ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻧﺎدرة وﺷﺨﺼﻴﺔ ﺣﺎﳌﺔ ﺳﺘﻔﺘﻘﺪﻫﺎ ﻣﻼﻋﺐ اﻟﻜﺮة
اﻟﻨﺠﻢ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﺑﻠﻎ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﻓﻴﻌﺔ ﺟﻌﻠﺖ اﺳﻤﻪ ﻣﻜﺎﻓﺌﴼ ﳌﺮﻛﺰ ﺧﻂ اﻟﻮﺳﻂ
ﻛـــــﺎن أﻧــــﺪرﻳــــﺎ ﺑـــﻴـــﺮﻟـــﻮ ﻳــﻌــﺸــﻖ اﳌـــــﺰاح وإﻃﻼق اﻟﻨﻜﺎت ﻋﻠﻰ زﻣﻴﻠﻪ ﻏﻨﺎرو ﻏﺎﺗﻮزو. ﻛﺎن ﻻﻋﺒﺎ ﺧﻂ اﻟﻮﺳﻂ ﻳﻠﻌﺒﺎن ﺟﻨﺒﴼ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻷﻛﺜﺮ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻊ »ﻣﻴﻼن« واﳌﻨﺘﺨﺐ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ، وﻓﺎزا ﻣﻌﴼ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﺒﻄﻮﻻت ﻣﻦ اﻟﺪوري اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ اﳌﻤﺘﺎز إﻟﻰ ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ودوري أﺑﻄﺎل أوروﺑﺎ. وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ رﺑﻄﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أواﺻﺮ اﻟﺼﺪاﻗﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻣﻦ ﺳﺮﻗﺔ ﻫﺎﺗﻒ ﻏﺎﺗﻮزو ذات ﻳﻮم وإرﺳــﺎل رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ وﻛﻴﻞ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻳﻌﺮض ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻴــﻪ ﺷـﻘـﻴـﻘـﺘـﻪ ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ ﺗﺤﺴﲔ ﺷﺮوط اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
وﻣــــﻊ ﻫــــﺬا، ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻣــﺜــﻞ ﻫــــﺬا اﳌــــﺰاح أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﺎ ﻗـــﺾ ﻣــﻀــﺠــﻊ ﻏــــﺎﺗــــﻮزو، وإﻧــﻤــﺎ واﺟـــﻪ اﻟــﻼﻋــﺐ ﺻـﻌـﻮﺑـﺔ أﻛـﺒـﺮ ﻓــﻲ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻷزﻣﺎت اﻟﻜﺎرﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺘﺪرﻳﺐ إﻟﻰ ﺟﻮار ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻮﻫﺒﺔ اﳌﺘﻔﺠﺮة. وﻓﻲ إﺣـــﺪى اﳌــﻨــﺎﺳــﺒــﺎت، ﻗـــﺎل ﻏــﺎﺗــﻮزو ﻣــﺎزﺣــﴼ: »ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺷﺎﻫﺪ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻜﺮة وأرى ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻜﺮة ﺑﲔ ﻗﺪﻣﻴﻪ، أﺗﺴﺎء ل ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﺤﻖ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وﺻﻒ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻼﻋﺐ ﻛﺮة ﻗﺪم ﻣﻦ اﻷﺳﺎس«.
اﻵن، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻻﻋـﺐ ﻛﺮة ﻗﺪم، ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻛﺪ ﻗﺮاره ﺑﺎﻻﻋﺘﺰال ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺧــﺮوج »ﻧـﻴـﻮﻳـﻮرك ﺳﻴﺘﻲ«، اﻟـﻨـﺎدي اﻟـﺬي ﻗــﻀــﻰ ﻓـــﻲ ﺻــﻔــﻮﻓــﻪ اﻟـــﻌـــﺎﻣـــﲔ اﻷﺧــﻴــﺮﻳــﻦ وﻧـﺼـﻒ اﻟـﻌـﺎم ﻣـﻦ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟـﻜـﺮوﻳـﺔ، ﻣﻦ اﻟــﺘــﺼــﻔــﻴــﺎت اﻟــﺨــﺘــﺎﻣــﻴــﺔ ﻟـﺒـﻄـﻮﻟـﺔ اﻟــــﺪوري اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم.
ﺑــــــﻌــــــﺪ ﺳــــــﺘــــــﺔ ﺷـــــــﻬـــــــﻮر ﻣـــــــــﻦ إﻋـــــــــﻼن ﻓـﺮﻧـﺸـﻴـﺴـﻜـﻮ ﺗــﻮﺗــﻲ اﻋــﺘــﺰاﻟــﻪ، ﺗــــﻮدع ﻛــﺮة اﻟـﻘـﺪم اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻧﺠﻤﴼ آﺧــﺮ ﻣـﻦ ﻧﺠﻮﻣﻬﺎ اﻷﺳﻄﻮرﻳﲔ. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻞ ﻣﻬﺎﺟﻢ »روﻣﺎ« ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﻧﺎد واﺣﺪ ﻓﺤﺴﺐ، ﻓــﺈن ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻛــﺎن اﻟﻨﻘﻴﺾ ﺗﻤﺎﻣﴼ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺜﺎﻻ ﻧﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ ﻻﻋﺐ ﺗﻨﻘﻞ ﻣﺎ ﺑﲔ أﻧﺪﻳﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻛﺒﺮى دون أن ﻳﻔﻘﺪ ﻋﺸﻖ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ أي ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺠﺎﻫﻪ. وﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻻ ﻳﺰال ﻣﻌﺸﻮﻗﴼ داﺧﻞ »ﻣﻴﻼن«، ﻣﺜﻠﻤﺎ اﻟﺤﺎل ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻓﻲ ﺗﻮرﻳﻨﻮ ﻣﻌﻘﻞ ﻳﻮﻓﻨﺘﻮس وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﺷﺎرك ﺑﻪ.
وﻋــﻨــﺪ اﻟـﻨـﻈـﺮ إﻟـــﻰ اﻟــــــﻮراء، ﻳــﺒــﺪو ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻣﻦ ﻻﻋﺐ ﻣﺸﻬﻮر ﻣﺤﻠﻴﴼ إﻟﻰ أﻳﻘﻮﻧﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــﺔ. ﻫـــﻞ ﻛـــﺎن ذﻟـــﻚ ﻋـــﺎم ٦٠٠٢ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺷﺎرك ﻓﻲ ﺣﻤﻞ ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ، أو رﺑﻤﺎ رﻛﻠﺔ اﻟـﺠـﺰاء اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺢ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓـﻲ ﺧــﺪاع ﺟﻮ ﻫﺎرت ﺣﺎرس إﻧﺠﻠﺘﺮا ﺧﻼل ﺑﻄﻮﻟﺔ »ﻳﻮرو ٢١٠٢«؟ أو رﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ؟
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻴﻘﲔ أﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺎ ﺧﻼل ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﻜﺮوﻳﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم، اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﻼﻋﺐ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﻟــﺬي ﻳﺸﺎرك ﺑﻪ. وﻳﻌﺮف »ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻴﺮﻟﻮ« ﻋﺎﳌﻴﴼ وﻫﻮ أﻓﻀﻞ اﻷدوار اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺄﻟــﻖ ﺑـﻬـﺎ اﻟـﻨـﺠـﻢ اﻹﻳـﻄـﺎﻟـﻲ ﺣﻴﺚ اﳌﺮاﺑﻄﺔ أﻣﺎم اﻟﺪﻓﺎع ﻻﻟﺘﻘﺎط اﻟﻜﺮات ﺛﻢ ﺗﻤﺮﻳﺮﻫﺎ ﺑﺬﻛﺎء ودﻗﺔ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﻤﲔ.
ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﻳﻨﺴﻰ اﻟﻨﺎس أن ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺬي ﻳﻮد ﺑﻴﺮﻟﻮ اﻟﻠﻌﺐ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻟﻘﺪ ذاع ﺻﻴﺖ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻛﻤﻮﻫﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻷول ﻟﺒﺮﻳﺸﻴﺎ ﻋﺎم ٤٩٩١. وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺪور اﳌﻬﺎﺟﻢ ﺻﺎﺣﺐ اﻟــﻘــﻤــﻴــﺺ رﻗـــﻢ ٠١. وﺑــﻌــﺪ ﻓــﺘــﺮة ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻣﻊ »إﻧﺘﺮﻧﺎﺳﻴﻮﻧﺎﻟﻲ«، ﻋﺎد ﻟﻨﺎدﻳﻪ اﻷول ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻹﻋﺎرة، وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻳﻀﻢ اﳌﻬﺎﺟﻢ اﻟﺸﻬﻴﺮ روﺑﺮﺗﻮ ﺑﺎﺟﻴﻮ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻪ.
واﺿﻄﺮ اﳌﺪرب ﻛﺎرﻟﻮ ﻣﺎزوﻧﻲ إﻟﻰ ﻧﻘﻞ ﺑﻴﺮﻟﻮ إﻟﻰ وﺳﻂ اﳌﻠﻌﺐ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻛﻼ اﻟﻼﻋﺒﲔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ. وﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا، ﻻ ﻳﺰال ﺑﺎﺟﻴﻮ ﻳﺆﻛﺪ أن اﻟﻬﺪف اﳌﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ذﻟﻚ اﻟﺬي أﺣﺮزه ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺮﻳﺸﻴﺎ ﻓـﻲ ﻣـﺮﻣـﻰ »ﻳﻮﻓﻨﺘﻮس« ﻋﺎم ١٠٠٢، وذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﺮة أﻃﻠﻘﻬﺎ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻣـﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٥٣ ﻳـــﺎردة ﻟﺘﻌﻠﻮ رؤوس ﺧﻂ اﻟﺪﻓﺎع ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﻟﻴﺴﺠﻞ ﻣﻨﻬﺎ.
واﻟـــﺘـــﺴـــﺎؤل ﻫــﻨــﺎ: ﻛـــﻢ ﻋــــﺪد اﻟــﻼﻋــﺒــﲔ اﻵﺧـــــــﺮﻳـــــــﻦ اﻟــــــﺬﻳــــــﻦ ﻳــــﺪﻳــــﻨــــﻮن ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻟﺒﻴﺮﻟﻮ ﻋﻦ أﺑﺮز اﻷﻫﺪاف اﻟــﺘــﻲ ﺳــﺠــﻠــﻮﻫــﺎ ﻋــﺒــﺮ ﻣـﺴـﻴـﺮﺗـﻬـﻢ ﻓﻲ اﳌــﻼﻋــﺐ؟ ﻳــﺄﺗــﻲ ﻓـﺎﺑـﻴـﻮ ﻏــﺮوﺳــﻮ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، واﻟﺬي ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺪﻓﻪ ﻓـــﻲ ﻣــﺮﻣــﻰ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ ﺧـــﻼل ﻣـــﺒـــﺎراة ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺑﺒﻄﻮﻟﺔ ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺎم ٦٠٠٢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻹﺿﺎﻓﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﺮة ﻣﺮرﻫﺎ ﺑﻴﺮﻟﻮ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺬﻫﻞ ﺣﺘﻰ دون أن ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺎﺗﺠﺎﻫﻪ.
ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻛﺎن ﻋﺪم اﻻﻛﺘﺮاث ذﻟﻚ ﺟﺰء ا ﻣﻦ ﻫﺎﻟﺔ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﺘﻲ أﺣـﺎﻃـﺖ ﺑـﻴـﺮﻟـﻮ، وﻗــﺪ ﺗﻌﺰزت روﻋﺔ اﻟﺘﻜﻨﻴﻚ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﺠﻪ اﻟـــــــﻼﻋـــــــﺐ ﻣـــــــﻦ ﺧـــــــــﻼل اﻟـــﺠـــﻮ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺬي ﻳﻨﺜﺮه ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ أﻛﺜﺮ اﻟـﻠـﺤـﻈـﺎت ﺗــﻮﺗــﺮﴽ ﻓــﻲ ﻣـﺴـﻴـﺮﺗـﻪ. وﻋـﻠـﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو، ﻓﺈن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺠﺮد ﻣﻈﻬﺮ ﺳﻄﺤﻲ ﻻ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺪور ﺑﺪاﺧﻠﻪ، وﻗﺪ أﻗﺮ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ أﻧـــﻪ ﻳـﻤـﻠـﻚ ﻣـﻮﻫـﺒـﺔ اﻹﺑــﻘــﺎء ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺸـﺎﻋـﺮه ﺧﻔﻴﺔ ﻋﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ. ﻛﻤﺎ اﻋﺘﺮف ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ذاﺗـــﻪ أﻧــﻪ ﻟــﻢ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﻗــﻂ ﺑـﻔـﻜـﺮة اﻟـﺠـﺮي ﺑﻬﺪف اﻟﺠﺮي ﻓﺤﺴﺐ.
وﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـــﺼـــﺪد، ﻛــﺘــﺐ ﺑــﻴــﺮﻟــﻮ ﻓﻲ ﻣـــﺬﻛـــﺮاﺗـــﻪ ﻳـــﻘـــﻮل: »اﻟــــﺠــــﺰء اﻟـــــﺬي ﻋــﺠــﺰت ﺗــﻤــﺎﻣــﴼ ﻋـــﻦ ﺗــﻌــﻠــﻢ ﺗــﻘــﺒــﻠــﻪ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻠــﻲ ﻫـﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺣﻤﺎء ﻗﺒﻞ اﳌﺒﺎراة. ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻛﻞ ﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪي ﺗﻜﺮه ﻫﺬا اﻷﻣـﺮ، ﺑﻞ إﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﻘﺰز. إﻧﻪ ﻣﺠﺮد وﺳﻴﻠﺔ ﺳـﺨـﻴـﻔـﺔ ﻹرﺿـــــﺎء اﳌـــﺪرﺑـــﲔ ﻋــﻠــﻰ ﺣـﺴـﺎب اﻟﻼﻋﺒﲔ«.
اﻟـــﻮاﺿـــﺢ أن اﻹﺣـــﻤـــﺎء ﻗــﺒــﻞ اﳌـــﺒـــﺎراة أﺣﺪ اﻷﻣـﻮر اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻳﻔﺘﻘﺪﻫﺎ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﺑﻌﺪ اﻻﻋﺘﺰال. واﻟﻼﻓﺖ أن ﺛﻤﺔ ﺻﺮاﺣﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻺﻋﺠﺎب ﻓﻲ اﻷﺳـﻠـﻮب اﻟــﺬي ﻣﻬﺪ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻻﻋﺘﺰاﻟﻪ ﻣﺴﺒﻘﴼ ﺧﻼل ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺟﺮﺗﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻻﻏﺎزﻳﺘﺎ«، وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺮح، وﻛــــﺎن ﻓــﻲ اﻟــــــ٨٣ ﺣـﻴـﻨـﻬـﺎ، ﺗــﻔــﺎﻗــﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻌﺼﺒﻲ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻴﺎﻗﺔ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻛـﻞ ﻣــﺒــﺎراة ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﻟﻎ. وﻗﺎل: »ﺗﺪرك ﺣﻴﻨﺌﺬ أن ﻟﺤﻈﺔ رﺣﻴﻠﻚ ﻗﺪ ﺣﺎﻧﺖ. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺸﻜﻼت ﺑﺪﻧﻴﺔ، وﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﳌﺘﻌﺬر ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻷﻧﻚ
ﺗــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮي، ﻻ ﺑﺄس أن ﻳﻌﻠﻦ اﳌﺮء أن )ﻫﺬا ﻳﻜﻔﻲ(«.
ﺟــﺪﻳــﺮ ﺑـﺎﻟـﺬﻛـﺮ أن ﺑـﻴـﺮﻟـﻮ ﺑـﻜـﻰ داﺧــﻞ اﳌﻠﻌﺐ ﺑﻌﺪ ﺧﺴﺎرة ﻣﺒﺎراة ﻧﻬﺎﺋﻲ دوري أﺑـﻄـﺎل أوروﺑـــﺎ ﻣـﻊ ﻳﻮﻓﻨﺘﻮس ﻋــﺎم ٥١٠٢. ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺧـﻼف اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻣﻌﻈﻢ زﻣﻼﺋﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ درع اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺗﲔ.
وﻣــــﻊ ﻣــﺸــﺎرﻛــﺘــﻪ ﻓـــﻲ اﻟـــﻔـــﻮز ﺑـﺒـﻄـﻮﻟـﺔ ﻛــــﺄس اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻟــﻸﻧــﺪﻳــﺔ وﺑــﻄــﻮﻟــﺘــﻲ ﻛــﺄس اﻟـــﺴـــﻮﺑـــﺮ اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ، ﻓــــﺈن ﺑــﻴــﺮﻟــﻮ ﻳــﻜــﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ اﻗﺘﻨﺺ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻄﻮﻻت اﻟﻜﺒﺮى اﳌﺘﺎﺣﺔ أﻣــﺎﻣــﻪ. وﻋﻠﻴﻪ، رﺑـﻤـﺎ ﻳﺸﻌﺮ اﳌـﺮء ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﺑﺄن أﻳﴼ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﻦ ﻟﻪ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ﺣــﻠــﻢ ﺣــﻴــﺎﺗــﻪ اﻟــــﺬي ﺣـﻘـﻘـﻪ ﺑـﺎﳌـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻌﺐ اﺳﺘﺎد ﻣﺎراﻛﺎﻧﺎ اﻟﺒﺮازﻳﻠﻲ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻛﺄس اﻟﻘﺎرات ﻋﺎم ٣١٠٢. وﻗﺪ ﺣﻤﻠﻪ اﻟﻬﺪف اﻟـﺬي ﺳﺠﻠﻪ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ رﻛﻠﺔ ﺣــﺮة إﻟــﻰ آﻓــﺎق ﻟـﻢ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ وﻻ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﺣﻼم اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ. ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﺑﺮوح ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﻻ ﻳﺤﺎول أﺑﺪا إﺧﻔﺎء اﳌﺮارة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻠﻜﻪ ﺣﺎل اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻬﺰﻳﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺣﺎﳌﺔ ـ وﻗـﺪ ﻧﺠﺢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗــﻮازن ﺑﲔ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ.
وﺑﻤﻘﺪور اﳌــﺮء ﺗﻔﻬﻢ ﳌــﺎذا ﺑـﺪا ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳــﺤــﻴــﻂ ﺑــﺒــﻴــﺮﻟــﻮ ﻋــﺼــﻴــﴼ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺼــﺪﻳــﻖ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﺸـﺨـﺺ ﻣـﺜـﻞ ﻏـــﺎﺗـــﻮزو واﻟـــﺬي ﻧﺠﺢ ﻓـﻲ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﻴﺮة ﻛـﺮوﻳـﺔ ﺟﻴﺪة ﻋﺒﺮ ﺳﺒﻞ أﻛـﺜـﺮ ﺑﺴﺎﻃﺔ وﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. وﻣــﻊ ﻫـﺬا، ﻳﺒﻘﻰ ﻫـﻨـﺎك ﻣـﻦ ﻳــﻘــﺪرون اﻟــﺬﻛــﺎء واﻟﺘﺄﻟﻖ ﺣـــﻖ ﻗــــــﺪره، ورﺑـــﻤـــﺎ ﺗــﻜــﻮن ﻋـــﺒـــﺎرة اﻟــﺜــﻨــﺎء اﻷﻛـﺜـﺮ ﺑـﻼﻏـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻧﺎﻟﻬﺎ ﺑﻴﺮﻟﻮ ﻫـﻲ ﺗﻠﻚ اﻟــﺘــﻲ ذﻛــﺮﻫــﺎ ﺟـﺎﻧـﻠـﻮﻳـﺠـﻲ ﺑــﻮﻓــﻮن، اﻟــﺬي رﺑـــﻤـــﺎ ﻳـــﻌـــﺪ أﻓـــﻀـــﻞ ﺣــــــﺮاس ﻣـــﺮﻣـــﻰ ﻫـــﺬا اﻟﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻃـــﻼق، وذﻟــﻚ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻘﺎل ﺑﻴﺮﻟﻮ إﻟﻰ ﻳﻮﻓﻨﺘﻮس ﻋﺎم ١١٠٢. وﻗﺎل ﺑﻮﻓﻮن: »ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ رأﻳــﺖ ﺑـــــــــــﻴـــــــــــﺮﻟـــــــــــﻮ ﻳـــــــﻠـــــــﻌـــــــﺐ، ﻗــــﻠــــﺖ ﻓــﻲ ﻧــــﻔــــﺴــــﻲ: »اﻵن أﻳـــــﻘـــــﻨـــــﺖ أن اﻟــــﻠــــﻪ ﻳـــــﺨـــــﺘـــــﺺ ﺑــــــــــــــــﻌــــــــــــــــﺾ ﻋﺒﺎده ﺑﻤﻤﻴﺰات ﺧﺎﺻﺔ«.