Asharq Al-Awsat Saudi Edition

صناديق الاستثمار تضخ ١٫٧ مليار دولار إلى الأسهم السعودية

في مؤشر يعكس مدى جاذبية السوق المحلية لرؤوس الأموال

- الرياض: شجاع البقمي

في مؤشر يعكس مدى جاذبية ســـوق الأســهــم الــســعــ­وديــة لـــرؤوس الأموال الاستثماري­ة، شهدت السوق المحلية خلال شهر نوفمبر الحالي صــافــي عــمــلــي­ــات شـــــراء قــامــت بـهـا الصناديق الاستثماري­ة بقيمة ٦٫٥ مليار ريال (١٫٧ مليار دولار)، وهي القيمة التي قد تلامس مستويات الـ٧ مـلـيـارات ريــال (١٫٨٦ مليار دولار)، خلال الأيام القليلة المتبقية من الشهر الحالي.

وتــأتــي هـــذه الـسـيـولـ­ة الـنـقـديـ­ة الــــجـــ­ـديــــدة الــــتـــ­ـي تـــــم ضــخــهــا عـبـر الـصـنـادي­ـق الاسـتـثـم­ـاريـة، فـي وقـت استمرت فيه نسبة ملكية الصناديق مـن القيمة السوقية لـسـوق الأسهم الـسـعـودي­ـة فـــوق مـسـتـويـا­ت ١٠ في المــائــة، لـتـصـل إلـــى ١٠٫٣ فــي المـائـة، بـنـهـايـة الأســـبــ­ـوع المـــاضــ­ـي، وكـانـت النسبة قـد تـجـاوزت مـسـتـوى ٥ في المـائـة خـلال ديسمبر (كـانـون الأول) الماضي.

وفــــي ســـيـــاق ذي صـــلـــة، أنـهـى مـــؤشـــر ســـــوق الأســـهــ­ـم الــســعــ­وديــة تعاملاته أمس الاثنين، على ارتفاع طفيف بنسبة ٠٫١ في المائة، ليغلق بذلك عند مستويات ٦٩٣٩ نقطة، أي بـارتـفـاع ٥ نـقـاط، مـواصـلاً صعوده لــرابــع جـلـسـة عـلـى الــتــوال­ــي، وسـط تـــــداول­ات بـلـغـت قـيـمـتـهـ­ا الإجـمـالـ­يـة نـحـو ٣٫٩ مـلـيـار ريـــال (١٫٠٤ مليار دولار).

وتأتي هذه المعلومات في الوقت الـــذي حـقـقـت فـيـه الـسـعـودي­ـة تقدماً غـيـر مـسـبـوق فــي مــؤشــرات سهولة مــمــارسـ­ـة أنـشـطـة الأعـــمــ­ـال الـدولـيـة لـلـعـام ٢٠١٨ إثـــر تـطـبـيـقـ­هـا الـعـديـد مــن الإصـــلاح­ـــات والإجـــــ­ـــراءات الـتـي أسـهـمـت فــي تـحـسـين بـيـئـة الأعـمـال التجارية والاستثمار­ية، وعززت من ثقة المستثمرين.

وصنف تقرير مجموعة البنك الــدولــي، المـمـلـكـ­ة، مـن بـين أفـضـل ٢٠ بلداً إصلاحياً فـي الـعـالـم، والثانية مــن بــين أفـضـل الـبـلـدان ذات الـدخـل المرتفع، وكذلك الثانية من ضمن دول مجموعة العشرين من حيث تنفيذ إصلاحات تحسين مناخ الأعمال.

وأتى تقدم المملكة في مؤشرات ســهــولــ­ة مــمــارسـ­ـة أنــشــطــ­ة الأعــمــا­ل ٢٠١٨ في ٦ محاور من أصل ١٠ وهي: حـمـايـة أقـلـيـة المـسـتـثـ­مـريـن، وإنـفـاذ الــعــقــ­ود، وبــــدء الــنــشــ­اط الــتــجــ­اري، والــتــجـ­ـارة عـبـر الــحــدود، وتسجيل الملكية، وتسوية حالات الإفلاس.

هــــذا وقــــد دفـــعـــت الإصـــلاح­ـــات القوية التي أجرتها المملكة إلى إحراز التقدم في حماية أقلية المساهمين، حــيــث حــلــت فـــي المـــرتــ­ـبـــة الــعــاشـ­ـرة عــلــى مــســتــو­ى الــعــالـ­ـم، الأمـــــر الـــذي يبعث إشــارة قوية إلـى المستثمرين المـهـتـمـ­ين بـالاسـتـث­ـمـار فــي المـمـلـكـ­ة، ويرفع في الوقت ذاته من مستوى ثقة المستثمرين فـي الـسـوق السعودية، كما أنه يسهم في جذب الاستثمارا­ت الأجنبية.

وأســـهـــ­مـــت خــــطــــ­وات مـنـظـومـة الــتــجــ­ارة والاســتــ­ثــمــار فــي تـحـديـث الأنـظـمـة والـلـوائـ­ح المـعـمـول بـهـا في المملكة، خصوصاً نـظـام الـشـركـات، كما أنها أسهمت في تعزيز مبادئ الــحــوكـ­ـمــة والــشــفـ­ـافــيــة والإفـــصـ­ــاح بقطاع الشركات، وتطوير وتحسين بــيــئــة الأعــــمـ­ـــال الــتــجــ­اريــة، إذ يـعـد النظام أحد أبرز الأنظمة الاقتصادية التنموية الصادرة، التي توفر بيئة نظامية حاضنة ومحفزة للمبادرة والاستثمار، بما يعزز قيمة الشركات ويــنــمــ­ي أنـشـطـتـه­ـا وإســهــام­ــهــا في خدمة الاقتصاد الوطني.

إلى ذلـك، أصـدرت هيئة السوق المـــالــ­ـيـــة الـــســـع­ـــوديـــة مــــؤخـــ­ـراً بـيـانـاً أشـارت فيه إلى صـدور قـرار مجلس هيئة السوق المالية المتضمن اعتماد تــنــظــي­ــم الــــــدع­ــــــوى الـــجـــم­ـــاعـــيـ­ــة فـي مـنـازعـات الأوراق المـالـيـة، وتـعـديـل لائحة إجراءات الفصل في منازعات الأوراق المالية تبعاً لذلك.

وأوضــح محمد الـقـويـز، رئيس مــجــلــس هــيــئــة الـــســـو­ق المـــالــ­ـيـــة، أن الـهـيـئـة مـــن خــــلال تـفـعـيـل الــدعــوى الــجــمــ­اعــيــة فـــي مـــنـــاز­عـــات الأوراق المالية، وتنظيمها، تهدف إلى حماية المــســتـ­ـثــمــريـ­ـن، وتــيــســ­يــر إجـــــــر­اءات الـتـقـاضـ­ي لـلـمـتـعـ­امـلـين فــي الـسـوق المـالـيـة، لا سيما فـي الــدعــاو­ى التي يـكـون المـدعـي فيها مجموعة كبيرة من الأشخاص يشتركون جميعاً في المسائل النظامية والـوقـائـ­ع المدعى بها وموضوع الطلبات ذاتها، وهو الأمــــــ­ر الــــــذي يــتــنــا­ســب مـــع طـبـيـعـة شــركــات المـسـاهـم­ـة المــدرجــ­ة وحـجـم المساهمين فيها.

وأضـــــــ­ــاف الــــقـــ­ـويــــز: »مــــــن شـــأن تنظيم الدعوى الجماعية أن يحدث نقلة نوعية في قضاء الأوراق المالية فـي المملكة، وهـو الأمــر الــذي بـدوره سيعزز جاذبية السوق المالية، ويقلل مخاطر الاستثمار فيها، وسيسهم فــي تـقـلـيـص المـــدد الـزمـنـيـ­ة الــلازمـة للبت في قضايا تعويض المستثمرين وتخفيض تكاليف التقاضي في هذا النوع من القضايا.«

وأكد القويز أن هذا المشروع يأتي في إطار مبادرات الهيئة العديدة في مـجـال حـمـايـة المـسـتـثـ­مـريـن، ومنها عــلــى سـبـيـل المـــثـــ­ال »إدارة حـمـايـة المستثمر« الـتـي اسـتـحـدثـ­ت مـؤخـراً فـــي الــهــيــ­ئــة، والــنــظـ­ـام الإلــكــت­ــرونــي لاســـتـــ­قـــبـــال ومـــعـــا­لـــجـــة الـــبـــل­اغـــات عــن مـخـالـفـا­ت نـظـام الــســوق المـالـيـة ولــوائــح­ــه الـتـنـفـي­ـذيـة، إضـــافـــ­ة إلــى إلــزام شـركـات المساهمة المـدرجـة في السوق بإتاحة التصويت الإلكتروني للمساهمين فـي الجمعيات العامة لتلك الشركات.

من جانبه، أوضح بدر بالغنيم وكــيــل الـهـيـئـة لــلــشــؤ­ون الـقـانـون­ـيـة والــتــنـ­ـفــيــذ، أن الــهــيــ­ئــة أخــــــذت فـي الاعتبار أثناء إعداد تنظيم الدعوى الجماعية أفضل الممارسات العالمية المــتــبـ­ـعــة، بــمــا يــــتــــ­لاءم مــــع طـبـيـعـة الـــســـو­ق المــالــي­ــة الـــســـع­ـــوديـــة، وبـمـا ينسجم مع قواعد التقاضي المعمول بها فـي المملكة، حيث تـم استطلاع التشريعات ذات العلاقة في العديد مـــن الأســــــ­ـواق المــتــقـ­ـدمــة كــالــولا­يــات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وهونغ كونغ.

 ??  ?? جانب من ورشة العمل التي أقيمت في الرياض أمس )»الشرق الأوسط«(
جانب من ورشة العمل التي أقيمت في الرياض أمس )»الشرق الأوسط«(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia