ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺮاﻗﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻹﺻﺪار ﻗﺮار إﻟﻐﺎء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﻜﺮدي
ﺗﻮﻗﻌﺎت ﺑﻘﺒﻮل أرﺑﻴﻞ ﺣﻜﻢ »اﻻﲢﺎدﻳﺔ« ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ أﺟﻮاء اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ ﺑﻐﺪاد
ﺗﻮﻗﻌﺖ ﻣﺼﺎدر ﻛﺮدﻳﺔ أن ﺗﺼﺪر اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻻﺗــــﺤــــﺎدﻳــــﺔ اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻴـــﺔ ﻏـــﺪﴽ )اﻻﺛــــﻨــــﲔ( ﻗــــــﺮارﴽ ﻧــﻬــﺎﺋــﻴــﴼ ﺣــــﻮل إﻟــﻐــﺎء اﻻﺳـــﺘـــﻔـــﺘـــﺎء اﻟـــــــﺬي أﺟـــــــﺮي ﻓــــﻲ إﻗــﻠــﻴــﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن واﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﳌــﺘــﻨــﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق، وﻛـــﻞ ﻣــﺎ ﻳـﺘـﺮﺗـﺐ ﻋــﻦ ذﻟـﻚ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﻓﻲ وﻗﺖ أﻛﺪت ﻓﻴﻪ اﳌﺼﺎدر اﳌﺤﻠﻴﺔ أن »اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﺳــﺘــﻤــﺘــﺜــﻞ ﻟــــﻘــــﺮار اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ وﺳــﺘــﻌــﻠــﻦ اﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﺑﻘﺮار اﻹﻟﻐﺎء«.
وﻳﻈﻬﺮ ﻣـﻦ اﻹﺟـــﺮاء أﻧــﻪ أﺷـﺒـﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻤﺨﺮج ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺗﺪاﻋﻴﺎت دوﻟﻴﺔ وإﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﺳﻌﺔ.
وﺑﻌﺪ ﻣﺴﺎﺟﻼت وﻧﻘﺎﺷﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑــــﲔ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ اﻻﺗــــﺤــــﺎدﻳــــﺔ واﻟـــﻘـــﻴـــﺎدة اﻟﻜﺮدﻳﺔ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻳﺒﺪو أن ﺗﻔﺎﻫﻤﴼ ﺣﺪث أﺧـﻴـﺮﴽ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﻀﻴﺔ إﻟــﻰ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﻘﺮار اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺬي أﺻﺪرﺗﻪ اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺣﺪة وﺳﻼﻣﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﺑﻪ.
ﻣــــــﺼــــــﺪر ﻗـــــﺎﻧـــــﻮﻧـــــﻲ ﻛـــــــــــﺮدي أﻛـــــﺪ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« أن ﻫــﻨــﺎك ﻧـﻮﻋـﴼ ﻣـــــﻦ اﻻﺗـــــﻔـــــﺎق ﺟــــــﺮى ﺑـــــﲔ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺘــﲔ اﻻﺗــﺤــﺎدﻳــﺔ واﻹﻗــﻠــﻴــﻤــﻴــﺔ ﻟــﻠــﺨــﺮوج ﻣﻦ أزﻣـــــﺔ اﻻﺳــﺘــﻔــﺘــﺎء ﻋــﺒــﺮ ﺗــﺤــﻮﻳــﻞ اﻷﻣـــﺮ إﻟــــﻰ اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻻﺗــــﺤــــﺎدﻳــــﺔ، وﺑــﺤــﺴــﺐ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﺳــﺘــﺼــﺪر اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ ﻗــــﺮارﴽ ﺑــﺈﻟــﻐــﺎء اﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء وﺳـﺘـﻌـﻠـﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ ﻻﺣــﻘــﴼ اﻟــﺘــﺰاﻣــﻬــﺎ ﺑــﺎﻟــﻘــﺮار، ﻣﺎ ﺳﻴﻄﻮي ﻫﺬا اﻟﺨﻼف إﻟﻰ اﻷﺑﺪ وﻳﻬﻴﺊ اﻷﺟـــــﻮاء ﻟــﻠــﺸــﺮوع ﺑــﺎﳌــﻔــﺎوﺿــﺎت ﺑﻌﺪ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﻐﺪاد.
ﻳﻘﻮل ﻣﺴﻌﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﺒﺎﺣﺚ واﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑــﺸــﺆون اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ: »ﻫﻨﺎك ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﺟﺮت وﺗﻘﻀﻲ ﺑﻘﻴﺎم أﻃـــﺮاف ﻣــﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء اﳌﻠﻐﻲ وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ أﻋﻀﺎء )اﻟﺤﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﻣﺴﻌﻮد ﺑﺎرزاﻧﻲ وﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻻﺗﺤﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ( ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻌﻬﺪ رﺳﻤﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﻋــﻠــﻰ ﺷـــﺮط أﻻ ﻳــــﺬاع اﻹﻋــــﻼن ﻋــﻦ ﻫــﺬا اﳌــــﻮﻗــــﻒ دﻓـــﻌـــﴼ ﻟــﻠــﺤــﺮج أﻣــــــﺎم اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻟــــﻜــــﺮدي، وﻛـــﻤـــﺎ ﻳـــﺒـــﺪو، ﻓــــﺈن اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ راﺿﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﳌﻘﺘﺮح، وﻟﺬﻟﻚ ﻓـــﺈن اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺳــﺘــﺠــﺮي ﻋــﺒــﺮ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺼﺪر ﻗﺮار اﻹﻟﻐﺎء، ﺛﻢ ﺳﺘﻌﻠﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﺑﻪ«.
ﻳـــﻀـــﻴـــﻒ اﳌـــــﺼـــــﺪر أن »ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ واﻗﻌﺔ اﻟﻴﻮم ﺑﲔ ﻓﻜﻲ اﻟﻜﻤﺎﺷﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣــﻦ ﺟﻬﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻮاﺟﻪ ﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﺬي ﺧﺮج ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻻﺳــﺘــﻘــﻼل ﺑــﻨــﺎء ﻋـﻠـﻰ دﻋـــﻮة اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑـﻜـﺮدﺳـﺘـﺎن وﺗـﻌـﻠـﻦ أﻣـــﺎم ﻫــﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﺗــﺮاﺟــﻌــﻬــﺎ ﻋــﻦ اﻻﺳــﺘــﻔــﺘــﺎء أو إﻟــﻐــﺎﺋــﻪ، وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﺗﺘﻌﺮض ﻫﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻀﻐﻮﻃﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗــﺤــﺎدﻳــﺔ ﺣــﺘــﻰ ﻧـﺴـﻴـﺖ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎرات اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء اﻟــــــﺬي ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ إﻟــــﻐــــﺎؤه إﻻ ﺑـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ اﺳﺘﻔﺘﺎء آﺧـﺮ ﻳﻘﺮر ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ، وﻫﺬا ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال«.
وزاد اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻜﺮدي ﺑﺎﻟﻘﻮل: »رﻏﻢ أن ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﺳﻴﻠﺒﻲ ﺷﺮوط اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻻﺗـﺤـﺎدﻳـﺔ، وﻟﻜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﲔ ﺗـﺎم ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﺳﺘﻈﻞ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ وﺳﻠﻄﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ، وﺳﺘﺤﺮك دﻋــﺎوى وﻣﻠﻔﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺿـﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑــﺎﳌــﺴــﺎﺋــﻞ اﻟــﻨــﻔــﻄــﻴــﺔ وﺣــــﺎﻻت اﻟﻔﺴﺎد وﻏﻴﺮﻫﺎ«.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، أﻛﺪ ﻋﻀﻮ ﻗﻴﺎدي ﺑﺤﺰب ﺑـــﺎرزاﻧـــﻲ ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺢ ﻳــﺒــﺪو أﻧـــﻪ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﻟــﺘــﻬــﻴــﺌــﺔ اﻷﺟــــــــﻮاء ﻟــﻘــﺒــﻮل وﻫـــﻀـــﻢ ﻗــــﺮار اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺗـﺤـﺎدﻳـﺔ اﳌﺮﺗﻘﺐ، ﺣﻴﺚ أورد أن »ﻗﺮار ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﺣﺘﺮام ﻗــــﺮار اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻻﺗـــﺤـــﺎدﻳـــﺔ ﻓــﻴـﻤــﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑـﻮﺣـﺪة اﻷراﺿـــﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﻼ ﺧــﺎﻃــﺌــﴼ، ﻓـﻨـﺤـﻦ ﻓـــﻲ اﻟـــﺤـــﺰب واﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻣـــﻊ وﺣـــــﺪة اﻷراﺿـــــــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻴـــﺔ«. وﻗـــﺎل ﻫﻴﻮا أﺣﻤﺪ ﻋﻀﻮ ﻗـﻴـﺎدة ﺣــﺰب ﺑـﺎرزاﻧـﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﳌﻮﻗﻊ »إس إن إن« اﻟـﻜـﺮدي، إن »ﻗــﺮار اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺸﺮ إﻟـﻰ إﻟﻐﺎء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﺑﻞ أﺷـﺎر إﻟﻰ ﻋـــﺪم أﺣــﻘــﻴــﺔ أي ﻗــﻮﻣــﻴــﺔ أن ﺗـﻨـﻔـﺼـﻞ ﻋﻦ اﻟــﻌــﺮاق، وﻟﻜﻨﻪ ﻟــﻢ ﻳﻘﻞ إن اﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮ دﺳﺘﻮري«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أن »ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺟﻤﺪت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء وﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺤﺘﺮم وﺣﺪة اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، وﻧﺤﻦ أﻳﻀﴼ ﻣـﻊ وﺣــﺪة اﻟـﻌـﺮاق إﻟــﻰ ﺣـﲔ إﻋـﻼن اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ، وﻟـﺬﻟـﻚ ﻓــﺈن ﻣﺎ أﻋﻠﻨﺘﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺮارﴽ ﺧﺎﻃﺌﴼ«.