ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺧﺎرج ﺣﺪود اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ واﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮرة ﻟﻠﺮواﺋﻲ واﻟﻜﺎﺗﺐ اﳌﺴﺮﺣﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻋﺎرف ﻋﻠﻮان
ﺻﺪر ﺧﻼل ﻣﻌﺮض اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟــﻠــﻜــﺘــﺎب ﻓــــﻲ ﻧــﻮﻓــﻤــﺒــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﻟﺠﺎري، ﻛﺘﺎب »ﻫﻼك ﺑﺎﺑﻞ وﻣـﺴـﺮﺣـﻴـﺎت أﺧـــﺮى« ﻟﻠﻤﺴﺮﺣﻲ واﻟــﺮواﺋــﻲ اﻟـﻌـﺮاﻗـﻲ ﻋــﺎرف ﻋﻠﻮان اﻟﺬي ﻏﺎدر ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة ﻗﺒﻞ أﺷﻬﺮ. ﻳــﻀــﻢ اﻟــﻜــﺘــﺎب أرﺑــــﻊ ﻣـﺴـﺮﺣـﻴـﺎت، ﻫـــــــﻲ: »ﻫــــــــﻼك ﺑـــــﺎﺑـــــﻞ، واﻟـــــﺸـــــﺮخ، وﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺟﺬاﺑﺔ، وﻃﺮﻃﻮف«.
ﻳﺒﺪأ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ )٤٢ ﺻـﻔـﺤـﺔ(، ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ دراﺳـــــــــﺔ ﻣــﻜــﺜــﻔــﺔ وﺷــــﺎﻣــــﻠــــﺔ ﻋــﻦ اﳌـــﺴـــﺮح ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ، ﻳــﺒــﺤــﺚ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻋـــﻦ اﻷدوات )أو اﳌـــﻌـــﺎول ﻛــﻤــﺎ ﻳـﺴـﻤـﻴـﻬـﺎ ﻋــﻠــﻮان( اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ »اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﻮن« ﻟــﻠــﻮﺻــﻮل ﺑــﺎﳌــﺴــﺮح إﻟـــﻰ أزﻣــﺘــﻪ اﻟـــﺮاﻫـــﻨـــﺔ. ﻳــﻘــﻮل اﳌـــﺆﻟـــﻒ: »ﺑــﻤــﺎ أن اﳌـــﺴـــﺮح، ﻓـــﻲ رأي اﻟــﺒــﻌــﺾ، ﻫﻮ أﻗـﻮى أداة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮه اﳌﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ أﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮر، رﻛــــﺰت ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣـــــﺰاب اﻟـﺸـﻤـﻮﻟـﻴـﺔ واﻷﻧــﻈــﻤــﺔ اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ واﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ، وﺣﺮﻣﺘﻪ اﻟــﺤــﺮﻳــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﻳﻨﻤﻮ ﻓـﻲ ﻇﻠﻬﺎ… وﻗــﺪ أراد ﻛـﻞ ﺣﺰب وﻛــﻞ ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ ﺣـﺎﻛـﻤـﺔ، ﺗﺠﻨﻴﺪ اﳌـــﺴـــﺮح ﻟــﺨــﺪﻣــﺔ وﺟـــﻬـــﺔ ﻧــﻈــﺮه اﻟــﺪﻋــﺎﺋــﻴــﺔ ﻓـﺄﻟـﻘـﻴـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ، ﻣﻨﻌﺘﻪ ﻗﺴﺮا ﻣـﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻜﺸﻒ واﻟﺘﺠﺮﻳﺐ«، وﻳﺴﻮق أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟـﻌـﺮاق وﻣﺼﺮ وﻟﺒﻨﺎن. وﻣﻨﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »ﻫــــــــــﻼك ﺑـــــــﺎﺑـــــــﻞ«. إذ ﻋـــﺮﺿـــﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻓﻜﺮة ﻋﺮض اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت، ﺑﻌﺪ أن رﻓﻀﺖ دور اﻟﻨﺸﺮ اﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻧﺸﺮﻫﺎ، ﻓﺎﻗﺘﺮح ﺗﺨﺼﻴﺺ رﻳــﻊ اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻷﻃـﻔـﺎل إرﻳــﺘــﺮﻳــﺎ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻃــﺎﺋــﺮات ﻣـﻨـﻐـﺴـﺘـﻮ ﻫــﻴــﻠــﻲ ﻣـــﺮﻳـــﺎم أﳌــﻴــﻎ، روﺳــﻴــﺔ اﻟــﺼــﻨــﻊ، ﺗـﻼﺣـﻘـﻬـﻢ ﻓﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻜــﺎن، ﻟـﻜـﻦ اﻟﻠﺠﻨﺔ رﻓﻀﺖ ذﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﺷﺮﻃﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎ« ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ، ﻓﺒﺪا وﻛﺄن أﻃﻔﺎل ﻓﻴﺘﻨﺎم أﺑﺮﻳﺎء، ﻷن اﻟﻨﺎﺑﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻪ »أﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺼﻨﻊ« ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻃــﻔــﺎل إرﻳــﺘــﺮﻳــﺎ ﺧـﺒـﺜـﺎء، ﻷن اﻟـــﻨـــﺎﺑـــﺎﻟـــﻢ اﻟــــــﺬي ﻳـــﺤـــﺮﻗـــﻮن ﺑــﻪ »روﺳـــﻲ اﻟـﺼـﻨـﻊ«، ﻋـﻠـﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ!
»ﻫــﻼك ﺑـﺎﺑـﻞ« ﻫـﻲ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ وأن ﻧﺸﺮت ﻓﻲ ﻛﺘﺎب، وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻋﺎم ٤٧٩١ ﻋﻦ دار اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت، وﺗـﻢ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت ودﻣﺸﻖ ﺣﻴﻨﻬﺎ. وﻗﺪ أﻋﻴﺪ ﻧﺸﺮﻫﺎ، ﻷن ﺑﺎﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻓﻲ »ﻫﻼك ﻣﺘﺠﺪد« ﻣﺬ ﺧﻠﻘﺖ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﳌﺆﻟﻒ إن »إﻋﺎدة ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺑﺎﻟﺬات إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻻﺳﺘﺮﺟﺎع ﺻـﻮر اﳌﺎﺿﻲ، اﻟﻜﺎذب ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﻪ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر، واﻟﺤﺎﺿﺮ اﻟﺬي ﻟـﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ذا ﻗﻴﻤﺔ ﻣـﻦ ذﻟﻚ اﻟﺨﺪاع اﻟﺬي ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻬﻼك«.
اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺘـﺎن اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺘـﺎن ﻓـــــﻲ اﳌـــﺴـــﺮﺣـــﻴـــﺔ ﻫـــﻤـــﺎ اﻟـــــﺤـــــﺎوي، ﺳﻠﻴﻂ اﻟﻠﺴﺎن، اﻟـﺬي ﻳﻌﺘﺎش ﻣﻦ ﺑــﻴــﻊ اﻟــﻌــﻴــﻮن اﻟــﺘــﻲ ﻳـﺠـﻤـﻌـﻬـﺎ ﻣﻦ ﺣــﻮل اﳌـﻘـﺎﺻـﻞ، واﻟـﺴـﻠـﻄـﺎن اﻟــﺬي ﻳﻘﺮر ﻓﺠﺄة أن ﻳﻜﻮن ﻋﺎدﻻ، وﻳﻌﲔ اﻟﺤﺎوي ﻣﺴﺘﺸﺎرا ﻟﻪ، ﻷﻧﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺠﺮأة ﻻﻧﺘﻘﺎده وﻗﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺠﺮدة ﻛﻤﺎ ﻫﻲ. اﻟﺤﻮار ﺑــﲔ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ ﻳـﺘـﻤـﻴـﺰ ﺑﻌﻤﻖ ﻓـﻠـﺴـﻔـﻲ وﺟـــــﻮدي - إذا ﺟــــﺎز ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ - ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺤﺎوي، اﻟﺬي ﻗـﺪ ﻳــﺮى اﻟــﻘــﺎرئ أن ﻟﻐﺘﻪ اﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻧﻜﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻌﻼ ﻫﺬا اﻟﺤﺎوي، ﻓـﻴـﻜـﻮن ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟــﺤــﻮار واﻟـﻠـﻐـﺔ ﻣـﺒـﺮرﻳـﻦ ﺟـــﺪا. وﻋـﻠـﻰ ذﻟــﻚ ﻧﺴﻮق ﻫﻨﺎ ﻣﻘﻄﻌﺎ ﻣﻦ ﺣــﻮار ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ ﺷــﺎب ﺑﺎﺑﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺎﻟﻌﺪل اﻟﺬي أﻋﻠﻨﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎن:
اﻟﺸﺎب: ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻏـــﺮﻳـــﺰة اﺳــﻤــﻬــﺎ اﻟــــﺨــــﻮف. ﺷـــﺮور اﻷرض ﻫﻲ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪت اﻟﺨﻮف.
اﻟﺤﺎوي: اﻟﺨﻮف ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ دم اﻹﻧــﺴــﺎن ﻳـﺎ ﺑـﻨـﻲ. ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟـــﺤـــﻴـــﺎة ﻳـــﻜـــﻮن اﻟـــﺨـــﻮف ﻋـﻠـﻴـﻬــﺎ. ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪم. وﻣﺎ ﺷﺮور اﻷرض ﺳﻮى ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ. إن ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﻴﺌﻮن ﻣﺆﺧﺮاﺗﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟـــﻌـــﺮش، وﺣـــﲔ ﻳــﺴــﺘــﻘــﺮون ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺒﺪأ دﻓﺎﻋﻬﻢ اﳌﺴﺘﻤﻴﺖ ﻋﻨﻪ. ﻟﻘﺪ رﺑـــﻄـــﻮا ﺣــﻴــﺎﺗــﻬــﻢ ﺑــﺮﻏــﺒــﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ وﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺪاﻓﻌﻮا ﻋﻨﻬﺎ. ﻫﻜﺬا ﻳﺒﺪأ اﻟﺸﺮ ﺣﲔ ﻳﺒﺪأ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ وأﻫﻮاﺋﻬﺎ. اﻟﺸﺎب: أﻧﺖ ﺗﻌﺘﺮف ﺑﺎﻷﻫﻮاء. اﻟﺤﺎوي: اﻹﻧﺴﺎن ﻫﻮ اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ وﻻ ﺷـــﻲء آﺧــــﺮ. )ﻳـــﺬﻫـــﺐ ﻟـﻴـﺮاﻗـﺐ اﻟــــﻄــــﺮﻳــــﻖ ﻣـــــﻦ اﻟــــﻴــــﺴــــﺎر( ﻫـــــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺗﻌﻮد، أﺳﻤﻊ ﻫﺘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ ﺗﻘﺘﺮب، ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ دﻋﺴﻮك واﻵن ﺟﺎءوا ﻟﻴﺄﺧﺬوك. اﻟﺸﺎب: ﳌﺎذا ﻳﺄﺧﺬوﻧﻨﻲ؟ اﻟــــــﺤــــــﺎوي: إﻧــــﻬــــﻢ ﻳــﺠــﻤــﻌــﻮن ﺣﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﻟـــــــــــــــــــــﺼـــــــــــــــــــــﺮح اﺳــــﻤــــﻪ اﻟـــﻌـــﺪل )ﺳـــــــــــــﺎﺧـــــــــــــﺮا(، أﺗﻤﺎﻧﻊ أن ﻳﻘﺎم ﻋﺪل ﺑﺎﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺘﻚ؟
اﻟــــــــﺸــــــــﺎب: وﳌــــــــﺎذا ﺟـﺜـﺘـﻲ أﻧﺎ؟
اﻟــــﺤــــﺎوي: ﻷﻧـــــــــــــــــــــﻚ أول ﻣــــــﻦ اﺳـــﺘـــﺨـــﻒ ﺑــــــــــــــﻔــــــــــــــﺮﺣــــــــــــــﺔ اﻟــــﺠــــﻤــــﺎﻫــــﻴــــﺮ. ﻫــــــــﺬا ﺧــــﻄــــﺄ ﻻ ﻳﻐﺘﻔﺮ. اﻹﻣـﺒـﺮاﻃـﻮر أﻋﻠﻦ اﻟﻌﺪل، واﻟــﺠــﻤــﺎﻫــﻴــﺮ ﺳــــﻮف ﺗــﺘــﻘــﺎﺗــﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ. ﻫﻜﺬا ﺣﺎل ﺷﻌﺐ ﺑﺎﺑﻞ.
اﻟــــــــــﺸــــــــــﺎب: أﻻ ﺗــــﻌــــﺘــــﻘــــﺪ أن اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﻨﺎم ﻟﻴﻠﺔ واﺣــــﺪة ﺑـﺎﻃـﻤـﺌـﻨـﺎن، ﻟـﻴـﻠـﺔ واﺣـــﺪة ﻣﻦ دون ﺧﻮف، ﻣﻦ دون ﻛﻮاﺑﻴﺲ ﻣــــﺰﻋــــﺠــــﺔ، ﺗـــــﺂﻣـــــﺮ ﻋــــﻠــــﻰ ﻣـــﺒـــﺎدﺋـــﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ؟ اﻟﺤﺎوي: ﻻ. اﻟﺸﺎب: ﻻ؟ اﻟـــــــﺤـــــــﺎوي: اﻟـــﺸـــﺨـــﻴـــﺮ، أﺑـــــﺮز ﺻــﻔــﺎت اﻟـــﻘـــﺎدة ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـﻌـﺼـﺮ، ﻷﻧـــﻬـــﻢ ﻓـــﻲ اﻟــــﻌــــﺎدة ﻻ ﻳـﺴـﻤـﺤـﻮن ﻟــﻔــﻌــﺎﻟــﻴــﺎت اﻟــﻨــﻬــﺎر ﺑــﺎﻟــﺘــﺪﺧــﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺮات اﻟﻠﻴﻞ. آﺛﺎم اﻟﻨﻬﺎر ﻻ ﺗﺆرق إﻻ اﻟــــــﺤــــــﻜــــــﺎم اﻟﻬﻮاة.
اﳌــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ اﻟــــﺜــــﺎﻧــــﻴــــﺔ، ﻫــﻲ »اﻟـــــــــــــــــﺸـــــــــــــــــﺮخ« ﺑـــﺸـــﺨـــﺼـــﻴـــﺎت ﺛــــﻼث، اﻟــﺰوﺟــﺔ وﺻــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎل، وزوﺟــــــــــــــــــﻬــــــــــــــــــﺎ ﻣـــــــــــﻨـــــــــــﺼـــــــــــﻮر، واﻟــــــــــﺨــــــــــﺎدﻣــــــــــﺔ ﺧـــــﺪﻳـــــﺠـــــﺔ. ﻓــﻲ ﻛـــــــــــــﻞ ﻓـــــــﺼـــــــﻮل اﳌــــــــﺴــــــــﺮﺣــــــــﻴــــــــﺔ اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﺔ ﻳـﻠـﻌـﺐ أﺛـــــــــــــﺎث اﳌـــــﻨـــــﺰل اﳌــﺒــﻌــﺜــﺮ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻓــــﻮﺿــــﻮي دورا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ. اﻟﺤﻮار اﳌــﻠــﻲء ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت واﳌـﺒـﺎﻟـﻐـﺎت واﳌـﻔـﺎﺟـﺂت - ﻟﻄﺮﻓﻲ اﻟـﺤــﻮار ﻛﻤﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ - ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻔﻮﺿﻰ وﻗﻄﻊ اﻷﺛﺎث اﳌﺘﻜﺴﺮة ﻣﺒﺮرا ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﻠﻒ ﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ واﻟﺸﻚ ﺑﻞ واﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ )ﺑﲔ اﻟﺰوج واﻟﺰوﺟﺔ( إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ إﻳﺬاء اﻵﺧﺮ، وﻛﺄﻧﻪ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻟﺠﻤﻠﺔ ﺳـــﺎرﺗـــﺮ اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮة »اﻟــﺠــﺤــﻴــﻢ ﻫﻢ اﻵﺧﺮون«. ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﻘﻄﻊ ﺗﺘﻀﺢ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﳌﺸﺎﻋﺮ:
ﻣــــﻨــــﺼــــﻮر: ﻛـــﻨـــﺖ أﺗـــﻤـــﻨـــﻰ أن ﺗـــﻤـــﻮﺗـــﻲ ﻓـــــﻲ ذاك اﻟــــﺤــــﺮﻳــــﻖ، أن ﺗـﺘـﺤـﻮﻟـﻲ إﻟـــﻰ ﻗـﻄـﻌـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻔـﺤـﻢ. ﻣــﺎ دام اﻷﻣـــﺮ ﻫــﻜــﺬا، ﺧــﺬي إذن… أﻧــﺎ اﻟــﺬي أﺷﻌﻠﺖ اﻟـﻨـﺎر ﻓـﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟــــﻔــــﻨــــﺪق، أﻧـــــــﺎ، أﺗـــﻌـــﺮﻓـــﲔ ﻛــﻴــﻒ؟ وﺿـــــﻌـــــﺖ ﺷـــﻤـــﻌـــﺔ ﻗــــــــﺮب أﺳــــــﻼك اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﻤﺎم ﻗﺒﻞ أن ﻧﺬﻫﺐ ﻟﻠﻨﻮم.
وﺻﺎل: ﻛﻨﺖ أﻋﺮف أن اﻟﺤﺮﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﺻﺪﻓﺔ.
ﻣﻨﺼﻮر: ﺗﻤﻨﻴﺖ أن ﺗﻠﺘﻬﻤﻚ اﻟﻨﺎر.
وﺻــــــــﺎل: ﻛـــﻨـــﺖ أﻋــــــــﺮف. وأﻧــــﺎ اﻟــﺘــﻲ أﻏـﻠـﻘـﺖ ﻋـﻠـﻴـﻚ ﺑـــﺎب اﻟـﻐـﺮﻓـﺔ، ﻷﻧـﻲ داﺋﻤﺎ أﺷـﻚ ﻓﻲ ﻧﻴﺎﺗﻚ. وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺬات ﻛﻨﺖ أﻋﺮف أﻧﻚ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ ﺧﺴﻴﺲ، ﻟـﺬﻟـﻚ ﻟﻢ ﻳﻐﻤﺾ ﻟﻲ ﺟﻔﻦ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻤﻤﺖ راﺋــﺤــﺔ ﻏـﺮﻳـﺒـﺔ ﻧــﺰﻟــﺖ ﻣــﻦ اﻟــﻔــﺮاش ﺑــــﻬــــﺪوء ﺣـــﺘـــﻰ ﺗــﺒــﻘــﻰ ﻏــــﺎرﻗــــﺎ ﻓـﻲ أﺣــﻼﻣــﻚ اﻟـﻮﺣـﺸـﻴـﺔ، أﻗـﻔـﻠـﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﻣﺤﺎﺻﺮا ﺑﲔ اﻟﺠﺪران. أﻗﻔﻠﺘﻪ ﺛﻼث ﻣـﺮات )ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻳـــﺪﻫـــﺎ( ﺗــــﺮك، ﺗــــﺮك، ﺗــــــﺮك... ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺸﻮي ﻓﻲ اﻟﻨﻴﺮان.
ﻫﺬا اﻹﻣﻌﺎن اﻟﺴﺎدي ﺑﺘﻌﺬﻳﺐ اﻵﺧــــﺮ ﻓــﻲ وﺳـــﻂ ﻓــﻮﺿــﻰ ﻋــﺎرﻣــﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺬﻛـﺮﻳـﺎت واﳌـﺸـﺎﻋـﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻓــﻮﺿــﻰ اﻷﺛـــــﺎث اﳌــﺒــﻌــﺜــﺮ، ﻫـــﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺺ، وﻫﻮ ذاﺗﻪ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻲ اﻟــﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟــــﻴــــﻮم، رﻏــــﻢ أن ﻫــــﺬه اﳌــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ ﻛـﺘـﺒـﺖ ﻗـﺒـﻞ رﺑــﻊ ﻗــﺮن ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ، أي ﻗـﺒــﻞ ﻇــﻬــﻮر ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ »اﻟـﻔـﻮﺿــﻰ اﻟﺨﻼﻗﺔ« ﺑﻤﻌﻨﺎه اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﺪا.
»ﻋــــﻨــــﺼــــﺮﻳــــﺔ ﺟـــــــﺬاﺑـــــــﺔ« ﻫــﻲ اﳌــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ اﻟــﺜــﺎﻟــﺜــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﻜــﺘــﺎب. وﻫــــــــﻲ ﻋــــــﺒــــــﺎرة ﻋــــــﻦ ﻣــــﻮﻧــــﻮﻟــــﻮج ﻣـــــﻦ ﻓـــﺼـــﻞ واﺣـــــــــﺪ، ﻳـــﺘـــﺤـــﺪث ﺑــﻪ »روﺗـــﺸـــﻦ« اﳌـــﻮاﻃـــﻦ اﻟــﻨــﺮوﻳــﺠــﻲ، ﻣــــﻊ ﻧـــﻔـــﺴـــﻪ، ﻣــــﻊ اﻟـــــﻨـــــﺎدل، أو ﻣـﻊ اﻟـﺨـﻠـﻴـﻂ ﻣـﺘـﻌـﺪد اﻟـﺠـﻨـﺴـﻴـﺎت ﻣﻦ ﻣﺮﺗﺎدي اﳌﻘﻬﻰ )ﻓﻲ اﻟﻨﺮوﻳﺞ( ﻣﻦ أﺗﺮاك، وﺻﻴﻨﻴﲔ، وﻋﺮب، وأﻓﺎرﻗﺔ وﻏﻴﺮﻫﻢ. ﺗﻢ ﻋﺮض ﻫﺬه اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻮﻳــﺪ ﺧـــﻼل اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، وأﺧﺮﺟﻬﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ اﳌﺨﺮج ﻓﺎﺿﻞ اﻟﺠﺎف.
»أﻛــــــﺮه اﻟــــﺪﺧــــﺎن ﻷﻧــــﻪ ﻳـﺴـﺒـﺐ اﻟــﺴــﻌــﺎل، وﻓـــﻲ اﻟــﻠــﻴــﻞ ﻳــﺰﻳــﺪ ﺣــﺪة اﻟﺮﺑﻮ، وﻟﻜﻨﻪ أﺳﻠﻮب ﻣﻤﺘﺎز ﻟﻄﺮد اﻟﺬﺑﺎب ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ« ﻳﻘﻮل روﺗﺸﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل. ﺛﻢ ﻳﺒﺪأ ﺑﻤﺪ ﻣﺒﺴﻢ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﻣـﺘـﺮا وﻧـﺼـﻒ اﳌــﺘــﺮ، وﻳﻈﻞ ﻳـﺪﺧـﻦ، وﻳﻨﻔﺦ ﺟـﻤـﺮة اﻟﺴﻴﺠﺎرة ﻗـــﺮﻳـــﺒـــﺎ ﻣــــﻦ رأس ﺷــــــﺎب ﺻــﻴــﻨــﻲ ﻳﺠﻠﺲ ﻣــﻊ ﺻﺪﻳﻘﺘﻪ اﻷوروﺑــﻴــﺔ، ﻓــﻴــﺘــﻤــﻠــﻤــﻞ ﻫـــــﺬا وﻳـــﺒـــﻌـــﺪ ﻛــﺮﺳــﻴــﻪ ﻗــﻠــﻴــﻼ، ﻓــﻴــﻌــﻴــﺪ روﺗـــﺸـــﻦ اﻟــﺤــﺮﻛــﺔ ذاﺗـﻬـﺎ ﻣـﻊ آﺧــﺮﻳــﻦ، ﻓﻴﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻧﻪ. ﻟﻴﻘﻮل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ: »إذا ﻟﻢ ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ وﻋﺎداﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ، ﻓﺈن ﻫــﺆﻻء اﻷﻏـــﺮاب ﺳﻴﻘﻀﻮن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن أﻳـﺎم ﻣـﻌـﺪودة. ﻃﺒﻌﺎ، ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺨﻄﺔ ﻣﻦ وراء ﻣﺠﻴﺌﻬﻢ ﻫﻨﺎ، ﻟﻴﺴﺖ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻴﺔ وﻻ اﻟﻘﻤﻊ وﻻ اﻟﺤﺮوب واﳌﺠﺎﻋﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﺪث ﻓــﻲ ﺑــﻠــﺪاﻧــﻬــﻢ. إﻧـﻬـﺎ ﺧــﻄــﺔ ﻣــﺮﺗــﺒــﺔ )ﻳــﻨــﻬــﺾ وﻳـﺘـﺤـﺮك ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ وﻳﻔﻜﺮ( ﺧـﻄـﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺟـــﺎءت ﺑـﻬـﻢ إﻟـﻰ ﻫـــﺬه اﻷرض، ﻳــﻐــﺰوﻧــﻨــﺎ ﻣــﻦ دون ﺟﻴﻮش، ﻫﺬه ﺧﻄﺘﻬﻢ، ﻳﻔﺮﺿﻮن ﻋــــﺎداﺗــــﻬــــﻢ وﺗـــﻘـــﺎﻟـــﻴـــﺪﻫـــﻢ ﻋــﻠــﻴــﻨــﺎ، ﻟﻨﺼﺒﺢ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻨﻨﺘﻬﻲ ﻛﺸﻌﺐ أﺑﻴﺾ ﻋﻈﻴﻢ«.
اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻲ »ﻃﺮﻃﻮف« اﳌﺄﺧﻮذة ﻋﻦ ﻧﺺ ﺑــﺎﻟــﻌــﻨــﻮان ﻧــﻔــﺴــﻪ ﳌــﻮﻟــﻴــﻴــﺮ. وﻗــﺪ ﻋـﺮﺿـﺖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪى أﺳـﺒـﻮﻋـﲔ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﺴــﺮح ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻋـﺎم ٧٩٩١. ﻫﻨﺎ وﺑﻤﺴﺘﻮى اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﻮار اﻟــﺬي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑـﻪ أﺳـﻠـﻮب ﻋــﺎرف ﻋـﻠـﻮان، ﺳــــــﻮاء ﻓــــﻲ اﻟـــــﺮواﻳـــــﺔ أو اﳌـــﺴـــﺮح، ﻳﺘﻨﺎول زﻳﻒ ﺑﻌﺾ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ، اﳌﺘﻤﺜﻞ ﻫﻨﺎ ﺑﺸﺨﺺ »ﻃﺮﻃﻮف« ﻧﻔﺴﻪ.
ﻣـــﺎ دﻋـــﺎﻧـــﻲ إﻟــــﻰ ﻋــــﺮض ﻫــﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ ﻣﻮاﺿﻴﻊ وﻧﻮع اﳌﺴﺮح اﻟـــــﺬي ﺗــﻨــﺘــﻤــﻲ إﻟـــﻴـــﻪ اﳌــﺴــﺮﺣــﻴــﺎت اﻷرﺑـــــــــــــﻊ. ﻓـــــﺮﻏـــــﻢ ﻛــــﻮﻧــــﻬــــﺎ ﻛــﺘــﺒــﺖ وﻋــﺮﺿــﺖ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﺴــﺮح ﻗـﺒـﻞ ﻋـﺪة ﻋـﻘـﻮد وﻟــﻢ ﺗـﻨـﺸـﺮ ﻓــﻲ ﻛـﺘـﺎب )ﻋــﺪا ﻫــﻼك ﺑـﺎﺑـﻞ ٥٧٩١( ﻓﻬﻲ إﻟــﻰ ﻫﺬه اﻟـﻠـﺤـﻈـﺔ ﻣــﻮﺿــﻮﻋــﺎت ﺣـﻴـﺔ وذات ﺻﻠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺸﺎﻣﻞ وﻣـــــــﻦ دون ﺣــــــــﺪود اﻟـــﺠـــﻐـــﺮاﻓـــﻴـــﺎ واﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ. أﺿـــﻒ إﻟـــﻰ ذﻟــــﻚ، ﻫــﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ أو اﳌﺸﺎﻫﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ وﻻ ﺣﺘﻰ رأﻳــﺎ ﻣﺎ، إﻧﻤﺎ ﺗﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﺴﺎؤل ﻟــﻴــﺲ أﻛــــﺜــــﺮ. وﻣـــــﺎ »ﺗـــﻐـــﺮﻳـــﺐ« ﻣـﺎ ﻳـﺒـﺪو ﻣـﺄﻟـﻮﻓـﺎ ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ واﳌﻔﺎﺟﺄة واﻟﺪﻳﻜﻮر وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷدوات إﻻ ﻟــﻴــﺬﻛــﺮﻧــﺎ ﺑــﺄﻧــﻨــﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺮح، وﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ واﻗﻊ ﻧﺠﺘﺮه ﻛﻞ ﻳﻮم دون أن ﻳﺜﻴﺮﻧﺎ أو ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻨﺎ ﺷﻲء ﺑﻪ. ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻋﻦ دار
»ﻧﻮن« اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﺮأس اﻟﺨﻴﻤﺔ.