Asharq Al-Awsat Saudi Edition

كم القميص قد يصبح مخزناً لكلمات المرور في المستقبل

- لندن: »الشرق الأوسط«

هــــذا الــقــمــ­اش الـــذكـــ­ي لا يـحـتـاج إلـى إلكترونيات أو بـطـاريـات، ولكنه قـــــــاد­ر عــلــى تــرمــيــ­ز الـــبـــي­ـــانـــات الــتــي يمكن قـراءتـهـا مـن قـبـل جـهـاز قياس مغناطيسي مـن تـلـك المستخدمة في كـثـيـر مــن الأجــهــز­ة، ومـنـهـا الـهـواتـف المحمولة.

في حال كنتم من محبي الأجهزة الإلــكــت­ــرونــيــ­ة، وتـتـخـيـل­ـون مـسـتـقـبـ­لاً تتصل فيه خزانة ملابسكم بالإنترنت، ولكنكم حالياً تشعرون بالانزعاج من التصاميم المتوافرة حالياً التي لا تزال مـحـصـورة بـالإلـكـت­ـرونـيـات الـكـبـيـر­ة، يجب ألا تتخلوا عن آمالكم.

يــســعــى بــــاحـــ­ـثــــون فـــــي جــامــعــ­ة واشـــنـــ­طـــن إلــــــى تــبــســي­ــط مــــا يــعــرف بالـ »القماش الذكي«، من خلال التركيز على الأقمشة الممغنطة القابلة لتخزين كـمـيـات صـغـيـرة مــن الـبـيـانـ­ات الـتـي تُقرأ عبر المقياس المغناطيسي، كذلك الموجود في أكثر الهواتف الذكية. وقد يفيد هذا الإنجاز محبي التكنولوجي­ا في وضـع العلامات غير المرئية على حاجاتهم، أو استخدام قميص أو سوار بدل كلمة المرور أو بطاقة المفتاح. كما يستخدم الباحثون خيوطاً ممغنطة مطرزة في قفازات تعمل على التحكم بالإيماءات للهاتف، دون الحاجة لأي إلكترونيات أو بطاريات على الأقمشة نـفـسـهـا. وقــدم الـبـاحـثـ­ون تـقـريـراً عن المشروع في مؤتمر عقد خلال الشهر الحالي، يتناول التفاعل بين الإنسان والكومبيوت­ر، في كيبيك، في كندا.

وانـــتـــ­شـــرت الأقـــمــ­ـشـــة والمـــلاب­ـــس التي تتصل بالإنترنت فـي السنوات الأخيرة، فروج لها الفنانون والشركات الـــصـــغ­ـــيـــرة، إلـــــى جـــانـــب بـــعـــض مـن الشركات الكبيرة، مثل نظر مشروع »جاكوار« من »غوغل«، وشراكتها مع »ليفاي«. ولكنها حتى اليوم لم تشهد إقبالاً بين المستهلكين لأسباب كثيرة، كـالـسـعـر المــرتــف­ــع مــقــابــ­ل مــحــدودي­ــة الـوظـائـف، والمــخــا­وف المرتبطة بأمد خدمتها (على اعتبار أن هذه الملابس ستخضع أخيراً للغسل).

مــــع ذلـــــــك، يـــظـــن كــــل مــــن شــيــام غـولاكـوتـ­ا، الأســتــا­ذ المـسـاعـد ومـديـر شبكات جامعة واشنطن ومختبرات الأنظمة النقالة فيها، وجاستن تشان، الـــطـــا­لـــب المـــتـــ­خـــرج الــــــذي يــعــمــل فـي المختبرات نفسها، أن عملهما يمكن أن يـكـون مفيداً فـي صناعة الملابس والإكــــس­ــــســــو­ارات الــذكــيـ­ـة لأنــــه يـركـز عـلـى احــتــمــ­الات الأقــمــش­ــة المـمـغـنـ­طـة المصنوعة مـن خـيـوط جـاهـزة بسعر معقول وقابلية توصيل مثالية. وعلى الرغم من أن قوة المجال المغناطيسي فـي الـخـيـوط تـراجـعـت بعد الأسـبـوع الأول مـــــن إنـــــتــ­ـــاج الــــقـــ­ـمــــاش، وجـــد الباحثان أنه يمكنهم استخدام هاتف آنـــدرويـ­ــد لـــقـــرا­ءة الــبــيــ­انــات المــرمــز­ة فيها، حتى بعد غسل وتجفيف وكي القماش.

وقــــال تــشــان، فــي حــديــث نقلته مجلة »تكنولوجي ريفيو «، إن الملابس تدوم لفترة طويلة جداً، وإن الخيوط الموجودة فيها يمكن إعادة برمجتها.

عـــمـــل الـــبـــا­حـــثـــان عـــلـــى تــطــريــ­ز الملابس بالخيط الموصل، واستخدما المغناطيس لترميز الأجنحة القصيرة مـــن الأصــــفـ­ـــار (٠) والــــــو­احــــــدا­ت (١،( كقطبين مغناطيسيين متنافرين. ومن ثم، وضعوا هاتفاً ذكياً بالقرب من هذه الأقمشة الممغنطة المليئة بالبيانات، وقـــــــر­أوا مـــا قــالــتــ­ه بــواســطـ­ـة تـطـبـيـق طـــوروه لـهـذا الـهـدف، مستفيدين من مقياس المغناطيس الــذي تستخدمه الهواتف في تطبيقات التوجيه.

وبالإضافة إلى صناعة نماذج من القماش الممغنط، صنعوا أيضاً نماذج مـن الإكــســس­ــوارات المـمـغـنـ­طـة، كربطة عـنـق وحــــزام وســــوار قـابـلـة جميعها للبرمجة.

كــمــا طــــرز الــبــاحـ­ـثــون زوجـــــاً مـن الــقــفــ­ازات بـواسـطـة الـخـيـط المـمـغـنـ­ط، ووجــدوا أن هاتفاً ذكـيـاً قريباً يمكنه أن يقيس حـركـات كمسحات الإصبع والــنــقـ­ـرات عـلـى شــاشــة الــهــاتـ­ـف، من خــــلال رصــــد الــتــغــ­يــيــرات فـــي المــجــال المـغـنـاط­ـيـسـي فــي ٣ أبــعــاد خــلال أداء الحركة.

ولا يزال أمام هذا الاختراع طريق طـويـل قـبـل أن يـتـم دمـجـه فـي قميص أو سـروال. فعلى سبيل المثال، بينما يستطيع الباحثون حث الهاتف الذكي على التعرف إلـى ٦ إيـمـاءات قـام بها من يرتدي القفاز الـذي طـرزت أطـراف أصـابـعـه بـخـيـط مـغـنـاطـي­ـسـي، تمكن الهاتف من التعرف عليها في ٩٠ في المائة من الحالات فقط. وقال غولاكوتا، الذي حل بين أفضل ٣٥ مبدعاً دون سن الـــ٣٥ عـامـاً، بحسب تصنيفات مجلة »MIT« للتكنولوجي­ا لعام ٢٠١٤، إن نسبة النجاح ترتفع إلى ٩٩ في المائة، فــي حــال لــم يـتـجـاوز عــدد الإيــمــا­ءات الأربع.

صحيح أن الخيط المغناطيسي يمكن أن يُطرز في كم قميص، ويرمز كماً كافياً من البيانات، ليعتبر بديلاً لبطاقة التعرف على الهوية لاسلكيا RIDF)،( إلا أنه لا يمكن أن يتحمل كم البيانات الذي قد تخزنه تسجيلات »إم بي ٣« الصوتية، ولكن غولاكوتا يقول إنه وتشان يحاولان الآن التوصل إلى كيفية تخزين كم أكبر من البيانات على القماش.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia