Asharq Al-Awsat Saudi Edition

رئيس الفلبين يعد بتصحيح »الظلم التاريخي« ضد المسلمين

دعا الكونغرس إلى عقد جلسة خاصة حولهم

- سلطان قدرات (الفلبين): »الشرق الأوسط«

مـــــنـــ­ــذ ســــبــــ­عــــيــــ­نــــات الـــــقــ­ـــرن المـاضـي، يـشـن المـسـلـمـ­ون نـضـالاً يــســعــو­ن مـــن خــلالــه إلــــى الـحـكـم الذاتي أو الاستقلال في المناطق الجنوبية من الفلبين الكاثوليكي­ة التي يعتبرونها أرض أجدادهم.

وحصد النزاع أرواح أكثر من ١٢٠ ألف شخص وخلّف حالة من الفقر في مناطق عدة من مينداناو الجنوبية.

وفي الأمس، تحدث الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي في اجـتـمـاع اسـتـضـافـ­تـه المـجـمـوع­ـة الإسـلامـي­ـة الـرئـيـسـ­يـة فـي الـبـلاد »جـــــبـــ­ــهـــــة مـــــــــ­ـــــورو الإســـــل­امـــــيــ­ـــة لـــلـــتـ­ــحـــريــ­ـر«، الــــــــ­ذي ضـــــم كــذلــك مــســيــح­ــيــين وفـــصـــا­ئـــل مـسـلـمـة أخـــــرى ومــجــمــ­وعــات قـبـلـيـة مـن المـــــنـ­ــــاطــــ­ـق الــــجـــ­ـنــــوبــ­ــيــــة. ولأول مــــرة تــعــهــد الــرئــيـ­ـس دوتــيــرت­ــي أمــس (الاثـــنــ­ـين)، فــي الـلـقـاء أمــام المـجـمـوع­ـات المسلحة بتصحيح »الظلم التاريخي« الذي تعرضت لـه الأقـلـيـا­ت فـي بـــلاده، فـي وقـت تـسـعـى فـيـه حـكـومـتـه إلــى إعــادة إحياء عملية السلام المجمدة في الـجـنـوب. وحــذر دوتـيـرتـي الـذي يتفاخر بأن أجداده كانوا مسلمين من أن المنطقة قد تشهد عنفاً أسوأ إذا لــم تـحـل المــســأل­ــة. وقـــــال، في تصريحات نقلتها عنه الصحافة الفرنسية: »ما على المحك هنا هو المحافظة على جمهورية الفلبين وتصحيح الظلم التاريخي«.

ووقـــــــ­ــعـــــــ­ــت جـــــبـــ­ــهـــــة مـــــــــ­ورو الإسلامية للتحرير التي تضم ١٠ آلاف عنصر اتفاق سلام عام ٢٠١٤ كــان يسمح للأقلية المسلمة في البلاد بحكم أجزاء من مينداناو، إلا أن الـكـونـغـ­رس الـفـلـبـي­ـنـي لم يقر بعد القانون المقترح لتطبيق الاتـــفــ­ـاق. وهــــدف تـجـمـع الاثـنـين بشكل أسـاسـي إلــى حشد الدعم للقانون المقترح.

وقـــــــا­ل دوتـــيـــ­رتـــي إنـــــه عـلـى مـر العقود عندما كـانـت الفلبين تحت الاستعمار الإسباني ومن ثـم الأمـيـركـ­ي، سيطرت الأغلبية المسيحية على أجـزاء واسعة من مينداناو، ما تسبب في تهميش الـسـكـان الأصـلـيـي­ن مـن المسلمين وغيرهم من القبائل. وحذر كذلك من إمكانية تفاقم العنف في حال فر أنصار »داعــش« إلـى الفلبين، بـــعـــدم­ـــا خــــســــ­روا مــعــاقــ­لــهــم فـي الشرق الأوسط.

وجـاء تحذير دوتيرتي بعد شــهــر فــقــط مـــن هــزيــمــ­ة أنــصــار »داعـــــــ­ــش« الأجــــان­ــــب والمــحــل­ــيــين الذين عاثوا خراباً في مراوي، أهم مدينة مسلمة في مينداناو، في أكتوبر (تشرين الأول)، ما أنهى نزاعاً استمر ٥ أشهر وأسفر عن مقتل نحو ١١٠٠ شخص.

مـــن جــهــتــه، قــــال دوتــيــرت­ــي إنه سيعمل على تمرير القانون، حــتــى إنــــه دعــــا الــكــونـ­ـغــرس إلــى عقد جلسة خاصة ليتمكن القادة المسلمون مـن توضيح خططهم خلالها. وأضاف أن اتفاقاً من هذا النوع يجب أن »يشمل الجميع« ويلقى قبولاً لدى كل المجموعات في مينداناو.

وأثـــــــ­ـــنــــــ­ــــاء حــــــديـ­ـــــثــــ­ــه خــــــلال المناسبة، ذكر رئيس جبهة مورو الإسلامية للتحرير مراد إبراهيم، أن كثيراً ممن حضروا قاتلوا في الــحــروب الـتـي شـنـهـا المـسـلـمـ­ون خـلال عقود مضت. إلا أنـه أشـار إلى أنهم يطالبون حالياً بقانون يمنحهم حكماً ذاتياً، موضحاً أن ذلك »يمنحنا فرصة نادرة لنكون جزءاً من المسعى النبيل لصناعة السلام .«

وحــــــــ­ضــــــــر مــــــــئ­ــــــــات الآلاف الــتــجــ­مــع الـــــــذ­ي جــــــرى فــــي مـقـر الـجـبـهـة الــرئــيـ­ـســي، حــيــث ســاد جو احتفالي رغـم تاريخ النزاع. وأفـــادت الجبهة فـي وقـت سابق بأن نصف مليون شخص سجلوا لحضور الاجتماع. وأمّن التجمع مقاتلون من الجبهة غير مسلحين مصحوبين بعناصر مسلحين من الجيش والشرطة.

وحضر اللقاء رئيس أساقفة محافظة كوتاباتو وأعلى مسؤول كنسي كاثوليكي فـي مينداناو الــكــارد­يــنــال أورلانــــ­ــدو كـيـفـيـدو، إضـافـة إلـى أعـضـاء جبهة مـورو لــلــتــح­ــريــر الـــوطـــ­نـــي، الـــتـــي تـعـد الـخـصـم الـرئـيـسـ­ي لجبهة مـورو الإسلامية للتحرير. وقـال مدير لجنة التنسيق الحكومية المشرفة على اتفاق السلام كارلوس سول، إن »الأهــم هنا هـو التعايش بين المـسـيـحـ­يـين والمـسـلـم­ـين ولــومــاد (أفراد القبائل .«(

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia