بكين تروج لمشاريع »طريق الحرير« خلال قمة في بودابست
مخاوف غربية من تمدد نفوذ الصين عبر دعمها لدول شرق أوروبا
تهدف خطة بكين الطموحة لإحياء طريق الحرير القديم إلى تـطـويـر الـخـطـوط الـبـريـة وطــرق السكك الحديدية والبحرية بين الـصـين وأوروبـــــا، عـلـى أن تكون دول شــــرق ووســـــط أوروبـــــــا هي الـبـوابـة. وشـكـلـت مـجـمـوعـة ١٦» + ١« قبل خمسة أعـوام، وكشفت النقاب عن المبادرة لإعادة إحياء الـطـريـق الـقـديـم عــام ٢٠١٣. وفـي الأمــــس افـتـتـحـت فـــي بــودابــســت الـــقـــمـــة الــــســــادســــة لــلــمــجــمــوعــة بحضور رؤسـاء حكومات الدول الأوروبـــيـــة المـعـنـيـة، إضــافــة إلـى الـصـين، مـن أجـل مناقشة الخطة واسـعـة النطاق مـن أجـل تحسين الـبـنـيـة التحتية وتـيـسـيـر حركة التجارة بين هـذه الــدول. والتقى رئــــيــــس الـــــــــــــوزراء الـــصـــيـــنـــي لـى كــه تـشـيـانـغ مــع قــــادة الــــدول في بودابست لإجراء مناقشات بشأن الاقـــتـــصـــاد والـــتـــجـــارة فـــي إطـــار المساعي الصينية للوصول إلى الأسواق الأوروبية.
وتشارك في القمة إلى جانب الــصــين، دول أعــضــاء بـالاتـحـاد الأوروبي، وهي بلغاريا وكرواتيا والــتــشــيــك وإســتــونــيــا ولاتــفــيــا ولـيـتـوانـيـا وبــولــنــدا ورومــانــيــا وسلوفاكيا وسلوفينيا، وكذلك دول تـــطـــمـــح لـــلـــحـــصـــول عــلــى العضوية، وهي ألبانيا ومقدونيا والـــــبـــــوســـــنـــــة ومـــونـــتـــيـــنـــيـــغـــرو وصربيا.
وصـــــرح دبــلــومــاســي غـربـي في بكين لوكالة الأنباء الألمانية، مشترطاً عدم ًالكشف عن هويته، أن دولاً أوروبـــيـــة أصــغــر لـديـهـا قوى محدودة للموازنة ضد ثاني أكــبــر اقـتـصـاد فــي الــعــالــم. وقــال الدبلوماسي: »الـصـين تستخدم الصيغة الإقليمية مـثـل (١٦+ ١( للهيمنة. تضع الحكومة الصينية الأجــنــدة وتــقــرر مـتـى وأيـــن تقام القمة السنوية«. وأضاف أن بكين تستخدم علاقاتها الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي الأصغر لتقسيم التكتل بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان.
ودعا ساسة ألمان في البرلمان الأوروبــي الاتـحـاد الأوروبــي إلى تبني موقف موحد في العلاقات مــع الــصــين. وقــــال رئــيــس لجنة الـشـؤون التجارية بيرند لانغه، المـنـتـمـي إلــى الــحــزب الاشـتـراكـي الـــديـــمـــقـــراطـــي فــــي تــصــريــحــات لــصــحــف شــبــكــة »دويــتــشــلانــد« الـــــــــــــصـــــــــــــادرة أمـــــــــــــس الاثــــــــنــــــــين: »اســتــثــمــارات الــصــين فـــي شــرق أوروبا تنطوي على خطر انقسام متزايد للاتحاد الأوروبي... هناك مــخــاوف مــن أن يـصـبـح للصين نـــفـــوذ مـــبـــاشـــر عـــلـــى الــســيــاســة الأوروبية عبر دعمها لدول شرق أوروبا«، مطالباً بالتدقيق بشكل أكـــبـــر فـــي تـــدفـــقـــات الأمـــــــــوال مـن الصين إلى تلك الدول.
بـعـض المــشــاريــع الإقـلـيـمـيـة، الــتــي تـــم الإعـــــلان عـنـهـا بـالـفـعـل كجزء من المخطط مثل سكك حديد بــلــغــراد - بـــودابـــســـت، خـضـعـت لـــتـــدقـــيـــق مـــــن جــــانــــب الاتــــحــــاد الأوروبـي بسبب غياب الشفافية وتم إيقافها. وقال لي قبل المؤتمر: »الـتـعـاون بـين دول وسـط وشـرق أوروبا قائم على المنفعة المتبادلة. إنــــه قــائــم عــلــى الــعــقــلانــيــة، لأنــه مـتـمـاشٍ مـع اتـجـاهـات الـعـولمـة.« لكن أكـد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الأوروبـــي مانفرد فــيــبــر، فــي تــصــريــحــات لـلـوكـالـة الألمانية ضـرورة تعزيز التعاون مع الصين، وقال : »أوروبا والصين تحملان مسؤولية مشتركة تزداد حجمها باستمرار تجاه المجتمع الدولي .«
وفــــي الـــوقـــت نــفــســه، نـاشـد الـسـيـاسـي المـنـتـمـي إلـــى الـحـزب المسيحي الاجـتـمـاعـي الـبـافـاري، حليف حــزب المـسـتـشـارة أنجيلا مــيــركــل، الـــــدول الأوروبــــيــــة، إلـى اتخاذ موقف موحد تجاه الصين، وقـــــــــال: »يـــتـــعـــين عـــلـــى الاتــــحــــاد الأوروبي أن يظهر ككيان مشترك. فقط بهذه الطريقة سيكون لدينا الثقل الضروري لفرض تصوراتنا أمام قيادة الدولة الصينية التي يزداد اعتدادها بنفسها.«
وأعـــــــلـــــــن رئــــــيــــــس الــــــــــــــوزراء الصيني خـلال المؤتمر أمــس، أن الــصــين ســتــقــدم تــمــويــلاً بـقـيـمـة تــزيــد عــن ثــلاثــة مــلــيــارات دولار لمـشـروعـات التنمية والاستثمار فــي وســط وشـــرق أوروبـــــا. وقــال فــــي الـــقـــمـــة الـــتـــي تــعــقــد »تــحــت رعاية رابطة بنوك الصين وبنوك دول وســط وشـــرق أوروبــــا الـتـي نـعـتـزم تـدشـيـنـهـا الــيــوم سيقدم بنك التنمية الصيني مـا يـوازي ملياري يورو (٢٫٣٩ مليار دولار) من التسهيلات المالية للتنمية.« وأضـــاف قـائـلاً مـن خــلال مترجم »تـــم إطــــلاق المـرحـلـة الـثـانـيـة من صــنــدوق الــتــعــاون الاسـتـثـمـاري بــين الـصـين ودول وســط وشــرق أوروبــــــا بــرأســمــال مــلــيــار دولار ســيــوجــه مــعــظــمــه لـــــــدول وســط وشرق أوروبا .«