اﻹﻛﻮادور ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺻﺮاع آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
ﺗﺮاﺷﻖ ﺣﻮل ﳕﻂ اﻹﺻﻼﺣﺎت... واﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﺎم ﰲ وﺿﻊ ﺻﻌﺐ
ﺗﺒﺪو اﻹﻛــﻮادور ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺻــــــﺮاع ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﻲ، ﻣـــﻄـــﺒـــﻮع ﺑـﺼـﺒـﻐـﺔ آﻳـﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺔ اﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ؛ إذ ﺗﺴﺘﻌﺪ اﻟﺒﻼد ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻟﺠﻮﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﺪاﺋﺮة ﺑﲔ اﻟﺮﺋﻴﺴﲔ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ واﻟــﺴــﺎﺑــﻖ، اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻬﻢ ﻛــﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﻵﺧـــﺮ ﺑــ»اﻟـﺤـﻴـﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻮط«.
وﻗﺒﻞ ﻋﺎم ٧٠٠٢، ﻛﺎﻧﺖ اﻹﻛﻮادور ﻓــﻲ ﻗـﻤـﺔ اﳌــﻌــﺎﻧــﺎة، ﻟــﺪرﺟــﺔ أﻧــﻬــﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺻﻒ آﻧﺬاك ﺑﺄﻧﻬﺎ »دوﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ«، ﺑﻌﺪ أن ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ٧ رؤﺳﺎء ﻓــﻲ ٠١ ﺳــﻨــﻮات. ﻟـﻜـﻦ ﻓــﻲ ذﻟـــﻚ اﻟــﻌــﺎم، ﺗﻮﻟﻰ راﻓﺎﻳﻴﻞ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺤﻜﻢ، وﺷﺮع ﻓﻲ إﻃﻼق إﺻﻼﺣﺎت ﻗﻮﻳﺔ وزﻳﺎدة اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻛﺒﺢ أرﺑﺎح ﺷﺮﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﻗﻒ دﻓﻊ دﻳﻮن ﻋﺪﻫﺎ »ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ«. وأدت ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ »اﳌﺴﺎواة اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ« ودﻋـــﻢ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﳌـــﻮاد اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، إﻟﻰ ﺧﻔﺾ اﻟﻔﻘﺮ إﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ أدﻧﻰ ﻣﻦ ٣٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻛﻮرﻳﺎ ﻳﻜﺴﺐ ﻗﻠﻮب اﻹﻛﻮادورﻳﲔ.
وﺑــــﻌــــﺪ ﻛـــــﻮرﻳـــــﺎ، ﺗــــﻮﻟــــﻰ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﻟــﻴــﻨــﲔ ﻣــﻮرﻳــﻨــﻮ اﻟــﺤــﻜــﻢ ﻫــﺬا اﻟﻌﺎم، وﻛﺎن ﻳﻮﺻﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺄﻧﻪ أﺣﺪ اﳌــﻘــﺮﺑــﲔ ﻣــﻦ ﻛــﻮرﻳــﺎ. وأﻋــﻠــﻦ ﻣـﻮرﻳـﻨـﻮ ﻋــــﻦ إﺻـــــﻼﺣـــــﺎت اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ ﺷـﻤـﻠـﺖ إﺻﻼﺣﺎت ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ وﺗﺨﻔﻴﻀﺎت ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم.
وﻳـــﺮى اﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﻮن أن ﻣـﻮرﻳـﻨـﻮ، اﻟــــﺬي ﻳــﻮﺻــﻒ ﺑــﺄﻧــﻪ أﻛــﺜــﺮ ﻫــــﺪوءا ﻣﻦ ﺳﻠﻔﻪ ﻛﻮرﻳﺎ، ﻳﻮاﺟﻪ ﻇﺮوﻓﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﻛـﺜـﺮ ﻗــﺴــﻮة؛ ﺣـﻴـﺚ ﻋـﺎﻧـﺖ اﻹﻛــــﻮادور، ﻛﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ دول أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، ﻣﻦ اﻧﺨﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺮاﺟﻊ ﻣـﻮاردﻫـﺎ اﳌﺎﻟﻴﺔ. وﺗﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاﺟﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ إﺛـﺎرة اﻟﺠﺪل داﺧــــﻞ ﺣـــﺰب »ﺗــﺤــﺎﻟــﻒ اﻟـــﻮﻃـــﻦ« ﺣــﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻣﻊ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﻔﻘﺮاء.
وﺑـــــﺪت اﻟــﺘــﺒــﺎﻳــﻨــﺎت واﺿـــﺤـــﺔ ﻓـﻲ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟـﺮد ﻣﻮرﻳﻨﻮ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺧـﻮرﺧـﻲ ﻏــﻼس، أﺣﺪ ﺣﻠﻔﺎء ﻛـﻮرﻳـﺎ، ﻣـﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ، وذﻟـﻚ ﺑﻌﺪ أن أﺻـﺪر ﻏﻼس ﻻﺋﺤﺔ اﻧﺘﻘﺎدات ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻟﻲ. أﻣــﺎ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ، ﻓﻘﺪ اﺗــﻬــﻤــﺖ ﻏــــﻼس ﺑــﺎﻟــﻔــﺴــﺎد، وﻋـــــﺪت أن ﻛﻮرﻳﺎ ﻫﻮ »اﻟﺨﺎﺋﻦ« وﻟﻴﺲ ﻣﻮرﻳﻨﻮ.
وﻛﺎن ﻛﻮرﻳﺎ أﻋﺮب ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳــﻠــﻮل( اﳌــﺎﺿــﻲ ﻣــﻊ وﻛـﺎﻟـﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﻋﺪم رﺿﺎه ﻋﻦ اﳌﻨﺤﻰ اﻟﺬي ﺗﺄﺧﺬه اﻟﺒﻼد ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﻣﻮرﻳﻨﻮ، وﺗﺤﺪث ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻮدﺗﻪ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ »اﻟﺜﻮرة«.
وﻗـﺒـﻞ أﻳــﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋــﺎد ﻛـﻮرﻳـﺎ إﻟﻰ ﺑــــــﻼده ﻣــــﻦ ﺑــﻠــﺠــﻴــﻜــﺎ، وﺗــــﻘــــﻮل وﻛـــﺎﻟـــﺔ »أﺳـﻮﺷـﻴـﻴـﺘـﺪ ﺑـــﺮس« إن ﻛــﻮرﻳــﺎ ﻳﺘﻬﻢ ﺣﻠﻴﻔﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻮرﻳﻨﻮ ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻋﻦ اﳌﺴﺎر اﻟﺬي وﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﻼد ﺑﻌﺪ أن ﺗﺒﻨﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ.
وﻛــﺎن ﻛـﻮرﻳـﺎ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﻓـﻲ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ؛ اﻟــــــﻮﻃــــــﻦ اﻷم ﻟـــــﺰوﺟـــــﺘـــــﻪ، وﻗــــــــــﺎل ﻓــﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ إﻧـﻪ ﺳﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻋـﺘـﺰال اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إذا ﻣـﺎ ﺷﻌﺮ ﺑــــﺄن اﳌــﻜــﺘــﺴــﺒــﺎت اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻣــﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ »ﺛــﻮرة اﻟﺸﻌﺐ«، ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ.
وﺑـــــﺤـــــﺴـــــﺐ وﻛـــــــﺎﻟـــــــﺔ اﻟــــﺼــــﺤــــﺎﻓــــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻓﺈن ﻛﻮرﻳﺎ ﺳﻴﺤﻀﺮ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺤﺰب ﻓﻲ ٣ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛـﺎﻧـﻮن اﻷول( اﳌـﻘـﺒـﻞ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ أزﻣــﻴــﺮاﻟــﺪ، وﻳﻌﺘﺰم اﳌـــﻄـــﺎﻟـــﺒـــﺔ ﺑــــﻄــــﺮد اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ ﻣـــﻦ اﻟـــﺤـــﺰب واﺻـــﻔـــﺎ إﻳــــﺎه ﺑـــ»اﻟــﺪﺟــﺎل اﳌﺤﺘﺮف« اﻟﺬي اﻧﺤﺮﻓﺖ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺰب اﻟﻴﺴﺎري.
وﻓﻲ ﺧﻄﺎب ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، أﻋﻠﻦ ﻣﻮرﻳﻨﻮ ﻋــﻦ ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻹﺟـــــﺮاءات اﻹﺻـﻼﺣـﻴـﺔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻳﻨﺘﻮي إﻋﻔﺎء اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻨﻲ أرﺑﺎﺣﺎ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ٠٠٣ أﻟﻒ دوﻻر ﻓـﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻣـﻦ ﺿـﺮاﺋـﺐ اﻟﺪﺧﻞ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺘﻢ إﻋﻔﺎء أول ١١ أﻟﻒ دوﻻر ﻣﻦ أرﺑـــﺎح اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ.
وﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺟﺬب رؤوس اﻷﻣﻮال، ﻗـﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ إﻧـﻪ ﻳﻌﺘﺰم إﻋﻔﺎء رؤوس اﻷﻣــﻮال اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻟﻠﺒﻼد ﺧــﻼل اﻻﺛــﻨــﻲ ﻋـﺸـﺮ ﺷــﻬــﺮا اﳌـﻘـﺒـﻠـﺔ ﻣﻦ ﺿﺮاﺋﺐ اﻟﺪﺧﻞ ﳌﺪة ٥ ﺳﻨﻮات. وأﻋﻠﻦ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ أﻳـﻀـﺎ ﻋــﻦ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻹﻧـﻔـﺎق اﻟﻌﺎم ﺑﻘﻴﻤﺔ ٠٠٥ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺧﻼل ﻋــــــﺎم ٨١٠٢. وﻗــــــــﺎل ﻓـــــﻲ ﺧـــﻄـــﺎﺑـــﻪ إن »اﻟﺼﺎدرات اﻧﺨﻔﻀﺖ وأﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ، وأﻋﻤﺎل اﻹﻧﺸﺎءات ﺗـــﺮاﺟـــﻌـــﺖ واﻟــــﺪﻳــــﻦ اﻟــــﻌــــﺎم ﻓــــﻲ وﺿـــﻊ ﺻـﻌـﺐ«. وﺗﻌﻬﺪ ﻣﻮرﻳﻨﻮ ﻓـﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺑﺄﻻ ﺗﺸﺘﻤﻞ إﺟﺮاء اﺗﻪ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ زﻳــﺎدة ﻓـﻲ ﺿﺮﻳﺒﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ أو اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﺘﻘﺸﻒ. ﻛــﻤــﺎ أﺷــــــﺎر إﻟـــــﻰ ﻧــﻴــﺘــﻪ إﻟــــﻐــــﺎء ﻗــﺎﻧــﻮن وﺿﻌﻪ ﺳﻠﻔﻪ ﻛﻮرﻳﺎ ﻻﺳﺘﻬﺪاف أرﺑﺎح اﳌﻀﺎرﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ، وﻗﺎل إن ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن أﺛﺎر اﳌﺨﺎوف اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع اﻹﻧﺸﺎء ات.