»داﻋﺶ« واﻟﺼﻮارﻳﺦ ودﻋﻢ اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ... ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ إﻳﺮان؟
ﻣــــﻦ ﻳــﺘــﺤــﺪث ﺑــﺎﺳــﻢ إﻳـــــــﺮان؟ ﻣﻨﺬ أن اﺳـﺘـﻮﻟـﻰ اﳌــﻼﻟــﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان، ﺛﻤﺔ ﺟﺪال داﺋﺮ ﺑﲔ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ ودﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـﲔ وﻣﺤﻠﻠﲔ ﻋﺒﺮ أرﺟــﺎء اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ ﺣـــــﻮل ﻫـــــﺬا اﻟـــــﺴـــــﺆال. وﻳــﻜــﻤــﻦ اﻟــﺴــﺒــﺐ ﻓـــﻲ أﻧــــﻪ ﻟــــﺪى اﻹﻧــــﺼــــﺎت إﻟــﻰ اﻷﺻﻮات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ، داﺋﻤﴼ ﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻪ اﳌﺮء أﻃــﺮوﺣــﺎت ﻣـﺒـﻬـﻤـﺔ، وأﺣــﻴــﺎﻧــﴼ ﺷـﺪﻳـﺪة اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻟﻠﺤﺪث اﻟﻮاﺣﺪ.
ﻳـــﺬﻫـــﺐ اﳌـــﺤـــﻠـــﻞ اﻹﻳـــــﺮاﻧـــــﻲ ﺣـﺴـﻦ ﺧـﻴـﺎﻣـﻲ إﻟـــﻰ أن »ﺟــــﺰءﴽ ﻣــﻦ اﻟـﻐـﻤـﻮض ﻧــﺎﺷــﺊ ﻋــﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻟـﺘـﻘـﻴـﺔ اﻟـــﺬي ﺗــﺪور ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺣﻮل ﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﻷي ﺷﺨﺺ ﺑـــﺄن ﻳــﻌــﺮف ﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ ﻣــﺎ ﺗـﻔـﻜـﺮ ﻓــﻴــﻪ أو ﻣـــﺎ ﺗـــﻨـــﻮي ﻓــﻌــﻠــﻪ. ﻣـــﻦ اﳌـــﻬـــﻢ أن ﺗﺒﻘﻲ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻤﲔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺣﻮل ﺧﻄﻮﺗﻚ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ«.
وﻣـــــﻊ ﻫــــــﺬا، ﻓـــﺈﻧـــﻪ ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟــﺬﻟــﻚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ وﺣﺪه أن ﻳﻔﺴﺮ ﻫﺬا اﻟﻐﻤﻮض ﻛﻠﻪ، وإﻧـﻤـﺎ ﻗـﺪ ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺒﺐ آﺧـﺮ ﻟﻬﺬه اﻟـــﻈـــﺎﻫـــﺮة ﻓــــﻲ ﻓــﺸــﻞ إﻳـــــــﺮان ﻓــــﻲ ﺑــﻨــﺎء ﻣـﺆﺳـﺴـﺎت ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟـﻜـﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻄﺎق ﻣــﺴــﺆوﻟــﻴــﺔ واﺿـــــــﺢ. وﻣـــــﻦ اﳌــﻤــﻜــﻦ أن ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟــﻚ ﻓــﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻـــﻮات اﳌـﺘـﻨـﺎﻓـﺮة، ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ ﻃﻬﺮان.
وﺛﻤﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺜﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ، ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻃﻬﺮان ﻟﻠﺘﻄﻮرات اﻷﺧﻴﺮة داﺧـﻞ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟـﻌـﺮاق، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ وﺟــﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﺨﺴﺎرة »داﻋـــــــــﺶ« ﺳــﻴــﻄــﺮﺗــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ.
ﻓــــﻲ وﻗـــــﺖ ﺳـــﺎﺑـــﻖ ﻣــــﻦ اﻷﺳــــﺒــــﻮع، ﻛﺘﺐ اﻟﺠﻨﺮال ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، اﻟـﺬي ﻳـﺘـﻮﻟـﻰ ﻗــﻴــﺎدة »ﻓـﻴـﻠـﻖ اﻟـــﻘـــﺪس«، ذراع اﻟـــﻌـــﻤـــﻠـــﻴـــﺎت اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻴـــﺔ ﻟـــــ»اﻟــــﺤــــﺮس اﻟﺜﻮري«، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ »ﺗـﺼـﺪﻳـﺮ اﻟـــﺜـــﻮرة«، ﺧـﻄـﺎﺑـﴼ ﻣﺸﺤﻮﻧﴼ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣﻮﺟﻬﴼ إﻟـﻰ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، ﻫﻨﺄه ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ »ﻧﻬﺎﻳﺔ داﻋﺶ«. وﺗﻘﺒﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﳌﺠﺎﻣﻠﺔ ورد ﺑـــﺄن »ﺷــﺒــﺎب اﳌــﺠــﺎﻫــﺪﻳــﻦ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﲔ« ﺑــﻘــﻴــﺎدة اﻟــﺠــﻨــﺮال ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎﻧـﻲ »ﻫـــﻢ ﻣﻦ أﺟﻬﺰوا ﻋﻠﻰ )داﻋﺶ(«.
ﺑﻌﺪ ﻳــﻮم، أﺿـﻔـﻰ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺣﺴﻦ روﺣـــﺎﻧـــﻲ ﻧــﺒــﺮة ﻣـــﻦ اﻟـــﺤـــﺬر ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ أﻣﺎم ﻣﺮاﺳﻠﲔ ﺻﺤﺎﻓﻴﲔ ﻓﻲ ﺳﻮﺗﺸﻲ اﻟﺮوﺳﻴﺔ، إن »)داﻋــﺶ( ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ، وإﻧﻤﺎ اﻫﺘﺰت دﻋﺎﺋﻤﻪ ﻓﺤﺴﺐ«.
وأدﻟـــــــــﻰ ﻗــــﺎﺋــــﺪ ﻓـــﻴـــﺎﻟـــﻖ »اﻟــــﺤــــﺮس اﻟــﺜــﻮري« اﻟــﺠــﻨــﺮال ﻣﺤﻤﺪ ﻋـﻠـﻲ ﻋﺰﻳﺰ ﺟﻌﻔﺮي ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﺣﻤﻠﺖ اﻷﺻـﺪاء ذاﺗـــــﻬـــــﺎ، ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻗــــــﺎل ﺧــــــﻼل ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ ﺻــــﺤــــﺎﻓــــﻲ ﻓــــــﻲ ﻃـــــــﻬـــــــﺮان، أﻣــــــــــﺲ، إن »)داﻋﺶ( ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺼﺪر ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟـــــﺪول اﳌــﺴــﻠــﻤــﺔ... ﻣـــﺎ ﻳــﻤــﻜــﻦ اﻹﻋــــﻼن ﻋـﻨـﻪ ﻟـﻴـﺲ اﻟـﺘـﺪﻣـﻴـﺮ اﻟــﺴــﺎﺣــﻖ اﻟـﻜـﺎﻣـﻞ ﻟــــــ)داﻋـــــﺶ(، وإﻧـــﻤـــﺎ ﻣـــﺎ ﺣــــﺪث ﺗـﺪﻣـﻴـﺮ ﺳــﻴــﻄــﺮة اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻷراﺿــــــــﻲ... ﻓﻘﺪان اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ وﺗﺪﻣﻴﺮ )داﻋﺶ( أﻣﺮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺎن«.
ﺧـﻼﻓـﴼ ﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ وﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، ﻟﻢ ﻳﺪع أي ﻣﻦ روﺣﺎﻧﻲ أو ﻋﺰﻳﺰ ﺟﻌﻔﺮي اﺿﻄﻼع إﻳﺮان ﺑﺪور راﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ »داﻋــﺶ«. وﺗــﺰداد اﻷﻣــﻮر ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ ﻟﺪى اﻟـﻨـﻈـﺮ إﻟـــﻰ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت وزﻳـــﺮ اﻟــﺪﻓــﺎع اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺠﻨﺮال أﻣﻴﺮ ﺣﺎﺗﻤﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛـﺎن ﻳﻠﻘﻲ ﻛﻠﻤﺔ أﻣــﺎم ﻧــﺪوة ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﺣﻮل »اﻟﺸﻬﺪاء« اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ.
ﻗﺒﻴﻞ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻨﺪوة، ﺟﺮى ﺗﻮزﻳﻊ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻀﻢ أﺳﻤﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٤ ﺿﺎﺑﻂ إﻳــﺮاﻧــﻲ ﻗـﻀـﻮا ﻓـﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ. اﻟـﻼﻓـﺖ أن »ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد« اﳌﺬﻛﻮرة ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟــﻢ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣـﻮﻗـﻌـﴼ واﺣــــﺪﴽ ﻗـﺮﻳـﺒـﴼ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮة »داﻋﺶ«. وﻗﺪ ﻛﺸﻒ ذﻟﻚ ﺑﺠﻼء أن اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻟﻢ ﻳﺤﺎرﺑﻮا »داﻋــﺶ« ﻗـﻂ داﺧــﻞ ﺳﻮرﻳﺎ، وأن ﻣـﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻣـﻦ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﲔ ﺳﻘﻄﻮا أﺛﻨﺎء ﻗﺘﺎل ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﺴﻠﺤﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ »داﻋـــﺶ« ﺗـﺤـﺎرب ﻧـﻈـﺎم ﺑـﺸـﺎر اﻷﺳــﺪ. ﺑـﻤـﻌـﻨـﻰ آﺧــــﺮ، ﻟــﻴــﺲ ﺑــﻤــﻘــﺪور ﻃــﻬــﺮان اﻧــﺘــﺤــﺎل أي ﻓــﻀــﻞ ﻟـﻨـﻔـﺴـﻬـﺎ ﻓـــﻲ ﻃــﺮد »داﻋﺶ« ﻣﻦ اﻟﺮﻗﺔ وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
وﻳـﺄﺗـﻲ اﳌـﺜـﺎل اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺣــﻮل دور ﻃﻬﺮان ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ؛ ﻓﻔﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ، أﻛﺪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮاد ﻇﺮﻳﻒ ﻟﻨﻈﺮاﺋﻪ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ أن إﻳــﺮان »ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﺮد ﻋﺴﻜﺮي واﺣـﺪ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ«. وﻗـــﺪم »ﺗــﺄﻛــﻴــﺪات« ﺣــﻮل أن اﻟــﺼــﺎروخ اﻟﺬي أﻃﻠﻘﻪ اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن ﺿﺪ اﻟﺮﻳﺎض ﻟﻢ ﻳﺄت ﻣﻦ إﻳﺮان.
ﻧــﺠــﺤــﺖ »ﺗــــﺄﻛــــﻴــــﺪات« ﻇـــﺮﻳـــﻒ ﻓـﻲ إﻗـــــﻨـــــﺎع اﳌـــﺘـــﺤـــﺪﺛـــﺔ اﻟـــﺮﺳـــﻤـــﻴـــﺔ ﺑـــﺎﺳـــﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓـﻴـﺪﻳـﺮﻳـﻜـﺎ ﻣــﻮﻏــﺮﻳــﻨــﻲ، اﻟــﺘــﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓـــﻲ ﺟــﻮﻟــﺔ ﻋــﺒــﺮ اﻟــﻌــﻮاﺻــﻢ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ وواﺷــﻨــﻄــﻦ ﻟــﺘــﺮوﻳــﺞ »اﻟـــــﺪور اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟﺒﻨﺎء«، واﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي اﻟﺬي أﺑﺮﻣﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻃﻬﺮان.
ﺑــﻴــﺪ أن اﻟـــﺠـــﻨـــﺮال ﻋــﺰﻳــﺰ ﺟـﻌـﻔـﺮي أﻋﻠﻦ أﻣﺎم ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان، أﻣﺲ، أن إﻳﺮان ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳﻮن ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻤــﻦ، إﻻ أﻧـــﻪ ادﻋــــﻰ أن اﻟــﻮﺟــﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ »ﻣﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ وﺧﺒﺮاء« ﻳﻌﺎوﻧﻮن اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ واﻟﺬراع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻬﻢ.
وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ أﻳــﻀــﴼ اﺳــﺘــﻐــﺮﻗــﺖ إﻳـــــﺮان وﻗــﺘــﴼ ﻃــﻮﻳــﻼ ﺣـــﺘـــﻰ أﻗــــــــﺮت ﻓـــــﻲ اﻟـــﻨـــﻬـــﺎﻳـــﺔ ﺑــــــﺄن ﻟــﻬــﺎ وﺟـﻮدﴽ ﻋﺴﻜﺮﻳﴼ، وﺑـﺪأت ﺑﺎﻻدﻋﺎء ﺑﺄن ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﳌﻨﺸﺮﻳﻦ ﻫﻨﺎك »ﻣﺴﺘﺸﺎرون ﻓــﺤــﺴــﺐ«. وﺗــﻮﻗــﻊ اﻟــﺠــﻨــﺮال أن ﺗـﻜـﻮن اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن »رﺑـﻤـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣــﻮﺟــﻮدة ﻓـﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﻗﺒﻞ اﺷﺘﻌﺎل اﻟﺤﺮب«. وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن إﻳﺮان رﺑﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ. وﺗﺬﻛﺮ ﻣﺼﺎدر، ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻦ ﻟﻨﺎ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻣﻦ ادﻋﺎءاﺗﻬﺎ، أن إﻳﺮان ﺗﻜﺒﺪت ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺣﻮل ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮة ﻟﻺﻗﺮار ﺑﻮﺟﻮد أﻓﺮاد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ.
أﻣـــﺎ اﳌــﺜــﺎل اﻟــﺜــﺎﻟــﺚ، ورﺑــﻤــﺎ اﻷﻫـــﻢ، ﻓﻴﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺣﻮل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ اﳌــﺜــﻴــﺮ ﻟــﻠــﺠــﺪل؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﺛﺎر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ اﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻛـﺎن رد ﻓﻌﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﻟﺘﺤﺪي اﳌﻄﻠﻖ. وأﻣــﺮ ﻓـﻲ رﺳـﺎﻟـﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﺑـ»ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧـــﻄـــﺎق اﻟــﻌــﻤــﻞ ﺑـــﻤـــﺸـــﺮوع اﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ وﺗﻜﺜﻴﻔﻪ، وﺗـﻄـﻮﻳـﺮ ﺻــﻮارﻳــﺦ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﳌﺴﺎﻓﺎت أﺑﻌﺪ وأﺑﻌﺪ«.
وﺑــﻌــﺪ أﻳــــﺎم ﻗـﻠـﻴـﻠـﺔ، وﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ ﻓﻲ ١٣ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻷول( اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻗﺎل اﻟﺠﻨﺮال ﻋﺰﻳﺰ ﺟﻌﻔﺮي أﻣﺎم ﺣﺸﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﺧﻼل ﻧﺪوة ﻋﻘﺪت ﻓﻲ ﻃﻬﺮان أن إﻳــﺮان ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻌﻠﻴﴼ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺻﻮارﻳﺦ ﻣﺠﻤﺪ.
وﻛﺎن ﻫﺬا ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗـــﺮﻣـــﺐ ﺑـــﺪﻋـــﻢ ﻣـــﻦ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣـﺎﻛـﺮون. وأﺿــﺎف ﺟﻌﻔﺮي: »ﻻ ﻳﺰال ﻣﺪى اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻣﺤﺪودﴽ، وﻣﺎ ﻳـﻮﺟـﺪ ﻟـﺪﻳـﻨـﺎ اﻵن ﻛـــﺎف ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﻟﻠﻮﻗﺖ اﻟـــــﺮاﻫـــــﻦ«. وﻓـــــﻲ ٨ ﻧــﻮﻓــﻤــﺒــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ(، زاد ﺣــﺸــﻤــﺖ اﻟـــﻠـــﻪ ﻓــﻼﺣــﺎت ﺑﻴﺸﻪ، ﻋﻀﻮ ﻟﺠﻨﺔ اﻷﻣـﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ اﳌﺠﻠﺲ اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺟﻌﻔﺮي، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﻔﺴﻪ أﻣﺮ ﺑﺘﺠﻤﻴﺪ ﻣﺪى اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ١١٠٢.
ﺑـــــﻴـــــﺪ أﻧـــــــــــﻪ ﻓــــــــﻲ ﻏـــــــﻀـــــــﻮن أﻳــــــــﺎم ﻗـــﻼﺋـــﻞ، ﺗــﻔــﺎﺧــﺮ اﻟـــﺠـــﻨـــﺮال أﻣــﻴــﺮ ﺣــﺎج زاده، اﻟـــﺮﺟـــﻞ اﻟــــﺬي ﻳـــﺘـــﺮأس ﺑـﺮﻧـﺎﻣـﺞ اﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ، ﺑــــﺄن ﻃــﻬــﺮان زادت ﻣــﺪى اﻟـﺼـﻮارﻳـﺦ ﻣـﻦ ٠٠٠٢ إﻟﻰ ٠٠٠٥٢ ﻛـﻴـﻠـﻮﻣـﺘـﺮ ﻋــﺒــﺮ ﺗــﻄــﻮﻳــﺮ ﺟﻴﻞ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ ﺻـــﻮارﻳـــﺦ »ﺷـــﻬـــﺎب« اﻟـﺘـﻲ ﺗﺤﺎﻛﻲ ﺻﺎروخ »رودوﻏﻦ ١« اﻟﻜﻮري اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ.
ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﻀﺢ أن ﺛﻤﺔ أﺻﻮاﺗﴼ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ داﺧﻞ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺪﻋﻲ أن ﻃﻬﺮان ﺗﻔﻌﻞ أﺷﻴﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣـﺤـﻮرﻳـﺔ. ﺑﻴﺪ أﻧــﻪ ﺑـﺨـﻼف ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﺣﻘﴼ، ﻓﺈن اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻠﺨﻴﺮ.