Asharq Al-Awsat Saudi Edition

تونس تتراجع عن رفع الأسعار وبيع المؤسسات

ُ دعوة السلطات لحماية المبلغين عن المتورطين في الفساد والإرهاب

- تونس: المنجي السعيداني

تـــــــــ­ـراجــــــ­ــــعـــــ­ـــــت الــــــحـ­ـــــكــــ­ــومــــــ­ة التونسية أمــس، عـن رفـع أسعار المـــــوا­د الاسـتـهـل­اكـيـة وعـــن وبـيـع المؤسسات العمومية. فقد اتفقت الــحــكــ­ومــة خـــلال اجـتـمـاعـ­هـا مع »الاتحاد العام التونسي للشغل« (كبرى نقابات العمال في البلاد) على عدم إقرار أي زيادة في أسعار المــــــو­اد الاســتــه­ــلاكــيــ­ة الأســاســ­يــة خلال عام ٢٠١٨.

وكــان المستشار الاقتصادي للحكومة رضا السعيدي قال في وقـــت ســابــق إن الـحـكـومـ­ة تتجه لــزيــادة أســعــار الـبـنـزيـ­ن والـخـبـز والماء والشاي والقهوة تدريجيا الـسـنـة المـقـبـلـ­ة، فــي إطــــار حـزمـة مـن الإصـلاحـا­ت الهادفة لخفض عجز الميزانية، وأكد أن الحكومة ســتــشــر­ع مــطــلــع عـــــام ٢٠١٩ فـي تنفيذ إصلاحات هيكلية لمنظومة دعم المواد الاستهلاكي­ة.

وتراجعت الحكومة أيضاً عن فـكـرة بـيـع المـؤسـسـا­ت العمومية خـــاصـــة تـــلـــك الـــتـــي تـــعـــان­ـــي مـن صعوبات اقتصادية، وذلـك على خلفية الضغوط الاجتماعية التي رافـــقـــ­ت إعــلانــه­ــا عـــن إصــلاحــا­ت اقتصادية هيكلية.

ووعـــــــ­دت الــحــكــ­ومــة الــطــرف الــنــقــ­ابــي خـــــلال اجـــتـــم­ـــاع أمــس على مواصلة تقديم الدعم المالي لــتــلــك المـــؤســ­ـســـات مــــع مــحــاولـ­ـة إصــلاحــه­ــا مـــن الـــداخــ­ـل وتـنـفـيـذ عــمــلــي­ــة إعــــــــ­ادة تــــوزيــ­ــع لمـوظـفـي الـــقـــط­ـــاع الــــعـــ­ـام بــــين مــؤســســ­ات الدولة. وقررت الحكومة في نفس السياق تخصيص دعـم للشركة التونسية للكهرباء والغاز (شركة حكومية).

ومن المنتظر إتمام التفاوض بــــين الــحــكــ­ومــة والـــنـــ­قـــابـــة حــول مــــــــش­ــــــــرو­ع إصــــــــ­ـــــلاح الــــوظــ­ــيــــفــ­ــة الـعـمـومـ­يـة، عـــلاوة عـلـى التأكيد على ضــرورة إصـلاح الصناديق الاجـــتــ­ـمـــاعـــ­يـــة عـــبـــر تـخـصـيـص صـــــــنـ­ــــــدوق حــــكــــ­ومـــــي لـــدعـــم­ـــهـــا وإخراجها من حالة العجز المالي.

وقــــــــ­ـــال ســــــامـ­ـــــي الــــطـــ­ـاهــــري المــتــحـ­ـدث بـــاســـم نــقــابــ­ة الــعــمــ­ال لـ »الشرق الأوسط« إن المفاوضات كـــانـــت عـــســـيـ­ــرة، لــكــن الــحــكــ­ومــة تفهمت مـطـالـب الـنـقـابـ­ة ومعظم الـتـونـسـ­يـين بـــضـــرو­رة عـــدم رفـع الأســعـــ­ار. وتــابــع قــائــلا: »اتـحـاد الـشـغـل يبحث عـن تـقـاسـم أعـبـاء المرحلة الاقتصادية الصعبة ولا يود أن يلقى الحمل بكامله على كاهل العمال .«

على صعيد آخـر، أطلق عدد مــــن الــحــقــ­وقــيــين والــجــام­ــعــيــين الــــتـــ­ـونــــســ­ــيــــين حـــمـــلـ­ــة لمــطــالـ­ـبـــة الــســلــ­طــات الــتــونـ­ـســيــة بـحـمـايـة الُمبلغين عن الُمتورطين في قضايا الــفــســ­اد والإرهــــ­ــــاب، ودعـــــوا إلــى تخصيص حماية أمنية جادّة لكل من النائبين في البرلمان التونسي الصحبي بن فرج وليلى الشتاوي وعصام الدردوري رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن. وكان الــــــــ­ـدردوري، وهــــو مـــن الــقــيــ­ادات الأمنية، قد أبلغ البرلمان بتلقيه تهديدات بالقتل وطالب بتوفير حماية أمنية له، وذلك إثر تقديم شــهــادتـ­ـه أمـــــام أعـــضـــا­ء الـلـجـنـة البرلمانية للتحقيق فـي شبكات تسفير التونسيين إلى بؤر التوتر واتـــهـــ­امـــه »تـــحـــال­ـــف الــتــروي­ــكــا« بزعامة حركة النهضة، بدعمها سفر الشباب إلى مواقع الإرهاب خلال فترة حكمها من ٢٠١١ إلى .٢٠١٣

وفـي شـأن تونسي آخـر، قال الـجـنـيـد­ي عـبـد الــجــواد الـقـيـادي فــي حـــزب »المـــســـ­ار الـديـمـقـ­راطـي الاجتماعي« المشارك في الائتلاف الـحـاكـم بحقيبة وزاريـــة واحــدة، وهــــــو مـــــن الأحــــــ­ـــــزاب الــيــســ­اريــة الصغيرة المنضمة إلى الحكومة، إن حزبه لن ينسحب من الحكومة ولــن يـسـحـب وزيــــره وسـيـواصـل دعمه لحكومة الـوحـدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد ويدافع على خياراتها، خاصة منها ما تعلق بمكافحة الإرهاب والفساد. وأضاف أن حزب المسار ليس من أنصار الأماكن الفارغة، على حد تــعــبــي­ــره. وكـــــان »حـــــزب الـــنـــد­اء« قــد خـيـر إيـــاد الـدهـمـان­ـي الـوزيـر المــكــلـ­ـف لـــــدى رئـــيـــس الــحــكــ­ومــة بــــالـــ­ـعــــلاقـ­ـــة مــــــع مـــجـــلـ­ــس نــــــواب الشعب (الـبـرلمـا­ن) بين الاستقالة مــن الـحـكـومـ­ة أو الاســتــق­ــالــة من »الحزب الجمهوري« الذي ينتمي إليه، وذلك على خلفية دعم حزبه لمقترحات أحـزاب المعارضة على الـرغـم مـن انضمامه إلـى تركيبة الحكومة. واستقال الدهماني من الـحـزب، وهــو مـا أدى لاحـقـا إلى انسحاب الـحـزب الجمهوري من الائتلاف الحكومي.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia