ﻣﺪﻋﻲ ﻋﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻳﺤﺾ اﻟﻜﺮوات ﻋﻠﻰ »اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﳌﺎﺿﻲ«

ﺣـــﺾ اﳌــﺪﻋــﻲ اﻟــﻌــﺎم ﻓــﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ دوﻟﻴﺔ ﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺤﺮب، اﻟـﻜـﺮوات، ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﳌﺎﺿﻲ وﺗﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺧــﻼﻟــﻪ، وذﻟـــﻚ ﺑـﻌـﺪ اﻧـﺘـﺤـﺎر أﺣــﺪ ﻗــﺎدة ﻛـﺮوات اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ، ﻛﻤﺎ أوردت وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.

وﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ دراﻣﻲ اﻷرﺑﻌﺎء، ﺷﺮب ﺳـﻠـﻮﺑـﻮدان ﺑـﺮاﻟـﻴـﺎك اﻟﺴﻢ أﻣــﺎم ﻗﻀﺎة ﻣــﺤــﻜــﻤــﺔ دوﻟــــﻴــــﺔ ﺑـــﻌـــﺪ ﻟـــﺤـــﻈـــﺎت ﻋـﻠـﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﻢ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﺑﺤﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٠٢ ﻋـﺎﻣـﴼ ﻟـﺠـﺮاﺋـﻢ ﺣــﺮب ارﺗـﻜـﺒـﺖ ﺧﻼل ﺣـــﺮب اﻟـﺒـﻠـﻘـﺎن إﺑـــﺎن ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟـﻘـﺮن اﳌﺎﺿﻲ.

وﻗــــــﺎل ﺳـــﻴـــﺮج ﺑــــﺮاﻣــــﺮﺗــــﺰ، اﳌــﺪﻋــﻲ اﻟـــﻌـــﺎم ﻟـﻠـﻤـﺤـﻜـﻤـﺔ اﻟــﺠــﻨــﺎﺋــﻴــﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻟـــﻴـــﻮﻏـــﻮﺳـــﻼﻓـــﻴـــﺎ اﻟــــﺴــــﺎﺑــــﻘــــﺔ، ﻟـــﻮﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، إﻧﻪ »ﻣﻦ اﳌﺆﺳﻒ أن ﺑـــﺮاﻟـــﻴـــﺎك اﺧـــﺘـــﺎر إﻧـــﻬـــﺎء ﺣــﻴــﺎﺗــﻪ«. وأﺿـــــــــــﺎف ﻓـــــﻲ ﺗــــﺼــــﺮﻳــــﺤــــﺎت ﻟـــﻮﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ: »ﺗــــﺪرﻛــــﻮن أن أﻓـــﻜـــﺎري ﻣــﻊ اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ واﻟــﻨــﺎﺟــﲔ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ دﻳﻦ ﺑﻬﺎ«.

وأﻇﻬﺮت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﺸﺮﻳﺢ أﺟﺮﺗﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ، أن ﺑﺮاﻟﻴﺎك )٢٧ ﻋﺎﻣﴼ( ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﺑﻔﺸﻞ ﻓــﻲ وﻇــﺎﺋــﻒ اﻟـﻘـﻠـﺐ، ﺑﻌﺪ ﺷﺮب ﻣـــﺎدة ﺳﻴﺎﻧﻴﺪ اﻟـﺒـﻮﺗـﺎﺳـﻴـﻮم. وﻳﺠﺮي اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺸﺄن اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺒﻮﻗﺔ ﻣــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻣــﺪﻋــﲔ ﻋــﺎﻣــﲔ ﻫـﻮﻟـﻨـﺪﻳـﲔ واﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺤـﻘـﻖ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﻗـﺎرورة اﻟﺴﻢ داﺧــــﻞ اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ اﻟـﺨـﺎﺿـﻌـﺔ ﻹﺟــــﺮاءات أﻣﻨﻴﺔ ﻣﺸﺪدة ﻓﻲ ﻻﻫﺎي.

وﺗﺄﺗﻲ ﻫـﺬه اﻟﺘﻄﻮرات إﺛـﺮ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻗـــﻀـــﺎة اﻻﺳـــﺘـــﺌـــﻨـــﺎف ﻋـــﻘـــﻮﺑـــﺎت ﺳـﺠـﻦ ﻣــــﻄــــﻮﻟــــﺔ ﺑــــﺤــــﻖ ٦ ﻗــــــــــﺎدة ﻋـــﺴـــﻜـــﺮﻳـــﲔ وﺳــــﻴــــﺎﺳــــﻴــــﲔ ﺳــــﺎﺑــــﻘــــﲔ ﻣــــــﻦ ﻛـــــــﺮوات اﻟــﺒــﻮﺳــﻨــﺔ. وﻗـــﺎل ﺑــﺮاﻣــﺮﺗــﺰ إن »اﻟـﺤـﻜـﻢ اﻟــﻨــﻬــﺎﺋــﻲ ﻓــــﻲ ﻫـــــﺬه اﻟــﻘــﻀــﻴــﺔ ﻻ ﻳــــﺰال ﺳــﺎرﻳــﴼ«. وأﺿــــﺎف: »واﺟــﺒــﻨــﺎ ﻛﻤﺪﻋﲔ اﻟــــﺘــــﻮﺻــــﻞ إﻟــــــﻰ اﻟـــﺤـــﻘـــﺎﺋـــﻖ وﺗــﺤــﻤــﻴــﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎه«.

واﻟﻘﺮار ﻫﻮ اﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻮي ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ١٣ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛــــﺎﻧــــﻮن اﻷول( ﺑــﻌــﺪ ٤٢ ﻋـــﺎﻣـــﴼ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻦ أﺳﻮأ ﻓﻈﺎﻋﺎت ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. وأﻛــﺪ اﻟﻘﻀﺎة أن ﺑـﺮاﻟـﻴـﺎك و٥ ﻣﺘﻬﻤﲔ آﺧــﺮﻳــﻦ ﻣــﻦ ﻛـــﺮوات اﻟـﺒـﻮﺳـﻨـﺔ ﻫــﻢ ﺟـﺰء ﻣﻦ »ﻣﺨﻄﻂ إﺟﺮاﻣﻲ ﻣﺸﺘﺮك« ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﻋﺮﻗﻲ ﺑﺤﻖ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﺤــــﺮب. ﻟــﻜــﻦ ﻣــﺴــﺆوﻟــﲔ ﻛـــﺮواﺗـــﴼ أﻋﺮﺑﻮا ﻋﻦ ﻏﻀﺒﻬﻢ أﻳﻀﴼ، ﻷن اﻟﻘﻀﺎة أﻛــﺪوا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﺑـــــﺄن »اﻟــــﻬــــﺪف اﻟــﻨــﻬــﺎﺋــﻲ« ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻹﺟﺮاﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻧﻔﺬ ﺑــﻤــﻮاﻓــﻘــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﻜــﺮواﺗــﻲ اﻟــﺮاﺣــﻞ ﻓﺮاﻧﺠﻮ ﺗﻮﺟﻤﺎن، اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮه ﻛﺜﻴﺮون »أﺑﺎ اﻷﻣﺔ«.

وﻗـــــﺎل ﺑـــﺮاﻣـــﺮﺗـــﺰ: »ﻛـــــﺎن ﻳـــﺆﻣـــﻞ أن ﻳﺘﺼﺮف اﳌﺴﺆوﻟﻮن اﻟﻜﺮوات ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋــــﻼم ﺑــﺪرﺟــﺔ أﻛــﺒــﺮ ﻣــﻦ اﳌـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ، وأن ﻳــﺸــﺠــﻌــﻮا ﻋــﻠــﻰ ﺗـﻘـﺒـﻞ اﻟـﺤــﻘـﺎﺋــﻖ، ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ﻟﻴﺲ ﻫــﺬا ﻣـﺎ ﻧــﺮاه«. وأوﺿـــﺢ: »ﻋـﻮﺿـﴼ ﻋـﻦ ذﻟــﻚ، ﺑـﲔ أﻣـﻮر أﺧـــﺮى ﻫــﻨــﺎك رﻓــﺾ ﻻﺣــﺘــﺮام اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟـﻘـﻀـﺎﺋـﻴـﺔ واﻟــﻘــﺮاﺋــﻦ، وادﻋــــــﺎءات ﺑـﺄن ﻣﺠﺮﻣﻲ اﻟﺤﺮب اﳌﺪاﻧﲔ ﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أﺑﻄﺎل«. وﻗﺎل إن »ﻫﺬا اﻟﻨﻔﻲ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﺣﺘﺮام اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ«.

وﻣﻨﺬ وﻓﺎة ﺑﺮاﻟﻴﺎك، ﻳﻘﻮم اﻟﻜﺮوات ﺑـﺘـﻜـﺮﻳـﻢ اﻟــﺠــﻨــﺮال اﻟـــﺮاﺣـــﻞ ﻋــﺒــﺮ وﺿــﻊ اﻟـﺰﻫـﻮر واﻟﺸﻤﻮع ﻓـﻲ ﺳـﺎﺣـﺎت ﺑﻠﺪات ﻓــﻲ ﻛـﺮواﺗـﻴـﺎ واﻟـﺒـﻮﺳـﻨـﺔ. وﻗــﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﺮواﺗﻲ أﻧﺪري ﺑﻠﻨﻜﻮﻓﻴﺘﺶ، إن ﻗﺮار اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ »ﻇﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ«، ﻓـﻲ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺗــﺎم ﻟﻠﻔﻈﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ أﺷـﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺮاﻟﻴﺎك ﺿﺪ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ. وﻗﺎل ﺑﺮاﻣﺮﺗﺰ إن اﻟﺤﻜﻢ »ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﴼ: »ﻧـــﺄﻣـــﻞ ﻣـــﻦ دوﻟــــﺔ ﻋــﻀــﻮ ﻓﻲ اﻻﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑـــﻲ أن ﺗﺮﻛﺰ أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﳌﺎﺿﻲ اﻟﻘﺮﻳﺐ«.