﺎو ﺑﻴﻨﻎ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺒﻨﺖ )اﻹﺻـــﻼح واﻻﻧـﻔـﺘـﺎح( إﻟـــﻰ ﻋــﻬــﺪ ﺟــﺪﻳــﺪ ﺑـــﺎت ﻓــﻴــﻪ اﻟــﺤــﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻴﻨﻲ واﺛﻘﴼ ﻣﻦ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻧـــﻤـــﻮذﺟـــﻪ اﻻﺷــــﺘــــﺮاﻛــــﻲ. ﻓـــﻠـــﻢ ﺗـﻌـﺪ اﻟـﺼـﲔ ﺗﻨﻈﺮ إﻟــﻰ ﺧــﺎرج ﺣـﺪودﻫـﺎ ﻟﺘﺴﺘﻠﻬﻢ اﻟــﻄــﻤــﻮح واﻟــﺤــﻠــﻢ، ﻓﻬﻲ ﺑــــﺎﺗــــﺖ ﺗــــﺸــــﺪد ﻋـــﻠـــﻰ رﻓـــﻀـــﻬـــﺎ ﻷي ﻧﻤﻮذج دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻏﺮﺑﻲ«.

ﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣـﺎ ﻳﻘﻠﻖ ﺗﺴﺎﻧﻎ ﻫﻮ أن اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺗـﺸـﻲ ﺟﻴﻨﺒﻴﻨﻎ أﺷــﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻟﻦ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ اﻟـﺤـﺰﺑـﻲ اﳌـﻘـﺒـﻞ ﻓــﻲ ٢٢٠٢، ﻓﻘﺪ ﺗﺮك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣـــﻔـــﺘـــﻮﺣـــﺔ، ﻓـــــﻲ ﺗــﻐــﻴــﻴــﺮ ﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟﺤﺰب اﻟﺘﻲ ﺑـﺪأت ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ دﻳﻨﻎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻴﻞ إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺰب واﻟﺪوﻟﺔ ﻗﺒﻞ وﻗﺖ ﻛﺎف وﻋﺪم ﺗـــﺮك ﺷـــﻲء ﻟـﺤـﻴـﻨـﻪ«. وﻓـــﻲ ﻇــﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ دون ﻣﻨﺎﻓﺲ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ زﻣــﻼﺋــﻪ، ﻓــﺈن ﺗﺴﺎﻧﻎ ﺑــﺎت ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻵﺧﺮون ﺗﻌﺒﻴﺮ »ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺴﻴﺌﺔ«. واﳌﻌﻨﻰ ﻫﻨﺎ أﻧـــﻪ، ﺣـﺴـﺐ ﺗــﺴــﺎﻧــﻎ، »إن ﻟــﻢ ﻳﺠﺮؤ ﻣــﺴــﺘــﺸــﺎرو ﺗــﺸــﻲ ﺟـﻴـﻨـﺒـﻴـﻨـﻎ ﻋﻠﻰ إﻇــﻬــﺎر ﺧﻼﻓﻬﻢ ﻣـﻌـﻪ، ﻓﻬﻨﺎك ﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺼﲔ ﺑﺼﻮرة ﻏـــﻴـــﺮ ﻣـــﻼﺋـــﻤـــﺔ وﺗـــــﺰاﻳـــــﺪ اﺣـــﺘـــﻤـــﺎﻻت اﻟﺨﻄﺄ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻨﺬر ﺑﺨﻄﺮ ﺗﺒﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﻀﻠﻠﺔ ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ واﻟﺠﻴﺶ ﺑﺴﻠﻄﺎﺗﻬﻤﺎ اﳌﻄﻠﻘﺔ«.

وأﻗـﺮ ﻳﻮ ﺟﻲ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﺑــﺄن ﺑــﺈﻧــﺠــﺎزات اﻟــﺼــﲔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮى ﻋﻮاﺋﻖ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻷﻓﻖ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت، ﻓﺈن اﻟﻘﺎدة اﻟﺼﻴﻨﻴﲔ أﻇﻬﺮوا ﻣﺮارﴽ ﻗـــﺪرﺗـــﻬـــﻢ اﳌـــﺪﻫـــﺸـــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﺠـﺎﺑـﻬـﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ ﺗﺒﺪو أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ« ﻣــﻀــﻴــﻔــﴼ أن »اﻟـــﻨـــﻤـــﻮ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي اﳌـﺘـﻮاﺻـﻞ ﺧﻠﻖ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺗـــــﺮﻓـــــﺾ اﻟــــﺘــــﺨــــﻠــــﻲ ﻋــــــﻦ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺔ واﻟـــﻨـــﻔـــﻮذ، وﻫـــﻲ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﻟـﺘـﻲ إن وﺿﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺑﺠﻮار اﻟــــﺘــــﻔــــﺎوت اﻟـــﻜـــﺒـــﻴـــﺮ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﺜـــــﺮوات واﻷﺿـــﺮار اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﺤﺪﻳﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﺰب. وإذا ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﺤﺰب اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ ﻏــﻴــﺮ اﻟـــﻌـــﺎدل ﻓـــﻲ ﺗـــﻮزﻳـــﻊ اﻟـــﺜـــﺮوات واﻟﻔﺮص، ﻓﺴﻮف ﺗﻨﻬﺎر ﺛﻘﺔ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﻌﺎدي ﻓﻴﻪ«.

وﻣـــــﺎ ﻳــﻘــﻠــﻖ ﻳـــــﻮ، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــــﺮأس ﻣــــﺸــــﺮوع »اﻟــﺘــﺤــﻠــﻴــﻞ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻠـﻲ« ﻓـــﻲ ﻟـــﻨـــﺪن، أﻳــﻀــﴼ ﻫﻮ اﻟﻨﻐﻤﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑــﺎت ﻳﺮددﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻢ ﺗﺸﻲ ﺟﻴﻨﺒﻴﻨﻎ. وﺗﺤﺬر ﻳﻮ ﻣﻦ أن »اﻟﺨﻠﻴﻂ اﻟﺨﻄﻴﺮ ﻣــــــﻦ ﺗــــــﺎرﻳــــــﺦ اﻟـــــﺼـــــﲔ ﻣــــــﻦ اﻹذﻻل واﻟﻨﺠﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﺬﻫﻞ«، ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ، ﻗﺪ ﻋﺰز ﻣﻦ اﻟﺮﺻﻴﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﺬاﺗﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، وﺗﻴﺎر ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﻌﺠﺮﻓﺔ واﻟﺼﻠﻒ، ﻣـﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى، وﻫﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ اﳌﻤﻴﺘﺔ داﺧﻞ اﻟﺼﲔ واﳌﺆذﻳﺔ ﻟﺠﻴﺮاﻧﻬﺎ وﻟﻠﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺒﻌﻴﺪة أﻳﻀﴼ«.

* ﺧﺪﻣﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ«

إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﳋﺼﺨﺼﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺠﺤﺖ اﻟﺼﲔ ﺑﺪوﻧﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻴﻪ دول ﻃﺒﻘﺘﻬﻤﺎ ؟ وﺿﻌﺖ اﻟﺼﲔ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ اﻗﺘﺤﺎم أﺣﺪث ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ وإﺣﻴﺎء »ﻃﺮﻳﻖ اﳊﺮﻳﺮ« ﰲ إﻃﺎر »اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮﳌﺔ«