روﺳﻴﺎ ﺗﺤﺎول اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ
ﺗـــــﺰاﻣـــــﻦ اﻟــــﺘــــﺪﺧــــﻞ اﻟــــــﺮوﺳــــــﻲ ﻓــﻲ اﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﻴـــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻟـــﻌـــﺎم ٦١٠٢ ﻣـــﻊ ﻣـــﺎ وﺻـــﻔـــﻪ اﻟــﺨــﺒــﺮاء اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن واﻷوروﺑـﻴـﻮن ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻤﻠﺔ اﻟــﻜــﺮﻣــﻠــﲔ اﳌــﺜــﻴــﺮة ﻟــﻠــﻘــﻠــﻖ ﻣـــﻦ إﻋــــﺎدة ﺻـﻴـﺎﻏـﺔ ﻗــﻮاﻋــﺪ اﻟــﻔــﻀــﺎء اﻟـﺴـﻴـﺒـﺮاﻧـﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ.
وﻟـــﻘـــﺪ ﺣــﺼــﻠــﺖ ﻣـــﺆﺧـــﺮﴽ ﻣـــﻦ أﺣــﺪ ﺧﺒﺮاء اﻷﻣـﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع اﻗــﺘــﺮاح روﺳـــﻲ ﺑـﺸـﺄن »اﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺔ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﳌـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺎﺗـــﻴـــﺔ«. وﺗــﺸــﺘــﻤــﻞ اﻟــﻮﺛــﻴــﻘــﺔ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻣـﻦ ٤٥ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻠﻰ ٢٧ ﻣـﺎدة ﻣـﻘـﺘـﺮﺣـﺔ، وﻫـــﻲ ﺗـﻐـﻄـﻲ ﺣــﺮﻛــﺔ اﳌـــﺮور ﻋــﻠــﻰ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ ﺑــﻮاﺳــﻄــﺔ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت، و»ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻮك اﳌﺘﺒﻌﺔ« ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﻟــﺴــﻴــﺒــﺮاﻧــﻲ، و»اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ اﳌــﺸــﺘــﺮك« ﻓﻲ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ. وﻟﻐﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺗﺒﺪو ﺑﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ وﻏﻴﺮ ﺿﺎرة، وﻟﻜﻦ اﻟﺨﺒﺮاء ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻋﺘﻤﺎد اﻟـــﻮﺛـــﻴـــﻘـــﺔ، ﻓـــﺴـــﻮف ﺗــﺴــﻤــﺢ ﻟــﺮوﺳــﻴــﺎ ﺑـﻤـﻤـﺎرﺳـﺔ اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﻀــﻐــﻮط ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ.
وﻳـــــﻘـــــﻮل اﻟـــﻜـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣـــــﻦ اﻟــــﺨــــﺒــــﺮاء اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ إن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﺳﻮف ﺗﻌﺰز ﻣـﻦ ﻗــﺪرات روﺳـﻴـﺎ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ، ﻓﻲ ﺑﺴﻂ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋـﻠـﻰ اﻻﺗــﺼــﺎﻻت داﺧـــﻞ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﺒـﻠـﺪان، وإﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟـــﻮﺻـــﻮل إﻟـــﻰ اﻻﺗــﺼــﺎﻻت ﻓﻲ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى. وﻟﻘﺪ وﺻﻒ اﻟﺨﺒﺮاء اﳌــﺸــﺮوع اﻟــﺮوﺳــﻲ اﳌــﺬﻛــﻮر ﺑـﺄﻧـﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺧﻴﺮ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﳌﺎ ﻳﻔﻀﻞ ﺧﺒﺮاء اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ »اﻟﻔﻀﺎء اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ«.
وﻟـﻘـﺪ ﺗـﻢ ﻃــﺮح اﻻﻗــﺘــﺮاح اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﻧﺸﺮت ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻮﺟﺰة ﻣــﻨــﻪ ﻓـــﻲ ٤ أﺑـــﺮﻳـــﻞ )ﻧــﻴــﺴــﺎن( اﳌــﺎﺿــﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎت ﺟﺮﻳﺪة »ﻛﻮﻣﺮﺳﺎﻧﺖ« اﻟﺮوﺳﻴﺔ. وذﻛــﺮت اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ أن وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ وﺻـــﻔـــﺖ اﻻﺗـــﻔـــﺎﻗـــﻴـــﺔ ﺑـــﺄﻧـــﻬـــﺎ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ »ﻣﺒﺘﻜﺮة« و»ﻋﺎﳌﻴﺔ« ﻻﺳﺘﺒﺪال اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑـﻮداﺑـﺴـﺖ ﻟـﻌـﺎم ١٠٠٢، واﻟـﺘـﻲ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ٥٥ دوﻟـﺔ أﺧــﺮى، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣـﺮﻓـﻮﺿـﺔ ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ روﺳــﻴــﺎ. وﻗـﺎﻟـﺖ اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺮوﺳﻴﺔ أﻳـﻀـﴼ: »اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ ارﺗــــــــﺄت ﺗـــﻬـــﺪﻳـــﺪﴽ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮﴽ ﻟﺴﻴﺎدة اﻟﺒﻼد ﻋﺒﺮ ﻣﻴﺜﺎق ﺑﻮداﺑﺴﺖ«.
واﳌـــــﺤـــــﺎوﻟـــــﺔ اﻟـــــﺮوﺳـــــﻴـــــﺔ ﻹﻋـــــــﺎدة ﺻــﻴــﺎﻏــﺔ اﻟــﻘــﻮاﻋــﺪ اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻷﻣــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﺗــﺰاﻣــﻨــﺖ ﻣــﻊ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ ﻓـﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗــﻤــﻮز( اﳌـﺎﺿـﻲ ﻣـﻦ ﻃﺮف اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ إﻟﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧــــﺎﻟــــﺪ ﺗــــﺮﻣــــﺐ، ﻓــــﻲ ﻗــﻤــﺔ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ اﻟــﻌــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﻓـــﻲ ﻫـــﺎﻣـــﺒـــﻮرغ. وﻟـﻘـﺪ ﻧـﻔـﻰ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟــﺮوﺳــﻲ وﺑـﺸـﺪة ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺗـﺮﻣـﺐ أن ﺑـــﻼده ﻗــﺪ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻛـﻤـﺎ ﻗــﺎل اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺗــﺮﻣــﺐ ﻣــﻐــﺮدا ﻋﻠﻰ »ﺗـــﻮﻳـــﺘـــﺮ«. ﺛـــﻢ ﻃــــﺮح اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺗــﺮﻣــﺐ اﻗـﺘـﺮاﺣـﴼ ﻣﺜﻴﺮﴽ ﻟﻠﺤﻴﺮة: »ﻧﺎﻗﺸﺖ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﲔ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﺣــﺪة ﻟﻸﻣﻦ اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺧـﺘـﺮاﻗـﻬـﺎ ﺣﺘﻰ ﺗــﻜــﻮن اﻟـﻘـﺮﺻـﻨـﺔ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﻴـﺔ، وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻷﺧﺮى، ﻗﻴﺪ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻴﻄﺮة«.
وﻟﻘﺪ أﺛﺎر اﻗﺘﺮاح ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﻟﻰ روﺳﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ ﺿﺠﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة. وﻛـــﺘـــﺐ أﺣــــﺪ اﳌــﻌــﻠــﻘــﲔ ﻋﻠﻰ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« ﻳﻘﻮل: »إن ﻫﺬا ﻣﺜﻞ أن ﺗﻄﻠﺐ اﳌﺒﺎﺣﺚ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎﻓﻴﺎ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﺣﺪة ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺳﻮﻳﺎ«.
وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻓــﻲ أﻋــﻘــﺎب ﺗــﻐــﺮﻳــﺪة اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺗــﺮﻣــﺐ. وﺻـــــــﺮح ﻣــﺴــﺘــﺸــﺎر اﻷﻣـــــــﻦ اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻲ ﺗــــﻮم ﺑـــﻮﺳـــﺮت ﻟــﻠــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ ﻳــــﻮم ٤١ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻳـﻘـﻮل: »ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة وروﺳﻴﺎ ﻗﺪ ﺗﻄﺮﻗﺘﺎ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑـﻌـﺪ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻀﺎء اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ. وﺣﺘﻰ ﻧﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ، ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﺤﺎدﺛﺎت ﺑﺸﺄن اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ«.
وﻳﺸﺎرك ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﺒﺮاء اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ اﻟــــﺮأي ﻣــﻊ اﻟـﺴـﻴـﺪ ﺑــﻮﺳــﺮت ﺑــﺄﻧــﻪ ﻋﻠﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ أن أﻳــﺔ ﻣـﻌـﺎﻫـﺪة أو ﺷـﺮاﻛـﺔ رﺳﻤﻴﺔ اﻵن ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻫﻲ ﺧﻄﻮة ﻻ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻓﺈن اﳌﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ ﺑﲔ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ ﻗﺪ ﺗــﻜــﻮن ﻣــﻔــﻴــﺪة. وﻫــــﺬه اﳌــﻨــﺎﻗــﺸــﺎت ﻗﺪ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ اﻻﺗـــﺼـــﺎﻻت ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮي أو اﻻﺗـــــﺼـــــﺎﻻت اﻟــﺘــﻘــﻨــﻴــﺔ ﻻﺳــﺘــﻜــﺸــﺎف ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ ﺗـﺠـﻨـﺐ اﻷﺣــــﺪاث اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻜﺎرﺛﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺸﻠﻞ ﻟﻠﻨﻈﻢ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أو ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ أﺧﺮى.
وﻟــــــــﻘــــــــﺪ ﺣــــــــﺎﻓــــــــﻆ اﳌـــــــﺴـــــــﺆوﻟـــــــﻮن اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن واﻟﺮوس ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﻮار ﻻﺳـﺘـﻜـﺸـﺎف ﻗــﻮاﻋــﺪ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ، وﻟﻜﻦ ﺣـﺘـﻰ اﻵن وﺻـــﻞ اﻟــﺤــﻮار إﻟـــﻰ ﻃـﺮﻳـﻖ ﻣـﺴـﺪود. ﻛـﺎن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟـﺮوﺳـﻲ ﺗﺤﺖ ﻗــﻴــﺎدة أﻧــﺪرﻳــﻪ ﻛـﺮوﺗـﺴـﻜـﻴـﻚ، اﳌـﺴـﺆول ﻓــــﻲ وزارة اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻴـــﺔ واﳌــﺴــﺘــﺸــﺎر اﻟــــﺴــــﻴــــﺒــــﺮاﻧــــﻲ ﻟـــﻠـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــــــﺮوﺳــــــﻲ، وﻋـﻠـﻰ اﻟـﺠـﺎﻧـﺐ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ، ﻛــﺎن ﻫﻨﺎك ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﺑﻴﻨﺘﺮ، وﻛـﺎن ﻳﺸﻐﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣــﺴــﺘــﺸــﺎري اﻟــﺒــﻴــﺖ اﻷﺑــﻴــﺾ ﻟــﺸــﺆون اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ ﻓـــﻲ ﻋــﻬــﺪ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﺑــــﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ، ﺛﻢ ﻣﻨﺼﺐ اﳌﻨﺴﻖ اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ ﻓــﻲ وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ، وﻫــﻮ اﳌﻨﺼﺐ اﻟﺬي ﻏﺎدره اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ.
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫـﺬه اﻻﺗـﺼـﺎﻻت ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ، وﻟﻜﻦ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻛـﺎن اﻟﺘﻼﺷﻲ ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻊ ﺗﺪﻫﻮر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ. وﻟـــﻘـــﺪ ﺗــﻮﻗــﻔــﺖ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﻟﻌﻤﻞ رﻓﻴﻌﺔ اﳌﺴﺘﻮى ﻋﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺰو اﻟﺮوﺳﻲ ﻷوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٤١٠٢. ﺛـﻢ اﻧــﻬــﺎرت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﺒﺮاء اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﲔ ﺣـــــﻮل أﻣـــــﻦ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﺑـــﺮﻋـــﺎﻳـــﺔ اﻷﻣــــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻓــــﻲ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ )ﺣــــﺰﻳــــﺮان( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﺑــﻌــﺪ اﻟــﻔــﺸــﻞ ﻓﻲ اﻟـــﺘـــﻮﺻـــﻞ إﻟـــــﻰ إﺟــــﻤــــﺎع ﻟـــــــﻶراء ﺣــﻮل إﺟــــــــﺮاء ات ﺗــﺤــﺴــﲔ أﻣــــﻦ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت. وﺳـﺮﻋـﺎن ﻣـﺎ اﺧﺘﻔﻰ اﳌﻘﺘﺮح اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﲔ ﻓﻲ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷواﻧﻪ اﻟﺬي ﺗﻠﻘﺎه ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ.
وﻳــﻮاﺻــﻞ اﻟـﺠـﺎﻧـﺐ اﻟــﺮوﺳــﻲ، ﻓﻲ اﻷﺛﻨﺎء ذاﺗﻬﺎ، ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻔﻀﺎء اﻟـﺴـﻴـﺒـﺮاﻧـﻲ وﻓــﻖ ﺷــﺮوﻃــﻪ، ﻣــﻦ ﺧـﻼل ﺣﺸﺪ اﻟﺤﻠﻔﺎء ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﳌﻄﺮوح ﻣــﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻴـﺜـﺎق ﺑـﻮداﺑـﺴـﺖ، وﺗﻜﻤﻦ ﺷﻜﻮى ﻣﻮﺳﻜﻮ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ أن اﳌﺎدة ٢٣ )ب( ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎق ﺑﻮداﺑﺴﺖ ﺗﺴﻤﺢ ﻷﺻﺤﺎب اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت. وﺗﺮﻳﺪ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت.
وﻟـﻘـﺪ ﻧـﺎﻟـﺖ روﺳـﻴـﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺠﻬﻮدﻫﺎ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳــﻠــﻮل( اﳌــﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺷﻴﺎﻣﲔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، ﳌـﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ دول اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻜـــﺲ، وﻫـــــﻲ ﺗـــﻀـــﻢ اﻟــــﺒــــﺮازﻳــــﻞ، وروﺳـﻴـﺎ، واﻟﻬﻨﺪ، واﻟـﺼـﲔ، وﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. وأﻗــﺮت ﺑـﻠـﺪان اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ إﻋــﻼﻧــﻬــﺎ اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ ﺑــﻀــﺮورة ﺻﻴﺎﻏﺔ آﻟﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺸﺄن ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻﺳـــــﺘـــــﺨـــــﺪام اﻹﺟـــــــﺮاﻣـــــــﻲ ﻟــﺘــﻘــﻨــﻴــﺎت اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗــﺼــﺎﻻت ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ اﻷﻣـــــــــﻢ اﳌـــــﺘـــــﺤـــــﺪة. وﺗــــﻌــــﺘــــﺮف ﺑــــﻠــــﺪان اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﳌﺒﺎدرة اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﳌﻴﺜﺎق اﳌﻠﺰم اﻟﺠﺪﻳﺪ.
إذا ﻛــﺎﻧــﺖ أﺣــــﺪاث اﻟــﻌــﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ ﻗــﺪ ﻟﻘﻨﺘﻨﺎ أي درس، ﻓﻬﻮ أن روﺳﻴﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟــﻰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣـﻦ زاوﻳـــﺔ أﻧﻬﺎ ﺳﻼح ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺣﺎﺳﻢ، وﻣﻦ واﻗﻊ ذﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺎء ﻫﺬه اﳌﻌﺎرك اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ. وﻻ ﻳﺤﻈﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﻲ اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ ﻟـــﻬـــﺬه اﳌــﻨــﺎﻓــﺴــﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم، وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓـﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣـﺎ إذا ﻛــﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﳌﺴﺘﺒﺪﻳﻦ.
* ﺧﺪﻣﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ«