ﺣﻔﺘﺮ ﻳﻌﻠﻦ }اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺼﺨﻴﺮات« وﻳﺮﻓﺾ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺮاج
اﳌﺒﻌﻮث اﻷﻣﻤﻲ إﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺮوج ﻹﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ
أﻋــــﻠــــﻦ اﳌـــﺸـــﻴـــﺮ ﺧــﻠــﻴــﻔــﺔ ﺣــﻔــﺘــﺮ، اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﻮي ﻓﻲ ﺷـﺮق ﻟﻴﺒﻴﺎ، أﻣﺲ، أن اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻓﻲ ٧١ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٥١٠٢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺼﺨﻴﺮات اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ »اﻧﺘﻬﺖ ﺻــﻼﺣــﻴــﺘــﻪ«، وﻣـــﻌـــﻪ وﻻﻳـــــﺔ ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟﻮﻓﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ.
وﻧﺺ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺬي وﻗﻊ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟــﻮﻓــﺎق ﳌــﺪة ﻋــﺎم ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻤﺪﻳﺪ ﻣﺮة واﺣــــﺪة. ﻟـﻜـﻦ ﺣﻔﺘﺮ ﻻ ﻳـﻌـﺘـﺮف ﺑﻬﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
واﻧﺘﻬﺖ وﻻﻳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺬﻛﻮرة اﻟـﺘـﻲ ﻳﺘﺮأﺳﻬﺎ ﻓـﺎﻳـﺰ اﻟــﺴــﺮاج ﻧﻈﺮﻳﺎ، أﻣـﺲ )اﻷﺣــﺪ(، رﻏـﻢ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﺰ ﺛﻘﺔ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﳌﻨﺘﺨﺐ، اﻟــﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻘﺮه ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﻼد وﻳﺪﻋﻢ اﳌﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ. ﻟﻜﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ اﻟـﺪوﻟـﻲ ﺷــﺪد ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﻋﻠﻰ أن اﺗﻔﺎق اﻟﺼﺨﻴﺮات »ﻳﺒﻘﻰ اﻹﻃـــــﺎر اﻟــﻮﺣــﻴــﺪ اﻟــﻘــﺎﺑــﻞ ﻟــﻼﺳــﺘــﻤــﺮار ﻟـــﻮﺿـــﻊ ﺣـــﺪ ﻟـــﻸزﻣـــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ« ﻓـﻲ اﻧﺘﻈﺎر إﺟـــﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﻘﺮرة اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ.
وﻓــــﻲ ﺧـــﻄـــﺎب ﻣــﺘــﻠــﻔــﺰ وﻣــﻔــﺎﺟــﺊ اﺳــــﺘــــﻐــــﺮق أﻗـــــــﻞ ﻣـــــﻦ ﺳــــﺒــــﻊ دﻗـــــﺎﺋـــــﻖ، ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣـــﺮور ﻋــﺎﻣــﲔ ﻋـﻠـﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗـــﻔـــﺎق اﻟــﺼــﺨــﻴــﺮات، رأى ﺣــﻔــﺘــﺮ أﻧــﻪ ﺑﺤﻠﻮل اﻷﻣــﺲ اﻧﺘﻬﺖ »ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺘﻔﻘﺪ ﻣﻌﻪ ﻛﻞ اﻷﺟﺴﺎم اﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻦ ذاك اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺷﺮﻋﻴﺘﻬﺎ اﳌﻄﻌﻮن ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣـﻨـﺬ اﻟــﻴــﻮم اﻷول ﻣــﻦ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة ﻋﻤﻠﻬﺎ«.
وﻗـــــــــــــﺎل ﺣــــﻔــــﺘــــﺮ ﻣــــــﺮﺗــــــﺪﻳــــــﴼ زﻳـــــﻪ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي، ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺎﺑـﻪ اﻟـــﺬي ﻋﻠﻤﺖ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« أﻧــﻪ ﻫــﻮ ﻣــﻦ ﻛـﺘـﺒـﻪ ﺑــﻨــﻔــﺴــﻪ، ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــﺘــﻢ ﺗــﺴــﺠــﻴــﻠــﻪ ﻣـﻦ ﻣــﻘــﺮه اﻟــﺤــﺼــﲔ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﺮﺟـﻤـﺔ ﺧـــــﺎرج ﺑـــﻨـــﻐـــﺎزي: »رﻏـــــﻢ ﻣـــﺎ ﻧــﻮاﺟــﻬــﻪ ﻣــﻦ ﺗـــﻬـــﺪﻳـــﺪات... ﻧـﻌـﻠـﻦ ﺑــﻜــﻞ وﺿــﻮح اﻧﺼﻴﺎﻋﻨﺎ اﻟﺘﺎم ﻷواﻣﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﻴﺒﻲ اﻟـﺤـﺮ دون ﺳـــﻮاه، ﻓﻬﻮ اﻟـﻮﺻـﻲ ﻋﻠﻰ ﻧـﻔـﺴـﻪ واﻟــﺴــﻴــﺪ ﻓــﻲ أرﺿـــــﻪ، وﻣــﺼــﺪر اﻟﺴﻠﻄﺎت، وﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮه ﺑﻤﺤﺾ إرادﺗﻪ اﻟﺤﺮة«.
وﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ رﻓﻀﻪ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ، اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮأﺳﻬﺎ ﻓﺎﺋﺰ اﻟﺴﺮاج، اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، أﺑﺪى ﺣﻔﺘﺮ رﻓﻀﻪ اﻟـﻘـﺎﻃـﻊ ﻷﺳــﻠــﻮب اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟـﻮﻋـﻴـﺪ، وﺗــﻌــﻬــﺪ ﻟــﻠــﺸــﻌــﺐ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ ﺑـــﺎﻻﻟـــﺘـــﺰام ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻪ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ، وﻋﻦ ﻣﻘﺪراﺗﻪ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﺟﻨﺪي، ﻣﺆﻛﺪﴽ رﻓـــﻀـــﻪ اﻟـــﻘـــﺎﻃـــﻊ ﻟـــﺨـــﻀـــﻮع اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ إﻟﻰ أي ﺟﻬﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺼﺪر ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﺎ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ.
وﻟﻔﺖ ﺣﻔﺘﺮ إﻟﻰ أن ﺻﺒﺮ اﳌﻮاﻃﻦ ﻗـــــﺪ ﻧــــﻔــــﺪ، وأن ﻣـــﺮﺣـــﻠـــﺔ اﻻﺳــــﺘــــﻘــــﺮار واﻟـــﻨـــﻬـــﻮض اﻟـــﺘـــﻲ اﻧــﺘــﻈــﺮﻫــﺎ ﺑــﻔــﺎرغ اﻟـــﺼـــﺒـــﺮ ودﻓــــــﻊ ﻣــــﻦ أﺟـــﻠـــﻬـــﺎ اﻷرواح واﻟﺪﻣﺎء أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻌﻴﺪة اﳌﻨﺎل، ﺑﺴﺒﺐ ﺗـﺸـﺎﺑـﻚ اﳌـﺼـﺎﻟـﺢ اﻟـﺪوﻟـﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻷزﻣــﺔ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺔ، وﺳــﻘــﻮط اﻟـــﻮﻋـــﻮد اﻷﻣـﻤـﻴـﺔ وﺗــﻌــﻬــﺪات اﻟــﺴــﺎﺳــﺔ اﳌــﻨــﺨــﺮﻃــﲔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ.
وﺗــــــﺎﺑــــــﻊ ﺣـــﻔـــﺘـــﺮ ﻛـــــﻼﻣـــــﻪ ﺑـــﻨـــﺒـــﺮة ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ: »ﻧﺸﻬﺪ ﺑﻜﻞ ﻣـــﺮارة وأﺳـﻒ ﻣــﺆﺷــﺮات دﺧـــﻮل اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺧﻄﺮة، ﺗﻨﺬر ﺑﺘﺪﻫﻮر ﺣﺎد ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺆون اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺑﻼ اﺳﺘﺜﻨﺎء، وﻗﺪ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﺪاه إﻟﻰ اﻷﻃﺮاف اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ، وﻳـﻔـﺘـﺢ اﻷﺑـــــﻮاب أﻣـــﺎم ﻛﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت، دون اﻛﺘﺮاث أو ﻣﺒﺎﻻة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻞ وﻓﺮﺿﻪ، ودون أن ﻳﻠﻤﺲ اﻟﺸﻌﺐ ﻣـــﻦ اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺎت اﳌــﺤــﻠــﻴــﺔ واﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺪﻋــﻲ ﺣـﺮﺻـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻮﺿﻊ وﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻤﺴﺎرات اﻟﻮﻓﺎق، أي إﺟﺮاءات اﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟـــﺎدة ﺗﻄﻤﺌﻦ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺿﺮه وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ، وﺗﺠﻨﺐ اﻟﺒﻼد ﻫﺬا اﳌﻨﺰﻟﻖ اﻟﺨﻄﻴﺮ ﻧﺤﻮ اﳌﺠﻬﻮل«، ﻣﺒﺮزﴽ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق أن اﻟــﺤــﻮارات اﻟﺘﻲ ﺟـﺮت ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ، ﻣـﺮورﴽ ﺑﺠﻨﻴﻒ واﻟﺼﺨﻴﺮات وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻧﺘﻬﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﺤﺒﺮ ﻋﻠﻰ ورق.
وأﺑــــﺮز ﺣـﻔـﺘـﺮ أن ﻗــﻴــﺎدة اﻟﺠﻴﺶ ﻋﻤﺪت ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم، ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوز اﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺎل أﻣﺪﻫﺎ، ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﳌﻜﺜﻒ واﳌﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ، وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﻣﻊ اﻟﺪول اﳌﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ وﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻟــﻠــﺪﻋــﻢ ﻓـــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ، وﺗـﻘـﺪﻳـﻢ اﳌﺒﺎدرات ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻣﺎم، واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ إﻃﺎﻟﺔ أﻣﺪ اﻷزﻣﺔ، واﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺸﻌﺐ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ، ﻣـــﻊ اﻟــﺘــﻨــﺒــﻴــﻪ إﻟــــﻰ ﺿــــﺮورة اﻹﺳــــــﺮاع ﻓـــﻲ دﻓــــﻊ اﻷﻃــــــﺮاف اﻟـﻠـﻴـﺒـﻴـﺔ اﳌــﺘــﺼــﺎرﻋــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ إﻟــــﻰ ﺣـﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮل ﻳﻮم أﻣﺲ، واﺗﺨﺎذ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﻣﻦ إﺟــﺮاءات ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت رﺋـــﺎﺳـــﻴـــﺔ وﺗــﺸــﺮﻳــﻌــﻴــﺔ ﻓـﻲ أﺳــﺮع وﻗــﺖ ﻣﻤﻜﻦ، وذﻟــﻚ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
وأﺿـﺎف ﻣﺴﺘﺪرﻛﴼ أن »اﻟﺘﺮاﺧﻲ اﻷﻣـــﻤـــﻲ واﻟــﻌــﻨــﺎد اﳌــﺤــﻠــﻲ، وﺗـﻐـﻠـﻴـﺐ اﻟﺬات ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺸﻌﺐ، أدت ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻧﻘﻀﺎء اﻷﺟﻞ دون ﺗـﻘـﺪﻳـﻢ أي ﺿــﻤــﺎﻧــﺎت ﺗـــﺆدي إﻟـــﻰ ﺣﻞ ﺷــﺎﻣــﻞ وﻋـــــﺎدل، ﺣــﺘــﻰ ﺑــﻠــﻎ اﻷﻣــــﺮ ﺣﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟﻮﻋﻴﺪ ﺿﺪ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟــﻠــﻘــﻮات اﳌـﺴـﻠـﺤـﺔ ﺑــﺎﺗــﺨــﺎذ إﺟــــﺮاءات دوﻟــﻴــﺔ ﺻــﺎرﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺘــﻬــﺎ، إذا ﻣــــﺎ أﻗــــﺪﻣــــﺖ ﻋـــﻠـــﻰ أي ﺧـــﻄـــﻮة ﺧــــﺎرج ﻧﻄﺎق اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ«.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺘــﻪ، ﻗــــﺎل اﻟــﻌــﻤــﻴــﺪ أﺣـﻤـﺪ اﳌــﺴــﻤــﺎري، اﻟــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ ﺑـﺎﺳـﻢ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ، ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ« إن ﻗــﻮات اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗـــﺄﻫـــﺐ ﻣــﻨــﺬ أرﺑـــــﻊ ﺳـــﻨـــﻮات، و»ﻧــﺤــﻦ رﻫـــﻦ أواﻣـــــﺮ اﻟــﺸــﻌــﺐ ﻣــﺘــﻰ ﻃــﻠــﺐ ﻣﻨﺎ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺤﺴﻢ اﻷﻣﺮ وإﻧﻬﺎء اﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ... ﻧﺤﻦ ﺟﺎﻫﺰون«.
وﺑﺴﺆاﻟﻪ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺠﻴﺶ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺧــﺮوج ﻣﻈﺎﻫﺮات ﺷـﻌـﺒـﻴـﺔ ﺣـــﺎﺷـــﺪة ﻟــﺘــﻔــﻮﻳــﻀــﻪ، أﺟـــﺎب اﳌﺴﻤﺎري ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب: »ﻧﻌﻢ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟــﻰ أن ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺗــﻮﻛــﺮ ﺳﺘﺸﻬﺪ اﻟـﻴـﻮم ﺣﻔﻞ ﺗﺨﺮﻳﺞ أﻛﺒﺮ دﻓﻌﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮد ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻗﺎل إﻧﻪ ﺳﻴﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟـــﻬـــﻮاء ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة، ﺑــﺤــﻀــﻮر ﻣﺨﺘﻠﻒ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋــﻼم واﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻷﺟﻨﺒﻴﺔ.
ﺑـــــــــﺪوره، أﻋـــﻠـــﻦ اﻟــﻌــﻘــﻴــﺪ ﻣــﻴــﻠــﻮد اﻟــــــــــــﺰوي، اﳌــــﺘــــﺤــــﺪث ﺑــــﺎﺳــــﻢ اﻟــــﻘــــﻮات اﻟﺨﺎﺻﺔ )اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ( اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ، أن ﺗـﺤـﺮﻛـﺎت اﻟـﺠـﻴـﺶ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ وﺿﻌﺖ ﺗﺤﺖ ﻣﺎ وﺻﻔﻪ ﺑـ»ﺑﻨﺪ اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ«، وﻗﺎل إن »ﻗــﻴــﺎدة ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻗــﺮرت رﻓــﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺄﻫﺐ اﻟﻘﺼﻮى ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮﺣﺪات اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ، واﻟـﺠـﻴـﺶ ﺳﻴﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ودون إراﻗﺔ ﻗﻄﺮة دم واﺣﺪة«، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺤﺚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﻴﺸﻬﻢ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻃﻮق اﻟﻨﺠﺎة«، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ.
ﻓـــــــﻲ اﳌــــــﻘــــــﺎﺑــــــﻞ، ﺗــــﺠــــﺎﻫــــﻞ ﻓـــﺎﺋـــﺰ اﻟــــــﺴــــــﺮاج، رﺋــــﻴــــﺲ ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟــــﻮﻓــــﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻮرات واﻋﺘﺒﺮ ﻋﻘﺐ زﻳﺎرﺗﻪ اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ إﻟـﻰ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، اﻟﺘﻘﻰ ﻓـﻴـﻬـﺎ رﺋــﻴــﺲ ﺣـﻜـﻮﻣـﺘـﻬـﺎ، أن »اﺗــﻔــﺎق اﻟﺼﺨﻴﺮات ﻳﻤﺜﻞ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ اﻟــﺘــﻮاﻓــﻖ، وﻟـــﻪ ﻣــﻦ اﻵﻟــﻴــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻤــﻜــﻨــﻪ ﻣـــﻦ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ ذﻟـــﻚ ﺑﺤﻞ أي اﻧــﺴــﺪاد ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ، وﻻ ﻳـﻮﺟـﺪ ﺣﻞ ﻋﺴﻜﺮي ﻟﻸزﻣﺔ«.
وﻗﺎل اﻟﺴﺮاج إن »اﻟﻄﺮﻓﲔ رﺣﺒﺎ ﺑـــﻤـــﺎ ورد ﻓــــﻲ ﺑـــﻴـــﺎن ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣــــﻦ اﻟــﺪوﻟــﻲ، اﻟـــﺬي ﺻــﺪر ﺑــﺎﻹﺟــﻤــﺎع ﻣﻨﺬ ﻳـــﻮﻣـــﲔ، واﻟــــــﺬي أﻛــــﺪ ﻋــﻠــﻰ اﺳــﺘــﻤــﺮار اﻻﺗــــﻔــــﺎق اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ إﻟـــــﻰ أن ﺗــﺠــﺮى اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ«.
واﺳﺘﻀﺎﻓﺖ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﺴﺎء أﻣﺲ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﴼ ﺛــﻼﺛــﻴــﴼ ﺑــﻤــﺸــﺎرﻛــﺔ وزراء ﺧــﺎرﺟــﻴــﺔ ﻣـﺼـﺮ وﺗــﻮﻧــﺲ واﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ، ﻓــــﻲ إﻃـــــــﺎر ﻣــــﺎ وﺻـــﻔـــﺘـــﻪ اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻴـــﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ، ﺑﺂﻟﻴﺔ دول اﻟـﺠـﻮار اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟــﺜــﻼﺛــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺎ، ﳌــﻨــﺎﻗــﺸــﺔ اﳌــﺴــﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻮﺿﻊ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ. وﻗــﺎﻟــﺖ وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻓـــــﻲ ﺑــــﻴــــﺎن ﻟـــﻬـــﺎ إن اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎع ﻛـــﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﺤﺮك ﻋﻠﻰ اﳌـﺴـﺘـﻮى اﻟـﺜـﻼﺛـﻲ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟـﻘـﺎدﻣـﺔ وآﻟﻴﺎﺗﻬﺎ، وﻟﺪﻋﻢ ﺧﻄﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺤﻞ ﻓـﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وإﺳﻨﺎدﻫﺎ وﻣﺮاﻓﻘﺘﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﻃﺮاف اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑــﺈﻧــﺠــﺎز اﻻﺳــﺘــﺤــﻘــﺎﻗــﺎت اﻟــﺪﺳــﺘــﻮرﻳــﺔ واﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ أﺣﺴﻦ اﻵﺟــﺎل، ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ أﻣﻦ واﺳﺘﻘﺮار ﻟﻴﺒﻴﺎ واﳌﻨﻄﻘﺔ.
وﻛﺎن رﺋﻴﺲ ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة إﻟـﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻏﺴﺎن ﺳـﻼﻣـﺔ، ﻗـﺪ اﺳﺘﺒﻖ ﻛــﻠــﻤــﺔ ﺣــﻔــﺘــﺮ ﺑــﺤــﺚ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷﻃـــــﺮاف ﻋﻠﻰ اﻹﻧـﺼـﺎت ﻷﺻــﻮات ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﻢ، واﻻﻣـــﺘـــﻨـــﺎع ﻋـــﻦ اﻟـــﻘـــﻴـــﺎم ﺑــــﺄي أﻋــﻤــﺎل ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻮض اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻣـــﻮﺿـــﺤـــﴼ أن »اﻻﻧــــﺘــــﺨــــﺎﺑــــﺎت اﻟـــﺤـــﺮة واﻟـــﻨـــﺰﻳـــﻬـــﺔ ﺗـــﺒـــﺸـــﺮ ﺑــــﻌــــﻮدة اﻟــﺤــﻴــﺎة اﳌــﺆﺳــﺴــﻴــﺔ واﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ إﻟــﻰ ﻣﺠﺮاﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، وﻣــﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗـــﻮﻓـــﺮ ﻟــﻠــﺸــﻌــﺐ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ ﻏـــﺎﻳـــﺔ ﻣـﺎ ﻳـﺮﻏـﺐ ﻓـﻴـﻪ، أﻻ وﻫــﻮ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ اﻟﺤﻜﻢ وﻣــﺴــﺘــﻮﻳــﺎت ﻣﻌﻴﺸﻴﺔ ﻻﺋــﻘــﺔ وﺣـﻴـﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ«.
وأﺿـــــــــﺎف ﺳــــﻼﻣــــﺔ أن »اﻟـــﻘـــﺼـــﺪ ﻣـﻦ ﻫــﺬه اﻟﺨﻄﺔ ﻓـﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮاﺣﻠﻬﺎ ﻫــﻮ ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟــﻈــﺮوف اﳌـﻼﺋـﻤـﺔ ﻹﺟــﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﺮة وﻧﺰﻳﻬﺔ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ ﺣــﺮص اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﻣـﻤـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ »ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟــﻔــﻨــﻲ اﻟـــــﻼزم إﻟـــﻰ اﳌـﻔـﻮﺿـﻴـﺔ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟـﻼﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت، وﻫـﻲ ﺗﺤﺎول ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ إﻳﺠﺎد اﻟﻈﺮوف اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ واﻟــﺘــﺸــﺮﻳــﻌــﻴــﺔ واﻷﻣــﻨــﻴــﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻘﺮر إﺟﺮاؤﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٨١٠٢«.
إﻟﻰ ذﻟﻚ، اﺳﺘﻘﺎل ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻌﻴﺐ، اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻷول ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﳌﻮﺟﻮد ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻃﺒﺮق، ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ، ووﺟﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺮﳌﺎن، ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ إن »اﻟﻈﺮوف اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﻬﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻷﻛﻤﻞ«.
ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟـﻚ، ﺗﺤﺪث أﻋﻀﺎء ﻓـــﻲ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟــــﻨــــﻮاب ﻋـــﻦ ﺻــﻌــﻮﺑــﺎت ﺗـﻜـﺘـﻨـﻒ ﺟـﻠـﺴـﺘـﻪ اﳌــﺰﻣــﻊ ﻋــﻘــﺪﻫــﺎ ﻏــﺪﴽ اﻟﺜﻼﺛﺎء ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ اﻹﺟـــﺮاءات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬ ﻣـــﻘـــﺘـــﺮح ﺗـــﻌـــﺪﻳــــﻞ اﻻﺗــــﻔــــﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، اﳌﻘﺪم ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﻣﻤﻴﺔ، وﺗﻌﻴﲔ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي.
ﻣـــــﻦ ﺟـــﻬـــﺔ أﺧــــــــــﺮى، اﺳـــﺘـــﻨـــﻜـــﺮت ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟــﺴــﺮاج ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت رﺋﻴﺲ اﻟــــــﻮزراء اﻟـﺘـﺸـﻴـﻜـﻲ اﻟــﺘــﻲ أﻋــﻠــﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻋـــــﺘـــــﺰاﻣـــــﻪ إرﺳـــــــــــﺎل ﻋـــﺴـــﻜـــﺮﻳـــﲔ إﻟــــﻰ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ ﻓـــﻲ إﻃــــﺎر ﺟــﻬــﻮد وﻗـــﻒ ﺗـﺪﻓـﻖ اﳌـﻬـﺎﺟـﺮﻳـﻦ ﻋـﺒـﺮﻫـﺎ إﻟـــﻰ دول أوروﺑـــﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أوردﺗــﻪ دورﻳﺔ »ﺟــﻴــﻨــﺰ« اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ اﳌـﺘـﺨـﺼـﺼـﺔ ﻓــﻲ ﺷــــﺆون اﻟـــﺪﻓـــﺎع. وأﻋـــﺮﺑـــﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻦ اﺳﺘﻐﺮاﺑﻬﺎ ﻣــــﻦ ﺗـــﺼـــﺮﻳـــﺤـــﺎت رﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟﺘﺸﻴﻜﻴﺔ، وأﻛـﺪت ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺳﻴﺎدة دوﻟــــــﺔ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ واﺳـــﺘـــﻘـــﻼﻟـــﻬـــﺎ ووﺣـــــﺪة أراﺿﻴﻬﺎ، ورأت أن اﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓــﻘــﻂ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪة اﻟـﻠـﻮﺟـﻴـﺴـﺘـﻴـﺔ واﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻴﺔ، وﻓﻘﴼ ﳌﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌﻮﻗﻌﺔ.
وﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺘﺼﻞ، ﻗﺎل ﻃﻼل ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﳌﻴﻬﻮب، رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع واﻷﻣــــﻦ اﻟــﻘــﻮﻣــﻲ ﻓــﻲ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟــﻨــﻮاب اﻟﻠﻴﺒﻲ، إن اﻟﺒﺮﳌﺎن اﳌﻌﺘﺮف ﺑﻪ دوﻟﻴﴼ، اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺒﺮق ﺑﺄﻗﺼﻰ اﻟــﺸــﺮق اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ ﻣــﻘــﺮﴽ ﻟــﻪ ﺳــﻴــﺪﻋــﻢ أي ﺗــــﺤــــﺮك ﻟــﻠــﺠــﻴــﺶ ﻹﻧــــﻬــــﺎء اﻟـــﻔـــﻮﺿـــﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﻛــﺸــﻒ ﻃــــﻼل، ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت ﺧــﺎﺻــﺔ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ«، أﻣــﺲ، أن »اﻟـــﻌـــﺎﺻـــﻤـــﺔ ﻃـــﺮاﺑـــﻠـــﺲ ﺳــﺘــﻜــﻮن ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻮﻋـﺪ ﻣــﻊ اﳌـﺆﺳـﺴـﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺔ«، ﻓـــﻲ إﺷــــــﺎرة واﺿـــﺤـــﺔ إﻟــﻰ اﻋــﺘــﺰام اﻟـﻘـﺎﺋـﺪ اﻟـﻌـﺎم ﻟﻠﺠﻴﺶ اﳌﺸﻴﺮ ﺧــﻠــﻴــﻔــﺔ ﺣــﻔــﺘــﺮ، ﺗــﺤــﺮﻳــﺮ اﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ ﻣـﻦ ﻗــﺒــﻀــﺔ اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮة اﻟﺴﻼح ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات.
واﻟـــﺘـــﻘـــﻰ اﳌـــﻴـــﻬـــﻮب ﻗــﺒــﻞ ﻳــﻮﻣــﲔ اﳌـــﺸـــﻴـــﺮ ﺣـــﻔـــﺘـــﺮ ﺑـــﻤـــﻘـــﺮه ﻓــــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟﺮﺟﻤﺔ ﺧﺎرج ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻨﻐﺎزي، واﻋﺘﺒﺮ أﻧﻪ »ﻻ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ ﻓــﻲ ﻇـــﻞ ﺳــﻴــﻄــﺮة ووﺟـــﻮد اﳌــﻴــﻠــﺸــﻴــﺎت اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ«، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟــﻰ أن »اﻟـﻜـﻠـﻤـﺔ اﻟـﻔـﺼـﻞ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـﺼـﺪد ﺳـﺘـﻜـﻮن ﻟـﻠـﺸـﺎرع اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ«. ورﻏـــﻢ أن ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣـــــﻦ أﺻـــــﺪر أﺧـــﻴـــﺮا ﺑـﻴـﺎﻧـﺎ اﺣـﺘـﻮى ﻋﻠﻰ رﺳـﺎﻟـﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ اﻹﻗــﺪام ﻋﻠﻰ أي ﻋـﻤـﻞ ﻋـﺴـﻜـﺮي، ﻓــﺈن اﳌـﻴـﻬـﻮب ﻗـﺎل ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ إن »ﻛﻞ اﻟﺨﻴﺎرات اﻋﺘﺒﺎرا ﻣﻦ أﻣـﺲ )ﻣﻮﻋﺪ اﻧﺘﻬﺎء وﻻﻳــﺔ اﺗﻔﺎق اﻟـــﺼـــﺨـــﻴـــﺮات( ﺑـــﺎﺗـــﺖ ﻣــﻔــﺘــﻮﺣــﺔ أﻣـــﺎم اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ«.
وﺣﻮل ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻔﺘﺮ اﳌﺘﻠﻔﺰة اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ أن اﻟﺤﺴﻢ ﻟﻠﺸﻌﺐ، ﻗﺎل اﳌﻴﻬﻮب إﻧﻬﺎ »ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ رأي اﻟﺸﺎرع اﻟــﻠــﻴــﺒـــﻲ اﻟـــــﺮاﻓـــــﺾ ﻟــﻠــﺠــﺴــﻢ اﻟــــﺮاﻋــــﻲ ﻟﻺرﻫﺎب.