Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻛﺮدﺳﺘﺎن وﺳﺎﺳﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر أﺣﻜﺎم ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻐﺪاد

رﻏﻢ ﺗﺮﺣﻴﺐ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﻘﺮار اﶈﻜﻤﺔ اﻻﲢﺎدﻳﺔ ﺑﺸﺄن »وﺣﺪة اﻟﻌﺮاق«

- اﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ: ﺷﲑزاد ﺷﻴﺨﺎﻧﻲ ﺑﻐﺪاد: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻳــﺒــﺪي إﻗـﻠـﻴـﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘـ­ـﺎن ﻫـــﺬه اﻷﻳـــﺎم ﻗﺪرﴽ ﻣﻦ اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد، أو ﺑـــﻌـــﺾ اﳌـــﻄـــﺎ­ﻟـــﺐ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺘــﻤــﺴ­ــﻚ ﺑـﻬـﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد­ﻳــﺔ ﻟﺤﻞ اﻟــﺨــﻼف اﻟــﺬي ﻧﺸﺐ ﺑﲔ ﺑﻐﺪاد وأرﺑﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ إﺟﺮاء اﺳـﺘـﻔـﺘـﺎ­ء اﻻﺳــﺘــﻘـ­ـﻼل ﻓــﻲ ﺷـﻬـﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﺎﺿﻲ. وﻳﻨﻈﺮ ﻣﺮاﻗﺒﻮن ﻣﺤﻠﻴﻮن إﻟﻰ ﻗﺒﻮل ﺣﻜﻮﻣﺔ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬي أﺻﺪرﺗﻪ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺸﺄن اﳌﺎدة ١ ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﺣﺪة اﻟﺒﻼد، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺗﻄﻮرﴽ إﻳـﺠـﺎﺑـﻴـ­ﴼ ﻟـﺠـﻬـﺔ إﻧــﻬــﺎء ﺣــﺎﻟــﺔ اﻟــﺘــﻮﺗـ­ـﺮ ﺑﲔ ﺑﻐﺪاد وأرﺑﻴﻞ.

وﻛــــﺎﻧــ­ــﺖ ﺣــﻜــﻮﻣــ­ﺔ إﻗــﻠــﻴــ­ﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘـ­ـﺎن أﺻـﺪرت ﺑﻴﺎﻧﴼ، أﻣـﺲ، ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻴﻪ: »ﻧﺤﺘﺮم ﺗﻔﺴﻴﺮ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﺎدة اﻷوﻟــﻰ ﻣـﻦ اﻟـﺪﺳـﺘـﻮر«؛ اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨﴼ أن اﻹﻗـﻠـﻴـﻢ ﺑـﺼـﺪد »ﺗــﺮاﺟــﻊ ﻧﺎﻋﻢ« ﻋـﻦ ﻣـﻮﺿـﻮع اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟــﺬي ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻐﺪاد.

ﻋﻠﻰ أن اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻳﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ إﻗـﻠـﻴـﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘـ­ـﺎن، ﻻ ﺗـﻌـﻨـﻲ ﻣــﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـ­ﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ وﻟــﺸــﺨــ­ﺼــﻴــﺎت ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﻴــﺔ وأﻋــــﻀــ­ــﺎء ﻛــﺮد ﻓــﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻨــﻮاب اﻻﺗــﺤــﺎد­ي. ﻓﺎﻹﻗﻠﻴﻢ ﺗــﻨــﺘــﻈ­ــﺮه دﻋـــــﻮى ﻗــﺎﻧــﻮﻧـ­ـﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﻘﺒﻞ ﺿﺪ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻓﻲ ٥٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ اﳌﺎﺿﻲ.

وﻓــــﻲ ﺳـــﻴـــﺎق اﳌـــﺸـــﻜ­ـــﻼت اﻟــﻘــﺎﻧـ­ـﻮﻧــﻴــﺔ اﻟـﻨـﺎﺟـﻤـ­ﺔ ﻋــﻦ ﻗـﻀـﻴـﺔ اﻻﺳــﺘــﻔـ­ـﺘــﺎء، ﻳﻨﺘﻈﺮ ٥١ ﻧـﺎﺋـﺒـﴼ ﻛــﺮدﻳــﴼ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺮﳌـ­ـﺎن اﻻﺗــﺤــﺎد­ي، إﺟـﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺘﺨﺬ ﺑﺤﻘﻬﻢ اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟـــــﻰ ﺗـــﻮﺻـــﻴ­ـــﺎت ﻟــﺠــﻨــﺔ ﺑــﺮﳌــﺎﻧـ­ـﻴــﺔ ﺷـﻜـﻠـﺖ ﻟــﻠــﺘــﺤ­ــﻘــﻴــﻖ ﺑـــﺸـــﺄن اﻟــــﻨـــ­ـﻮاب اﻟـــﻜـــﺮ­د اﻟــﺬﻳــﻦ »ﺻـﻮﺗـﻮا ﻓـﻲ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء وروﺟـــﻮا ﳌﺴﺄﻟﺔ اﻻﻧـــﻔـــ­ﺼـــﺎل«، ﻛــﻤــﺎ ﻳــﺆﻛــﺪ رﺋــﻴــﺲ اﻟـﻠـﺠـﻨـﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺰﻳﺪي. وﻳﻘﻮل اﻟﺰﻳﺪي ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــــﻂ«: إن »اﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﺎﺑﻌﺖ اﳌـــــﻮﺿـ­ــــﻮع، وﺑـــﻌـــﺪ اﻟـــﺘـــﺪ­ﻗـــﻴـــﻖ واﳌــﺘــﺎﺑ­ــﻌــﺔ وﺟـــﺪت أن ٥١ ﻧﺎﺋﺒﴼ ﻛــﺮدﻳــﴼ ﺧــﺮﻗــﻮا اﳌــﺎدة ١ ﻣـﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـﻮﺣـﺪة اﻟـﻌـﺮاق، وﻛــﺬﻟــﻚ ﺧــﺮﻗــﻮا اﳌــــﺎدة ٠٥ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺴﻢ اﻟــــﻮﻻء ﻟــﻠــﻌــﺮ­اق«. وﻳــﺸــﻴــ­ﺮ اﻟـــﺰﻳـــ­ﺪي، وﻫــﻮ ﻧﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﺋﺘﻼف »دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن«، إﻟﻰ أن »اﻟﻠﺠﻨﺔ رﻛــﺰت ﻋﻠﻰ أوﻟﺌﻚ اﻟﻨﻮاب اﻟﺬﻳﻦ روﺟﻮا ﺑﺸﺪة ﳌﻮﺿﻮع اﻻﻧﻔﺼﺎل وﻋﺮﺿﻮا وﺣﺪة اﻟﺒﻼد ﻟﻠﺨﻄﺮ«. وﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻌﺮض ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ورﻓـﻌـﻬـﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻟـﻠـﺒـﺖ ﻓــﻲ ﻣـﺼـﻴـﺮ اﻟــﻨــﻮاب اﻟــﻜــﺮد. وﻳﻠﻔﺖ اﻟﺰﻳﺪي إﻟﻰ أن »اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻗﺪ ﺗﺘﺮاوح ﺑﲔ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋـﻀـﻮﻳـﺔ اﻟــﻨــﻮاب أو ﻋــﺪم ﻣــﺰاوﻟــﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ، ﻟﻜﻦ اﻷﻣــﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء«.

ﺑﺪوره، ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ »ﺗﺤﺎﻟﻒ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ« ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮﻟﻲ، اﺗﺨﺎذ إﺟـــــﺮاء­ات ﻋـﻘـﺎﺑـﻴـﺔ ﺻــﺎرﻣــﺔ ﺑـﺤـﻖ اﻟــﻨــﻮاب اﻟﻜﺮد، وﻳﺮى أن اﻷﻣﺮ »ﻳﺤﺘﺎج أﺳﺎﺳﴼ إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗــﺼــﻮﻳــ­ﺖ ﺛـﻠـﺜـﻲ أﻋــﻀــﺎء ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟــﻨــﻮاب ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻋﺮﺿﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺤﻜﻤﺔ، وذﻟﻚ أﻣﺮ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪ«. وﻳﻤﻴﻞ أﻏﻠﺐ أﻃــﺮاف »اﺗﺤﺎد اﻟﻘﻮى« إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﻨﻮاب اﻟﻜﺮد.

إﻟـﻰ ذﻟــﻚ، ﻗـﺎل آرﻳــﺰ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، رﺋﻴﺲ ﻛﺘﻠﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟـﻨـﻮاب اﻟــﻌــﺮاﻗ­ــﻲ، ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺢ ﺧــﺎص ﺑــ »اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«: »إن ﻫﻨﺎك ﻣـﺤـﺎوﻻت ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﳌﻌﺎﻗﺒﺔ اﻷﻋﻀﺎء اﻟــﻜــﺮد ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺮﳌـ­ـﺎن اﻟــﻌــﺮاﻗ­ــﻲ، وﻫــــﺬا أﻣــﺮ ﻧﻌﺘﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﺑــﺸــﺪة؛ ﻷن ﻫــﺬه اﻷﻃــﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ داﺧﻞ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﺑﻬﺬا اﻻﺗـﺠـﺎه إﻧﻤﺎ ﺗﻬﺪف إﻟــﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻫـﺆﻻء اﻟـــﻨـــﻮ­اب اﻟـــﻜـــﺮ­د وﻓــﻘــﴼ ﻟــﻘــﺎﻧــ­ﻮن اﻟــﻌــﻘــ­ﻮﺑــﺎت اﻟـــﻌـــﺮ­اﻗـــﻲ؛ ﻣـــﺎ ﻳــﺆﻛــﺪ أن ﻧــﻮاﻳــﺎﻫ­ــﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﺗــﻄــﺒــﻴ­ــﻖ اﻟـــﻘـــﺎ­ﻧـــﻮن، ﺑـــﻘـــﺪر ﻣـــﺎ ﻫـــﻲ ﻧــﻮاﻳــﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﳌﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻜﺮدي، وإﻻ ﻓﺈن ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﻮاب ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺗﻨﺪرج ﻓـﻲ إﻃــﺎر ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋـﻦ اﻟـــﺮأي وﻫـﺬا ﻣﺒﺪأ أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺮاﻗﻲ، وﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ أي أﺳﺲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﴼ ﻧﺤﻦ ﻧﺪﻋﻲ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻳﺤﺘﺮم اﻟــﺤــﺮﻳـ­ـﺎت«. وأﺿـــﺎف: »ﻟــﻦ ﻧﻘﻒ ﻣﻜﺘﻮﻓﻲ اﻷﻳـــﺪي إزاء إﺟـــﺮاءات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ وﻋــــﺪاﺋـ­ـــﻴــــﺔ ﻻ ﺗــــﺨــــ­ﺪم اﳌـــﺼـــﻠ­ـــﺤـــﺔ اﻟـــﻌـــﺎ­ﻣـــﺔ ﻟـﻠـﺒـﻼد، وﻧﻌﺘﺒﺮ أي ﺗـﻮﺟـﻪ ﺑـﻬـﺬا اﻻﺗـﺠـﺎه ﻫـﻮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن واﻟـﺪﺳـﺘـﻮ­ر، وﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﻌﻠﻦ اﻧـﺴـﺤـﺎﺑـ­ﻨـﺎ اﻟــﻜــﺎﻣـ­ـﻞ ﻣــﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﺪث ذﻟﻚ، وﻫﺬا ﺳﻴﻌﻤﻖ اﻟﺨﻼﻓﺎت أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ«.

وأﻋﺮب رﺋﻴﺲ ﻛﺘﻠﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻦ اﺳﺘﻐﺮاﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺖ أﻋــﻀــﺎء اﻟــﺒــﺮﳌـ­ـﺎن ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻔـ­ﺘـﺎء وﻗــــﺎل: »ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف ﻣﻦ ﺻﻮت ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﻣــــﻦ رﻓـــﻀـــﻪ، وﻻ أﺣــــﺪ أﻳــﻀــﴼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟـﺘـﺄﻛـﻴـ­ﺪ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﻦ ﺻـــﻮت ﺑﻨﻌﻢ وﻣــﻦ ﻗـﺎل ﻻ ﻟﻼﻧﻔﺼﺎل؛ وﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣـــﺠـــﺮد ﺷـــﻜـــﻮك ﳌــﺤــﺎﺳــ­ﺒــﺔ أﺷـــﺨـــﺎ­ص ﻫـﻢ ﻣﻨﺘﺨﺒﻮن ﻣــﻦ اﻟـﺸـﻌـﺐ وﻳـﻤـﺜـﻠـﻮ­ن ﻣﻜﻮﻧﴼ ﻣﻬﻤﴼ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻌﺮاق«.

ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، ﻳﺒﺪو أن ﺣﺼﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ اﳌﻮازﻧﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺳﺎﻋﺪت اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻴ­ﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻻﺗﺤﺎدي ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوز اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﻜﺮدي اﻟـﺬي ﻧﺠﻢ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. وﺗﻘﻮل رﺋﻴﺴﺔ ﻛﺘﻠﺔ »اﻟـﺘـﻐـﻴـﻴ­ـﺮ« اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺳـــﺮوة ﻋـﺒـﺪ اﻟـﻮاﺣـﺪ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻴ­ﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻮﺣﺪ داﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻓﻲ ﺣﺎل ﻟﻢ ﺗﺨﺼﺺ ﻧﺴﺒﺔ اﻟـ٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﳌﻮازﻧﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن«. ﻳﺸﺎر إﻟﻰ أن ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن اﳌﻮازﻧﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻟﺬي ﺗﻘﺮه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﺣﺘﻰ اﻵن ﳌﻨﺎﻗﺸﺘﻪ أو ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ وﺻــﻮﻻ إﻟـﻰ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻜﻦ أﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ ﺗﺨﺼﻴﺺ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻧﺴﺒﺔ ٢١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﺑــﺪﻻ ﻣﻦ اﻟــ٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ؛ وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﺮﻓﻀﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻴ­ﺔ«.

إﻟــــــﻰ ذﻟــــــــ­ﻚ، ﺑـــﺤـــﺚ رﺋــــﻴـــ­ـﺲ اﻟــــــــ­ـﻮزراء اﻟــــﻌـــ­ـﺮاﻗــــﻲ ﺣـــﻴـــﺪر اﻟــــﻌـــ­ـﺒــــﺎدي، أﻣـــــــﺲ، ﻣـﻊ رﺋــﻴــﺲ ﺑـﻌـﺜـﺔ اﻷﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺮاق، ﻳـﺎن ﻛﻮﺑﻴﺘﺶ، اﻹﺟــﺮاءات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﺒﺴﻂ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻻﺗـﺤـﺎدﻳـ­ﺔ ﻓـﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن. وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ )د.ب.أ( ﻋﻦ ﺑﻴﺎن ﻟﻠﺪاﺋﺮة اﻹﻋـــﻼﻣــ­ـﻴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻟـــﻌـــﺮ­اﻗـــﻴـــﺔ، أن »اﻟـﻌـﺒـﺎدي اﺟﺘﻤﻊ ﻣـﻊ رﺋـﻴـﺲ ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻳﺎن ﻛﻮﺑﻴﺘﺶ وﺟﺮى ﺑﺤﺚ اﻹﺟﺮاء ات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﺒﺴﻂ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد­ﻳــﺔ ﻓــﻲ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﳌــﺘــﻨــ­ﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ، واﳌــﻄــﺎر­ات واﳌـﻨـﺎﻓـﺬ اﻟــﺤــﺪود­ﻳــﺔ، وﺛـﻮاﺑـﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻨﺎ اﻟﻜﺮد«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia