اﻟﻐﻤﻮض ﻣﺎ زال ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻛﻮﺑﺎ ﻧﺤﻮ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻞ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﱰو
ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺼﺐ ﺗﺬﻛﺎري ﻳــﺤــﻤــﻞ اﺳــــﻢ اﻟــﺰﻋــﻴــﻢ اﻟــــﺮاﺣــــﻞ ﻓــﻴــﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو، وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻻﻓﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎرع أو ﻣﻴﺪان ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ »اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم« وﻫﻮ ﻟﻘﺐ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺮاﺣﻞ، وذﻟﻚ ﺑﻨﺎء ﻋــﻠــﻰ رﻏــﺒــﺘــﻪ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ؛ ﻟــﻜــﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ وﻓﺎة ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻓﻲ ٥٢ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﺳﻨﺔ ٦١٠٢، ﻣﺎ زال وﺟـﻮده ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ. ﻓﺘﻼﻣﻴﺬ اﳌﺪارس ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺪرﺳﻮن أﻓﻜﺎره، وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻗﻮاﻟﻪ ﻳﺘﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق ﻋﺎم، ﻛﻤﺎ أن ﺻﻮره ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺒﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻜﻮﺑﻲ، ﻓﺈن اﻷوﺿﺎع ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﻛﺎﺳﺘﺮو.
ﺗــــﻘــــﻮل ﺳـــــﻮزاﻧـــــﻲ ﺟـــﺮاﺗـــﻴـــﻮس، أﺳﺘﺎذة اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ »ﻣﺪرﻳﺪ«، ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ: »ﻛــــﺎﺳــــﺘــــﺮو اﻧـــﺴـــﺤـــﺐ ﻣــــﻦ اﻷﻧــﺸــﻄــﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻗﺒﻞ رﺣﻴﻠﻪ ﺑﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ؛ ﻟــﻜــﻨــﻪ ﻇـــﻞ داﺋـــﻤـــﺎ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ رﻣــﺰﻳــﺔ، وﻳﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮرات ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ«.
وﻳـــــــــﺮى ﺑــــﻌــــﺾ اﳌـــــﺮاﻗـــــﺒـــــﲔ أﻧــــﻪ ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻫــــﻨــــﺎك ﻓـــــﻲ اﻟــــﺒــــﺪاﻳــــﺔ ﺑــﻌــﺾ اﻵﻣــــﺎل ﻓــﻲ ﺧـــﺮوج اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ راؤول ﻛــﺎﺳــﺘــﺮو ﻣــﻦ ﻋــﺒــﺎءة ﺷﻘﻴﻘﻪ اﻷﻛـﺒـﺮ، واﻻﻧــﻄــﻼق ﺑﺴﺮﻋﺔ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﺻـﻼﺣـﺎت اﻟﺘﻲ ﻛـﺎن ﻓﻴﺪل ﻗــﺪ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﻗـﺒـﻞ ﺗــﻘــﺎﻋــﺪه؛ ﻟـﻜـﻦ اﻷﻣــﺮ ﻟــﻴــﺲ ﻛــﺬﻟــﻚ ﺣــﺘــﻰ اﻵن، واﻻﻧــﻔــﺘــﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﺠﺰﻳﺮة ﻳﻤﻀﻲ ﺑﺘﺮدد واﺿﺢ.
وﺑـﻬـﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﻳﻘﻮل ﺑﻴﺮت ﻫـﻮﻓـﻤـﺎن، أﺳـﺘـﺎذ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓـــــﻲ »ﻣـــﻌـــﻬـــﺪ ﺟـــﻴـــﺠـــﺎ« ﺑــــﻜــــﻮﺑــــﺎ، إن »ﻣــﺴــﻴــﺮة اﻹﺻــــﻼح ﻣــﺠــﻤــﺪة ﺣـﺎﻟـﻴـﺎ. وﺑــﺨــﺼــﻮص اﻟــﺘــﻘــﺎرب اﳌــﺘــﻮﻗــﻒ ﻣﻊ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﻳـﻤـﻜـﻦ اﻟــﻘــﻮل إن ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﺒﺮ ﺣﺘﻰ اﻵن. وﻗﺪ ﻋﺎدت اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة )ﺑﲔ أﻣﻴﺮﻛﺎ وﻛﻮﺑﺎ( ﻣﻊ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ دوﻧـــﺎﻟـــﺪ ﺗــﺮﻣــﺐ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ. وﻫﺬا أﻋﻄﻰ اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ دﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ«.
وﺗــــﺮاﺟــــﻊ ﺗـــﺮﻣـــﺐ ﻋـــﻦ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـﻦ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺳﻠﻔﻪ ﺑـﺎراك أوﺑــــــﺎﻣــــــﺎ ﻧـــﺤـــﻮ ﺗـــﺨـــﻔـــﻴـــﻒ اﻟــــﺸــــﺮوط اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺑﲔ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة وﻛـــﻮﺑـــﺎ، وﻓــﺮض ﺣــﻈــﺮا ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ اﻟــﺘــﺠــﺎري ﻣﻊ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻮﺑﻲ. وﻓــﻲ أﻋـﻘـﺎب ﻫـﺠـﻮم ﺻـﻮﺗـﻲ ﻏﺎﻣﺾ ﻋﻠﻰ أﺷﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ، ﻗﺮرت إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ ﺳﺤﺐ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ.
وﻓـــــــــــﻲ ﻫـــــــــــﺬا اﻟــــــﺴــــــﻴــــــﺎق ﻗــــﺎﻟــــﺖ اﳌــﻨــﺸــﻘــﺔ اﻟــﻜــﻮﺑــﻴــﺔ ﻳـــﻮاﻧـــﻲ ﺳـﺎﻧـﺸـﻴـﺰ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺪوﻧـﺘـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ »٤٢ ﻳـــﺎﻣـــﻴـــﺪو«، إن اﻟـــﺨـــﺎﺳـــﺮ اﻷﻛـــﺒـــﺮ ﻣـﻦ ﻋﻮدة اﻟﺘﻮﺗﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ - اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺮﺋﻴﺲ راؤول ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻧــﻔــﺴــﻪ، ﻣـــﺸـــﺪدة ﻋــﻠــﻰ أن »اﻟــﺘــﻘــﺎرب اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻲ ﺑـــﲔ ﻛـــﻮﺑـــﺎ وأﻣــﻴــﺮﻛــﺎ اﻧﺘﻬﻰ. وﻛﻠﺘﺎ اﻟﺪوﻟﺘﲔ أﻋﺎدﺗﺎ ﻋﻘﺎرب اﻟﺴﺎﻋﺔ إﻟﻰ زﻣﻦ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة«.
ﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ راؤول ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻟﻠﺘﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷـﺒـﺎط( اﳌﻘﺒﻞ، ﻟﺘﺠﺪ ﻛﻮﺑﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻷول ﻣﺮة ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ٠٦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ دون ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﺳﺘﺮو.
وﻳــــﺠــــﻤــــﻊ ﻋــــــــﺪد ﻣــــــﻦ اﳌــﺤــﻠــﻠــﲔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻋﻠﻰ أن ﻓـﻴـﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ، ﺑـــﺼـــﻮرة ﻟـــﻢ ﻳـﻔـﻌـﻠـﻬـﺎ أي رﺋــﻴــﺲ ﻓﻲ ﺗــﺎرﻳــﺦ اﻟــﺒــﻼد، وأن ﻏـﺎﻟـﺒـﻴـﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﻻ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ دون زﻋﻴﻤﻬﻢ اﻟـــﺜـــﻮري. وﺑـــﻬـــﺬا اﻟــﺨــﺼــﻮص ﺗـﻘـﻮل ﻟﻮردﻳﺲ، وﻫﻲ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺧﻀﺮ وﻓﺎﻛﻬﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى أﺳﻮاق ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ: »ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺮف أن ﻫــﺬا اﻟــﻴــﻮم ﺳـﻴـﺄﺗـﻲ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﻣــﺎ زال ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ. ﻋﻤﺮي ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻮرة اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ، وﻻ أﻋﺮف أي ﺷﻲء ﺳﻮاﻫﺎ«.
وﻳـﻌـﺪ ﻓـﻴـﺪل ﻛـﺎﺳـﺘـﺮو ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻧـــﺼـــﺎره ﺑــﻄــﻞ ﻛــﻮﺑــﺎ اﻟـــﺤـــﺮة، اﻟـــﺬي وﻗﻒ ﻓﻲ وﺟﻪ أﻣﻴﺮﻛﺎ، وﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪم اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﻟــﻠــﺒــﻼد؛ ﻟــﻜــﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺨﺼﻮﻣﻪ ﻳﻌﺪ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺮاﺣﻞ ﺣﺎﻛﻤﺎ وﺣـــﺸـــﻴـــﺎ ﻣـــﺴـــﺘـــﺒـــﺪا، وﻗــــﻤــــﻊ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن أﻓﻜﺎرا ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ أﻓﻜﺎره، وﻟــــﻢ ﻳــﺴــﻤــﺢ ﺑــــﺄي اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﺣـــﺮة، وداس ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي.
ﻳــــﻘــــﻮل اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻲ اﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻲ ﺟــﻴــﺎﻧــﻲ ﻣـﻴـﻨـﺎ اﻟــــﺬي ﻋـــﺮف ﻛـﺎﺳـﺘـﺮو ﺟﻴﺪا وأﺟــﺮى ﻣﻌﻪ ذات ﻣــﺮة ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﺳــــﺘــــﻤــــﺮت ٦١ ﺳـــــﺎﻋـــــﺔ، إن »ﻓـــﻴـــﺪل ﻛـــﺎﺳـــﺘـــﺮو ﻣــــﺎت ﺳـــﻌـــﻴـــﺪا، وﻛـــﻮﺑـــﺎ ﻟـﻢ ﺗـﺘـﻐـﻴـﺮ ﻛــﺜــﻴــﺮا ﻣــﻨــﺬ رﺣــﻴــﻞ زﻋـﻴـﻤـﻬـﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ؛ ﺑـﻞ اﻧﻜﻔﺄت ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣــــﺮة أﺧـــــﺮى ﻛــﻤــﺎ ﻫـــﻮ ﻣــﻌــﺘــﺎد ﻃـــﻮال ﺗــﺎرﻳــﺨــﻬــﺎ، وذﻟـــﻚ ﻟـﻜـﻲ ﺗـﺤـﺎﻓـﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻟﻘﺪ اﺧﺘﻔﺖ ﻛﻮﺑﺎ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋــﻼم اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وﻣـﻊ ذﻟـﻚ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻧﻤﻮذج اﻟﺜﻮرة اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻣﺎ زال ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ«.
وﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﳌﺤﻠﻠﲔ أن ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻣــﺎ زال اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ اﻟــﺮﻣــﺰﻳــﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. وﻓﻲ ﻳﻮم ﻣــﻮﻟــﺪه ﻓــﻲ أﻏـﺴـﻄـﺲ )آب( اﳌـﺎﺿـﻲ، أﺷــــــﺎد ﺑــــﻪ أﻧـــــﺼـــــﺎره، ﻣـــﺜـــﻞ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟـــﻔـــﻨـــﺰوﻳـــﻠـــﻲ ﻧــــﻴــــﻜــــﻮﻻس ﻣـــــــــﺎدورو، ورﺋــﻴــﺲ ﺑـﻮﻟـﻴـﻔـﻴـﺎ إﻳــﻔــﻮ ﻣــﻮراﻟــﻴــﺲ؛ ﻟـــﻜـــﻦ اﻟـــﺘـــﻐـــﻴـــﻴـــﺮات اﻟــﺠــﻴــﻮﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ أﺿﺮت ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ. ﻓـﺎﻷزﻣـﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺰوﻳﻼ، أﻫـﻢ ﺣﻠﻔﺎء ﻛﻮﺑﺎ، وﺿﻌﺖ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺣﺮج.
وﻛـــﺪﻟـــﻴـــﻞ ﻋـــﻠـــﻰ ﻫــــــﺬه اﻟـــﺮﻣـــﺰﻳـــﺔ اﺻـــﻄـــﻒ آﻻف اﳌـــﺤـــﺎرﺑـــﲔ اﻟــﻘــﺪﻣــﺎء واﻟـــﻌـــﻤـــﺎل وﺗـــﻼﻣـــﻴـــﺬ اﳌــــــــﺪارس ﻋـﻠـﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ، وﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮن: »أﻧﺎ ﻓﻴﺪل، أﻧﺎ ﻓﻴﺪل«، ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺮاﺳﻢ ﺟﻨﺎزة ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﺣﻴﺚ ﺟــﺮى ﻧﻘﻞ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻓـﻲ ﻋﺮض ﻋـــﺴـــﻜـــﺮي ﻣــــﻦ ﻫـــﺎﻓـــﺎﻧـــﺎ إﻟـــــﻰ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ ﺳﺎﻧﺘﻴﺎﻏﻮ دي ﻛﻮﺑﺎ.
واﻵن، ﻓــــﺈن اﻟــﻘــﺒــﺮ اﻟـــــﺬي ﻳﻀﻢ ﺟﺜﻤﺎن اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺜﻮري اﻷﺳﻄﻮري، ﻻ ﻳﻤﻴﺰه ﻋﻦ ﻏﻴﺮه ﺳﻮى ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮة »ﺳﺎﻧﺘﺎ إﻳﻔﻴﻐﻨﻴﺎ«. وﻃﻮال اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒﺖ وﻓﺎﺗﻪ ﻇﻠﺖ أﻏـﻨـﻴـﺔ »ارﻛـــﺐ ﻣــﻊ ﻓــﻴــﺪل« ﺗــﺘــﺮدد ﺑﻼ اﻧﻘﻄﺎع ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء ﻛﻮﺑﺎ.
ﺗﻘﻮل ﻛﻠﻤﺎت ﻫﺬه اﻷﻏﻨﻴﺔ: »أﺑﻲ، ﻻ ﺗﺘﺮك ﻳﺪي، أﻧﺎ ﻻ أﻋﺮف ﺑﻌﺪ ﻛﻴﻒ أﻣﻀﻲ ﻣﻦ دوﻧﻚ«.
واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻜﻮﺑﻴﲔ أدرﻛــﻮا ﻛــﻴــﻒ ﻳــﻤــﻀــﻮن ﻣـــﻦ دون ﻛــﺎﺳــﺘــﺮو؛ ﻟــﻜــﻨــﻬــﻢ ﻻ ﻳـــﻌـــﺮﻓـــﻮن ﻓــــﻲ أي اﺗـــﺠـــﺎه ﺳﻴﻤﻀﻮن.