آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣـﺮاﺣـﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻟــﻬــﺬه اﳌــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ وذﻟــــﻚ ﻟﺘﺤﺴﻴﺴﻪ أو إﻗــﻨــﺎﻋــﻪ ﺑــﻤــﺴــﺆوﻟــﻴــﺔ ﻣـــﺎ ﻳــﺤــﺪث ﻟﻠﺸﺨﺺ اﳌﻨﻬﺰم وﻳﺘﻤﺴﻚ ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﺑـﺄﻣـﻞ اﻟـﺤـﻴـﺎة واﻟــﻘــﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوز اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت.
ﻓﻴﻤﺎ ﺗـﺪور ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »أدﺟـﻮج« ﺣـــــﻮل »ﺟـــــــﻮب ﺑــــﻮﳌــــﺎ« وﻫـــــﻮ ﺗـﻘـﻨـﻲ ﺑﺸﺮﻛﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﻜﺮ وﻗـﺪ ﺗﻌﺮض ﻟﻄﺮد ﺗﻌﺴﻔﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮؤوﺳﻴﻪ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻄﺮه إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻧﻔﺴﻪ وﻟﻜﻦ ﺑﻌﻘﺪ ﻣــﻮﺳــﻤــﻲ ﻻ ﻳــﺴــﺘــﺠــﻴــﺐ ﳌـﺘـﻄـﻠـﺒـﺎت ﻋـﺎﺋـﻠـﺘـﻪ ودراﺳـــــﺔ أﺑــﻨــﺎﺋــﻪ ﻛــﻤــﺎ ﻳﺠﺪ ﻧــﻔــﺴــﻪ ﻋـــﺎﺟـــﺰﴽ ﻋـــﻦ ﺗــﺴــﺪﻳــﺪ أﻗــﺴــﺎط اﻟـــﻘـــﺮض اﻟــﺒــﻨــﻜــﻲ. وﺗــﻨــﻄــﻠــﻖ رﺣــﻠــﺔ ﻋﺬاب ﻫﺬا اﳌﻮاﻃﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮا ﺑﻄﻠﺒﺎت أﺑﻨﺎﺋﻪ.
أﻣـــﺎ أﺣــــﺪاث ﻣـﺴـﺮﺣـﻴـﺔ »ﺳﺄﻗﺘﻞ اﻟــﻘــﺮد« ﻓـﺘـﺪور ﺣــﻮل ﺛـﻼﺛـﺔ أﺻـﺪﻗـﺎء أﻓﺎرﻗﺔ ﻫﻢ: »ﻛﻮاﻣﻲ« و»ﺟﻮن ﻣﺎري« و»ﻣــــــــﻮﺳــــــــﻰ«، ﻳـــﺠـــﻤـــﻌـــﻬـــﻢ وﻟـــﻌـــﻬـــﻢ ﺑﻤﻮﺳﻴﻘﻰ »اﻟﻬﻴﺐ ﻫـــﻮب«... ﻳﻨﻈﻢ أﺣـــــﺪ اﻟـــﻬـــﻴـــﺎﻛـــﻞ اﺧـــﺘـــﺒـــﺎرا ﻟــﻠــﺸــﺒــﺎب اﳌــــﻮﻫــــﻮﺑــــﲔ ﻓـــــﻲ ﻫــــــﺬا اﻟـــــﻔـــــﻦ، ﻟــﻜــﻦ اﻻﺧـﺘـﺒـﺎر ﻳـﺘـﺰاﻣـﻦ ﻣــﻊ اﻧـــﺪﻻع ﺣـﺮب ﺿـــــــــﺮوس ﻓـــــﻲ اﳌــــﻨــــﻄــــﻘــــﺔ. ﻳــﺨــﺘــﻔــﻲ اﻷﺻــﺪﻗــﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻴﻜﺘﺸﻒ أﻫﻠﻬﻢ أن اﻷﺑﻨﺎء اﺧﺘﻄﻔﻮا ﺑﻬﺪف ﺗﺠﻨﻴﺪﻫﻢ وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﻢ إﻟﻰ آﻟﺔ ﻗﺘﻞ ﺷﺮﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻨﻬﻢ اﻟﺼﻐﻴﺮة.
وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺜﻼﺛﺔ اﳌــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓـــﻲ اﳌــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ، ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺟﻤﻬﻮر أﻳﺎم ﻗﺮﻃﺎج اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﻋــﻤــﻠــﲔ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﲔ ﺧـــــﺎرج اﳌـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻫﻤﺎ »اﻟـﺨـﺎدﻣـﺎت« ﻣﻦ ﻛـﻮت دﻳﻔﻮار ﻟﻠﻤﺨﺮج ﺻﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎن، و»ﺳﺘﻤﻮت ﺧﻼل ﻋﺸﺮة أﻳﺎم« ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮ وﻫﻲ ﻣﻦ إﺧﺮاج ﺟﻮن ﻛﻠﻮﻓﻴﺲ.
ﺧـــــﻼل اﻟـــــــــﺪورة اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪة ﻣـﻦ أﻳﺎم ﻗﺮﻃﺎج اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺪل اﻟﺴﺘﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳـﻮم اﻟﺴﺒﺖ اﳌﻘﺒﻞ، ﻳـﺘـﻨـﺎﻓـﺲ ١١ ﻋـﻤـﻼ ﻣـﺴـﺮﺣـﻴـﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﺋﺰ »اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺘﻜﺎﻣﻞ« وﺟﺎﺋﺰة »اﻹﺧـــــــــــــﺮاج« وﺟـــــﺎﺋـــــﺰة »اﻟــــﻨــــﺺ«، وﺟــــﺎﺋــــﺰة »أﺣــــﺴــــﻦ أداء ﻣــﺴــﺮﺣــﻲ ﻧـــﺴـــﺎﺋـــﻲ«، وﺟـــﺎﺋـــﺰة »أﺣـــﺴـــﻦ أداء ﻣـــﺴـــﺮﺣـــﻲ رﺟـــــﺎﻟـــــﻲ«. ﻛـــﻤـــﺎ ﺗـﺸـﻬـﺪ اﻟــــــــــــــﺪورة ﻣـــــﺸـــــﺎرﻛـــــﺔ ٥٠١ أﻋــــﻤــــﺎل ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ، وﺗــﺴــﻬــﻢ ﺗـــﻮﻧـــﺲ ﺑــــ٦٥ ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ، وﻫـــﻮ ﻣــﺎ ﻳــﻔــﻮق ﻧﺼﻒ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳـــﺘـــﻮزع اﻟــﺒــﺎﻗــﻲ ﺑـــﲔ ٤١ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ وﺧﻤﺲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﻧﺤﻮ و٨ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
وﺗــــــﺪﺧــــــﻞ ﺗـــــﻮﻧـــــﺲ اﳌـــﺴـــﺎﺑـــﻘـــﺔ اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ ﻷﻳـــﺎم ﻗــﺮﻃــﺎج اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑــﻌــﻤــﻠــﲔ ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﲔ ﻣــﻬــﻤــﲔ ﻫـﻤـﺎ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »ﻓﺮﻳﺪم ﻫﺎوس« ﻟﻠﻤﺨﺮج اﻟـــﺸـــﺎذﻟـــﻲ اﻟـــﻌـــﺮﻓـــﺎوي وﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ »اﻷراﻣــﻞ« وﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ وإﺧـﺮاج وﻓﺎء اﻟﻄﺒﻮﺑﻲ.
ﻻ أود ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺮد ذﻛﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ؛ ﻷن اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻋﻨﺎوﻳﻨﻬﺎ، وﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻣﺤﺪد ﺑﻤﺨﺮﺟﻴﻬﺎ. ﻓــﻲ واﻗـﻌـﻬـﺎ، اﳌـﺴـﺄﻟـﺔ آﻳـﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺔ ﻣـﺪروﺳـﺔ وﻣﻘﺮرة ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ اﻟﺴﺒﺐ وراء اﻵﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻄﺎدﻫﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺎل.
ﻫـــــﺬا اﻟــــﻌــــﺎم وﺟــــﺪﻧــــﺎ ﺑــــﲔ أﻓــــــﻼم ﺣــﺪﻳــﺜــﺔ ﺷـﻮﻫـﺪت ﻣــﺆﺧــﺮﴽ، ﻋـﻤـﻼ ﻳﺼﺮ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻹﻳﺰﻳﺪﻳﺔ ﺗﻘﺪﻳﻤﴼ ﺑﺮﻳﺌﴼ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء واﻟﺨﻄﺎﻳﺎ وﻣﺘﻮﻫﺠﴼ ﺑﺎﻟﺴﻼم واﻟﻄﻴﺒﺔ، ﺑﻞ اﻻﻧﻄﻼق ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﺮﻳﻘﴼ واﺣﺪﴽ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وﻛﻠﻬﻢ »داﻋﺶ«.
ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻴﻠﻢ رواﺋﻲ ﻋــﻦ اﻹﻳــﺰﻳــﺪﻳــﺔ )ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟــﻀــﻮء ﺑــﻌــﺪ اﻟــﺠــﺮاﺋــﻢ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻌــﺮﺿــﻮا ﻟـﻬـﺎ( ﻳﺼﻮرﻫﻢ واﻷﻛﺮاد ﻛﻨﺨﺒﺔ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، واﻟـﺴـﻨـﺔ اﻟــﻌــﺮب ﻛـﻄـﻼب ﻟـﻬـﻮ وﻣـﺘـﻌـﺔ وﺗـﺠـﺎر رﻗﻴﻖ.
ﻓﻲ أﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮى، ﺑﻌﻀﻬﺎ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﺗﻨﺎﻫﺖ إﻟﻴﻨﺎ أﻓﻼم ﺗﻔﻀﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺧــﺮى ﳌﺠﺮد أن اﳌﺨﺮج ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟـﻰ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻔـﻀـﻠـﻬـﺎ. ﺻــــﺪام ﺣـﺴـﲔ ﻓــﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻷﻓــــــﻼم اﻟـــﺘـــﻲ ﻇـــﻬـــﺮت ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﻟـﺴـﺒـﻊ اﻷﺧﻴﺮة أو ﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻛﺎن دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﴽ ﺷﺮﺳﴼ ﻗﺘﻞ اﻷﻛــﺮاد وﻧﻜﻞ ﺑﺎﻟﺸﻴﻌﺔ وأﻣــﺪ ﺣﺰﺑﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎدوا اﻟﻘﺘﻞ واﻟﺘﻨﻜﻴﻞ.
ﻟـــﻜـــﻦ اﻟــــﺘــــﺎرﻳــــﺦ ﻳـــﺆﻛـــﺪ أن اﻟـــــﺮﺟـــــﻞ، رﻏـــﻢ دﻳــﻜــﺘــﺎﺗــﻮرﻳــﺘــﻪ، ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻃـﺎﺋـﻔـﻴـﴼ، وﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟــﺸــﻴــﻌــﺔ واﻷﻛــــــــﺮاد واﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﲔ ﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻣـﻦ رﺟــﺎﻟــﻪ وﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﻪ وأﻓــــﺮاد ﺣـﻜـﻮﻣـﺘـﻪ. ﻛـﺬﻟـﻚ، ﻓــﺈن اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻟــﻢ ﺗـﻨـﻢ أو ﺗﻨﺘﺸﺮ إﻻ ﻣــﻦ ﺑﻌﺪ ﻏــﻴــﺎﺑــﻪ، وﻻﻗـــﻰ اﻟــﺴــﻨــﺔ ﻣــﻦ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ اﻷﻣــﺮﻳــﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ اﻹﻳﺰﻳﺪﻳﲔ، وذﻟﻚ ﻻ ﻋﻠﻰ أﻳﺪي »اﻟﺪواﻋﺸﻴﲔ« ﻓﻘﻂ؛ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ أﻳـﺪي ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى اﻟــﺘــﻲ اﻋـﺘـﺒـﺮﺗـﻬـﻢ ﻣــﻦ أﺗــﺒــﺎع اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺮاﺣــﻞ ﳌﺠﺮد أﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺘﻪ.
ﻛﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﻳﺆﻳﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ أﺧﺮى ﻫــﻮ رﺳــﺎﻟــﺔ ﻛــﺮه وﺣــﻘــﺪ ﻓــﻲ ﺻﻠﺒﻪ ﺣـﺘـﻰ وإن ﺗﺠﻠﻰ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺟﻴﺪ ﻓﻲ ﻓﻨﻪ وﻧﻮﻋﻪ.
ﻛﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﻳﻐﺮق ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋـﺪاﺋـﻲ ﻟﺼﺎﻧﻌﻪ اﻟــﺬي ﻻ ﻳـﺮﻳـﺪ اﻟﻨﻈﺮ إﻟــﻰ اﻟـﺼـﻮرة ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻳﻌﺘﺒﺮ أن دوره، ودور ﻓﻴﻠﻤﻪ، ﻫﻮ أن ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ دون أن ﻳﻌﻮد ﺑﻪ إﻟـﻰ أﺻﻮﻟﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، وﻫﻮ ﻓﻌﻞ اﻧﺘﻘﺎم ﻧﺎﻗﺺ وﻻ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺷﻲء.
اﳌـــﺨـــﺮج، وﻛـــﻞ ﻣــﺜــﻘــﻒ؛ ﺑــﻞ وﻛـــﻞ إﻧــﺴــﺎن، ﻣﺘﺎح ﻟﻪ أن ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺰﺑﺎت واﻻﻋـﺘـﺒـﺎرات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ. اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺠﻴﺪ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ارﺗﻘﺎء ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم ﺳﺎﺋﺪ وﻣـﻦ ذاﺗﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ إﻧﺴﺎﻧﻲ أﺷﻤﻞ وأﺟﻤﻞ. اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﻜﻮن ﻓﻌﻼ اﻧﺘﻘﺎﻣﻴﴼ؛ ﺑﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻌﻼ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﻦ دون أن ﻳﻠﻐﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة.
ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻲ ﺗﻘﺪم ﻣﻨﻲ ﻛﺜﺮ راﻏﺒﲔ ﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع: ﻫﺬا ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻗﺘﻞ اﻷﺗﺮاك واﻟﺪه، وذﻟﻚ ﻋﻦ أﻣﻴﺮﻛﻲ أﺳﻠﻢ ﺗﺒﻌﴼ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ورأى أن اﻟﺴﻨﺔ ﻫــــﻢ اﳌــﺴــﺒــﺒــﻮن ﳌــﺼــﺎﺋــﺐ اﻟـــﺒـــﻠـــﺪ. وذاك ﺿـﺪ اﳌﺴﻴﺤﻲ أو اﻟﺸﻴﻌﻲ، واﻟﺘﺎﻟﻲ ﺿﺪ اﻟﺴﻮري أو اﻟﻌﺮاﻗﻲ، واﻵﺧﺮ ﺿﺪ ﻧﻈﺎم ﻣﻊ ﻧﻈﺎم آﺧﺮ.
وﺟﻮاﺑﻲ ﻛـﺎن داﺋﻤﴼ: ﻻ ﺷﻜﺮﴽ. ﻻ أﺷﺘﺮك ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل. ﻟﻴﺼﻌﺪ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ اﻟﻬﻀﺒﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﺮى اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ أﻓﻀﻞ. ﺣﻴﺎة ﻋﺎدﻟﺔ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺘﺤﺎﺑﲔ ﻟﻸﺑﺪ.