ﻋﺎزﻓﺔ ﻗﺎﻧﻮن ﺳﻮرﻳﺔ ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻌﺰوﻓﺎت ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻣﺂﺳﻲ اﻟﺤﺮب
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ، اﳌﻮﻟﻮدة ﻓﻲ دﻣﺸﻖ، ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻓـﻲ اﳌﻘﻌﺪ اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﺴﻴﺎرة أﺟــﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻤﻌﺖ ﻷول ﻣــﺮة ﻷﻧـﻐـﺎم آﻟﺘﻬﺎ اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﳌﻔﻀﻠﺔ، وﻫﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺼﺖ إﻟﻰ اﻷﻧﻐﺎم اﻟﺼﺎدرة ﻋﺒﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﻮﺗﻲ اﳌﺠﺴﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة، أﺑﻠﻐﻬﺎ اﻟﺴﺎﺋﻖ ﺑﺄﻧﻬﺎ آﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎزﻓﲔ اﻟﺮﺟﺎل. وﺗﺮدد واﻟـﺪاﻫـﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻤﻨﻌﻬﺎ أو ﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ اﻵﻟﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﺘﻬﺎ. اﻧﻘﻄﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﲔ ﻣﺎﻳﺎ وواﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺪﻟﻌﺖ اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١١٠٢، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﺗﻌﻠﻢ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﻌﺰف ﻋـﻠـﻰ آﻟـــﺔ اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن. ﺗـﻠـﻌـﺐ ﻣــﺎﻳــﺎ اﻵن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪي ذي ٤٧ وﺗـــﺮﴽ، ﻟـﺘـﺬﻛـﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ واﻵﺧــﺮﻳــﻦ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺮﻛـﻮﻫـﺎ وراءﻫــــﻢ، وﻹﺣــﻴــﺎء اﻟـﺘـﺮاث اﻟﺴﻮري اﳌﻨﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع.
وﻋﻨﺪ إﻃﻼق أول أﻟﺒﻮم ﻟﻬﺎ »اﻷﺣﻼم اﻟﺴﻮرﻳﺔ« ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻨﺪن، ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻟـ»روﻳﺘﺮز« ﻋﻦ ﻗﺪرة ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﺻﻮﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ، ﻗﺎﺋﻠﺔ إﻧﻬﺎ رأت ﻣــﺮارﴽ وﺗﻜﺮارﴽ ﻛﻴﻒ أﺻـﺒـﺢ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن ﺻــﺪى ﻋﺎﻃﻔﻴﴼ ﻟـﻮﻃـﻦ وﺑﻴﺖ ﺑﻌﻴﺪ، ﻣﻀﻴﻔﺔ أن »اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻮرﻳﲔ ﻫﻮ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﺻﻮت داﺧﻠﻲ ﺧﺎص ﺟﺪﴽ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ، وﻗﺪ ﻋﺎﻳﺸﺖ ذﻟــﻚ ﻣـــﺮارﴽ وﺗــﻜــﺮارﴽ ﻋﻨﺪﻣﺎ رأﻳـــﺖ ﺳﻮرﻳﲔ ﻳـﺄﺗـﻮن ﻟـﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻔﻼت اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﻳﻌﺎﻧﻘﻮﻧﻨﻲ وﻳﺒﻜﻮن... ﻧﺘﻌﺎﻧﻖ وﻧﺒﻜﻲ ﻣﻌﴼ أﺣﻴﺎﻧﴼ«.
وﻓـــــﻲ ﺣـــﻔـــﻞ اﻹﻃـــــــــﻼق، ﻗـــــﺎل اﻟــــﺤــــﺎﺿــــﺮون ﻣـﻦ ﻋﺸﺎق اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ إن ﺻﻮت اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﺎﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ، أﻋﺎد ﻟﻬﻢ ذﻛﺮﻳﺎت اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻮﻃﻦ.
وﻳﺸﺘﺮك ﻣﻊ ﻣﺎﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ أﻟﺒﻮﻣﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎرﻧﻲ ﻣﻮرس - ﺑﺮاون ﻋﻠﻰ آﻟﺔ اﻟﺘﺸﻴﻠﻮ، وﺳﻴﺐ ﻓﻠﻴﻎ ﺑﻌﺰف إﻳﻘﺎﻋﻲ، وﺑﺎﺳﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮد.