»ﺣﻠﻢ اﻟﻌﻮدة« ﻣﻦ رﻳﻒ إدﻟﺐ إﻟﻰ ﺷﺮق ﺣﻠﺐ ...........................
ﻗــﺒــﻞ ﻋــــﺎم، ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ ﺣﻠﺐ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﻮﻋـــﺪ ﻣــــﻊ ﺣــﻤــﻠــﺔ ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﻓـﺘـﻜـﺖ ﺑـﻤـﺪﻧـﻴـﲔ وأﺳـــﺪﻟـــﺖ اﻟـﺴـﺘـﺎر ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ ﻣــﻬــﻤــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﺼـــﺮاع اﻟﺴﻮري، اﻧﺘﻬﻰ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻮد ﻓﺼﺎﺋﻞ اﳌــــﻌــــﺎرﺿــــﺔ اﳌـــﺴـــﻠـــﺤـــﺔ اﻟــــﺴــــﻮرﻳــــﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻵﻻف اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﺐ وﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، اﻟﺬي دام ﻗﺮاﺑﺔ ٤ أﻋﻮام ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻮرة.
ﻛــﻴــﻒ ﻳــــﺮى ﻧــﺸــﻄــﺎء ﺣـﻠـﺒـﻴـﻮن ﻧﺰﺣﻮا إﻟﻰ رﻳﻔﻲ إدﻟﺐ وﻏﺮب ﺣﻠﺐ ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ واﻟــﻮﺿــﻊ اﻟــﺮاﻫــﻦ ﺑﻌﺪ ﻣــﺮور ﺳﻨﺔ؟ ﺗﻘﻮل اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻋﻔﺮاء ﻫﺎﺷﻢ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«: »ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ أﻳﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﻣﺆﳌﺔ ﺟﺪﴽ ﻟﻨﺎ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻠﻤﻨﺎ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺒﺮﻧﺎ وﺗﺮﺑﻴﻨﺎ وﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺗﺨﻔﻖ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ، ﻻ أﻋﺮف أﻫﻲ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻔﺮح ﻟﺨﺮوﺟﻨﺎ ﻣــــﻦ ﻗــﻠــﺐ اﻟـــﺤـــﺼـــﺎر واﳌـــــــﻮت ﺗـﺤـﺖ اﻟﻘﺼﻒ؟ أم اﻟـﺤـﺰن ﻷﻧـﻨـﺎ ﺳﻨﺨﺮج ﻣـﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻨﺎ ﻣﻬﺠﺮﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟــﺪﻣــﻌــﺔ ﺗــﺤــﺒــﺲ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﲔ ﻟــﺮؤﻳــﺔ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻳﻮدﻋﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﴼ؟«.
وﺗﻀﻴﻒ: »ﻛﻨﺖ أرى أن اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺗــﺒــﻜــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺧـــﺮوﺟـــﻨـــﺎ ﻣــﻨــﻬــﺎ رﻏــﻢ اﻟــﺤــﺼــﺎر واﻟـــﺠـــﻮع واﻟــﻘــﺼــﻒ ﺑﻜﻞ اﻷﺳﻠﺤﺔ، وﻛﻢ ﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ أﺑﻘﻰ، ﻟــﻜــﻨــﻨــﺎ ﺧــﺮﺟــﻨــﺎ ﺑــﺘــﺨــﺎذل اﻟـﺠـﻤـﻴـﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ، وﻛﺎﻧﺖ أﺻﻌﺐ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻌﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﺒﺎﺻﺎت ﻟﻨﻘﻠﻨﺎ ﺧﺎرج ﺣﻠﺐ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ دﻗﺎﺋﻖ ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺴﺎن ﺗﺮك ﻣﻨﺰﻟﻪ وﺗﺮك ﺳﻨﲔ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺧﺮج ﻣﺠﺒﺮﴽ«.
وﺗـﻀـﻴـﻒ ودﻣــﻮﻋــﻬــﺎ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ: »داﺋﻤﴼ ﻧﺸﺘﺎق ﻟﺒﻴﻮﺗﻨﺎ، ﻟــﺤــﺎرﺗــﻨــﺎ اﳌـــﺪﻣـــﺮة، ﻟـــﺸـــﻮارع وأزﻗـــﺔ ﺣﻠﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، وأﺷﺘﺎق ﻷﺻﺪﻗﺎﺋﻲ اﻟــﺬﻳــﻦ اﺳـﺘـﺸـﻬـﺪوا أﻣــﺎﻣــﻲ ودﻓــﻨــﻮا ﺑﺤﻠﺐ، وﻟــﻢ ﻧﻌﺪ ﻧـﺮاﻫـﻢ ﺣﺘﻰ وﻫﻢ ﺗﺤﺖ اﻟﺘﺮاب«.
وﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻋﺎﻳﺶ ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ أﻳــــﻀــــﴼ اﳌــــﺼــــﻮر اﻹﻋـــــﻼﻣـــــﻲ ﺑــﺎﺳــﻢ اﻷﻳــﻮﺑــﻲ، وﻫــﻮ أﺣــﺪ اﻟـﺨـﺎرﺟـﲔ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺎر ﻧﺤﻮ اﻟﺮﻳﻒ اﻟﻐﺮﺑﻲ. ﻳﻘﻮل ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــــﻂ«: »ﻛـﺎﻧـﺖ اﻷﻳــﺎم اﻷﺧـــﻴـــﺮة اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺸـﺘـﻬـﺎ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺣﻠﺐ ﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﺻﻌﺒﺔ ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﲔ أﻧﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮة، وذﻟﻚ ﳌــﺎ ﻓـﻌـﻠـﺘـﻪ ﺻـــﻮارﻳـــﺦ ﻗــــﻮات اﻟـﻨـﻈـﺎم ﺑـــﺄﺟـــﺴـــﺎد اﳌـــﺪﻧـــﻴـــﲔ داﺧـــــﻞ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ واﻟﺼﻤﺖ اﻟﺪوﻟﻲ إزاء ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻨﺎ«. وﻳﺘﺎﺑﻊ: »ﺣـﺎوﻟـﺖ إﺧــﺮاج أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻣﻌﻲ ﻟﺨﺎرﺟﻬﺎ، ﻷﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﺳﺄﻋﻮد إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺛــﺎﻧــﻴــﺔ، ﻛـﻤـﺼـﻮر ﺣــﺎوﻟــﺖ أن أوﺛــــﻖ ﻛـــﻞ ﻣـــﺎ أﺳــﺘــﻄــﻴــﻊ رؤﻳـــﺘـــﻪ ﻣﻦ اﻟــﺸــﻮارع واﻷﺣــﻴــﺎء اﻟـﻠـﻲ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ، ﻟـﻜـﻦ ﻟــﻸﺳــﻒ ﻟــﻢ أﺳـﺘـﻄـﻊ أن آﺧـﺬ ﻣﻌﻲ ذﻛﺮﻳﺎت ﻣﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﺐ ﺳـﻮى ﻛﺎﻣﻴﺮﺗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﺼﻮر واﳌــﻘــﺎﻃــﻊ اﳌــﺮﺋــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺻــﻮرﺗــﻬــﺎ داﺧﻞ ﺣﻠﺐ«.
وﻳﺮوي ﺑﺎﺳﻢ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﻟﺤﻈﺎت اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﺮﻳﻒ اﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻗﺎﺋﻼ: »ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺨﻴﺮ وﺳﻼم، وﺧﺮج ﻣﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة وﻫﻮ اﻟﺮﺑﺢ اﻷﻛﺒﺮ اﻟـﺬي ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﻠﺐ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻫﺬا اﻟﺮﺑﺢ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻔﺮاق واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﳌﻨﺰل واﻟﺤﻲ واﻷرض واﻟﺘﺮاب، وﻫﻮ أﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻤﻠﻜﻪ، ﻓﺎﳌﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻸﺳﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺪﴽ ﺻﻌﺒﺔ، إﻣﺎ اﳌﻮت ﻋﻠﻰ أرﺿﻚ أو اﻟﺒﻘﺎء ﺣﻴﴼ ﺧﺎرﺟﻬﺎ«.
ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﺘﺤﺪث اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ رﺷﺎ ﻧﺼﺮ ﻋﻦ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ أﻣﻀﺘﻬﺎ داﺧﻞ ﺣﻠﺐ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺤﺼﺎر، وﺗﻘﻮل: »اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺐ ﻟﻦ ﻳﻤﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ، ﻟﻘﺪ ﻋـﺎﻧـﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ اﻟــﺤــﺼــﺎر واﻟـــﺠـــﻮع واﻟـــﺒـــﺮد وﻓـــﻮق ذﻟـﻚ اﻟﻘﺼﻒ، ﻟﻘﺪ ﻗﺼﻔﻨﺎ اﻟﻄﻴﺮان ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ وﺟﻨﻮﻧﻲ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺎﺋﺮات ﻻ ﺗﻬﺪأ، ﻏﺎرات ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﺎﻋﺔ«.
وﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﻐﺎرات »ﻛﺎﻧﺖ ﺗــــﺴــــﺘــــﻬــــﺪف اﳌـــــﻨـــــﺸـــــﺂت اﻟـــﺼـــﺤـــﻴـــﺔ واﳌــﺸــﺎﻓــﻲ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ أي وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة، واﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺎﺑﻊ وﺷﺎﻫﺪ ﻛﻴﻒ ﻗﺼﻒ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟــﻘــﺪس اﻟــﻮﺣــﻴــﺪ، اﻷﻣــــﺮ اﻟــــﺬي أدى ﻟﺨﺮوﺟﻪ ﻋـﻦ اﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﻌﺪ ارﺗﻜﺎب ﻣﺠﺰرة ﻣﺮوﻋﺔ ﺑﺤﻖ ﻛﺎدره ﻣﻦ أﻃﺒﺎء وﻣﻤﺮﺿﲔ وﻣﺮاﺟﻌﲔ«.
ﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣــﺮ، اﺳﺘﻬﺪاف اﻷﻓـﺮان وﻣــــﺴــــﺘــــﻮدﻋــــﺎت اﻹﻏـــــﺎﺛـــــﺔ اﻟــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﻟــﻠــﻤــﻨــﻈــﻤــﺎت اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ وإﺗـــــﻼف ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻏﺬاﺋﻴﺔ وأدوﻳﺔ وﺣﻠﻴﺐ أﻃﻔﺎل ﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﺤﺎﺻﺮﻳﻦ.
ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺳــﻘــﻮط ﺣــﻠــﺐ، ﺗــﺼــﺎﻋــﺪت اﻟـﺤـﻤـﻠـﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻨﻮف اﻷﺳﻠﺤﺔ اﳌـــﺤـــﺮﻣـــﺔ دوﻟــــﻴــــﴼ ﻣــــﻦ اﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ اﻻرﺗـﺠـﺎﺟـﻴـﺔ واﻟـﻘـﻨـﺎﺑـﻞ اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺔ واﻟــﺒــﺮاﻣــﻴــﻞ اﳌــﺘــﻔــﺠــﺮة، اﻷﻣــــﺮ اﻟــﺬي رﻓﻊ أﻋﺪاد اﻟﺸﻬﺪاء واﻟﺠﺮﺣﻰ ﺧﻼل اﻟــﻴــﻮم اﻟــﻮاﺣــﺪ وﺷــﻜــﻞ ﻋـﺒـﺌـﴼ ﻫـﺎﺋـﻼ ﻋﻠﻰ ﻓﺮق اﻹﻧﻘﺎذ واﻟﺪﻓﺎع اﳌﺪﻧﻲ.
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻼق وﻫـﻮ أﺣﺪ ﻛــــﻮادر اﻟــﺪﻓــﺎع اﳌــﺪﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻷﺣــﻴــﺎء اﻟــﺸــﺮﻗــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﺣــﻠــﺐ ﻳــــﺮوي أﺣــﺪاﺛــﴼ ﻣﺆﳌﺔ ﻋﻦ اﻷﻳــﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﻠﺐ، وﻛــﻴــﻒ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻓــــﺮق اﻹﻧـــﻘـــﺎذ ﺗـﻜـﺎﺑـﺪ اﳌﻌﺎﻧﺎة واﻷﻟﻢ ﻓﻲ اﻧﺘﺸﺎل اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ أﻣﺎم ﺣﺠﻢ اﻟﻘﺼﻒ اﻟﻬﺎﺋﻞ.
ﻳﻘﻮل اﻟﺤﻼق إن »اﻷﻳﺎم اﻟﻌﺸﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻔﺮﻳﻖ دﻓﺎع ﻣﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﳌﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻗــﺼــﻒ ﻋـﻨـﻴـﻒ ﺟــــﺪﴽ، ﺣــﻴــﺚ ﻟــﻢ ﻧﻌﺪ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻊ ﺗــﻘــﺪم اﻟــﻨــﻈــﺎم وﻣـﻴـﻠـﻴـﺸـﻴـﺎت إﻳـــﺮان وﺣﺰب اﻟﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﻛﻨﺎ ﻧﻀﻄﺮ إﻟــﻰ اﻟــﺘــﺮاﺟــﻊ، ﺣـﻴـﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺸﺮات اﻟﺠﺜﺚ ﺑﻘﻴﺖ ﺗﺤﺖ اﻷﻧـﻘـﺎض وﻟـﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ اﻧﺘﺸﺎﻟﻬﺎ«. وﻳﻀﻴﻒ: »ﻓــﻲ اﻟـﺴـﺎﻋـﺎت اﻷﺧـﻴـﺮة، أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺘﺤﺮك دون آﻟﻴﺎت ﺟﺮاء ﻓــﻘــﺪان اﻟــﻮﻗــﻮد وأﺻـﺒـﺤـﻨـﺎ ﻧﻨﺘﺸﻞ اﻟــــﺸــــﻬــــﺪاء واﻟــــﺠــــﺮﺣــــﻰ ﺑـــﺄﻳـــﺪﻳـــﻨـــﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺳﻮى ﻣﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪاﻧﻲ وﺣﻴﺪ وﻻ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت ﺟﺮاء ارﺗﻔﺎع ﻋﺪد اﻟﺠﺮﺣﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق ﺟــﺮاء اﻟﻘﺼﻒ اﻟﻌﻨﻘﻮدي«.
وﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟـﺤــﻼق: »ﻟﻨﺎ أﻣــﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻮدة ﻳﻮﻣﴼ ﻣﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻨﺎ ﺣﻠﺐ ﺑــﻌــﺪ ﻋــــﺎم ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﻬــﺠــﻴــﺮ، ﻓــﻬــﻲ ﻟـﻦ ﺗﻨﺴﻰ ﻣــﻦ ﺿـﺤـﻰ ﻣــﻦ أﺑـﻨـﺎﺋـﻬـﺎ ﻣﻦ أﺟـﻠـﻬـﺎ، وﻗــﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺟـﺪراﻧـﻬـﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺣﻴﻞ: راﺟﻌﲔ ﻳﺎ ﺣﻠﺐ«.
ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ٢٢ ﻣـﻦ ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٦١٠٢ ﻳﻮﻣﴼ ﻋﺎدﻳﴼ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة أﻫﺎﻟﻲ ﺷﺮق ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ، ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ارﺗﺒﻂ ﺑﻤﺄﺳﺎة ﻻ ﺗﺰال ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﺰوﺣﻬﻢ ﻓﻲ رﻳﻒ إدﻟﺐ.