Asharq Al-Awsat Saudi Edition

الصومال: »حركة الشباب« تستولي على حطام طائرة أميركية

- القاهرة: خالد محمود

فــــيــــ­مــــا أدى وزيـــــــ­ـــــــر الـــــــد­فـــــــاع الصومالي الجديد اليمين الدستورية أمام البرلمان تمهيداً لتولى منصبه، زعمت »حركة الشباب« المتطرفة في الصومال أمس أن لديها بقايا طائرة أميركية من دون طيار محطمة.

وقالت حسابات تابعة للحركة عـلـى وســائــل الـتـواصـل الاجـتـمـا­عـي أمس، إن الحركة استولت على طائرة اسـتـطـلاع أمـيـركـيـ­ة دون طـيـار، بعد سقوطها في منطقة جبال جوليس شـمـال شـرقـي الــصــومـ­ـال. ولــم تـقـدم الحركة أدلة على صحة هذه المزاعم. فــيــمــا رفـــــض نـــاطـــق بـــاســـم الـــقـــو­ات الأميركية، التي تشن من وقت إلى آخر غـــارات جـويـة عـلـى مـواقـع وعناصر تـابـعـة لـــ »الــشــبــ­اب«، تـأكـيـد أو نفي هــذه المـعـلـوم­ـات. وقــال روبــين مـالـك، الناطق باسم قيادة القوات الأميركية فــي أفـريـقـيـ­ا »أفــريــكـ­ـوم«، فــي رسـالـة مقتضبة عبر البريد الإلكتروني ردا على سؤال لـ »الشرق الأوسط«: »نحن عـلـى عـلـم بــهــذه المـــزاعـ­ــم، لـكـن ليس لدينا أي تقارير عن معدات أميركية مفقودة«.

ومنحت إدارة الـرئـيـس دونـالـد ترمب قبل شهور، الجيش الأميركي سلطات أوسع لتنفيذ ضربات جوية فــي الــصــومـ­ـال، حـيـث تـنـفـذ الــقــوات الأمـــيــ­ـركـــيـــ­ة ضــــربـــ­ـات جـــويـــة دعــمــاً للحكومة الصومالية.

إلــــــــ­ـــى ذلــــــــ­ــــــك، وخــــــــ­ــــــلال جــلــســة عــقــدهــ­ا أمــــس الــبــرلم­ــان الـصـومـال­ـي فـي العاصمة مقديشو، أدى محمد مــرســل شــيــخ عــبــد الــرحــمـ­ـن الـيـمـين الــدســتـ­ـوريــة وزيــــــر­اً جـــديـــد­اً لـلـدفـاع فــي الـحـكـومـ­ة الــتــي يـرأسـهـا رئـيـس الــــــوز­راء حـسـن عـلـي خــيــري. وقـالـت وكـالـة الأنـبـاء الصومالية الرسمية إن أعـضـاء الـبـرلمـا­ن قـدمـوا إلـى وزيـر الدفاع الجديد توصيات تتعلق بأداء »مهامه الوطنية بكل إخلاص وتفان والعمل على خدمة الشعب«.

وكان رئيس الـوزراء الصومالي قـد أعـلـن، أول مـن أمـــس، عـن تعديل وزاري فـــــي حـــكـــوم­ـــتـــه، هـــــو الأول مــنــذ أن تــولــى المــنــصـ­ـب فـــي مـــارس (آذار) المـاضـي، شمل تعيين السفير الـــصـــو­مـــالـــي الـــســـا­بـــق لــــــدى تــركــيــ­ا مـحـمـد مــرســال شـيـخ عـبـد الـرحـمـن وزيــــراً جــديــداً لـلـدفـاع، وإقــالــة وزيــر الشؤون الدينية الحالي. وكـان عبد الرشيد عبد الله محمد، وزير الدفاع الصومالي الـسـابـق، قـد اسـتـقـال من منصبه فـي أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) المــاضــي، بـالإضـافـ­ة إلــى قـائـد قــوات الجيش أحمد جمال جـدي في ذروة المـواجـهـ­ات العسكرية والأمنية ضد الجماعات المتطرفة في البلاد، خاصة »حركة الشباب« وتنظيم داعش.

والتزم المسؤولان الصمت حيال هــذه الـخـطـوة الـتـي وصـفـت حينها بأنها قـد تـوجـه ضـربـة إلـى مساعي البلاد في محاربة المتشددين، حيث تحارب الحكومة المدعومة من الأمم المــتــحـ­ـدة إلـــى جــانــب قــــوات الاتــحــا­د الأفريقي ضد »حركة الشباب« التي تــريــد الإطـــاحـ­ــة بـالـحـكـو­مـة وفـــرض تفسيرها المتشدد للإسلام.

وخلال أبريل (نيسان) الماضي، أجــــرى الــرئــيـ­ـس الــصــومـ­ـالــي محمد عبد الله فرماجو الذي يواجه تحدي دفع أجور أفراد جيشه الذين خرجوا إلى شـوارع مقديشو في وقت سابق هـذا الـعـام قائلين إنـهـم لـم يتقاضوا راتـبـهـم الـبـالـغ مـائـة دولار مـنـذ عـدة أشهر، تغييرات في قيادات الأجهزة الأمنية بالبلاد.

مـــن جــهــة أخــــــرى، أعــلــن المــركــز النرويجي للاجئين أن تـزايـد أعمال العنف والقتال في الصومال بما في ذلـك القصف بالطائرات في المناطق الوسطى خلال الشهر الحالي، أجبر مــا يــزيــد عـلـى عــشــرة آلاف شخص على الـنـزوح مـن مناطقهم بحثاً عن الأمان. وقال فيكتور موسيس المدير الإقليمي بالصومال للمنظمة التي تعمل في مجال التدخلات الإنسانية إنـــنـــا »نـــعـــاي­ـــن ارتـــفـــ­اعـــاً مـــهـــول­اً فـي تـدفـقـات الأســـر والــنــاز­حــين الـفـاريـن مــن المــواجــ­هــات المـسـلـحـ­ة والـقـصـف فــي اتــجــاه مـخـيـمـات لـلاجـئـين أكـثـر اكـتـظـاظـ­اً فــي الـعـاصـمـ­ة مـقـديـشـو.« ونــقــلــ­ت عــنــه وكــــالــ­ــة »بــــانـــ­ـا بــــرس« الأفريقية قوله إن هذه المأساة تضاف إلى آلاف الفارين من الجفاف ومخاطر المـــجـــ­اعــة والـــقـــ­ادمـــين بــــدورهـ­ـــم إلــى المخيمات، مشيراً إلى أن الصوماليين يواجهون حالياً تهديدات مزدوجة تتمثل فـي الـجـفـاف وأعــمــال العنف والـتـقـتـ­يـل، وبــلــغ الــوضــع أوجـــه في منطقتي بلد وأفروغي، حيث تعرف المنطقتان مـواجـهـات مسلحة حـادة منذ بداية هذا الشهر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia