تجمعات العرب في إسرائيل مكشوفة للصواريخ
وزارتا الدفاع والمالية تتهربان من المسؤولية وتتبادلان الاتهامات
أقــــرت جــهــات فــي قــيــادة الـجـيـش الإسـرائـيـلـي بــأن المجتمع الـعـربـي في شـــمـــال إســـرائـــيـــل يــعــانــي مــــن نـقـص خــطــيــر فـــي مــنــشــآت الــحــمــايــة خــلال الطوارئ، الناجمة عن الحروب وقصف الصواريخ أو الكوارث الطبيعية.
وأشـــارت إلــى أن »الـشـكـاوى التي يـطـرحـهـا قــــادة المــواطــنــين الــعــرب في إســرائــيــل (فـلـسـطـيـنـيـي ٤٨) فـــي هــذا الـشـأن صحيحة تـمـامـاً،« وأن »هـنـاك ضـــــرورة حـيـويـة لمـعـالـجـة المــوضــوع، ففي أعالي الجليل يعيش نحو مليون مواطن .«
وحـــــســـــب دراســــــــــــــــــات، فـــــــــإن ثــلــث المواطنين الذين يعيشون على مسافة مــــداهــــا ٤٠ كــيــلــومــتــراً مــــن الــــحــــدود الــشــمــالــيــة يــفــتــقــرون إلـــــى الــحــمــايــة المناسبة ويشكل الـعـرب ٧٠ فـي المائة مـن هـــؤلاء. وادعـــى الـجـيـش أن ١٥ في المائة ممن يعيشون على مسافة تسعة كـيـلـومـتـرات مـن الــحــدود لا يتمتعون بالحماية اللائقة، وتصل نسبة العرب بين هؤلاء إلى ٦٠ في المائة.
وكان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ادعى الأسبوع الماضي، أنه حاول منذ توليه منصبه منتصف العام الماضي، دفع خطة لتخصيص ١٫٥ مليار شيقل )٢٨٥ مـلـيـون دولار) لـحـمـايـة هــؤلاء المواطنين على مـدار عشر سـنـوات، إلا أن »الخطة عالقة بسبب معارضة وزارة المـالـيـة.« وقــال للصحافيين: »نـحـاول دفع ذلك رغم أننا لسنا المسؤولين. أنا أؤمن بأننا نتحدث الآن عن ثلث سكان المنطقة الشمالية الذين يفتقرون إلى حلول الحماية اللائقة. نحن نركز في الأسـاس على خط طبريا - حيفا. هذا هو في الأساس ما يقلقنا. وهذا يشمل مـواطـنـين مـن الـــدروز والــبــدو والـعـرب عموماً واليهود .«
غير أن وزارة المـالـيـة نفت علمها بتخصيص الأموال التي يتحدث عنها لـيـبـرمـان، مــؤكــدة أنـــه لا تــوجــد خطة عملية لحماية بلدات الشمال لتحويل ميزانيات لها، وأن لجنة مشتركة من المـالـيـة ووزارة الإســكــان تجتمع هـذه الأيام لفحص مسألة حماية العرب في إسرائيل.
وكـــان الـجـيـش يـتـعـاطـى مــع هـذه المسألة من خـلال فرضية قديمة تقول إن البلدات العربية لن تتعرض للضرر خـــــلال هـــجـــوم صـــــاروخـــــي. لــكــن هــذه الفرضية تغيرت، خصوصاً خلال حرب لبنان الثانية فـي ٢٠٠٦، حـين قتل ١٩ مواطناً عربياً، بعضهم نتيجة الإصابة المباشرة بصواريخ »حـزب الله« التي انفجرت في قلب حيفا والناصرة ومجد الكروم وغيرها من البلدات العربية.
ويـــدعـــي الــجــيــش أنــــه فـــي بـعـض الحالات لا يمكن العمل لحماية البلدات العربية في الشمال لأن قسماً منها قديم جداً، وبعضها بنى من دون تراخيص وفي مناطق تفتقر إلى خرائط هيكلية. كما يزعم أن السكان العرب لا يظهرون فــي بـعـض الأحــيــان اهـتـمـامـاً بحماية بيوتهم.
وتــــشــــكــــو قـــــــيـــــــادات مـــحـــلـــيـــة فــي المجتمع العربي مـن أنـه لـم تجر حتى الآن »محاولة مخلصة« لإعداد خرائط تــلــبــي احـــتـــيـــاجـــات الـــســـكـــان الـــعـــرب للحماية. وقــال رئيس بلدية سخنين مازن غنايم إنه »لا يوجد حتى الآن أي ملجأ ملائم في سخنين للاحتماء خلال الـحـرب أو خـلال هـزة أرضـيـة. الجبهة الداخلية تحضر لنا مولدات طاقة أو أموراً أخرى يفترض أن تساعد، لكننا لا نملك فعلاً القدرة على الاحتماء في الحرب القادمة. إذا أراد ليبرمان فعلاً المـسـاعـدة، فليصل إلـى هنا ويتحدث معنا. فـي البلدات الصغيرة لا توجد حــتــى لــجــان طــــــوارئ، ولا يــصــل أحــد إليها .«
وشــــدد رئــيــس مـجـلـس بــلــدة ديـر الأسد أحمد ذباح على أن البلدة »ليست مجهزة للحرب.« وقــال: »لدينا نقص في الحماية، ليس في البيوت فحسب، وإنـمـا فـي المــــدارس. هـنـاك مـــدارس تم تـجـهـيـز صــف واحــــد فـيـهـا لـلـحـمـايـة، يتسع لعشرات الطلاب فقط. وسيضطر مـئـات الـطـلاب والمـعـلـمـين إلــى الـركـض بحثاً عن ملاجئ قريبة.«