اﻟﺠﺰاﺋﺮ: زﻋﻴﻢ »ﺣﻤﺲ« ﻳﺮﺟﺢ ﺧﻼﻓﺔ أوﻳﺤﻴﻰ ﻟﺒﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ
ﺗﻮﻗﻊ زﻋﻴﻢ ﺣﺰب »ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺴــﻠــﻢ« اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮي ﻋﺒﺪ اﻟـــــــﺮازق ﻣـــﻘـــﺮي، أن ﻳــﺘــﺮﺷــﺢ رﺋــﻴــﺲ اﻟــــﻮزراء أﺣـﻤـﺪ أوﻳـﺤـﻴـﻰ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﳌـﻘـﺮرة ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ٩١٠٢، ﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑـﻮﺗـﻔـﻠـﻴـﻘـﺔ، وﻫـــﻮ اﻟــﺴــﻴــﻨــﺎرﻳــﻮ اﻟـــﺬي ﻳــﺮﻓــﻀــﻪ ﺑــﺸــﺪة اﻷﻣــــﲔ اﻟــﻌــﺎم ﻟـﺤـﺰب اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ« ﺟﻤﺎل وﻟﺪ ﻋﺒﺎس.
وﻗــــــــﺎل ﻣــــﻘــــﺮي ﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻴـــﲔ إن أوﻳـــﺤـــﻴـــﻰ »ﺳـــﻴـــﻜـــﻮن ﻋـــﻠـــﻰ اﻷرﺟـــــﺢ ﻣــــﺮﺷــــﺢ اﻟــــﻨــــﻈــــﺎم ﻓـــــﻲ اﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ«. ورﺟﺢ ﻋﺪم ﺗﺮﺷﺢ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺧﺎﻣﺴﺔ، ﺑﺤﺠﺔ أﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ وأن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ رأس ﻳﺆدي وﻇﺎﺋﻔﻪ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻛــﺎﻣــﻠــﺔ. وﺗــﻮﻗــﻒ ﺑـﻮﺗـﻔـﻠـﻴـﻘـﺔ ﻋــﻦ أداء ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋـﺎدي ﻣﻨﺬ ٣١٠٢ ﺣﲔ أﺻــــﻴــــﺐ ﺑــﺠــﻠــﻄــﺔ دﻣــــﺎﻏــــﻴــــﺔ أﻓـــﻘـــﺪﺗـــﻪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺣﻮاﺳﻪ.
وﻟـﻢ ﻳﺒﺪ ﻋﻠﻰ أوﻳﺤﻴﻰ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺨﻼﻓﺔ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ، ﻛﻠﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع، ﻳﻘﻮل إﻧــﻪ ﻟـﻦ ﻳﻨﺎﻓﺲ أﺑــﺪﴽ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ إذا أراد اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ. وﻓﻬﻢ ﻣـــﻦ ﻛـــﻼﻣـــﻪ أﻧــــﻪ ﻳــﺨــﺸــﻰ »اﻟــﺘــﺼــﻔــﻴــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ« ﻟـــﻮ ﺗــﺠــﺮأ وﺟــﻬــﺮ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺤﻜﻢ.
وﻗــــﺒــــﻞ ﺳــــﻨــــﻮات ﻗــــــﺎل أوﻳـــﺤـــﻴـــﻰ إن »اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ ﻣــﻮﻋــﺪ ﺑـــﲔ اﻟـﺸـﺨـﺺ وﻗــــﺪره«. وﻗـــﺎل ﻣـﺮاﻗـﺒـﻮن ﻳﻮﻣﻬﺎ إﻧﻪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ أﻣﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﺼﺒﺢ رﺋﻴﺴﴼ. وأﺛـﺎر ذﻟﻚ ﺟـﺪﻻ ﻛﺒﻴﺮﴽ دﻓﻊ أوﻳﺤﻴﻰ إﻟﻰ إﺻﺪار »ﺗﻮﺿﻴﺢ« أﻛﺪ ﻓﻴﻪ وﻻءه اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﺒﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ.
واﻟﺜﺎﺑﺖ أن أوﻳﺤﻴﻰ رﺟـﻞ ذﻛﻲ و»ﻳﻌﺮف ﺣﺠﻤﻪ« ﺟﻴﺪﴽ. ﻓﻔﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺤﻜﻢ، ﻳـﺪرك أوﻳﺤﻴﻰ اﳌﺼﻴﺮ اﻟﺬي ﻟـﻘـﻴـﻪ ﻣــﺴــﺆوﻟــﻮن ﺳــﺎﺑــﻘــﻮن ﻣــﺎرﺳــﻮا ﻣﻬﺎم ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ، ﳌﺠﺮد ﻇــــﻬــــﻮر ﻋـــــﻼﻣـــــﺎت ﻃــــﻤــــﻮح ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ. وأﺷﻬﺮ ﻫﺆﻻء رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﲔ ١٠٠٢ و٣٠٠٢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ اﻟﺬي أﺑﻌﺪه ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻠﻦ ﺗﺮﺷﺤﻪ ﻟــﻠــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﻋـﺸـﻴـﺔ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ٤٠٠٢. وﻛـــﺎن ﺑــﻦ ﻓـﻠـﻴـﺲ ﻣـﺴـﺘـﻔـﻴـﺪﴽ ﻣــﻦ دﻋـﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻗﻮي ﻟﺮﺋﻴﺲ أرﻛﺎن اﻟﺠﻴﺶ آﻧﺬاك اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﻤﺎري. وﺧﺴﺮ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ واﻟﻀﺎﺑﻂ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺮﻫﺎن، ﺑــﻌــﺪ ﻓــــﻮز ﺑـﻮﺗـﻔـﻠـﻴـﻘـﺔ ﺑـــﻮﻻﻳـــﺔ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ وﺑﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة.
وﻫـــﺎﺟـــﻢ وﻟـــﺪ ﻋـــﺒـــﺎس، أوﻳــﺤــﻴــﻰ ﺑﺸﺪة، وﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ أﺧﻴﺮﴽ إﻧﻪ »ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻨﻜﺮ ﻷﻓﻀﺎل ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻋــﻠــﻴــﻪ، ﻷﻧـــــﻪ ﻳـــﺮﻳـــﺪ أن ﻳــﺴــﺘــﺨــﻠــﻔــﻪ«. ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟـــﻰ وﻟـــﺪ ﻋــﺒــﺎس، ﻳﻌﺘﺒﺮ أوﻳــــﺤــــﻴــــﻰ »ﺻـــﻨـــﻴـــﻌـــﺔ ﺑــﻮﺗــﻔــﻠــﻴــﻘــﺔ«، وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﻓــﻄــﻤــﻮﺣــﻪ اﳌــﻔــﺘــﺮض ﻓﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﻧﻜﺮان ﺟﻤﻴﻞ«، ﻣﻊ أن أوﻳﺤﻴﻰ ﺳﺒﻖ أن ﺗﺮأس اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑــــــﲔ ٥٩٩١ و٧٩٩١ ﻗــــﺒــــﻞ وﺻــــــﻮل ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ٩٩٩١.
وﻋــــﺮف أوﻳـﺤـﻴـﻰ ﺧــﻼل ﺳـﻨـﻮات اﻟـــﺼـــﺮاع ﻣـــﻊ اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ اﳌـﺴـﻠـﺤـﲔ، ﺑﺄﻧﻪ »أﻗﺮب ﻣﺪﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻓــﻲ اﻟــﺠــﻴــﺶ«، ﺑﺤﺠﺔ أﻧـــﻪ »ﺻﻨﻴﻌﺔ ﺟﻨﺮاﻻت اﻟﺠﻴﺶ«، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﻗﺎﺋﺪ اﳌـــﺨـــﺎﺑـــﺮات آﻧــــــﺬاك اﻟــﻀــﺎﺑــﻂ اﻟــﻨــﺎﻓــﺬ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺪﻳﻦ. وﻛـﺎن ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ اﻟﻘﻮل: »أﻧﺎ ﺧﺎدم اﻟﺪوﻟﺔ«. وﻓﺴﺮ ﺧﺼﻮﻣﻪ، وﻫﻢ ﻛﺜﺮ، ﻫﺬا اﻟﻜﻼم، ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ »ﺧﺎدم رﺟﺎل اﻟﻨﻈﺎم«.
ﻳﺸﺎر إﻟﻰ أن أوﻳﺤﻴﻰ ﻫﻮ اﻷﻣﲔ اﻟــــﻌــــﺎم ﻟــــﺤــــﺰب »اﻟـــﺘـــﺠـــﻤـــﻊ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻲ« اﻟــــﺬي وﻗـــﻒ ﻣـﺴـﺎﻧـﺪﴽ ﻟـﺒـﻮﺗـﻔـﻠـﻴـﻘـﺔ ﻓـــﻲ ﻛـــﻞ اﻻﺳــﺘــﺤــﻘــﺎﻗــﺎت اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﻴـــﺔ. ودﻋــــــﻢ ﻛــــﻞ ﺳــﻴــﺎﺳــﺎﺗــﻪ، وآﺧﺮﻫﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﺬي ﺗﻀﻤﻦ زﻳﺎدات ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻮم وﻓﻲ أﺳﻌﺎر ﻣﻮاد وﻣﻨﺘﺠﺎت أﺑﺮزﻫﺎ اﻟﻮﻗﻮد.
وﻳــﻘــﻮل ﻣــﺮاﻗــﺒــﻮن إن ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ اﺳﺘﻨﺠﺪ ﺑﺄوﻳﺤﻴﻰ ﻓﻲ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﳌﺎﺿﻲ، ﻟﻴﺴﻠﻤﻪ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮزراء، ﻷﻧﻪ أﻛﺜﺮ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ »اﳌﻮاﺟﻬﺔ«، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣــﺮ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻗــﺮارات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ.
وﺗــــﻮاﺟــــﻪ اﻟــــﺒــــﻼد ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ أزﻣــــﺔ ﻣـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﺣـــــــــﺎدة، ﺳـــﺘـــﺘـــﺮﺗـــﺐ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻗــــــﺮارات ﻻ ﺗـﺤـﻈـﻰ ﺷـﻌـﺒـﻴـﺔ ﻛـﻮﻗـﻒ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ دﻋـــﻢ اﻷﺳـــﻌـــﺎر. وﻟـــﻦ ﻳﺠﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ أﻓـﻀـﻞ ﻣـﻦ أوﻳـﺤـﻴـﻰ اﻟــﺬي ﺳﺒﻖ أن ﺳﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻇﺮف اﻗﺘﺼﺎدي ﺧﻄﻴﺮ ﻟﻠﻐﺎﻟﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، ﻋــﺎﺟــﺰة ﻋــﻦ اﺳــﺘــﻴــﺮاد ﺷـﺤـﻨـﺔ ﻗﻤﺢ واﺣــــﺪة. واﺿـﻄـﺮﺗـﻬـﺎ اﻟــﻈــﺮوف إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺪاﻧﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﻓﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺮوﻃﴼ ﺻﺎرﻣﺔ، ﻣــﻨــﻬــﺎ ﻏــﻠــﻖ اﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺎت اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ اﻟــﻌــﺎﺟــﺰة، ﻣــﺎ أﻧـﺘـﺞ آﻻف اﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﻋـﻦ اﻟـﻌـﻤـﻞ. وأوﻳـﺤـﻴـﻰ ﻫـﻮ ﻣـﻦ ﻧﻔﺬ ﻫﺬه اﻟﻘﺮارات.