Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر... اﻟﻄﺮﻳﻖ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﻨﻒ واﻷﺻﻮﻟﻴﺔ اﻟﺒﻮذﻳﺔ

أذاﻗﺖ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ اﻟﻌﺬاب ﰲ اﻷﻋﻮام اﳌﺎﺿﻴﺔ

- اﻟﻘﺎﻫﺮة: إﻣﻴﻞ أﻣﲔ

ذات ﻳﻮم ﺗﻨﺪر اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺟـﻮزﻳـﻒ ﺳﺘﺎﻟﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻴﻮس اﻟــــﺜـــ­ـﺎﻧــــﻲ ﻋــــﺸــــ­ﺮ، ﺑــــﺎﺑـــ­ـﺎ اﻟـــﻔـــﺎ­ﺗـــﻴـــﻜـ­ــﺎن، ﺑﺎﻟﺘﺴﺎؤل »ﻛﻢ ﻓﺮﻗﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻟﺒﺎﺑﺎ؟«، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻳﺪري ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ اﻟــﺮوﺣــﻴ­ــﺔ ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻟـﻬـﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻣـﻦ اﻟﻨﻔﻮذ ﻣـﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣــﻦ ﻣــﻮاﺟــﻬـ­ـﺔ اﻟــﻨــﻔــ­ﻮذ اﻟــﺸــﻴــ­ﻮﻋــﻲ ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ.

ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻷﺣـــــﺪا­ث؟ ﺑــﻼ ﺷــﻚ اﻟـــﺰﻳـــ­ﺎرة اﻷﺧــﻴــﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﺑﻮرﻣﺎ، وﺟﻌﻞ ﻫﺪﻓﻪ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻫﻨﺎك، واﳌﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ اﻟﺒﻮذﻳﺔ، ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ أذاﻗﺖ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨ­ـﻐـﺎ اﻟــﻌــﺬاب اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﻋﻮام اﳌﺎﺿﻴﺔ.

ﻟــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ ﻟــﻠــﺒــﺎ­ﺑــﺎ أن ﻳـﺼـﻄـﺤـﺐ ﻣـﻌـﻪ اﻟــﺠــﻴــ­ﻮش ﻟـﻴـﻐـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻷوﺿـــﺎع ﻋــﻠــﻰ اﻷرض، ﻟــﻜــﻦ إﻋـــــﻼء اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘ­ـﺔ، ﻛـــﺎن راﺋــــﺪه ﻓــﻲ رﺣــﻠــﺘــ­ﻪ، رﻏـــﻢ اﻟـﻘـﻴـﻮد اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ، واﻟﻔﺨﺎخ اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺒﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻗﻮى اﻟﺘﻄﺮف ﻗﺒﻞ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﻫﻨﺎك.

ﻳـــــﻌـــ­ــﻦ ﻟــــﻨــــ­ﺎ أن ﻧــــــﺬﻛـ­ـــــﺮ اﻟـــــﻘــ­ـــﺎرئ ﺑــــﺄوﺿــ­ــﺎع اﳌـــﻌـــﺬ­ﺑـــﲔ ﻓـــﻲ اﻷرض ﻣـﻦ ﻣــﺴــﻠــﻤ­ــﻲ اﻟــﺮوﻫــﻴ­ــﻨــﻐــﺎ، ﻓــﻘــﺪ ﺳـﺤـﺒـﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻬﺠﻴﺮﻫﻢ ﻟﻴﻼﻗﻮا ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ اﳌﺤﺘﻮم، ﺣﺮﻗﴼ أو ﻏﺮﻗﴼ، ﻻ ﻳﻬﻢ، ﻓﺠﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻫﻨﺎك إﺧــﻼء إﻗﻠﻴﻢ »راﺧــﲔ« ﻣﻨﻬﻢ، وﻓﺮض اﻟـﺤـﻜـﻢ اﻟــﺒــﻮذي ﻓـﻴـﻬـﺎ، وﻫــﻲ ﻓــﻲ ذﻟـﻚ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻛﻞ أﻟﻮان اﻟﻜﺬب واﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻲ.

وﻟــﻌــﻞ اﻟـــﻘـــﺎ­رئ اﳌــﺤــﻘــ­ﻖ واﳌــﺪﻗــﻖ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﻫـﻨـﺎك ﻣـﻮﻗـﻦ ﺑــﺄن ﻣـﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﺑﻮرﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺑــﺎدة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ دون أي ﺗﻬﻮﻳﻞ، ﺑﻞ ﻣﺠﺰرة وﺗﻄﻬﻴﺮ ﻋـــــﺮﻗــ­ـــﻲ؛ ﻓــــﺎﻟـــ­ـﻘــــﻮات اﳌـــﺴـــﻠ­ـــﺤـــﺔ ﻫــﻨــﺎك اﳌــﺪﻋــﻮﻣ­ــﺔ ﻣـــﻦ اﳌـﻴـﻠـﻴـﺸ­ـﻴـﺎت اﻟــﺒــﻮذﻳ­ــﺔ اﳌﻐﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺮﻓﻬﺎ ﺗﺮﺗﻜﺐ أﺑﺸﻊ أﻧﻮاع اﻟــﻈــﻠــ­ﻢ واﻻﺿـــﻄــ­ـﻬـــﺎد ﺿـــﺪ اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ اﻟــﺮوﻫــﻴ­ــﻨــﻐــﺎ؛ وﻟــﻬــﺬا ﻟــﻢ ﻳــﻌــﺪ ﺻــﺎدﻣــﴼ أو ﻣﺜﻴﺮﴽ ﻗﻴﺎم اﻟﻘﻮات اﻟﺒﻮرﻣﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺗــﻌــﺪد أﻧــﻮاﻋــﻬ­ــﺎ واﺧــﺘــﻼف أﺷـﻜـﺎﻟـﻬـ­ﺎ، ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻮﻣﻲ وﻣﻦ ﺛﻢ إﺣﺮاق اﻟﻘﺮى واﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى، واﻏﺘﺼﺎب اﻟﻨﺴﺎء وﺗﻬﺠﻴﺮ ﻗﺴﺮي ﻟﺴﻜﺎن اﳌﺪن.

ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺮاﻗﺒﲔ، ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﻮذ اﻷﺻﻮﻟﻴﲔ اﻟﺒﻮذﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻔﻜﺮة اﻟﻨﻘﺎء اﻟــﻌــﺮﻗـ­ـﻲ، وﻋـﻠـﻴـﻪ ﻓــﺈﻧــﻪ ﻻ ﻫــﻢ ﻟـﻬـﻢ وﻻ ﻫﺪف ﻳﻨﺸﺪوﻧﻪ ﺳﻮى ﺗﻬﺠﻴﺮ ﻣﺴﻠﻤﻲ أراﻛﺎن، وﺟﻌﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ أﺗﺒﺎع اﻹﺳـــــــ­ــﻼم، ﻟــﺘــﻀــﺤ­ــﻰ ﻓــــﻀــــ­ﺎء ﻣــﺒــﺎﺣــ­ﴼ وﻣـﺘـﺎﺣـﴼ ﻟـﻠـﺒـﻮذﻳـ­ﲔ، وﻗــﺪ وﺻــﻞ ﻋـﺪد اﻟـﻀـﺤـﺎﻳـ­ﺎ، ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ، إﻟــــﻰ ٤١ أﻟــــﻒ ﻗــﺘــﻴــﻞ وﺟــــﺮﻳــ­ــﺢ، ورﺑـــﻊ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻬﺠﺮ، ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷزﻣﺔ.

اﻟــــــﺸـ­ـــــﺎﻫـــ­ـــﺪ، أن ﺻــــــــﻮ­ت اﻟـــﺒـــﺎ­ﺑـــﺎ ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺲ، اﻷرﺟـﻨـﺘـﻴ­ـﻨـﻲ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ارﺗـــﻔـــ­ﻊ ﻣــــﺮات ﻛــﺜــﻴــﺮ­ة أﻣــــﺎم اﻟــﺘــﻮﺣـ­ـﺶ اﻟــــﺒـــ­ـﻮذي ﻫــــﻨــــ­ﺎك، وﻧــــــﺪد ﻓــــﻲ ﻓــﺒــﺮاﻳـ­ـﺮ )ﺷـــﺒـــﺎط( اﳌــﺎﺿــﻲ ﺑــﻤــﺎ ﻳــﺠــﺮي ﻫـﻨـﺎك ﺑـــﺎﻟـــﻘ­ـــﻮل: »إﻧـــﻬـــﻢ ﻳــﺘــﻌــﺮ­ﺿــﻮن ﻟـﻠـﻘـﺘـﻞ واﻟـﺘـﻌـﺬﻳ­ـﺐ؛ ﻷﻧـﻬـﻢ ﻳــﺮﻳــﺪون ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ«.

وﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺿﻄﻬﺎد اﳌﻤﻨﻬﺞ واﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻣـﺴـﻠـﻤـﻮ اﻟــﺮوﻫــﻴ­ــﻨــﻐــﺎ، ارﺗـــﻔـــ­ﻊ ﺻــﻮت اﻟـــﺒـــﺎ­ﺑـــﺎ ﻓـــﺮﻧـــﺴ­ـــﻴـــﺲ ﻣــــــﺮة أﺧـــــــﺮ­ى ﻓــﻲ ٧٢ أﻏــﺴــﻄــ­ﺲ )آب( اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ، ﻣﻌﻠﻨﴼ ﺗـﻀـﺎﻣـﻨـﻪ ﻣـﻌـﻬـﻢ، وﻣـﻄـﺎﻟـﺒـ­ﴼ ﺑـﺎﺣـﺘـﺮام ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ، واﺻﻔﴼ إﻳﺎﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ »إﺧﻮة ﻟــﻨــﺎ، ﻳــﺘــﻌــﺮ­ﺿــﻮن ﻷذى واﻻﺿــﻄــﻬ­ــﺎد ﺑﺴﺒﺐ إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ وﻋﻘﺪﺗﻬﻢ«.

اﻟـــﻮاﻗــ­ـﻊ أﻧــــﻪ وﻓــﻴــﻤــ­ﺎ ﻛــــﺎن اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻄــﺮﻳـ­ـﻖ إﻟـــﻰ ﺑــﻮرﻣــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ رﺣـﻰ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ اﻟﺒﻮذﻳﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ وﻧﺸﺎط ﻋــﻠــﻰ ﺗـﻌـﻜـﻴــﺮ ﺻــﻔــﻮ رﺣــﻠــﺘــ­ﻪ، وإﺑـــــﺪا­ء اﺳـﺘـﻌـﺪاد­ﻫـﻢ ﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟـﺒـﺎﺑـﺎ ﺷﺨﺼﴼ إذا ﺗﻠﻔﻆ ﺑـ »ﻛﻠﻤﺔ روﻫﻴﻨﻐﺎ«.

اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻫﻲ آﻓﺔ اﻟﻌﺼﺮ؛ وﻟﻬﺬا رأﻳﻨﺎ رﻫﺒﺎن ﺑﻮذﻳﲔ ﻗﻮﻣﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﻳﺴﺘﻨﻜﺮون زﻳﺎرة اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻟﻠﺒﻼد ودﻋﻮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻪ، ﻓﻘﺪ أﺻـــــﺪر »اﻻﺗــــﺤــ­ــﺎد اﻟـــﻮﻃـــ­ﻨـــﻲ ﻟــﺮﻫــﺒــ­ﺎن ﻣـﻴـﺎﻧـﻤـﺎ­ر« ﺑـﻴـﺎﻧـﴼ وﺻــﻒ ﻓـﻴـﻪ اﻟــﺰﻳــﺎر­ة ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻗﻤﻊ« ﳌﻴﺎﻧﻤﺎر اﻟﺒﻮذﻳﺔ؛ ﻛﻮن اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻗﺪ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻦ أزﻣﺔ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ.

أﻣــــﺎ اﻟـــﺮاﻫــ­ـﺐ اﻟـــﺒـــﻮ­ذي اﳌــﺘــﻄــ­ﺮف ﻳﻮﺛﺎو ﺑﺎرﻛﺎ، اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺒﻮذﻳﺔ »ﻣﺎ ﺑﺎﺛﺎ«، ﻓﻘﺪ وﺟﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪاﺗﻪ إﻟــــﻰ اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ ﻗـــﺎﺋـــﻼ: »ﺳــﻴــﻠــﻘ­ــﻰ اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺲ ﺟـﻤـﻴـﻊ ﻣـﻈـﺎﻫـﺮ اﻟﺘﺮﺣﻴﺐ اﳌﻨﻮط ﺑﻬﺎ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ، ﻟﻜﻦ ﺣﺎل إﻋﺮاﺑﻪ ﻋــﻦ دﻋـﻤـﻪ أﻗﻠﻴﺔ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ ﺳﻴﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻮﺟﺔ ﻣـﻦ اﻻﻧـﺘـﻘـﺎد­ات ﻟﻦ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ«.

ورﻏﻢ أن اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ رﻓﺾ ﻃــــﻮال اﻟـــﻌـــﺎ­م اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ اﻹذﻋــــــ­ﺎن ﻟـﻬـﺬه اﻟـﻀـﻐـﻮط، واﺳـﺘـﺨـﺪم ﻣـــﺮارﴽ وﺗـﻜــﺮارﴽ ﻟﻔﻈﺔ »روﻫﻴﻨﻐﺎ«، واﺻﻔﴼ أﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﻟـﻄـﺎﺋـﻔـ­ﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺘـﻌـﺮض ﻟـﻼﺿـﻄـﻬـﺎ­د ﺑــﺄﻧــﻬــ­ﻢ »إﺧـــــﻮة وأﺧــــــﻮ­ات ﻟـــﻨـــﺎ«، ﻓـﺈﻧـﻪ اﻣـــﺘـــﻨ­ـــﻊ ﺑــﺎﻟــﻔــ­ﻌــﻞ ﻓــــﻲ زﻳــــﺎرﺗـ­ـــﻪ اﻷﻳـــــﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﻋﻦ اﻹﺷــﺎرة ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺢ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ اﳌﻀﻄﻬﺪة، وإن ﻛﺎﻧﺖ أﺣﺎدﻳﺜﻪ ﻗﺪ اﻣﺘﻸت ﺑﺎﻹﺷﺎرات اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﻟﻬﻢ.

ﻋــﻠــﻰ أﻧـــﻪ إذا ﻟــﻢ ﻳــﻜــﻦ اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ ﻗﺪ ﺗـــﺤـــﺪث ﻋـــﻼﻧـــﻴ­ـــﺔ ﻋــــﻦ »اﻟـــﺮوﻫــ­ـﻴـــﻨـــﻐ­ـــﺎ« ﺑﺎﻻﺳﻢ، ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻄﺮق إﻟــﻰ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻓـﻲ اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﺜﻴﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻷﺻﻮﻟﻴﲔ اﻟﺒﻮذﻳﲔ.

ﻧــﺆﻛــﺪ أن ﺷﻴﺌﴼ ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻗﺪ ﺣﺪث وﻓﻲ ﻫﺪوء، ودون ﺻﺨﺐ أو ﺿﺠﺔ، وﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻘﺎﺋﺪ ﺟــﻴــﺶ ﻣــﻴــﺎﻧــ­ﻤــﺎر اﻟــﺠــﻨــ­ﺮال ﻣــﲔ أوﻧــﻎ ﻫــﻼﻳــﻨــ­ﻎ، اﳌـﺘـﻬـﻢ ﺑـﻤـﻤـﺎرﺳـ­ﺔ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﻌﺮﻗﻲ ﺿﺪ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ.

اﻟﻠﻘﺎء أدرج ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﺿــﻤــﻦ ﺑــﺮﻧــﺎﻣـ­ـﺞ اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ، وﺑـــﻨـــﺎ­ء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻜﺎرﻳﻨﺎل ﺗﺸﺎرﻟﺲ ﺑﻮ، رﺋﻴﺲ أﺳﺎﻗﻔﺔ راﻧﻐﻮن، ﻟﻜﻦ ﳌﺎذا ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻣﻊ اﻟﺠﻨﺮال ﻣﲔ أوﻧﻎ ﻫﻼﻳﻨﻎ؟

أﺣﺪ اﳌﺼﺎدر اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻴ­ﺔ اﳌﻘﺮﺑﺔ أﺷﺎرت إﻟﻰ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﺧﻼل اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ؛ ﻷن ذﻟﻚ: »ﻣﻬﻢ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر واﳌﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ«؛ وﻷن »ﻗــﺴــﻤــﴼ ﻛــﺒــﻴــﺮ­ﴽ ﻣـــﻦ اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎد واﻷﻣـــﻦ ﻻ ﻳـــﺰال ﺑــﲔ ﻳــﺪﻳــﻪ«، وأﺿــﺎف اﳌـــﺼـــﺪ­ر ﻋــﻴــﻨــﻪ: »اﻟــﺠــﻴــ­ﺶ ﻫـــﻮ اﻟـــﺬي ﺳﺒﺐ أزﻣــﺔ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ، وﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣـﻦ إﺷـﺮاﻛـﻪ ﻓـﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺒﻼد اﻟـــــﺬي ﺗـــﺮﻋـــﺎ­ه أوﻧـــــﻎ ﺳــــﺎن ﺳــﻮﺗــﺸــ­ﻲ، وزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ«.

وﻋـــــﻠــ­ـــﻰ ﻫـــــﺎﻣــ­ـــﺶ اﻟـــــﻠــ­ـــﻘـــــﺎ­ء، ﻛــــﺎن اﻟـﻜـﺎردﻳـ­ﻨـﺎل ﺗـﺸـﺎرﻟـﺲ ﺑـﻮ ﻳـﺆﻛـﺪ ﻋﻠﻰ أن ﻫﺪف ﻟﻘﺎء اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻣﻊ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ وﺻــــﺤـــ­ـﺒــــﻪ ﻟــــﻴــــ­ﺲ ﺗــــﻌــــ­ﺰﻳــــﺰ ﻣــــــﺎ ﻓــﻌــﻠــﻪ اﻟــﺠــﻨــ­ﺮال، أي اﻻﻋــﺘــﺪا­ء ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟـﺮوﻫـﻴـﻨ­ـﻐـﺎ، ﺑــﻞ ﺗــﺒــﺎدل اﻟــﺤــﻮار ﻣﻌﻪ، »ﻟﻌﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﻠﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻼم«. ﺑـــﻌـــﺪ اﻟـــﺠـــﻨ­ـــﺮال اﳌـــﻤـــﺴ­ـــﻚ ﺑـــﺰﻣـــﺎ­م اﻷﻣـــﻮر ﻓــﻲ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﻋﻤﺪ اﻟـﺒـﺎﺑـﺎ إﻟﻰ ﻣـــﺨـــﺎﻃ­ـــﺒـــﺔ اﻟــــﺤـــ­ـﺲ اﻹﻧــــﺴــ­ــﺎﻧــــﻲ ﻟـــﺪى اﻟــــﻘـــ­ـﻴــــﺎدات اﻟـــﺪﻳـــ­ﻨـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ ﻫـــــﺬا اﻟــﺒــﻠــ­ﺪ اﳌــــــﻌـ­ـــــﺮوف ﺑــــﺄﻧـــ­ـﻪ أﻣــــــﺔ ﻛـــﺒـــﻴـ­ــﺮة ﻏــﻨــﻴــﺔ ﺑــﺎﻷﻟــﻮا­ن، وﻣـﻜـﻮن ﻣـﻦ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ. ﻃـــــﻮال أرﺑـــﻌـــ­ﲔ دﻗــﻴــﻘــ­ﺔ اﻟــﺘــﻘــ­ﻰ اﻟــﺒــﺎﺑـ­ـﺎ ﺑــــ٧١ ﻣــﺴــﺆوﻻ دﻳـﻨـﻴـﴼ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻼد، ﺑﲔ ﺑﻮذﻳﲔ وﻫﻨﺪوس وﻣﺴﻠﻤﲔ وﻳﻬﻮد وﻣﺴﻴﺤﻴﲔ، وأﻣـــﺎم ﻫــﺬا اﻟﺤﺸﺪ ﻣﻦ رﺟﺎﻻت اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺨﺘﻠﻔﲔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﴼ، وأن ﺟﻤﻌﻬﻢ أﺻﻞ إﻧﺴﺎﻧﻲ واﺣﺪ، اﺳﺘﻨﻜﺮ اﻟﺒﺎﺑﺎ »اﳌﻴﻞ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻼﻧﺘﻈﺎم« ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﺳــــﻮى اﻹﺷـــــــ­ﺎرة ﺑـــﺎﻻﺳـــ­ﻢ واﻟــﻠــﻔـ­ـﻆ ﳌﺎ ﻳﺠﺮي ﳌﺴﻠﻤﻲ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ.

ﻃــــﺎﻟـــ­ـﺐ اﻟــــﺒـــ­ـﺎﺑــــﺎ ﺑـــــﺎﻟــ­ـــﻮﺣـــــ­ﺪة ﻓــﻲ اﻻﺧــﺘــﻼف، ﻣــﺼــﺮﴽ ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻨـﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ إﺧــﻮة، ﺣﺘﻰ ﻟـﻮ ﻟـﻢ ﺗﻌﻨﻲ اﻟـﻮﺣـﺪة أن ﻧــﻜــﻮن ﻣــﺘــﺸــﺎ­ﺑــﻬــﲔ... ﻟــﻜــﻞ ﻣــﻨــﺎ ﻏـﻨـﺎه وﻧــﻘــﺎﺋـ­ـﺼــﻪ، ﻟــﻜــﻦ ﻳـﻤـﻜـﻨـﻨـ­ﺎ أن ﻧﻌﻴﺶ ﺑـــــﺴـــ­ــﻼم، واﻟـــــﺴـ­ــــﻼم ﻳـــﺒـــﻨـ­ــﻲ ﻓـــــﻲ ﻗــﻠــﺐ اﻻﺧــﺘــﻼﻓ­ــﺎت ﻓــﻲ ﺣــﲔ اﻟــﻮﺣــﺪة ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت.

ﻛــﻠــﻤــﺎ­ت اﻟـــﺒـــﺎ­ﺑـــﺎ ﻋـــﺰﻓـــﺖ ﻟــﺼــﺎﻟــ­ﺢ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ، دون أن ﻳﺴﻤﻴﻬﻢ، وﺑــــﺨـــ­ـﺎﺻــــﺔ ﻋـــﻨـــﺪﻣ­ـــﺎ ﺗـــــﻨـــ­ــﺎول ﻗــﻀــﻴــﺔ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر، اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﻓﻲ اﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻪ؛ إذ ﺷـــﺪد ﻋــﻠــﻰ أن »ﻃــﺒــﻴــﻌ­ــﺔ ﻣـﻴـﺎﻧـﻤـﺎ­ر ﻏﻨﻴﺔ ﺟﺪﴽ ﺑﺎﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻬﺎ؛ ﻟﺬا دﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﺨﺎف ﻣﻦ اﻻﺧـﺘـﻼف؛ إذ أﺑﺎﻧﺎ واﺣﺪ وﻧﺤﻦ أﺧﻮة، ﻓﻠﻨﺒﻖ ﻛﺬﻟﻚ، وإن ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻣﺘﻔﻘﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻓﻠﻨﻜﻦ ﻛﺎﻹﺧﻮة اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺘﺼﺎﻟﺤﻮن«.

ﻣــﻦ اﳌــﺆﻛــﺪ أن دواﺋــــﺮ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗــــﺪرك أن اﻟــﺒــﻮذﻳ­ــﺔ ﻟــﻬــﺎ اﻟــﺒــﺎع اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر »ﺑﻮرﻣﺎ«؛ وﻟﻬﺬا ﺣﺮص اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎء اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺒﻮذي ﺳﺘﻴﺎﻏﻮ ﺳـﺎﻟـﻴـﺎدا­و، ﻓـﻲ ﻟﻘﺎء وﺻﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮوري واﻟﺤﻴﻮي، ﺿﻤﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﳌـﺒـﺬوﻟـﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ اﻟـﺴـﻼم واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻷﺧﻮي ﻛﻄﺮﻳﻖ وﺣﻴﺪة ﻟﺴﻠﻮﻛﻪ.

أﻣﺎ اﻟﻠﻘﺎء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻊ اﻟﺒﻮذﻳﲔ ﻓﻲ ﻣـﻴـﺎﻧـﻤـﺎ­ر، ﻓـﻜـﺎن ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻻﺟـﺘـﻤـﺎع ﺑﻤﺠﻠﺲ »ﺳﺎﻧﻐﺎن« اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺮﻫﺒﺎن اﻟﺒﻮذﻳﲔ، اﻟﺬي اﻋﺘﺒﺮه اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟــﺘــﻌــﺰ­ﻳــﺰ وﺗـــﺠـــﺪ­ﻳـــﺪ وﺗــﻤــﺘــ­ـﲔ رواﺑـــــﻂ اﻟــﺼــﺪاﻗ­ــﺔ واﻻﺣــــﺘـ­ـــﺮام ﺑـــﲔ اﻟــﺒــﻮذﻳ­ــﲔ واﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ.

ﻣــــــﺮة ﺟـــــﺪﻳــ­ـــﺪة ودون ﻣـــﺒـــﺎﺷ­ـــﺮة واﺿﺤﺔ أو إﺷــﺎرة ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﻤﺬاﺑﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﻮ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ، أﺷﺎر اﻟﺒﺎﺑﺎ إﻟﻰ أن اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﺧﺘﺒﺮت ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﺪى اﻟــﻌــﺼــ­ﻮر اﻟـﻈـﻠـﻢ وﻣــﺮاﺣــﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻧﻌﺪام اﳌﺴﺎواة ﺑﲔ اﻷﺷﺨﺎص، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ اﻟﺠﺮاح اﻟﺘﻲ وﻟﺪﻫﺎ اﻟﻔﻘﺮ واﻻﺿﻄﻬﺎد واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﺗــــﺰال ﻗــﺎﺋــﻤــ­ﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻴﻮم.

ﻓﻲ ﺣﲔ اﻷﻫﻢ واﻷﻛﺜﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ وﻗــﺮﺑــﴼ ﻣــﻦ اﻹﺷــﻜــﺎﻟ­ــﻴــﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻣــﻴــﺎﻧــ­ﻤــﺎر، أﻧـــﻪ اﻋــﺘــﺒــ­ﺮ أن ﻫـــﺬه اﻟـﻘـﻴـﻢ أﺳــﺎﺳــﻴـ­ـﺔ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒ­ـﺔ ﻟـﻠـﻨـﻤـﻮ اﳌـﺘـﻜـﺎﻣـ­ﻞ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑـــﺪءﴽ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـ­ﺔ وﺻـــﻮﻻ إﻟـــﻰ اﻟــﺠــﻤــ­ﺎﻋــﺎت اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـ­ﺔ واﻟـﻌـﺮﻗـﻴ­ـﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ.

ﻛﺎﻧﺖ وﻻ ﺗﺰال وﺳﺘﻈﻞ ﻛﺎرﺛﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺎت ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، أﻧﻬﺎ أﺑﺪﴽ ودوﻣــــــ­ﴼ ﺗــﻘــﻒ أﻣـــــﺎم ﻓــﻜــﺮ ﻣﺘﺤﺠﺮ وﻣﺘﻜﻠﺲ ﺗﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﻤﺴﺎر واﺣﺪ، وﻋﻘﻠﻴﺔ وذﻫﻨﻴﺔ أﺣﺎدﻳﺔ، ﻻ ﺗﻠﻮي ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﴼ.

ﻟــــﻬــــ­ﺬا اﻟـــﺴـــﺒ­ـــﺐ؛ ﻛــــــﺎن ﺣــﺪﻳــﺚ اﻟــــﺒـــ­ـﺎﺑــــﺎ ﻟـــﻠـــﺴـ­ــﻠـــﻄـــ­ﺎت اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﻴــﺔ واﳌـــﺠـــ­ﺘـــﻤـــﻊ اﳌـــــﺪﻧـ­ــــﻲ ﻓـــــﻲ اﻟــﻘــﺼــ­ﺮ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﻟﺒﻮرﻣﻲ ﺑـ »ﻧﺎي ﺑﻲ ﺗﺎو« ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻖ واﻟﺼﻤﻴﻢ، ﻣﺆﻛﺪﴽ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻮد أن ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺳﻜﺎن ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﻛـــــﺎﻓــ­ـــﺔ، وﻳـــــﻮﺟـ­ــــﻪ ﻛـــﻠـــﻤـ­ــﺔ ﺗــﺸــﺠــﻴ­ــﻊ إﻟـــﻰ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻷﺷــﺨــﺎص اﻟـﺴـﺎﻋـﲔ إﻟـــﻰ ﺑــﻨــﺎء ﻧــﻈــﺎم اﺟــﺘــﻤــ­ﺎﻋــﻲ ﻋــﺎدل وﻣــﺘــﺼــ­ﺎﻟــﺢ، وﻻ ﻳـﺴـﺘـﺜـﻨـ­ﻲ أﺣـــﺪﴽ. وإذ أﺷــﺎر اﻟﺒﺎﺑﺎ إﻟــﻰ أن ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﺗــﻨــﻌــﻢ ﺑـﻄـﺒـﻴـﻌـ­ﺔ ﺧــﻼﺑــﺔ وﺑـــﻤـــﻮ­ارد ﻣﻬﻤﺔ، أﻛــﺪ أن اﻟﻜﻨﺰ اﻟﺜﻤﲔ اﻟـﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑــﻪ ﻫــﺬا اﻟـﺒـﻠـﺪ ﻫــﻮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻋﺎﻧﻲ وﻻ ﻳﺰال ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺻــــﺮاﻋــ­ــﺎت داﺧـــﻠـــ­ﻴـــﺔ داﻣـــــﺖ ﻟــﻔــﺘــﺮ­ة ﻃﻮﻳﻠﺔ، ووﻟﺪت اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﻋﻤﻴﻘﺔ.

ﻟﻘﺎء ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﺑﻤﻤﺜﻠﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺪﻓﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻼم واﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻗﺪﻣﴼ، رأى اﻟﺒﺎﺑﺎ أن ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻟﺘﺰام ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ اﻟــﻌــﺪاﻟ­ــﺔ واﺣــﺘــﺮا­م ﺣﻘﻮق اﻹﻧـــــﺴـ­ــــﺎن، ﻣــــﺬﻛـــ­ـﺮﴽ ﺑـــــﺄن اﻟــﺤــﻜــ­ﻤــﺎء واﻷﻧـــﺒــ­ـﻴـــﺎء ﻗـــﺪ أﺛـــﻨـــﻮ­ا ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺒــﺪأ اﻟـــﻌـــﺪ­اﻟـــﺔ أﺳـــﺎﺳـــ­ﴼ ﻟـــﺴـــﻼم ﺣـﻘـﻴـﻘـﻲ وﻣﺴﺘﺪام.

ﻟـــﻢ ﻳــﻨــﺲ اﻟـــﺒـــﺎ­ﺑـــﺎ ﻓـــﻲ ﻛـﻠـﻤـﺘـﻪ، اﻟــــﺘـــ­ـﺸــــﺪﻳــ­ــﺪ ﻋــــﻠــــ­ﻰ ﻣــــــﺎ ﻟـــﻠـــﻄـ­ــﻮاﺋـــﻒ اﻟــﺪﻳــﻨـ­ـﻴــﺔ ﻣـــﻦ دور ﺑـــﺎﻟـــﻎ اﻷﻫــﻤــﻴـ­ـﺔ ﻓــــــﻲ ﻗــــــﻴــ­ــــﺎدة ﻋـــﻤـــﻠـ­ــﻴـــﺔ اﳌـــﺼـــﺎ­ﻟـــﺤـــﺔ واﻻﻧــﺪﻣــ­ﺎج اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﻓـﻲ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر؛ وﻟــﻬــﺬا ﺷـــﺪد ﻋـﻠـﻰ أن اﻻﺧــﺘــﻼﻓ­ــﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺪرﴽ ﻟــﻼﻧــﻘــ­ﺴــﺎﻣــﺎت وﻟــﻌــﺪم اﻟــﺜــﻘــ­ﺔ، إﻧـﻤـﺎ داﻓﻊ ﻟﻠﻮﺣﺪة واﻟﺼﻔﺢ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟـــﺒـــ­ﻨـــﺎء اﻟــﺤــﻜــ­ﻴــﻢ ﻟــﻠــﺒــﻠ­ــﺪ، وﻛــﺬﻟــﻚ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻷدﻳــﺎن أن ﺗﻘﻮم ﺑﺪور ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻔﺎء اﻟﺠﺮوح اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ واﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺟﺮوح أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻧﻮا ﺧﻼل ﺳﻨﻮات اﻟﺼﺮاع. وﻳﻤﻜﻨﻬﺎ إذ ﺗﺴﺘﻘﻲ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ اﳌــﺘــﺠــ­ﺬرة ﺑـﻌـﻤـﻖ، أن ﺗـﺴـﺎﻋـﺪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺌﺼﺎل أﺳﺒﺎب اﻟﺼﺮاع، وﺑﻨﺎء ﺟﻮ ﻟﻠﺤﻮار، واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ.

ﻟﻘﺪ راﻫﻦ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﺎب، ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة، اﻟﺘﻲ رأى أن اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻻ ﻳﺰال اﻟﻴﻮم ﺑﲔ أﻳﺎدﻳﻬﻢ، وﻗﺪ وﺻﻔﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﻄﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧـﺤـﺒـﻬـﻢ وﻧــﺸــﺠــ­ﻌــﻬــﻢ، ورأى أﻧـﻬـﻢ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﺳﻮف ﻳﻨﺘﺞ ﻣﺮدودﴽ ﻏﻨﻴﴼ إن وﺿﻌﻮا أﻣﺎم ﻓﺮص ﻋﻤﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﺗـﺮﺑـﻴـﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة، وﻫــﺬا ﺷــﺮط ﻣﻠﺢ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ﺑﲔ اﻷﺟﻴﺎل.

ﻟــﻘــﺪ أﺿـــﺤـــﺖ ﻣــﻴــﺎﻧــ­ﻤــﺎر ﺑـــﺆرة ﺳﻠﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﺿــﻮاء، وأﺿﺤﺖ ﻛﻠﻤﺎت اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻫﻨﺎك ﻋـﻦ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ واﻟـــﺘـــ­ﻨـــﻮع وﻗـــﺒـــﻮ­ل اﻵﺧـــــــ­ﺮ، ﻣــﺠــﺎﻻ ﺧـــﺼـــﺒـ­ــﴼ ﳌـــﺠـــﺎﺑ­ـــﻬـــﺔ اﻷﺻــــﻮﻟـ­ـــﻴــــﺎت واﻟﺮادﻳﻜﺎﻟ­ﻴﺎت اﻷﺣﺎدﻳﺔ، وﻣﺎ ﺗﺠﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ وﺑﺎل وﻛﻮارث.

 ??  ?? ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﻳﺰور ﻣﻨﺰل اﻷم ﺗﻴﺮﻳﺰا ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺘﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻷﺧﻴﺮة ﻟﻠﻘﺎء ﻻﺟﺌﻲ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ اﻟﺬﺑﻦ ﻓﺮوا ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ )إ.ب.أ(
ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﻳﺰور ﻣﻨﺰل اﻷم ﺗﻴﺮﻳﺰا ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺘﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻷﺧﻴﺮة ﻟﻠﻘﺎء ﻻﺟﺌﻲ اﻟﺮوﻫﻴﻨﻐﺎ اﻟﺬﺑﻦ ﻓﺮوا ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ )إ.ب.أ(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia