اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة ﻟـ »ﺟﺰار اﻟﺒﻠﻘﺎن« ﻣﻼدﻳﺘﺶ
إداﻧﺘﻪ ﺗﻨﻬﻲ ﻋﻤﻞ اﶈﻜﻤﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻴﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺜﻮل ١٦١ ﻣﺘﻬﻤﴼ أﻣﺎﻣﻬﺎ
ﺑـﻌـﺪ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٢ ﻋــﺎﻣــﴼ ﻋﻠﻰ ﺣﺮب اﻟﺒﻠﻘﺎن، اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﺛﻼث ﺳﻨﻮات وأوﻗﻌﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ وﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑﻨﺰوح ٢٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺷـﺨـﺺ، أدﻳـــﻦ راﺗـﻜـﻮ ﻣﻼدﻳﺘﺶ، اﻟـﻘـﺎﺋـﺪ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﻓــﻲ ﺟﻴﺶ ﺻﺮب اﻟــــﺒــــﻮﺳــــﻨــــﺔ، أﻣـــــــﺲ )اﻷرﺑـــــــﻌـــــــﺎء(، اﳌــﻌــﺮوف ﺑﻠﻘﺐ »ﺟـــﺰار اﻟﺒﻠﻘﺎن«، ﺑــﻌــﺸــﺮ ﺗــﻬــﻢ، ﻣـــﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ ارﺗــﻜــﺎب ﺟــﺮاﺋــﻢ إﺑــــﺎدة ﻓــﻲ ﺳﺮﻳﺒﺮﻧﻴﺘﺸﺎ، وﺟــﺮاﺋــﻢ ﺿــﺪ اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ، وﺣﻜﻢ ﻋـــﻠـــﻴـــﻪ ﺑـــﺎﻟـــﺴـــﺠـــﻦ اﳌــــﺆﺑــــﺪ ﻟــــــﺪوره ﻓـــﻲ اﳌـــﺬاﺑـــﺢ وﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﻌﺮﻗﻲ. وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻄﻮى ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻴﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ، ﺷــﻬــﺪت ﻣــﺤــﺎﻛــﻤــﺔ أﻫـــﻢ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻓﻴﻬﺎ وﻣﺜﻮﻟﻬﻢ أﻣــــــﺎم اﻟـــﻘـــﻀـــﺎء اﻟـــــﺪوﻟـــــﻲ. وداﻧـــــﺖ اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﺳــﺘــﺔ ﻣﺘﻬﻤﲔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ رادوﻓـﺎن ﻛﺮادﻳﺘﺶ ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺎة ﺳﺮﻳﺒﺮﻧﻴﺘﺸﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺳــــــﻮأ ﻣـــﺠـــﺰرة ﻓـــﻲ أوروﺑــــــــﺎ ﻣـﻨـﺬ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﺻــــــﺮح اﻟـــﻘـــﺎﺿـــﻲ اﻟــﻔــﻮﻧــﺲ أورﻳـــــــــــﻪ ﺑــــــــﺄن »اﳌــــﺤــــﻜــــﻤــــﺔ ﺗــﺤــﻜــﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻼدﻳــﺘــﺶ ﺑــﺎﻟــﺴــﺠــﻦ ﻣــﺪى اﻟـﺤـﻴـﺎة ﻻرﺗـﻜـﺎﺑـﻪ ﻫــﺬه اﻟـﺠـﺮاﺋـﻢ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ، ﻓــﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﻋــﻨــﻪ »روﻳـــــﺘـــــﺮز«، أن »ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﻣـﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل واﻟﺼﺒﻴﺔ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟــﻠــﺴــﺒــﺎب واﻹﻫـــــﺎﻧـــــﺔ واﻟــﺘــﻬــﺪﻳــﺪ، وأﺟﺒﺮوا ﻋﻠﻰ ﺗﺮدﻳﺪ أﻏﺎن ﺻﺮﺑﻴﺔ وﺿﺮﺑﻮا أﺛﻨﺎء اﻧﺘﻈﺎر إﻋﺪاﻣﻬﻢ«. وﻗـــﺎل إن »اﻟــﺠــﺮاﺋــﻢ اﻟـﺘـﻲ ارﺗﻜﺒﺖ ﺗﺼﻨﻒ ﺑﲔ اﻷﺳﻮأ ﻓﻲ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ«.
وﻗﺎل ﺳﻴﺮج ﺑﺮاﻣﻴﺮﺗﺰ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳـﺴـﺖ ﳌﺤﺎﻛﻤﺔ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋـــﻦ ارﺗـــﻜـــﺎب ﺟـــﺮاﺋـــﻢ ﺣــــﺮب ﺧــﻼل اﻟﻨﺰاع ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن )٢٩٩١ - ٥٩٩١( إن اﻟـﺤـﻜـﻢ ﻳـﺸـﻜـﻞ »ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓـــﻲ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ وﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ إﻟـــﻰ اﻟــﻘــﻀــﺎء اﻟـــﺪوﻟـــﻲ«. وﻛـــﺎن ﻗﺪ وﺟــﻪ إﻟـﻴـﻪ ﻓــﻲ ٥٢ ﻳـﻮﻟـﻴـﻮ )ﺗـﻤـﻮز( ٥٩٩١ ﺗﻬﻤﺔ ارﺗﻜﺎب ﻣﺠﺰرة، ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻞ ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ آﻻف رﺟــــﻞ وﺷـــــﺎب ﻓـــﻲ ﺳـﺮﻳـﺒـﺮﻧـﻴـﺘـﺸـﺎ ﺷــﻤــﺎل اﻟــﺒــﻮﺳــﻨــﺔ. وﻛــــﺎن ﻗــﺪ ﻋــﲔ ﻣـــﻼدﻳـــﺘـــﺶ ﺿـــﺎﺑـــﻄـــﴼ ﻣــﻬــﻨــﻴــﴼ ﻓـﻲ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻴﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻲ ﻟﺘﻮﻟﻲ ﻗﻴﺎدة اﻟﻘﻮات اﻟﺼﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺪﻻع اﻟﺤﺮب ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻧﻔﺼﺎل اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ.
اﻋــﺘــﻘــﻞ ﻣــﻼدﻳــﺘــﺶ ﻓـــﻲ ١١٠٢ ﺑـــﻌـــﺪ اﺧـــﺘـــﻔـــﺎﺋـــﻪ ﻷﻛـــﺜـــﺮ ﻣــــﻦ ﻋـﺸـﺮ ﺳــــﻨــــﻮات، ﻓــــﻲ ﻣـــﻨـــﺰل أﺣـــــﺪ أﻓـــــﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﺮﺑﻴﺎ وﻧﻘﻞ إﻟﻰ ﻻﻫﺎي ﻟﻴﻤﺜﻞ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ أﻣﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم. وﻟﻮﺣﻖ ﻣﻼدﻳﺘﺶ أﻳﻀﴼ ﻟﺪوره ﻓﻲ ﺣﺼﺎر ﺳﺎراﻳﻴﻔﻮ اﻟﺬي دام ٤٤ ﺷﻬﺮﴽ وﻗـﺘـﻞ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﺸﺮة آﻻف ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﺪﻧﻴﻮن، وﻻﺣﺘﺠﺎز ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺟﻨﺪي وﻣﺮاﻗﺐ ﺗﺎﺑﻌﲔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻋﺎم ٥٩٩١.
وﻳــﻌــﺘــﺒــﺮ اﻟـــﻘـــﺎﺋـــﺪ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي اﻟــﺼــﺮﺑــﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ آﺧـــﺮ اﳌﺘﻬﻤﲔ اﻟـــــﺒـــــﺎرزﻳـــــﻦ أﻣــــــــﺎم ﻫــــــﺬه اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻟﺘﻲ أﻧـﺸـﺌـﺖ ﻋــﺎم ٣٩٩١ ﳌﺤﺎﻛﻤﺔ اﻷﺷـــــــــﺨـــــــــﺎص اﻟــــــــﺬﻳــــــــﻦ ﻳـــﺸـــﺘـــﺒـــﻪ ﺑــﺎرﺗــﻜــﺎﺑــﻬــﻢ ﺟـــﺮاﺋـــﻢ ﺣــــﺮب ﺧــﻼل ﺣــــﺮب اﻟــﺒــﻠــﻘــﺎن. وﻳــﻌــﺘــﺒــﺮ اﳌــﺪﻋــﻲ ﺳـﻴـﺮج ﺑﺮاﻣﻴﺮﺗﺲ أﻧــﻪ »أﺣــﺪ أول اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﺮرت إﻧﺸﺎءﻫﺎ«.
ﺑــــــﻌــــــﺪﻣــــــﺎ ﺣــــــﺎﻛــــــﻤــــــﺖ ﺧــــــﻼل اﻟــــﺴــــﻨــــﺘــــﲔ اﻷﺧــــــﻴــــــﺮﺗــــــﲔ راﺗــــﻜــــﻮ ﻣــﻼدﻳــﺘــﺶ وﺣــﻜــﻤــﺖ ﻋــﻠــﻰ رﻓـﻴـﻘـﻪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ رادوﻓـــــﺎن ﻛﺮادﺟﻴﺘﺶ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٠٤ ﻋﺎﻣﺎ، ﺗﻐﻠﻖ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ أﺑــﻮاﺑــﻬــﺎ ﻧـﻬـﺎﺋـﻴـﺎ ﻓــﻲ ١٣ دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻷول( ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﺜﻞ أﻣـﺎﻣـﻬـﺎ ١٦١ ﻣﺘﻬﻤﴼ. وﺑﺬﻟﻚ ﺗــــــﻄــــــﻮى ﺻـــﻔـــﺤـــﺔ ﻣــــــﻦ اﻟــــﺘــــﺎرﻳــــﺦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻴﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺷـــﻬـــﺪت ﻣــﺤــﺎﻛــﻤــﺔ أﻫـــــﻢ ﻣـﺮﺗـﻜـﺒـﻲ اﻟـــﺠـــﺮاﺋـــﻢ ﻓــﻴــﻬــﺎ وﻣـــﺜـــﻮﻟـــﻬـــﻢ أﻣــــﺎم اﻟــﻘــﻀــﺎء اﻟـــﺪوﻟـــﻲ. وﻛـــﺎن اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـــﺼـــﺮﺑـــﻲ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﺳـــﻠـــﻮﺑـــﻮدان ﻣﻴﻠﻮﺳﻮﻓﻴﺎﺗﺶ، اﻟـﺬي ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻴﺘﴼ ﻓﻲ زﻧﺰاﻧﺘﻪ ﻋﺎم ٦٠٠٢ ﺧﻼل ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ، أول رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ ﻳﻤﺜﻞ أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ دوﻟﻴﺔ.
وﻗﺎل ﻣﻼدﻳﺘﺶ إﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻧﺐ ﻓــﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺗــﻬــﺎﻣــﺎت اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ. وﻗــــــــﺎل ﻓــــﺮﻳــــﻖ اﻟــــــﺪﻓــــــﺎع ﻋـــﻨـــﻪ إﻧـــﻪ ﺳﻴﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﺤﻜﻢ. وﻗﺎل اﳌﺤﺎﻣﻲ دراﺟـــــﺎن إﻳـﻔـﻴـﺘـﺶ ﻟـﻠـﺼـﺤـﺎﻓـﻴـﲔ: »ﻣــﻦ اﳌـﺆﻛـﺪ أﻧـﻨـﺎ ﺳﻨﺴﺘﺄﻧﻒ وأن اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺳﻴﻨﺠﺢ«.
وﻋــــﻨــــﺪ وﺻـــــﻮﻟـــــﻪ إﻟــــــﻰ ﻗــﺎﻋــﺔ اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ رﻓـــــﻊ ﻣـــﻼدﻳـــﺘـــﺶ اﻟــــﺬي ارﺗــــﺪى ﺑــﺪﻟــﺔ ﻗـﺎﺗـﻤـﺔ ورﺑــﻄــﺔ ﻋﻨﻖ ﺣــﻤــﺮاء ﻗــﺎﻧــﻴــﺔ، إﺑــﻬــﺎﻣــﻪ ﻣﺒﺘﺴﻤﴼ ﻟﻠﻤﺼﻮرﻳﻦ. وﺑــﺪا ﻧﺤﻴﻞ اﻟﺠﺴﻢ وﻋــــﺠــــﻮزﴽ، ﻛــﻤــﺎ ﺟــــﺎء ﻋــﻠــﻰ ﻟــﺴــﺎن ﻣﺮاﺳﻞ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
ورﻓـــــــﺾ ﻣـــﻼدﻳـــﺘـــﺶ اﻹدﻻء ﺑﺸﻬﺎدﺗﻪ أﻣﺎم ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮه »ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ«، ﺑﻌﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﺜﻮﻟﻪ ﻋﺎم ٤١٠٢ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎة ﺧﻼل ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ رادوﻓــــــــــــــﺎن ﻛـــــﺮادﻳـــــﺘـــــﺶ. ورﻓـــــﺾ ﻣــﻼدﻳــﺘــﺶ اﻟـــﻮﻗـــﻮف ﻋــﻨــﺪ دﺧـــﻮل اﻟـــﻘـــﻀـــﺎة اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ أﻣـــــﺲ، وﺣــﻴــﺎ أﺳـــﺮﺗـــﻪ، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ ﻧـﺠـﻠـﻪ دارﻛـــﻮ ﻣﻼدﻳﺘﺶ. وأﺧﺮج ﻣﻼدﻳﺘﺶ )٤٧ ﻋﺎﻣﴼ( ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺔ اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻗﺒﻞ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ. وﻟﺪى ﻋﻮدﺗﻪ ﺻﺎح ﻗﺎﺋﻼ: »ﻛﻞ ﻫﺬه أﻛﺎذﻳﺐ ﻛﻠﻜﻢ ﻛﺎذﺑﻮن«. وﻻ ﻳﺰال ﻣﻼدﻳﺘﺶ ﻳﺜﻴﺮ اﻧﻘﺴﺎﻣﴼ ﻓـﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﺑـﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮوﻧﻪ »ﺑـﻄـﻼ« واﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﺮون ﻓﻴﻪ »ﺟﺰارﴽ«.
وﺑـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎ اﺗــــﻬــــﻢ ﻓـــــﻲ ﻻﻫـــــﺎي ﺑــﺄﻧــﻪ »اﻟــﻌــﻘــﻞ اﳌـــﺪﺑـــﺮ ﳌــﻘــﺘــﻞ آﻻف اﻷﺷـــــــﺨـــــــﺎص«، ﻻ ﻳـــــــﺰال ﻳـــﻌـــﺘـــﺒـــﺮ »ﺑﻄﻼ« ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﺮﺑﻴﺔ اﻟــﻜــﻴــﺎن اﻟــﺼــﺮﺑــﻲ ﻓـــﻲ اﻟــﺒــﻮﺳــﻨــﺔ. ودﻋـﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺼﺮﺑﻲ أﻟﻜﺴﻨﺪر ﻓﻮﺳﻴﺘﺶ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻪ إﻟﻰ »اﻟﺘﻄﻠﻊ ﻧﺤﻮ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ«، وإﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ »أوﻻدﻧـﺎ واﻟﺴﻼم واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ«.
وﻗﺎﻟﺖ أﻧﺎ ﺑﺮﻧﺎﺑﻴﺘﺶ رﺋﻴﺴﺔ وزراء ﺻﺮﺑﻴﺎ إن »اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﻼدﻳـــﺘـــﺶ اﻟــــﻴــــﻮم ﻟــــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻣـــﻔـــﺎﺟـــﺌـــﴼ«. وأﺿـــــﺎﻓـــــﺖ: »ﻧــﺤــﺘــﺎج ﻟﻠﺘﻄﻠﻊ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻌﺪ أن ﺳﺎد اﻻﺳﺘﻘﺮار ﺑﻼدﻧﺎ أﺧﻴﺮﴽ«. وﺗﺎﺑﻌﺖ: »ﻧﺤﺘﺎج ﻟﻄﻲ ﺻﻔﺤﺔ اﳌﺎﺿﻲ«.
ووﻗــﻔــﺖ ﻧــﺴــﺎء ﻓــﻘــﺪن أزواﺟـــﴼ وأﺑـــﻨـــﺎء وأﻗـــــﺎرب وﻫـــﻦ ﻳـﺒـﻜـﲔ ﻓﻲ اﻟــــﺴــــﺎﺣــــﺔ أﻣــــــــﺎم اﳌـــﺤـــﻜـــﻤـــﺔ ﺣــﻴــﺚ ﻋـــﺮﺿـــﺖ ﺻـــﻮر ٠٠٣ رﺟـــﻞ ﻗــﺘــﻠــﻮا ﺑــــﺄﻳــــﺪي ﻗــــــﻮات ﻣـــﻼدﻳـــﺘـــﺶ ﺗـﺤـﺖ أﻋﲔ أﺳﺮﻫﻢ وﺻﺤﺎﻓﻴﲔ أﺗﻮا ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻟﻜﻦ رﺋﻴﺴﺔ ﺟــﻤــﻌــﻴــﺔ أﻣــــﻬــــﺎت ﺳــﺮﻳــﺒــﺮﻧــﻴــﺘــﺸــﺎ أﻋﺮﺑﺖ، ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻋﻦ »رﺿــﺎ ﺟـﺰﺋـﻲ، ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ أﻛـﺒـﺮ ﻣﻤﺎ ﺻـﺪر ﻋﻠﻰ )رادوﻓـــﺎن( ﻛﺮادﻳﺘﺶ، ﻟـﻜـﻨـﻬـﻢ ﻟـــﻢ ﻳــﺪﻳــﻨــﻮه ﺑـــﺎﻹﺑـــﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى«.
وﻗـﺎﻟـﺖ أرﻣـﻠـﺔ أﺣــﺪ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ إن ﻣـﻼدﻳـﺘـﺶ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ واﺿﻌﴼ أﺻـــﺒـــﻌـــﻪ ﺗـــﺤـــﺖ ﺣـــﻠـــﻘـــﻪ، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟـــﻰ ﺣــﻜــﻢ إﻋـــــﺪام ﺑــﺤــﻘــﻪ. وﻋـﻠـﻘـﺖ داﺗـــﻮﻓـــﻴـــﺘـــﺶ ﻋــﻨــﺪ ﺧـــﺮوﺟـــﻬـــﺎ ﻣـﻦ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﺑـﺄن ﻫـﺬا اﻟﺴﻠﻮك »ﺟﺒﺎن« و»ﻣﺆﺳﻒ«.
وﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻋــــﺎﻧــــﺖ ﻣــــﻦ اﻟـــﺠـــﻮع واﻟﺒﺮد ﺧﻼل اﻋﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺑﺸﻤﺎل ﻏﺮﺑﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻓﻲ ٢٩٩١ ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺣــــﺎﻣــــﻼ ﺑــﺎﺑــﻨــﺘــﻬــﺎ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات.
وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﺼﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺒﺮﻧﻴﺘﺸﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻓﺼﻠﻮا ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء، واﻗﺘﻴﺪوا ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻼت أو ﺳﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺪام ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋــﻠــﻴــﻬــﻢ أﺳـــــﻮأ ﻣــﺬﺑــﺤــﺔ ﺗـﺸـﻬـﺪﻫـﺎ أوروﺑــــــــــﺎ ﻣـــﻨـــﺬ اﻟــــﺤــــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻓـــﻲ ﺟـﻨـﻴـﻒ، وﺻـــﻒ اﻷﻣـﻴـﺮ زﻳﺪ ﺑﻦ رﻋﺪ اﻟﺤﺴﲔ ﻣﻔﻮض اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺴﺎﻣﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن، ﻣــــﻼدﻳــــﺘــــﺶ، ﺑـــﺄﻧـــﻪ »رﻣـــــــﺰ اﻟـــﺸـــﺮ« وﻗـﺎل إن إداﻧﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻼﺣﻘﺘﻪ ٦١ ﻋــﺎﻣــﴼ، وﺑــﻌــﺪ ﻣــﺤـﺎﻛـﻤــﺔ اﺳـﺘـﻤـﺮت أرﺑــــﻌــــﺔ أﻋـــــــﻮام ﺗــﻤــﺜــﻞ »اﻧـــﺘـــﺼـــﺎرﴽ ﻣﻬﻤﴼ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ«. وأﺿﺎف ﻓﻲ ﺑﻴﺎن: »ﻣـﺤـﺎﻛـﻤـﺔ ﻣــﻼدﻳــﺘــﺶ ﻧــﻤــﻮذج ﳌﺎ ﺗـﻤـﺜـﻠـﻪ اﻟــﻌــﺪاﻟــﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ«. وﻗـــﺎل: »اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر اﻟﻴﻮم ﻳﻤﺜﻞ إﻧﺬارﴽ ﳌﺮﺗﻜﺒﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻔﻠﺘﻮا ﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺗﻬﻢ أو ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎل اﻟﺰﻣﻦ«.