مباركة ملكة بريطانيا خطبة حفيدها قطيعة مع تقاليد عائلتها
زيجة مشابهة كلفت إدوارد الثامن عرشه وتسببت بأزمة دستورية
أعلن قصر باكنغهام في بيان أمــس الاثــنــين أن المـلـكـة إلـيـزابـيـث الـثـانـيـة وزوجـــهـــا الأمــيــر فيليب أعـربـا عـن »سعادتهما« لخطوبة حفيدهما الأمـيـر هـــاري والممثلة الأميركية ميغان ماركل كما أعربا عن تمنياتهما لهما »بالسعادة«. كما أعرب الأمير تشارلز ولي عهد بـريـطـانـيـا عــن شــعــوره »بـسـعـادة غامرة« بعد إعـلان الخطوبة على أن يتم الزواج في ربيع عام ٢٠١٨.
وقــال تشارلز ردا على سـؤال حـــــــول الـــخـــطـــوبـــة خـــــــلال قــيــامــه بـزيـارة لمدرسة دامـرز فيرست في بوندبيري: »الأمر لطيف للغاية... أشــعــر بــســعــادة غــــامــــرة... شـكـراً جزيلاً لهما... أتمنى أن يكونا حقا سعدين جدا وهذا كل ما أستطيع قوله .«
وفي بيان منفصل، قال الأمير ويليام، شقيق الأمير هاري الأكبر وزوجـــتـــه كــيــت إنــهــمــا »ســعــيــدان للغاية مـن أجــل هــاري ومـيـغـان.« وقـال ويليام وكيت »لقد كان أمرا رائعا التعرف على ميغان ورؤيـة مدى سعادتها هي وهـاري معا،« حسب »رويترز«.
وكــان الملك إدوارد الثامن قد ضحّى بعرشه وتخلت مارغريت شقيقة الملكة إليزابيث عـن حبها غير أن زواج الأمير هاري بمطلقة لم يعد عائقا يحول دون استمراره كــفــرد فــي الـعـائـلـة المــالــكــة ولا أن يتبع قـلـبـه. وأعـلـن الأمـيـر هــاري، الخامس في ترتيب ولاية العرش البريطاني، أنه سيتزوج صديقته الممثلة الأمـيـركـيـة المطلقة ميغان مـاركـل بمباركة مـن جـدتـه، الملكة إلــيــزابــيــث. وتــبــرز مــوافــقــة المـلـكـة على الزواج بوضوح مدى التغيير ومـواكـبـة الـعـصـر الـــذي طــرأ على الملكية البريطانية على مـدى ٨٠ عـامـا المـاضـيـة بـعـدمـا كـانـت فكرة اقــتــران أحــد أفــــراد الأســــرة المـالـكـة بــشــخــص مــطــلــق أمـــــــرا لا يـمـكـن تصوره.
وتسبب المـلـك إدوارد الثامن عــــم المـــلـــكـــة إلـــيـــزابـــيـــث فــــي أزمــــة دستورية في ١٩٣٦ بإصراره على الـزواج بسيدة المجتمع الأميركية واليس سيمبسون المطلقة مرتين مـمـا أثــــار الــذعــر داخــــل المـؤسـسـة الحاكمة البريطانية التي تشمل الحكومة وكنيسة إنجلترا التي يرأسها الملك اسما.
وتـخـلـى إدوارد عــن الـعـرش بـعـد ١١ شــهــرا فـقـط مــن اعـتـلائـه وانتهى به الأمر ليعيش في فرنسا لـيـصـبـح والــــــد المــلــكــة إلــيــزابــيــث جـــورج الــســادس ملكا عـلـى نحو غير متوقع.
وظل مثل هذا التفكير مهيمنا عـلـى الـعـائـلـة المــالــكــة بـعـد مــرور ٢٠ عـامـا فـقـد اضـطـرت مـارغـريـت الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث لإلغاء زواجها من ضابط القوات الـجـويـة الـكـابـتن بـيـتـر تـاونـسـنـد الذي كان مطلقا أيضا.
لكن الـطـلاق أصـبـح الآن أمـرا أكــثــر شــيــوعــا بـالـعـائـلـة المــالــكــة. فبين أبناء الملكة إليزابيث الأربعة انتهت ثلاث زيجات بالطلاق وكان أكثرها إثارة للدهشة طلاق والدي هــاري ولـي العهد الأمـيـر تشارلز وزوجـتـه الأولـــى الأمـيـرة الـراحـلـة ديـانـا فـي ١٩٩٦ بعد ١٥ عاما من زواجـــهـــمـــا الــــــذي نــســجــت حــولــه القصص الخيالية وقبل عـام من وفــــاة ديــانــا فــي حــــادث سـيـر في باريس.
وتـــــزوج تــشــارلــز مــن كـامـيـلا باركر بولز دوقـة كـورنـوال، وهي مطلقة، في ٢٠٠٥.
وكـانـت الملكة قـد وافـقـت على اقـتـران الأمـيـر هــاري ومـاركـل وفقا لقانون عام ٢٠١٣ لخلافة الـتـاج الــذي ينطبق على أول سـتـة أفـــراد فـي تـرتـيـب ولايـة العرش البريطاني والذي حل مـحـل قـانـون يـعـود إلــى الـقـرن الثامن عشر.
وقـــــال قــصــر بـاكـنـغـهـام فـي بـــــيـــــان: »المــــلــــكــــة ودوق إدنــــبــــرة مــــســــروران مـــن أجــــل طـوبـينينين المـخـطـوبـين (هــاري ومـاركـل) ويتمنيان لهما كل السعادة«. وكـانـت عـلاقـة الأمـيـر هـاري مع ميغان قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما أصــدر الأمـيـر تـحـذيـرا نـــادرا من نوعه لوسائل الإعـلام بـأن تترك صـديـقـتـه الـبـالـغـة مــن الـعـمـر ٣٦ عــامــا وأســرتــهــا فــي ســـلام فيما يـعـكـس مـعـاركـه الـشـخـصـيـة مع الصحافة. وكانت صور التقطت لـه وهــو يتشاجر مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع مصورين خـارج ملهى ليلي في لندن. وفي عام ٢٠١٢ التقطت له صور وهو يحتفل عاريا ويلعب الـبـلـيـاردو فـي غـرفـة خـاصـة في لاس فيجاس. وردت مــاركــل، وهــي مطلقة اشـتـهـرت بــدورهــا فــي المسلسل التلفزيوني (سوتس)، على سؤال عــن كـيـف تـعـامـلـت مــع تـدخـلات الصحافة قائلة: »يمكنني القول في نهاية المطاف إن الأمر بسيط. نـحـن شـخـصـان نـشـعـر بـسـعـادة حقيقية وفي حالة حب.« وأضــــــافــــــت: »كــــنــــا نــتــواعــد بهدوء على مدى ستة أشهر قبل أن يُنشر الخبر وكنت أعمل خلال هذه الفترة ولم يتغير شيء سوى تــصــور الـــنـــاس«. وقـــالـــت: »لـم يتغير شــيء فيما يخصني. ما زلت الشخص نفسه الذي كــنــتــه ولــــــم أكــــــن قــــط أعــــرف نفسي مـن خـلال علاقاتي.« وتجتذب حياة الأسرة المالكة وخاصة العلاقات العاطفية لأفـرادهـا اهتمام الناس على مستوى العالم. صورة أرشيفية للممثلة ميغان تتحدث عن دورها في برنامج تلفزيوني في نيويورك (إ.ب.أ)