تدابير أمنية لحماية أسواق الميلاد في بروكسل
بعد تهديدات »دواعش« باستهداف أوروبا
قــررت السلطات فـي بروكسل نشر أعـداد إضافية مـن رجــال الأمــن فـي المنطقة المحيطة بأسواق الميلاد التي افتُتحت رسمياً في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كما وضعت متاريس وحواجز تمنع وصول السيارات إليها تحسّبا لأي محاولة إرهابية باستخدام سيارات عادية أو شاحنات لدهس المدنين خـلال التجول في الأسواق، على غرار ما حدث العام الماضي في الدولة الجارة ألمانيا التي شهدت عملية دهس بشاحنة أوقعت قتلى وجرحى.
وجــــاء ذلـــك فـيـمـا اهـتـمـت وســائــل إعــلام غــربــيــة بــتــهــديــدات »دواعــــــــش« عــلــى وســائــل التواصل الاجتماعي باستهداف أوروبا خلال فترة العطلات. وفـي تصريحات إلـى »الشرق الأوســـــط«، قـالـت أيـلـس فــان ديـكـيـر المـتـحـدثـة بـاسـم شـرطـة بـروكـسـل: »نـضـع فـي الحسبان أي تهديدات إرهابية ونحن ما زلنا عند درجة التأهب ٣ وهي الأقل درجة من الحالة القصوى ٤ المـعـروفـة بـحـالـة الــطــوارئ الـتـي تتخذ عند مواجهة هجوم أو كارثة. خصصنا أعداداً كبيرة من عناصر الشرطة، سـواء بالزي الرسمي أو بالملابس المدنية، لمراقبة أي تحركات مشبوهة والتحرك بشكل سريع، فضلاً عن اتخاذ تدابير تمنع وصول السيارات إلى المكان لتوفير أجواء آمنة«. وأضافت أن العناصر الأمنية تسعى إلى توجيه رسالة طمأنة للمواطنين من خلال رؤية عدد كبير من رجال الشرطة بالملابس الزرقاء الــرســمــيــة، إضـــافـــة إلــــى الــعــنــاصــر بـالمـلابـس المدنية.
وأشـــــــــارت المــتــحــدثــة إلـــــى الاجــتــمــاعــات والاتـــصـــالات الـتـي جــرت بــين وزيـــر الـداخـلـيـة جان جامبون وعمدة بروكسل فيليب كلوزيه وقيادات أمنية أخرى حيث جرى الاتفاق على زيـادة أعـداد رجـال الشرطة في الشوارع خلال الفترة المقبلة لتأمين الاحتفالات وحفظ الأمن والاستقرار ومواجهة أي محاولة لتعكير صفو الأمن العام.
مــن جـانـبـه، قـــال عــمــدة بـروكـسـل فيليب كلوزي في تصريح إلى »الشرق الأوسط«، عقب افتتاحه الـرسـمـي لـلاحـتـفـالات والأســـواق في منطقة »غرونبلاس« أشهر الأماكن السياحية في العاصمة البلجيكية: »هذا حدث مهم جداً لنا سواء على الصعيد الاقتصادي أو لإظهار صورة إيجابية عن بروكسل للعالم ونقول لهم ماذا نستطيع أن نفعل«. وعلى الصعيد الأمني، قـال العمدة: »نبذل كل الجهود بالتعاون مع الـشـرطـة لـتـوفـيـر الأمـــن لـلـمـواطـنـين فــي وقـت تتغير فـيـه الــظــروف تـدريـجـيـاً عـقـب الـهـجـوم الإرهــــابــــي الـــعـــام المـــاضـــي الـــــذي أضــــر كـثـيـراً ببروكسل سياحياً واقتصادياً«.
وتجولت »الشرق الأوسط« في أسواق أعياد الميلاد في محاولة لرصد ردود أفعال المواطنين. وقـــال رجــل بلجيكي فــي الـعـقـد الـخـامـس من عمره: »الأمـن موجود والبلجيكيون بطبعهم يميلون إلى الهدوء والطيبة، والشرطة تتولى تأمين المكان، ولكن دائماً يمكن توقع حدوث أي شيء. في بعض الأوقـات علينا أن نختار بين الأمن والحرية«.
وقـــالـــت ســـيـــدة عــربــيــة تـــدعـــى إكـــــــرام فـي العشرينات من عمرها إنها »تشعر بالأمان ولا تخاف«. وأضافت لـ »الشرق الأوسط«: »لا يجب أن نستسلم للخوف، فالشرطة تقوم بعملها وتـجـري التفتيش والمـراقـبـة المطلوبة وتعمل على تأمين المكان، ونحن كجالية مسلمة هنا في بروكسل يجب أن نخرج ونشارك في مثل هـذه المناسبات لأننا ولدنا هنا وهـذه بلادنا ونحن جزء من هذا المجتمع«.
ويُـتـوقـع أن يــزور أســـواق بـروكـسـل خلال فترة الميلاد ورأس السنة ما يقرب من مليون ونــصــف مـلـيـون زائـــــر، وأكــثــر مــن ثـلـثـهـم من السياح، وفق تقديرات السلطات المعنية.
وفـــي الأيـــــام المــاضــيــة تــنــاقــل مــنــاصــرون لـــــ »داعــــش« صــــوراً عــلــى تـطـبـيـقـات الــرســائــل السريعة، تتضمن تهديدات بتنفيذ هجمات عـلـى أســـــواق المــيــلاد فــي بـريـطـانـيـا وفـرنـسـا وألمانيا.