٦٢ أﻟﻒ ﻃﻔﻞ ﺳﻮري ﻗﺘﻠﻮا... و٥٢ أﻟﻔﴼ ﻳﺘﺴﻮﻟﻮن ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع

ﻗــﺎﻟــﺖ »اﻟــﺸــﺒــﻜــﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ ﻟـﺤـﻘـﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن« إن ﺳــﻮرﻳــﺎ ﺑـﺎﺗـﺖ ﻓــﻲ ﺻــﺪارة دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﺣﻘﻮق اﻷﻃﻔﺎل، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٦٤٤٦٢ ﻃﻔﻼ ﻣـﻨـﺬ اﻧــــﺪﻻع اﻷزﻣــــﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ ﻓــﻲ ﺑـﺪاﻳـﺔ ١١٠٢، ﻓـﻲ وﻗــﺖ أﻓﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﺑـﻮﺟـﻮد ﻧﺤﻮ ٥٢ أﻟﻒ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﺴﻮﻟﻮن ﻓﻲ ﺷﻮارع اﳌﺪن واﻟﻘﺮى اﻟﺴﻮرﻳﺔ.

وﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ »أﻃــﻔــﺎل ﺳــﻮرﻳــﺎ... اﻟـــﺨـــﺬﻻن اﻟــﻔــﺎﺿــﺢ« ﺑــﻤــﻨــﺎﺳــﺒــﺔ »اﻟــﻴــﻮم اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ«، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻓﺈن أﻛﺜﺮ اﻷﻃـﻔـﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻗﻀﻮا ﻋﻠﻰ أﻳـﺪي ﻗـﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري. وﻗﺎل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إن »١٣٦١٢ ﻃﻔﻼ ﻗﺘﻠﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗــﻮات اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻣﻨﺬ ﻣــﺎرس )آذار( ١١٠٢، ﺑﻴﻨﻬﻢ ٦٨١ ﻃﻔﻼ ﻗﻀﻮا ﺧﻨﻘﴼ إﺛﺮ ﻫﺠﻤﺎت ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ، و٩٠٢ أﻃﻔﺎل ﻗﻀﻮا إﺛﺮ ﻫﺠﻤﺎت اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم ذﺧﺎﺋﺮ ﻋﻨﻘﻮدﻳﺔ«. وأﺷــﺎر اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﻟـﻰ أن ٩٨٢ ﻃﻔﻼ ﻣﺎﺗﻮا ﺟﺮاء اﻟﺤﺼﺎر اﻟﺬي ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻗـــﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎم، أﻣــﺎ ﻋــﺪد اﻷﻃــﻔــﺎل اﻟـﺬﻳـﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻼﻋﺘﻘﺎل، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﻓﻼ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٧٠٠٢١ أﻃﻔﺎل، ﻻ ﻳﺰال ﻧﺤﻮ ٧٠٠٣ ﻣـﻨـﻬـﻢ ﻗـﻴـﺪ اﻻﻋــﺘــﻘــﺎل، وﻣـﻌـﻈـﻢ اﻟــﺤــﺎﻻت اﳌــﺴــﺠــﻠــﺔ ﺗـــﺮﻗـــﻰ إﻟـــــﻰ ﻣـــﺮﺗـــﺒـــﺔ اﻹﺧـــﻔـــﺎء اﻟﻘﺴﺮي. ﻛﻤﺎ أﺷــﺎر اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﻟـﻰ ﺗﻀﺮر أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٣٢١١ ﻣــــﺪرﺳــــﺔ، و٤٢ روﺿـــﺔ أﻃﻔﺎل، ﺟﺮاء ﻗﺼﻒ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم.

وﺗـــﺴـــﺒـــﺒـــﺖ اﻟـــــﺤـــــﺮب اﻟـــــــﺪاﺋـــــــﺮة ﻓــﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﺤﺮﻣﺎن ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٣ ﻣﻼﻳﲔ وﻣﺎﺋﺘﻲ أﻟﻒ ﻃﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ. وﻳﻌﺎﻧﻲ اﻷﻃـﻔـﺎل ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ ﻇــﺮوف ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ. وﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ دﻣﺸﻖ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻇﻮاﻫﺮ ﻣﺴﺘﺠﺪة ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﺗﺄﺟﻴﺮ اﻷﻃﻔﺎل ﻟﻠﻤﺘﺴﻮﻟﲔ، ﺑﻤﺒﺎﻟﻎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، إذا ﻳـﺘـﺮاوح أﺟــﺮ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟــﺘــﺴــﻮل واﺳــــﺘــــﺪرار اﻟــﺸــﻔــﻘــﺔ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ إذا ﻛـــﺎن اﻟــﻄــﻔــﻞ ﻣــﻦ ذوي اﻻﺣــﺘــﻴــﺎﺟــﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ أو ﺗﻌﺮض ﻟﺘﺸﻮه، ﺑـﲔ دوﻻر وﻧﺼﻒ )٠٠٨ ﻟﻴﺮة ﺳﻮرﻳﺎ( و٤ دوﻻرات )٠٠٠٢ ﻟـــﻴـــﺮة(. وﺣــﺴــﺐ أرﻗـــــﺎم ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟــﻨــﻈــﺎم، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻳــﺘــﻢ ﺿــﺒــﻂ ﻣـــﺎ ﻣــﻌــﺪﻟــﻪ ٦ ﺣﺎﻻت ﺗﺴﻮل ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ورﻳﻔﻬﺎ، ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻧﺴﺎء ﺑﺮﻓﻘﺔ أﻃﻔﺎل، وﻧﺴﺒﺔ ٠٩ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﳌـﺘـﺴـﻮﻟــﲔ ﻣــﻦ ﻣﺤﺘﺮﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﺴﻮل، ﻓﻲ ﺣﲔ أن ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ دﻓﻌﺘﻬﻢ ﻇــﺮوف اﻟـﺤـﺮب واﻟـﻨـﺰوح واﻟﻔﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻮل.

وﺑــــﺤــــﺴــــﺐ ﺻـــﺤـــﻴـــﻔـــﺔ »ﺗــــﺸــــﺮﻳــــﻦ« اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻓﺈن ﻋﺪد اﳌﺘﺴﻮﻟﲔ ﻳﻘﺪر ﺑﻨﺤﻮ ٠٥٢ أﻟﻔﴼ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺴﻮرﻳﺔ، وﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻟﺘﺴﻮل اﻻﺣﺘﺮاﻓﻲ، وﻳﺸﻜﻞ اﻷﻃـــــﻔـــــﺎل ﻣــﻨــﻬــﻢ ﻧــﺴــﺒــﺔ ٠١ ﻓــــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮع ٥٢ أﻟﻒ ﻃﻔﻞ ﻣﺘﺴﻮل.

وﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﺑـﺎﺗـﺖ ﻇـﺎﻫـﺮة اﻟـﺘـﺴـﻮل، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﺴﻮل اﻷﻃــــﻔــــﺎل، ﺟــــﺰءا ﻻ ﻳــﺘــﺠــﺰأ ﻣـــﻦ دﻣــﺸــﻖ، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ اﻷرﺻﻔﺔ؛ إﻣﺎ رﺿﻊ ﻳﺒﻜﻮن، أو أﻃﻔﺎل ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻋﻨﺪ اﻹﺷﺎرات اﳌﺮورﻳﺔ ﻟﻠﺘﺴﻮل ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟـﺴـﻴـﺎرات، أو ﻳﻔﺘﺮﺷﻮن ﻋﻠﺐ اﻟﻜﺮﺗﻮن وﻳﺼﺮﺧﻮن ﻣﻦ اﻷﻟﻢ وإﻟﻰ ﺟﻮارﻫﻢ اﻣﺮأة ﺗـﺴـﺘـﻐـﻴـﺚ وﺗــﺴــﺘــﺠــﺪي. وﻛـﻴـﻔـﻤـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﻮﺟﻬﺔ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ، ﻓﻬﻨﺎك ﻃﻔﻞ ﺑﺎﺋﺲ ﻳﺜﻴﺮ اﻷﺳﻰ.

وﻛـــــﺎﻧـــــﺖ ﻣـــﻨـــﻈـــﻤـــﺔ اﻷﻣــــــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻟـــﻠـــﻄـــﻔـــﻮﻟـــﺔ )ﻳــــﻮﻧــــﻴــــﺴــــﻴــــﻒ( ﻗـــــﺪ ﺣـــــﺬرت ﺑـﻤـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ »اﻟــﻴــﻮم اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ ﻟـﻠـﻄـﻔـﻞ« ﻣﻦ ﺗﺴﺮب اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺴﻮرﻳﲔ داﺧﻞ وﺧﺎرج ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻣﻊ ﺗﺠﺎوز ﻋﺪدﻫﻢ ﻣــﻠــﻴــﻮﻧــﻲ ﻃــﻔــﻞ، وﺳـــﻂ دﻋـــــﻮات ﻟـﺘـﻮﻓـﻴـﺮ ﻇﺮوف ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ دول اﻟﻠﺠﻮء.