رﺣﻴﻞ راﺋﺪ اﻟﻄﺮب اﻷﺻﻴﻞ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ
اﺷﺘﻬﺮ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎه ﺑﺠﻤﺎل ﺻﻮﺗﻪ وأﺑﺪع ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ واﻟﻠﺤﻦ واﻷداء
ﻧﻌﺖ اﻷوﺳﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ واﻟـــﻔـــﻨـــﻴـــﺔ اﻟـــﺴـــﻌـــﻮدﻳـــﺔ واﻟــﺨــﻠــﻴــﺠــﻴــﺔ واﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ أﻣـــﺲ، اﻟــﻔــﻨــﺎن اﻟــﻘــﺪﻳــﺮ أﺑـﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ، اﻟــﺬي ﻏــﺎدر ﻋﺎﳌﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ ٨٧ ﻋﺎﻣﴼ، ﺑﻌﺪﻣﺎ واﻓﺘﻪ اﳌﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﺣﺪ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎض، واﻟﺬي اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ وﻗـﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺻﺒﺎﺣﴼ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻠﻦ وﻓﺎﺗﻪ رﺳﻤﻴﴼ، ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﻊ اﳌﺮض اﻣﺘﺪت ﻃﻮﻳﻼ.
ﻛــﻠــﻤــﺎت اﻟـــﺤـــﺰن ﻟـــﻢ ﺗـــﻜـــﻒ ﻟﻨﻌﻲ ﻫــﺬا اﻟـﺮﺟـﻞ اﻟــﺬي ﻋــﺮف ﺑﻄﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻪ، واﺑـــﺘـــﺴـــﺎﻣـــﺘـــﻪ اﻟـــﺒـــﻴـــﻀـــﺎء، وﻣــﺤــﺒــﺘــﻪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ودﻋـﻤـﻪ ﻟﻠﺼﻐﻴﺮ واﻟﻜﺒﻴﺮ، وﻣـــﺴـــﺎﻋـــﺪﺗـــﻪ اﻟـــﻌـــﺪﻳـــﺪ ﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﻮاﺋـــﻞ واﻟــﻔــﻘــﺮاء، ﺣـﻴـﺚ ﻛـــﺎن ﺣـﺮﻳـﺼـﴼ ﻃــﻮال ﻋﻤﺮه ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻮن واﳌﺴﺎﻋﺪة، دون أن ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﺪﻣﻪ أﺣﺪ. وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﳌـﻜـﺎﻧـﺔ اﻟـﺘـﻲ وﺻــﻞ إﻟﻴﻬﺎ واﻷوﺳــﻤــﺔ واﻷﻟﻘﺎب اﻟﺘﻲ اﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﺣﻴﺚ ﻟﻘﺐ ﺑﻔﻨﺎن اﻟﻘﺮن ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻛـﻤـﺎ ﻟـﻘـﺐ ﺑـــ»أﺑــﻮ اﻟــﻐــﻨــﺎء اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ« ﺳﻮى ﻣﺤﻔﺰ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﻤﻴﺰ.
رﺣـــﻞ أﺑـــﻮ ﺑــﻜــﺮ ﺗــﺎرﻛــﴼ إرﺛــــﴼ ﻓﻨﻴﴼ ﻛــﺒــﻴــﺮﴽ ﺳــﺘــﺘــﻨــﺎﻗــﻠــﻪ اﻷﺟــــﻴــــﺎل ﻟــﻌــﻘــﻮد ﻗﺎدﻣﺔ، ﻓﻬﻮ أﺣﺪ رواد اﻟﻄﺮب اﻷﺻﻴﻞ واﳌﻐﻨﻲ اﻟﺮاﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﻘﻮد ﻟﻠﻄﺮب واﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺄﺳﺮه، وﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻷﺻﻮات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﻴﺚ إﻧــــﻪ ﺗـــﺸـــﺮب اﻟـــﻔـــﻦ واﻷدب ﻣـــﻦ أﻧــﻘــﻰ ﻳﻨﺎﺑﻴﻌﻪ اﻷﺻﻴﻠﺔ، وﻏﺪا ﻋﻠﻤﴼ ﻣﻦ أﻋﻼم اﻟﻔﻦ اﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﺧﺼﻮﺻﴼ، واﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺎﻣﺔ، وأﺳﺲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺪرﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ، وﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﻳﺪه ﺟﻴﻞ ﺑــﺄﻛــﻤــﻠــﻪ. ورﻏــــﻢ ﻣــﻌــﺎﻧــﺎﺗــﻪ ﻣــﻊ اﳌــﺮض وﻏــﻴــﺎﺑــﻪ ﻓــﺘــﺮة ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ، إﻻ أن اﻟـﻔـﻨـﺎن اﻟــﻘــﺪﻳــﺮ أﺑـــﻮ ﺑــﻜــﺮ ﺳــﺎﻟــﻢ ﻛـــﺎن ﻣـﻔـﺎﺟـﺄة اﻟﺤﻔﻞ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﻀﺨﻢ اﻟــﺬي أﻗـﻴـﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪة ﻏﺮب اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺴﻌﻮدي، إذ ﺗــﻢ ﺗﻜﺮﻳﻤﻪ وﻣﻨﺤﻪ درﻋــﴼ ﺑﺼﻔﺘﻪ رﻣﺰﴽ وﻃﻨﻴﴼ ﻓﻨﻴﴼ.
ودﺧﻞ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ إﻟﻰ اﳌﺴﺮح ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﺘﺤﺮك ﻋﻠﻰ أﻧﻐﺎم أﻏﻨﻴﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة »ﻳﺎ ﺑﻼدي واﺻﻠﻲ« اﻟﺘﻲ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﻣﻨﺬ ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ، وﺗﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن أﺻﺮ أن ﻳﺆدي اﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺼﻮﺗﻪ، وﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﳌـﺴـﺮح ﺑﻌﺪ ﺗﻜﺮﻳﻤﻪ، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺠﺒﺮه ﻇــــــــﺮوف ﻣــــﺮﺿــــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋــــــﺪم إﻛـــﻤـــﺎل اﻷﻏــﻨــﻴــﺔ، ﻣـﻘـﺪﻣـﴼ اﻋـــﺘـــﺬاره ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر اﻟﺬي ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﺤﻔﺎوة ﺑﺎﻟﻐﺔ، وﺑﻌﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻔﻴﻖ، ﻛﻌﺮﺑﻮن ﺗﻘﺪﻳﺮ ووﻓﺎء ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻨﺎن.
وﻟـــﺪ أﺑـــﻮ ﺑــﻜــﺮ ﺑــﻦ ﺳــﺎﻟــﻢ ﻓــﻲ ٧١ ﻣـﺎرس )آذار( ٩٣٩١، وﻧﺸﺄ ﻓﻲ أﺳﺮة ﻋــﺮﻳــﻘــﺔ ﻋــﺮﻓــﺖ ﺑــﺎﻟــﻨــﺠــﺎﺑــﺔ واﻟـــﺬﻛـــﺎء، واﺷـــﺘـــﻬـــﺮت ﺑــﺎﻟــﻌــﻠــﻢ واﻷدب، إذ إن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ أﻓﺮادﻫﺎ ﺷﻌﺮاء، إن ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ آن ﻣﻌﴼ.
ﻋـــــﺎش ﻃــﻔــﻮﻟــﺘــﻪ ﻳــﺘــﻴــﻤــﴼ، ﺣـﻴـﺚ ﺗــــﻮﻓــــﻲ واﻟــــــــﺪه وﻫــــــﻮ اﺑــــــﻦ ٨ أﺷـــﻬـــﺮ، واﺣـــﺘـــﻀـــﻨـــﻪ ﺟـــــﺪه اﻟـــﺸـــﻴـــﺦ زﻳــــــﻦ ﺑـﻦ ﺣﺴﻦ، وﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻤﺎء ﺣﻀﺮﻣﻮت وأﺗــﻢ دراﺳـﺘـﻪ ﻓﻲ ﻋــﻠــﻮم اﻟــﻔــﻘــﻪ واﻟـــﺪﻳـــﻦ، وﺣــﻔــﻆ ﺛﻠﺜﻲ اﻟــﻘــﺮآن اﻟـﻜـﺮﻳـﻢ وﻫــﻮ ﻓـﻲ ﺳــﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة، وﻗﺪ أﻇﻬﺮ ﺗﻔﻮﻗﴼ ﻣﻠﺤﻮﻇﴼ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺸﻌﺮ، وﻇﻬﺮت ﻣﻮاﻫﺒﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎه.
ﻇــﻬــﺮت ﻣــﻮاﻫــﺐ أﺑـــﻮ ﺑــﻜــﺮ ﺳـﺎﻟـﻢ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎه؛ إذ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﺠﻤﺎل ﺻـــﻮﺗـــﻪ ﻓـــﻲ ﻓـــﺘـــﺮة ﻣــﺒــﻜــﺮة ﻣـــﻦ ﻋــﻤــﺮه ﻛــﻤــﻨــﺸــﺪ ﻟـــﻸﻧـــﺎﺷـــﻴـــﺪ واﳌــــﻮﺷــــﺤــــﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻮﻟﻌﴼ ﺑــــــﺎﻷدب واﻟـــﺸـــﻌـــﺮ، إﻟــــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ ﺣﺒﻪ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ﻟـﻠـﻐـﻨـﺎء اﻟـــﺬي ﻣــﺎرﺳــﻪ ﺑﺸﻜﻞ رﺳﻤﻲ ﺑﻌﺪ اﻹﻧـﺸـﺎد، ﻛﻤﺎ ﻋــﺮف ﻋﻨﻪ آﻧـــــﺬاك ﺷــﻐــﻔــﻪ وﺗـــﺄﺛـــﺮه ﺑــﺄﺧــﻮاﻟــﻪ )آل اﻟﻜﺎف( اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻴﺰوا ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻐﻨﺎء.
أﺑــﻮ ﺑـﻜـﺮ ﺗــﺮك ﻣﺴﻘﻂ رأﺳـــﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺷـﺒـﺎﺑـﻪ، واﻧـﺘـﻘـﻞ واﺳـﺘـﻘـﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪن ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت، وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺪن آﻧﺬاك ﺗﺸﻬﺪ ﻧﻬﻀﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة، واﻟـــﺘـــﺤـــﻖ ﺑـــﺎﻟـــﻮﺳـــﻂ اﻟــﻔــﻨــﻲ ﻛـــﻌـــﺎزف إﻳـــﻘـــﺎع ﻟــﻌــﺪد ﻣـــﻦ اﻟــﻔــﻨــﺎﻧــﲔ، وﻫـــــﻨـــــﺎك ﺗــــﻌــــﺮف ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻜـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣــﻦ ﺷﻌﺮاﺋﻬﺎ وﻓﻨﺎﻧﻴﻬﺎ وإﻋﻼﻣﻴﻴﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻋﻤﻞ أﺑــﻮ ﺑﻜﺮ ﻓـﻲ ﺣﻘﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﳌﺪة ﺛــــﻼث ﺳــــﻨــــﻮات، ﻓــﻬــﻮ ﺧـــﺮﻳـــﺞ ﻣـﻌـﻬـﺪ إﻋـــــﺪاد اﳌــﻌــﻠــﻤــﲔ، وأﻇــﻬــﺮ ﺗــﻔــﻮﻗــﴼ ﻓﻲ اﻷدب واﻟـﺸـﻌـﺮ، وﻛــﺎن أﺣــﺪ اﳌﻌﻠﻤﲔ اﳌﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﻓــﻲ ﻣـــﺎدة اﻟـﻨـﺤـﻮ، ﻛـﻤـﺎ أن ﻣـﻮاﻫـﺒـﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑــﺪأت ﻣﻨﺬ ﺑﻠﻮﻏﻪ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺘﺐ أول أﻏـﻨـﻴـﺔ ﻟــﻪ، وﻫــﻲ »ﻳــﺎ ورد ﻣﺤﻼ ﺟـﻤـﺎﻟـﻚ ﺑــﲔ اﻟــــــﻮرود« وﻟــﺪﻳــﻪ دﻳـــﻮان ﺷــﻌــﺮي، ﺳــﻤــﺎه دﻳـــــﻮان »ﺷــﺎﻋــﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺮب« ﻳﺤﻮي اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻏﻨﺎﻫﺎ واﻟﻔﻨﺎﻧﻮن اﻵﺧﺮون أﻳﻀﴼ.
وﻛـــــﺎن أﺑــــﻮ ﺑــﻜــﺮ ﺳـــﺎﻟـــﻢ ﻣـﺘـﻤـﻴـﺰﴽ ﺑـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ اﻧـﻌـﻜـﺴـﺖ وﻋــﻴــﴼ ﻓﻨﻴﴼ واﺳــﻌــﴼ ﻓــﻲ ﺗـﺠـﺮﺑـﺘـﻪ اﻟــﻄــﻮﻳــﻠــﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻌﺬوﺑﺔ ﺻﻮﺗﻪ وﺗﻌﺪد ﻃﺒﻘﺎﺗﻪ ﺑﲔ اﻟﻘﺮار واﻟـﺠـﻮاب، وﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺒﻄﺎن اﻟـﻨـﺺ وﺟـﺪاﻧـﻴـﴼ ﺑﺄﺑﻌﺎده اﳌـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻓــﺮﺣــﴼ وﺣـــﺰﻧـــﴼ، ﻛــﻤــﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑــﻘــﺪرﺗــﻪ ﻋـﻠـﻰ أداء اﻷﻟــــﻮان اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. وﺣﻘﻖ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﻧﺠﺎﺣﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، واﻟــﻮﻃــﻦ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ﻓــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻣـﺸـﻮاره اﻟﻔﻨﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﺤﻔﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻷﻏﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﻌﺪدة. وﺗﻐﻨﻰ ﺑﺄﻏﺎﻧﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻓﻨﺎﻧﻲ اﻟـــﻮﻃـــﻦ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ ﻣــﺜــﻞ وﻟــﻴــﺪ ﺗـﻮﻓـﻴـﻖ وراﻏـﺐ ﻋﻼﻣﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻓﻨﺎﻧﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺜﻞ ﻃﻼل ﻣﺪاح وﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺮوﻳﺸﺪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ وﺗﻠﺤﻴﻨﻪ أﻏﺎﻧﻲ ﻟﻜﺒﺎر ﻓﻨﺎﻧﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﺮاﺣﻠﺔ وردة اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ، واﺷﺘﻬﺮت أﻏﺎﻧﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ واﳌﻮﻋﻈﺔ.
وﻧـــــــﻘـــــــﻞ أﺑـــــــــــﻮ ﺑــــــﻜــــــﺮ ﺗــــﺠــــﺮﺑــــﺘــــﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، وﺗﺮﺟﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻤﻬﻮره ﻣﻦ ﺧﻼل أﻏﺎﻧﻴﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻷﺧـــﻼﻗـــﻲ واﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ، واﻟــﻬــﻤــﻮم اﻟــــﺘــــﻲ ﻳـــﻌـــﺎﻧـــﻲ ﻣـــﻨـــﻬـــﺎ اﳌــــﻐــــﺘــــﺮب ﻋــﻦ وﻃﻨﻪ، وﺑﺤﻜﻢ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ وأﺳــــﺮة ﻣﺜﻘﻔﺔ، ﻓــﺠــﺪه أﺑـﻮ ﺑﻜﺮ ﺑـﻦ ﺷـﻬـﺎب ﻫـﻮ ﻣـﻦ ﻛـﺒـﺎر ﺷﻌﺮاء ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻣﺴﻘﻂ رأس أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﻻﺣﻘﴼ ﻓﻲ أﻏﻨﻴﺔ »ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ« ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎت اﳌــﺤــﻀــﺎر، وأﻳــﻀــﴼ ﻓــﻲ أﻏــﻨــﻴــﺔ »اﻟــﻠــﻪ ﻟﻄﻴﻒ اﻟـﻠـﻪ« ﻣـﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ، و»ﺑـﺸـﺮاك« ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎت ﺟﺪه اﺑﻦ ﺷﻬﺎب.
وﻳـــﻌـــﺪ أﺑـــــﻮ ﺑـــﻜـــﺮ ﻣــــﻦ اﻟــﻔــﻨــﺎﻧــﲔ اﻟــﻘــﻼﺋــﻞ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻃـــﻦ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻧـــﺠـــﺤـــﻮا ﻓـــــﻲ اﻟـــﺠـــﻤـــﻊ ﺑـــــﲔ اﻟـــﻐـــﻨـــﺎء واﻟﺘﻠﺤﲔ واﻟـﺘـﺄﻟـﻴـﻒ، إذ ﻛــﺎن ﻣﻐﻨﻴﴼ وﺷـﺎﻋـﺮﴽ وﻣﻠﺤﻨﴼ وﻣـﻮزﻋـﴼ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﴼ ﻓــﻲ آن واﺣـــــﺪ، وﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ ﺑــﺬﻟــﻚ ﻓـﻨـﺎﻧـﴼ ﺷـــــﺎﻣـــــﻼ ﻓـــــﻲ ﺻـــﻨـــﺎﻋـــﺔ اﻷﻏــــﻨــــﻴــــﺔ ﻣــﻦ أرﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ، وﻫﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ واﻟﻠﺤﻦ واﻷداء، ﺑـــﺎﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟـــــﻰ اﻟـــﺘـــﻮزﻳـــﻊ اﳌﻮﺳﻴﻘﻲ، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﻨﺠﺮة ذﻫﺒﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻪ أﻧﺪر اﻷﺻـﻮات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺪرﺗﻪ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ درﺟـــــﺎت ﺻــﻮﺗــﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ، وﻛﺄﻧﻪ آﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ.
وﺧﺮج أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻋﻦ اﻹﻃــﺎر اﳌﺤﻠﻲ إﻟﻰ اﻹﻃﺎر اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ، ﺣـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺳــﺎﻓــﺮ إﻟـــﻰ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺑﻴﺮوت، وﻗﺎم ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ أﻏﺎﻧﻴﻪ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة، وأﻋـــــﺎد ﺗـﺴـﺠـﻴـﻞ ﻋـــﺪد ﻣﻦ أﻏﺎﻧﻴﻪ اﻟـﺬي ﺳﺒﻖ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻹذاﻋﺔ ﻋــﺪن وﺗـﻮزﻳـﻌـﻬـﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﴼ، وﺷــﺎرك ﻓـﻲ ﻋـﺪد ﻣـﻦ اﻟﺤﻔﻼت ﺑــﺪول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ. وأﺷﻬﺮ أﻏﺎﻧﻴﻪ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة »٤٢ ﺳﺎﻋﺔ« اﻟﺘﻲ ﻧﺎل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟــﺎﺋــﺰة »اﻟـﻜـﺎﺳـﻴـﺖ اﻟـﺬﻫـﺒـﻲ« ﻣﻦ إﺣﺪى ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، ﻟﺘﻮزﻳﻌﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻫـــﺬه اﻷﻏــﻨــﻴــﺔ، و»اﻟـــﺤـــﻼوة ﻛـﻠـﻬـﺎ ﻣﻦ ﻓﲔ«، وﻋﺪد ﻣﻦ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮﻳﻦ أﻣﺎن واﳌﺤﻀﺎر. وﻇـﻞ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﺑﲔ ﺑﻴﺮوت وﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪن، ﻗﺒﻞ اﺳﺘﻘﺮاره ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑـــﻴـــﺮوت، وﻏــﻨــﻰ ﻟـــﻪ ﻓـــﻲ ﻫـــﺬه اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﳌـﻄـﺮﺑـﲔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ، وﻣـﻦ أﺷــﻬــﺮ أﻏـﺎﻧـﻴـﻪ ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟــﻔــﺘــﺮة: »ﻛـﻞ ﺷﻲ إﻻ ﻓﺮاﻗﻚ ﻳﺎ ﻋـﺪن«، و»ﻳـﺎ ﻃﺎﺋﺮة ﻃﻴﺮي ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺪر ﻋﺪن«، ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﻓﻌﺎش ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪة ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ إﻟـــــــــــــــــــــﻰ ﻣـــﺪﻳـــﻨـــﺔ اﻟﺮﻳﺎض، ﻓــــﺎﺳــــﺘــــﻘــــﺮ ﻓـﻴـﻬـﺎ، وﻏـﻨـﻰ ﻟﻠﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋـﺪدﴽ ﻣــﻦ اﻷﻏــﺎﻧــﻲ ﻣـﺜـﻞ: »ﻳﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ«، و»إﻻ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎض«، و»ﺑﺮج اﻟﺮﻳﺎض«، و»ﻳﺎ ﺑـــﻼدي واﺻــﻠــﻲ«، ﻛﻤﺎ ﻏﻨﻰ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﳌﻠﻜﲔ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ وﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ.
وﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﻮر اﳌﻠﺤﻮظ ﻟﻨﺠﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑــــــﺪأت رﺣـــﻼﺗـــﻪ اﳌــﻜــﻮﻛــﻴــﺔ ﺑـــﲔ ﺟــﺪة وﺑﻴﺮوت، اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺳﻄﻮاﻧﺎت، وﻗﺪم ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان ﻣﺜﻞ اﻟﻠﻮن اﻟﺤﻀﺮﻣﻲ واﻟﺪان اﻟــﺤــﻀــﺮﻣــﻲ ﻣــﻦ ﺷــﺎﻋــﺮ ﺣــﻀــﺮ ﻣــﻮت ﺣــﺴــﲔ أﺑـــﻮ ﺑــﻜــﺮ اﳌــﺤــﻀــﺎر وﺷــﻌــﺮاء وﻣﻠﺤﻨﲔ آﺧﺮﻳﻦ.
وﻇﻞ اﻟﻠﻮن اﻟﺤﻀﺮﻣﻲ اﻟﺨﺎص واﳌﻔﻀﻞ ﻷﺑــﻮ ﺑﻜﺮ ﺳـﺎﻟـﻢ، وﺷﻬﺪت ﻓﺘﺮة اﺳﺘﻘﺮاره ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺮﻳﺎض ﺑــــﺪاﻳــــﺔ ﻓــــﻲ ﺣــــﻲ اﻟــﺴــﻠــﻴــﻤــﺎﻧــﻴــﺔ، ﺛـﻢ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت إﻟـــــــﻰ ﻣـــﻨـــﺰﻟـــﻪ ﻓــــــــــــــــــــــــــــﻲ ﺣـــــــــﻲ اﻟﺮوﺿﺔ، ﺣﻀﻮرﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﳌﺠﻠﺴﻪ اﻷدﺑﻲ اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻳـﻌـﻘـﺪه ﺑـﻮﺟـﻮد ﻛـــــﺒـــــﺎر اﻟـــﺸـــﺨـــﺼـــﻴـــﺎت اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ. وﺗﺒﻘﻰ اﻟﺮﻳﺎض ﻫــﻲ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺸـﻘـﻬـﺎ اﻟــﺮاﺣــﻞ، وﻗــﺪم ﻓﻴﻬﺎ أﺟـﻤـﻞ أﻏـﺎﻧـﻴـﻪ، وﺷﻬﺪت ﺗﺄﻟﻘﴼ ﻣﻠﺤﻮﻇﴼ ﻟﻠﻔﻨﺎن ﻓــﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺳﺎﻫﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮف ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎﻷﻏﻨﻴﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ، إذ أدﺧﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻠﻮن اﻟﺤﻀﺮﻣﻲ واﻟـــــــﺪان اﻟــﺤــﻀــﺮﻣــﻲ إﻟــــﻰ اﻟــﺨــﻠــﻴــﺞ، واﺳـــﺘـــﻔـــﺎد أﻳـــﻀـــﴼ ﻣـــﻦ اﻟـــﺘـــﻘـــﺎرب ﺑـﲔ اﻟــﻠــﻬــﺠــﺔ اﻟـﺨـﻠـﻴـﺠـﻴـﺔ واﻟــﺤــﻀــﺮﻣــﻴــﺔ، ﻟــﻴــﻨــﺘــﺞ ﺑــﻌــﺪ ذﻟــــﻚ ﺟـــﻮﻫـــﺮة اﻷﻏــﻨــﻴــﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ. ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺧﻤﺴﲔ ﻋﺎﻣﴼ، ﺷـﻜـﻞ أﺑـــﻮ ﺑـﻜـﺮ ﺳــﺎﻟــﻢ ﺛـﻨـﺎﺋـﻴـﴼ ﻣﻤﻴﺰﴽ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮاﺣﻞ ﺣﺴﲔ اﳌﺤﻀﺎر، اﻟــــﺬي ﻛـــﺎن أﻋــــﺬب ﻣـــﺎ ﻳـﻜـﺘـﺒـﻪ ﻳﻐﻨﻴﻪ اﻟﻔﻨﺎن أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﺗﺄﻟﻖ ﻫﻮ اﻵﺧـــﺮ وأﺑـــﺪع ﻓــﻲ ﻏـﻨـﺎﺋـﻪ. ﻏـﻨـﻰ ﻷﺑـﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ اﻟﻌﺮب، وﻋـﻠـﻰ ﻣــﺪى اﻟـﻌـﻘـﻮد، أﻣــﺜــﺎل اﻟـﺮاﺣـﻞ ﻃـــــﻼل ﻣــــــﺪاح وﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﻠـــﻪ اﻟــﺮوﻳــﺸــﺪ وﻧـــﺠـــﺎح ﺳــــﻼم ووردة اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮﻳــﺔ وﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻛﻤﺎ ﻏﻨﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺧﻼل ﻣﺸﻮاره اﻟﻔﻨﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻏﺎﻧﻲ واﻷﻧــﺎﺷــﻴــﺪ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ اﻟــﺮاﺋــﺠــﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﺴﻤﻮﻋﺔ واﳌﺮﺋﻴﺔ. وﺗﻤﻴﺰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﻷداء اﻟﺠﻤﻴﻞ واﻟــﺮاﻗــﻲ ﻓــﻲ اﻷداء اﻟـﻐـﻨـﺎﺋـﻲ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺘﺮﺑﻌﴼ ﻋﻠﻰ ﻋﺮش اﻟﻐﻨﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ، ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻛـــﺎﻓـــﻴـــﺔ ﻟــﺘــﻘــﻴــﻴــﻤــﻪ ﻓـﻨـﻴــﴼ ﻛــﺄﻓــﻀــﻞ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ ﻏـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ أﻳﻀﴼ ﺑــــﺬوق ﻓــﻨــﻲ رﻓــﻴــﻊ، ﻓــﻬــﻮ ﻳـﺨـﺘـﺎر ﻣـﺎ ﻳﻐﻨﻴﻪ، وﻳـﺆﻟـﻒ ﻣـﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ، وﻳـــﻠـــﺤـــﻦ ﻟـــﻨـــﻔـــﺴـــﻪ، وﻟـــﻐـــﻴـــﺮه، وﻳﻌﻄﻲ ﺑﻌﻀﴼ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ ﺷﻴﺌﴼ ﻣﻦ أﻏﺎﻧﻴﻪ ﻣﺘﻰ أﺣﺲ أن أﺣﺪﴽ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﺳﻴﺘﻘﻦ أداءﻫــــــﺎ. ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻛـــﺎن أﻟـﺒـﻮم »دروب ﻣـﻐـﻠـﻘـﺔ« ﻫــﻮ آﺧــﺮ أﻟــــﺒــــﻮﻣــــﺎت اﻟـــــﺮاﺣـــــﻞ اﻟــــﺬي أﻃﻠﻘﻪ ﻋﺎم ٠١٠٢.