ﻣﻘﺎﺗﻼت أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺗﻘﺼﻒ ﻣﻌﺎﻗﻞ »داﻋﺶ« ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ
ﺷـﻨـﺖ ﻣـﻘـﺎﺗـﻼت أﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻏــﺎرة ﺟــﻮﻳــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﻮاﻗــﻊ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋــﺶ ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﺠﺮ أﻣﺲ، وذﻟﻚ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟــﻰ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﺎﺿﻲ، وﻗﺘﻠﺖ »ﻋﺪدﴽ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮه«، وﺳـﻂ ﺗﺴﺎؤﻻت ﺣـﻮل ﻣـﺪى ﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻣــــﻦ ﻋـــﺪﻣـــﻪ ﻣـﻊ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻗـﺒـﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫـﺬه اﻟﻐﺎرة.
وﻧـﻘـﻠـﺖ ﺷـﺒـﻜـﺔ »ﻓــﻮﻛــﺲ ﻧـﻴـﻮز« أﻣـــــﺲ ﻋــــﻦ ﻣـــﺼـــﺪر ﺑــــــــﻮزارة اﻟـــﺪﻓـــﺎع اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ، أن ﻃـــﺎﺋـــﺮة دون ﻃــﻴــﺎر ﻧـــﻔـــﺬت ﺿـــﺮﺑـــﺔ ﺟـــﻮﻳـــﺔ ﻓــــﻲ ﺻــﺤــﺮاء ﺑـــﻮﺳـــﻂ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ، وﻗـــﺘـــﻠـــﺖ ﻋـــــــﺪدﴽ ﻣـﻦ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ »داﻋــــــﺶ«، وﺳـــﻂ ﺗـﻮﻗـﻌـﺎت ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﲔ أﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﺑﺄن ﺗﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
وﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻗﺪ ﻧــﻔــﺬت اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٠٥ ﺿﺮﺑﺔ ﺟﻮﻳﺔ ﺿﺪ »داﻋﺶ« ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺮت، وأﻟﺤﻘﺘﻬﺎ ﺑﻐﺎرة ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ اﳌﺎﺿﻲ أدت إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٧١ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ »داﻋـــــــﺶ«. وﺑـــﻬـــﺬا اﻟــﺨــﺼــﻮص ﻗــﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ اﳌﺴﺘﻘﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺒﻴﻮﺿﻲ إن »أي اﺳﺘﻬﺪاف أرﺿﻲ أو ﺟﻮي ﻟﻠﺘﺮاب اﻟﻠﻴﺒﻲ دون ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻣــﻊ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟـﺸـﺮﻋـﻴـﺔ واﳌـﺆﺳـﺴـﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻧﺘﻬﺎﻛﴼ ﺳﺎﻓﺮﴽ ﻟﺴﻴﺎدة وﻫﻴﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«.
وأﺿــــﺎف اﻟـﺒـﻴـﻮﺿـﻲ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« أﻧــﻪ »رﻏـــﻢ اﻟـﻔـﻮﺿـﻰ اﻟﺘﻲ ﺗــﻌــﻴــﺸــﻬــﺎ اﻟــــﺒــــﻼد ﺑــﻔــﻌــﻞ اﻻﻧـــﻘـــﺴـــﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻓﺈن اﺧﺘﺮاق اﻷﺟـﻮاء أﻣﺮ ﻣــﺮﻓــﻮض وﻏـﻴـﺮ ﻣـﻘـﺒـﻮل، وﻟــﻦ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎل اﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﺎح أرﺿﻬﻢ وﻓﺘﺢ ﻣــﺠــﺎﻟــﻬــﺎ دون وﺟــــﻪ ﺣـــــﻖ«، ﻣــﺸــﺪدﴽ ﻋﻠﻰ أن »اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﺪوﻟﺔ وﻃﻨﻴﺔ، وﺑـﺎﺣـﺘـﺮام ﻫﻴﺒﺘﻬﺎ وﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎدة ﻋﻠﻰ أﺟﻮاﺋﻬﺎ وأرﺿﻬﺎ، وﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺸﺮاﻛﺔ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﺿﺪ ﻗـﻮى اﻹرﻫــﺎب، ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن... وﺑﻌﺾ اﻷﻃـﺮاف اﳌﺆدﻟﺠﺔ، اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ دوﻟﻴﴼ ﻟﻠﻮﺟﻮد ﻛﺴﻠﻄﺔ أﻣﺮ واﻗﻊ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻟﻴﺒﻴﺎ«.
إﻟـــﻰ ذﻟـــﻚ، ﺧـﺼـﺼـﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ٠٣٤ أﻟﻒ ﻳـﻮرو ﻟﺼﻨﺪوق اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻻﺳﺘﺌﻤﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﺒﺮﻋﺎت ،(UNVTF) وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف دﻋﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎم وﻣﺨﻠﻔﺎت اﻟﺤﺮوب ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺼﺮاﺗﺔ )٠٠٢ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﺷﺮق ﻃﺮاﺑﻠﺲ(.
وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﻣﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ إﻧﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ، اﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺖ داﺋــــﺮة اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻸﻋﻤﺎل اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎم ﻟـــﻄـــﻠـــﺐ اﳌـــــﺮﻛـــــﺰ اﻟـــﻠـــﻴـــﺒـــﻲ ﻟـــﻸﻋـــﻤـــﺎل اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎم وﻣﺨﻠﻔﺎت اﻟﺤﺮوب ،(LibMAC) ﺑـﺨـﺼـﻮص ﺗـﺪﻣـﻴـﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٠٠٢ ﻃﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎت اﻟﺤﺮب اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎر، ﺗﻮﺟﺪ ﻗﺮب ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮاﺗﺔ، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أن ﻫــــﺬه »اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ ﺳـﺘـﺤـﻤـﻲ اﳌــﺪﻧــﻴــﲔ واﻟﻌﻤﺎل اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﲔ، وﺳﺘﻤﻨﻊ ﺳﺮﻗﺔ ﻫﺬه اﳌﺨﻠﻔﺎت ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺘﻘﺮة«.
وﻗﺎﻟﺖ أﻧﻴﺎس ﻣﺎرﻛﺎﻳﻮ، ﻣﺪﻳﺮة داﺋﺮة اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻸﻋﻤﺎل اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑــــﺎﻷﻟــــﻐــــﺎم، ﻓــــﻲ ﺑـــﻴـــﺎن ﻧـــﺸـــﺮه ﻣــﻮﻗــﻊ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﻣﻤﻴﺔ ﻟﺪى ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﺴﺎء أول ﻣﻦ أﻣﺲ، إﻧﻪ »ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﺳــﺘــﻮاﺻــﻞ داﺋــــــﺮة اﻷﻣـــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻸﻋﻤﺎل اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎم ﺗـــﻘـــﺪﻳـــﻢ اﻟــــﺪﻋــــﻢ اﻟــﺘــﻘــﻨــﻲ واﳌــــﺸــــﻮرة ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻷﻋـﻤـﺎل اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎم، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗــﺪﻣــﻴــﺮ ﻣــﺨــﻠــﻔــﺎت اﻟــــﺤــــﺮب اﻟــﻘــﺎﺑــﻠــﺔ ﻟــﻼﻧــﻔــﺠــﺎر ﻓـــﻲ ﻣـــﺼـــﺮاﺗـــﺔ«، ﻣﻀﻴﻔﺔ أن »اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺎت ﻓــﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺟﺴﻴﻤﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻣـﻦ وﺣﻤﺎﻳﺔ واﺳـﺘـﻘـﺮار ﻣﻠﻤﻮس ﻣـﻊ وﺟــﻮد دﻋﻢ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ اﳌﺎﻧﺤﲔ، وأﺷﻜﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ داﺋــﺮة اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻸﻋﻤﺎل اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎم«.
وذﻫــﺒــﺖ اﻟـﺒـﻌـﺜـﺔ إﻟـــﻰ أن داﺋـــﺮة اﻷﻣــــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻟـــﻸﻋـــﻤـــﺎل اﳌـﺘـﻌـﻠـﻘـﺔ ﺑــــﺎﻷﻟــــﻐــــﺎم ﺗــــﻮاﺻــــﻞ ﺗـــﻘـــﺪﻳـــﻢ اﻟـــﺪﻋـــﻢ ﻟـــﻠـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت اﻟـــﻠـــﻴـــﺒـــﻴـــﺔ، ﻋـــﺒـــﺮ إدارة اﳌﺨﺰون اﻟﻀﺨﻢ ﻟﻸﺳﻠﺤﺔ واﻟﺬﺧﻴﺮة اﳌﻀﺒﻮﻃﺔ ﻣﻨﻬﺎ وﻏـﻴـﺮ اﳌﻀﺒﻮﻃﺔ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻹﺟــﺮاءات ﺗﻬﺪف إﻟﻰ »إزاﻟﺔ اﳌﺨﻠﻔﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎر ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺧـﻄـﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﺎن، وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ، ﻣﻦ ﺧــﻼل ﺗﻮﻋﻴﺘﻬﻢ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ اﳌﺨﻠﻔﺎت اﳌـــﻨـــﺘـــﺸـــﺮة واﻷﺳــــﻠــــﺤــــﺔ اﻟــﺼــﻐــﻴــﺮة واﻟﺨﻔﻴﻔﺔ«. ﻳﺄﺗﻲ ذﻟـﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺗﺰال ٠٠٧ ﺟﺜﺔ ﳌﻘﺎﺗﻠﻲ »داﻋﺶ« ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ داﺧـﻞ ﺣﺎوﻳﺎت ﻣﺒﺮدة ﻓﻲ ﻣﺼﺮاﺗﺔ، دون ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ذوﻳﻬﻢ.
وﻗـــﺘـــﻞ ﻫـــــــﺆﻻء اﳌـــﺴـــﻠـــﺤـــﻮن ﻓـﻲ ﺳـــــﺮت، اﳌــﻌــﻘــﻞ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﻟـﻠـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ، اﻟــــــــــﺬي ﺳـــﻴـــﻄـــﺮ ﻋــــﻠــــﻰ اﳌـــــﺪﻳـــــﻨـــــﺔ ﻓــﻲ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ )ﺣــــﺰﻳــــﺮان( ٥١٠٢، ﻗــﺒــﻞ أن ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻗــﻮات »اﻟﺒﻨﻴﺎن اﳌﺮﺻﻮص« اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟــﻮﻓــﺎق اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٦١٠٢ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺟﻮي أﻣﻴﺮﻛﻲ.