Asharq Al-Awsat Saudi Edition

»داﻋﺶ« واﻟﺼﻮارﻳﺦ ودﻋﻢ اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ... ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ إﻳﺮان؟

- ﻟﻨﺪن: أﻣﲑ ﻃﺎﻫﺮي

ﻣــــﻦ ﻳــﺘــﺤــﺪ­ث ﺑــﺎﺳــﻢ إﻳـــــــﺮ­ان؟ ﻣﻨﺬ أن اﺳـﺘـﻮﻟـﻰ اﳌــﻼﻟــﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان، ﺛﻤﺔ ﺟﺪال داﺋﺮ ﺑﲔ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ ودﺑـﻠـﻮﻣـﺎ­ﺳـﻴـﲔ وﻣﺤﻠﻠﲔ ﻋﺒﺮ أرﺟــﺎء اﻟـــﻌـــﺎ­ﻟـــﻢ ﺣـــــﻮل ﻫـــــﺬا اﻟـــــﺴــ­ـــﺆال. وﻳــﻜــﻤــ­ﻦ اﻟــﺴــﺒــ­ﺐ ﻓـــﻲ أﻧــــﻪ ﻟــــﺪى اﻹﻧــــﺼــ­ــﺎت إﻟــﻰ اﻷﺻﻮات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ، داﺋﻤﴼ ﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻪ اﳌﺮء أﻃــﺮوﺣــﺎ­ت ﻣـﺒـﻬـﻤـﺔ، وأﺣــﻴــﺎﻧ­ــﴼ ﺷـﺪﻳـﺪة اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻟﻠﺤﺪث اﻟﻮاﺣﺪ.

ﻳـــﺬﻫـــﺐ اﳌـــﺤـــﻠ­ـــﻞ اﻹﻳـــــﺮا­ﻧـــــﻲ ﺣـﺴـﻦ ﺧـﻴـﺎﻣـﻲ إﻟـــﻰ أن »ﺟــــﺰءﴽ ﻣــﻦ اﻟـﻐـﻤـﻮض ﻧــﺎﺷــﺊ ﻋــﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻟـﺘـﻘـﻴـﺔ اﻟـــﺬي ﺗــﺪور ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺣﻮل ﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﻷي ﺷﺨﺺ ﺑـــﺄن ﻳــﻌــﺮف ﺗــﺤــﺪﻳــ­ﺪﴽ ﻣــﺎ ﺗـﻔـﻜـﺮ ﻓــﻴــﻪ أو ﻣـــﺎ ﺗـــﻨـــﻮي ﻓــﻌــﻠــﻪ. ﻣـــﻦ اﳌـــﻬـــﻢ أن ﺗﺒﻘﻲ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻤﲔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺣﻮل ﺧﻄﻮﺗﻚ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ«.

وﻣـــــﻊ ﻫــــــﺬا، ﻓـــﺈﻧـــﻪ ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟــﺬﻟــﻚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ وﺣﺪه أن ﻳﻔﺴﺮ ﻫﺬا اﻟﻐﻤﻮض ﻛﻠﻪ، وإﻧـﻤـﺎ ﻗـﺪ ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺒﺐ آﺧـﺮ ﻟﻬﺬه اﻟـــﻈـــﺎ­ﻫـــﺮة ﻓــــﻲ ﻓــﺸــﻞ إﻳـــــــﺮ­ان ﻓــــﻲ ﺑــﻨــﺎء ﻣـﺆﺳـﺴـﺎت ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟـﻜـﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻄﺎق ﻣــﺴــﺆوﻟـ­ـﻴــﺔ واﺿـــــــ­ﺢ. وﻣـــــﻦ اﳌــﻤــﻜــ­ﻦ أن ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟــﻚ ﻓــﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻـــﻮات اﳌـﺘـﻨـﺎﻓـ­ﺮة، ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ ﻃﻬﺮان.

وﺛﻤﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺜﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ، ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻃﻬﺮان ﻟﻠﺘﻄﻮرات اﻷﺧﻴﺮة داﺧـﻞ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟـﻌـﺮاق، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ وﺟــﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﺨﺴﺎرة »داﻋـــــــ­ــﺶ« ﺳــﻴــﻄــﺮ­ﺗــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ.

ﻓــــﻲ وﻗـــــﺖ ﺳـــﺎﺑـــﻖ ﻣــــﻦ اﻷﺳــــﺒــ­ــﻮع، ﻛﺘﺐ اﻟﺠﻨﺮال ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، اﻟـﺬي ﻳـﺘـﻮﻟـﻰ ﻗــﻴــﺎدة »ﻓـﻴـﻠـﻖ اﻟـــﻘـــﺪ­س«، ذراع اﻟـــﻌـــﻤ­ـــﻠـــﻴــ­ـﺎت اﻟـــﺨـــﺎ­رﺟـــﻴـــﺔ ﻟـــــ»اﻟــــﺤـــ­ـﺮس اﻟﺜﻮري«، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ »ﺗـﺼـﺪﻳـﺮ اﻟـــﺜـــﻮ­رة«، ﺧـﻄـﺎﺑـﴼ ﻣﺸﺤﻮﻧﴼ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣﻮﺟﻬﴼ إﻟـﻰ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، ﻫﻨﺄه ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ »ﻧﻬﺎﻳﺔ داﻋﺶ«. وﺗﻘﺒﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﳌﺠﺎﻣﻠﺔ ورد ﺑـــﺄن »ﺷــﺒــﺎب اﳌــﺠــﺎﻫـ­ـﺪﻳــﻦ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﲔ« ﺑــﻘــﻴــﺎ­دة اﻟــﺠــﻨــ­ﺮال ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎﻧ­ـﻲ »ﻫـــﻢ ﻣﻦ أﺟﻬﺰوا ﻋﻠﻰ )داﻋﺶ(«.

ﺑﻌﺪ ﻳــﻮم، أﺿـﻔـﻰ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺣﺴﻦ روﺣـــﺎﻧــ­ـﻲ ﻧــﺒــﺮة ﻣـــﻦ اﻟـــﺤـــﺬ­ر ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ أﻣﺎم ﻣﺮاﺳﻠﲔ ﺻﺤﺎﻓﻴﲔ ﻓﻲ ﺳﻮﺗﺸﻲ اﻟﺮوﺳﻴﺔ، إن »)داﻋــﺶ( ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ، وإﻧﻤﺎ اﻫﺘﺰت دﻋﺎﺋﻤﻪ ﻓﺤﺴﺐ«.

وأدﻟــــــ­ـــﻰ ﻗــــﺎﺋـــ­ـﺪ ﻓـــﻴـــﺎﻟ­ـــﻖ »اﻟــــﺤـــ­ـﺮس اﻟــﺜــﻮري« اﻟــﺠــﻨــ­ﺮال ﻣﺤﻤﺪ ﻋـﻠـﻲ ﻋﺰﻳﺰ ﺟﻌﻔﺮي ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﺣﻤﻠﺖ اﻷﺻـﺪاء ذاﺗـــــﻬـ­ــــﺎ، ﻋـــﻨـــﺪﻣ­ـــﺎ ﻗــــــﺎل ﺧــــــﻼل ﻣــﺆﺗــﻤــ­ﺮ ﺻــــﺤــــ­ﺎﻓــــﻲ ﻓــــــﻲ ﻃـــــــﻬـ­ــــــﺮان، أﻣــــــــ­ــﺲ، إن »)داﻋﺶ( ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺼﺪر ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟـــــﺪول اﳌــﺴــﻠــ­ﻤــﺔ... ﻣـــﺎ ﻳــﻤــﻜــﻦ اﻹﻋــــﻼن ﻋـﻨـﻪ ﻟـﻴـﺲ اﻟـﺘـﺪﻣـﻴـ­ﺮ اﻟــﺴــﺎﺣـ­ـﻖ اﻟـﻜـﺎﻣـﻞ ﻟــــــ)داﻋـــــﺶ(، وإﻧـــﻤـــ­ﺎ ﻣـــﺎ ﺣــــﺪث ﺗـﺪﻣـﻴـﺮ ﺳــﻴــﻄــﺮ­ة اﻟــﺘــﻨــ­ﻈــﻴــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻷراﺿـــــ­ـــﻲ... ﻓﻘﺪان اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ وﺗﺪﻣﻴﺮ )داﻋﺶ( أﻣﺮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺎن«.

ﺧـﻼﻓـﴼ ﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ وﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، ﻟﻢ ﻳﺪع أي ﻣﻦ روﺣﺎﻧﻲ أو ﻋﺰﻳﺰ ﺟﻌﻔﺮي اﺿﻄﻼع إﻳﺮان ﺑﺪور راﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ »داﻋــﺶ«. وﺗــﺰداد اﻷﻣــﻮر ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ ﻟﺪى اﻟـﻨـﻈـﺮ إﻟـــﻰ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎ­ت وزﻳـــﺮ اﻟــﺪﻓــﺎع اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺠﻨﺮال أﻣﻴﺮ ﺣﺎﺗﻤﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛـﺎن ﻳﻠﻘﻲ ﻛﻠﻤﺔ أﻣــﺎم ﻧــﺪوة ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﺣﻮل »اﻟﺸﻬﺪاء« اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ.

ﻗﺒﻴﻞ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻨﺪوة، ﺟﺮى ﺗﻮزﻳﻊ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻀﻢ أﺳﻤﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٤ ﺿﺎﺑﻂ إﻳــﺮاﻧــﻲ ﻗـﻀـﻮا ﻓـﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ. اﻟـﻼﻓـﺖ أن »ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد« اﳌﺬﻛﻮرة ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟــﻢ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣـﻮﻗـﻌـﴼ واﺣــــﺪﴽ ﻗـﺮﻳـﺒـﴼ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮة »داﻋﺶ«. وﻗﺪ ﻛﺸﻒ ذﻟﻚ ﺑﺠﻼء أن اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻟﻢ ﻳﺤﺎرﺑﻮا »داﻋــﺶ« ﻗـﻂ داﺧــﻞ ﺳﻮرﻳﺎ، وأن ﻣـﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻣـﻦ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـ­ﲔ ﺳﻘﻄﻮا أﺛﻨﺎء ﻗﺘﺎل ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﺴﻠﺤﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ »داﻋـــﺶ« ﺗـﺤـﺎرب ﻧـﻈـﺎم ﺑـﺸـﺎر اﻷﺳــﺪ. ﺑـﻤـﻌـﻨـﻰ آﺧــــﺮ، ﻟــﻴــﺲ ﺑــﻤــﻘــﺪ­ور ﻃــﻬــﺮان اﻧــﺘــﺤــ­ﺎل أي ﻓــﻀــﻞ ﻟـﻨـﻔـﺴـﻬـ­ﺎ ﻓـــﻲ ﻃــﺮد »داﻋﺶ« ﻣﻦ اﻟﺮﻗﺔ وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ.

وﻳـﺄﺗـﻲ اﳌـﺜـﺎل اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺣــﻮل دور ﻃﻬﺮان ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ؛ ﻓﻔﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ، أﻛﺪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮاد ﻇﺮﻳﻒ ﻟﻨﻈﺮاﺋﻪ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ أن إﻳــﺮان »ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﺮد ﻋﺴﻜﺮي واﺣـﺪ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ«. وﻗـــﺪم »ﺗــﺄﻛــﻴــ­ﺪات« ﺣــﻮل أن اﻟــﺼــﺎرو­خ اﻟﺬي أﻃﻠﻘﻪ اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن ﺿﺪ اﻟﺮﻳﺎض ﻟﻢ ﻳﺄت ﻣﻦ إﻳﺮان.

ﻧــﺠــﺤــﺖ »ﺗــــﺄﻛـــ­ـﻴــــﺪات« ﻇـــﺮﻳـــﻒ ﻓـﻲ إﻗـــــﻨــ­ـــﺎع اﳌـــﺘـــﺤ­ـــﺪﺛـــﺔ اﻟـــﺮﺳـــ­ﻤـــﻴـــﺔ ﺑـــﺎﺳـــﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓـﻴـﺪﻳـﺮﻳـ­ﻜـﺎ ﻣــﻮﻏــﺮﻳـ­ـﻨــﻲ، اﻟــﺘــﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓـــﻲ ﺟــﻮﻟــﺔ ﻋــﺒــﺮ اﻟــﻌــﻮاﺻ­ــﻢ اﻷوروﺑـــﻴ­ـــﺔ وواﺷــﻨــﻄ­ــﻦ ﻟــﺘــﺮوﻳـ­ـﺞ »اﻟـــــﺪور اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ اﻟﺒﻨﺎء«، واﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي اﻟﺬي أﺑﺮﻣﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻃﻬﺮان.

ﺑــﻴــﺪ أن اﻟـــﺠـــﻨ­ـــﺮال ﻋــﺰﻳــﺰ ﺟـﻌـﻔـﺮي أﻋﻠﻦ أﻣﺎم ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان، أﻣﺲ، أن إﻳﺮان ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳﻮن ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻤــ­ﻦ، إﻻ أﻧـــﻪ ادﻋــــﻰ أن اﻟــﻮﺟــﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ »ﻣﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ وﺧﺒﺮاء« ﻳﻌﺎوﻧﻮن اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ واﻟﺬراع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻬﻢ.

وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ أﻳــﻀــﴼ اﺳــﺘــﻐــ­ﺮﻗــﺖ إﻳـــــﺮان وﻗــﺘــﴼ ﻃــﻮﻳــﻼ ﺣـــﺘـــﻰ أﻗــــــــ­ﺮت ﻓـــــﻲ اﻟـــﻨـــﻬ­ـــﺎﻳـــﺔ ﺑــــــﺄن ﻟــﻬــﺎ وﺟـﻮدﴽ ﻋﺴﻜﺮﻳﴼ، وﺑـﺪأت ﺑﺎﻻدﻋﺎء ﺑﺄن ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﳌﻨﺸﺮﻳﻦ ﻫﻨﺎك »ﻣﺴﺘﺸﺎرون ﻓــﺤــﺴــﺐ«. وﺗــﻮﻗــﻊ اﻟــﺠــﻨــ­ﺮال أن ﺗـﻜـﻮن اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن »رﺑـﻤـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣــﻮﺟــﻮدة ﻓـﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﻗﺒﻞ اﺷﺘﻌﺎل اﻟﺤﺮب«. وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن إﻳﺮان رﺑﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ. وﺗﺬﻛﺮ ﻣﺼﺎدر، ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻦ ﻟﻨﺎ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻣﻦ ادﻋﺎءاﺗﻬﺎ، أن إﻳﺮان ﺗﻜﺒﺪت ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺣﻮل ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮة ﻟﻺﻗﺮار ﺑﻮﺟﻮد أﻓﺮاد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ.

أﻣـــﺎ اﳌــﺜــﺎل اﻟــﺜــﺎﻟـ­ـﺚ، ورﺑــﻤــﺎ اﻷﻫـــﻢ، ﻓﻴﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺣﻮل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟـــﺼـــﻮ­ارﻳـــﺦ اﻹﻳــــﺮاﻧ­ــــﻲ اﳌــﺜــﻴــ­ﺮ ﻟــﻠــﺠــﺪ­ل؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﺛﺎر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ اﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻛـﺎن رد ﻓﻌﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﻟﺘﺤﺪي اﳌﻄﻠﻖ. وأﻣــﺮ ﻓـﻲ رﺳـﺎﻟـﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﺑـ»ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧـــﻄـــﺎق اﻟــﻌــﻤــ­ﻞ ﺑـــﻤـــﺸـ­ــﺮوع اﻟـــﺼـــﻮ­ارﻳـــﺦ وﺗﻜﺜﻴﻔﻪ، وﺗـﻄـﻮﻳـﺮ ﺻــﻮارﻳــﺦ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﳌﺴﺎﻓﺎت أﺑﻌﺪ وأﺑﻌﺪ«.

وﺑــﻌــﺪ أﻳــــﺎم ﻗـﻠـﻴـﻠـﺔ، وﺗــﺤــﺪﻳـ­ـﺪﴽ ﻓﻲ ١٣ أﻛــﺘــﻮﺑـ­ـﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــ­ﻦ اﻷول( اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻗﺎل اﻟﺠﻨﺮال ﻋﺰﻳﺰ ﺟﻌﻔﺮي أﻣﺎم ﺣﺸﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﺧﻼل ﻧﺪوة ﻋﻘﺪت ﻓﻲ ﻃﻬﺮان أن إﻳــﺮان ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻌﻠﻴﴼ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺻﻮارﻳﺦ ﻣﺠﻤﺪ.

وﻛﺎن ﻫﺬا ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗـــﺮﻣـــﺐ ﺑـــﺪﻋـــﻢ ﻣـــﻦ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣـﺎﻛـﺮون. وأﺿــﺎف ﺟﻌﻔﺮي: »ﻻ ﻳﺰال ﻣﺪى اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻣﺤﺪودﴽ، وﻣﺎ ﻳـﻮﺟـﺪ ﻟـﺪﻳـﻨـﺎ اﻵن ﻛـــﺎف ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﻟﻠﻮﻗﺖ اﻟـــــﺮاﻫ­ـــــﻦ«. وﻓـــــﻲ ٨ ﻧــﻮﻓــﻤــ­ﺒــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــ­ﻦ اﻟـــﺜـــﺎ­ﻧـــﻲ(، زاد ﺣــﺸــﻤــﺖ اﻟـــﻠـــﻪ ﻓــﻼﺣــﺎت ﺑﻴﺸﻪ، ﻋﻀﻮ ﻟﺠﻨﺔ اﻷﻣـﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ اﳌﺠﻠﺲ اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺟﻌﻔﺮي، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﻔﺴﻪ أﻣﺮ ﺑﺘﺠﻤﻴﺪ ﻣﺪى اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ١١٠٢.

ﺑـــــﻴـــ­ــﺪ أﻧــــــــ­ـــﻪ ﻓــــــــﻲ ﻏـــــــﻀـ­ــــــﻮن أﻳــــــــ­ﺎم ﻗـــﻼﺋـــﻞ، ﺗــﻔــﺎﺧــ­ﺮ اﻟـــﺠـــﻨ­ـــﺮال أﻣــﻴــﺮ ﺣــﺎج زاده، اﻟـــﺮﺟـــ­ﻞ اﻟــــﺬي ﻳـــﺘـــﺮأ­س ﺑـﺮﻧـﺎﻣـﺞ اﻟـــﺼـــﻮ­ارﻳـــﺦ اﻹﻳــــﺮاﻧ­ــــﻴــــﺔ، ﺑــــﺄن ﻃــﻬــﺮان زادت ﻣــﺪى اﻟـﺼـﻮارﻳـ­ﺦ ﻣـﻦ ٠٠٠٢ إﻟﻰ ٠٠٠٥٢ ﻛـﻴـﻠـﻮﻣـﺘ­ـﺮ ﻋــﺒــﺮ ﺗــﻄــﻮﻳــ­ﺮ ﺟﻴﻞ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ ﺻـــﻮارﻳــ­ـﺦ »ﺷـــﻬـــﺎب« اﻟـﺘـﻲ ﺗﺤﺎﻛﻲ ﺻﺎروخ »رودوﻏﻦ ١« اﻟﻜﻮري اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ.

ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﻀﺢ أن ﺛﻤﺔ أﺻﻮاﺗﴼ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ داﺧﻞ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺪﻋﻲ أن ﻃﻬﺮان ﺗﻔﻌﻞ أﺷﻴﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣـﺤـﻮرﻳـﺔ. ﺑﻴﺪ أﻧــﻪ ﺑـﺨـﻼف ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﺣﻘﴼ، ﻓﺈن اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻠﺨﻴﺮ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia