»ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺳﻮﺗﺸﻲ«... ﺛﻼﺛﻲ اﻷوﻫﺎم اﳌﺘﻌﺎرﺿﺔ
ﺑــــﺪاﻳــــﺔ ﻋـــــﺎم ٧١٠٢، ﺑــﺪا أن إﻳــــــﺮان وروﺳــــﻴــــﺎ وﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻓــــــﻲ ﻃــــﺮﻳــــﻘــــﻬــــﻢ ﻧــــﺤــــﻮ ﻓـــﺘـــﺮة ﻣــــــﻦ اﻟـــــــﻌـــــــﺪاء ﻋــــﻠــــﻰ ﺧــﻠــﻔــﻴــﺔ اﻟـــــﺘـــــﻮﺟـــــﺴـــــﺎت اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺨـــﻴـــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻴــﻘــﺔ واﳌـــﺘـــﺒـــﺎدﻟـــﺔ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ. وﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗــﺰال ﺣﻤﻰ ﺗـﺒـﺎدل اﻻﺗـﻬـﺎﻣـﺎت واﻹﻫـﺎﻧـﺎت ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﺑﲔ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣــﻨــﺬ ﺣـــﺎدﺛـــﺔ إﺳـــﻘـــﺎط ﻃــﺎﺋــﺮة روﺳﻴﺔ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ داﺧﻞ اﻷﺟﻮاء اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ. أﻣــﺎ إﻳـــﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓـﻮﻗـﻔـﺘـﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻃــﺮﻓــﻲ ﻧﻘﻴﺾ ﻣﻦ اﻷزﻣـﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ، واﺧﺘﻠﻔﺘﺎ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺑــﻴــﻨــﻬــﻤــﺎ ﺣــــــﻮل ﻣـﺼـﻴـﺮ ﺑــﺸــﺎر اﻷﺳـــﺪ اﻟـــﺬي ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟـﻰ أي وﺟـــﻮد ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻋـﻠـﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ. أﻳﻀﴼ، ﺳﺎورت إﻳﺮان ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻳﺒﺔ ﺣﻴﺎل روﺳﻴﺎ ﻣﻊ إرﺟــﺎء اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎت أﺳﻠﺤﺔ اﺷﺘﺮﺗﻬﺎ ﻃﻬﺮان وﺳـﺪدت ﺛﻤﻨﻬﺎ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻗﻴﻮدﴽ ﻋﻠﻰ اﳌﺤﺎوﻻت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻶﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ داﺧﻞ ﺣﺪود اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺮوﺳﻲ.
ﻣﻊ ﻫﺬا، ﻗﺮب ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم، ﻇﻬﺮت ﺻﻮرة ﺟــﺪﻳــﺪة ﻹﻳـــﺮان وروﺳــﻴــﺎ وﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ أﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺛﻼﺛﻲ ﻳﺮﻣﻲ ﻟﺮﺳﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻹرﻫــﺎب واﻟﺤﺮب. وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟـﻰ، ﻋﻘﺪت اﻟــﺪول اﻟﺜﻼث اﺟﺘﻤﺎع ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺠﻊ ﺳﻮﺗﺸﻲ، وﺻﻔﺘﻪ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋــﻼم اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ دوﻣﴼ إﻟﻰ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻳﺎﻟﻄﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺬي ﻋﻘﺪﺗﻪ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة وﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ وروﺳـــﻴـــﺎ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻗــﺮروا ﺧﻼﻟﻪ »ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ« ﻓـﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب. اﻷﻫﻢ أن اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻘﻤﺔ ﺟﻤﻊ ﺑﲔ ﻛﺒﺎر اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ واﻟﺘﻲ ﻋﻜﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ.
وﺗـﻤـﺜـﻠـﺖ اﻟـﻨـﻘـﻄـﺔ اﻷﻫــــﻢ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻤﺨﻀﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻘﻤﺔ ﻓﻲ اﺗﻔﺎق إﻳــﺮان وروﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو، ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻌﻠﻴﴼ إﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﺨﻔﺾ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ، ﻣﻊ ﺳﻴﻄﺮة ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ واﺣــﺪة ﻣﻦ ﻫـﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ وﺗﺮك اﻻﺛﻨﺘﲔ اﳌﺘﺒﻘﻴﺘﲔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ اﻷﻛﺮاد واﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻷردن.
ﻛﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻘﻤﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺿﻤﻨﻲ ﺣﻮل إﺑﻘﺎء اﻷﺳﺪ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻟـ٨١ ﺷﻬﺮﴽ أﺧﺮى ﻳﺠﺮي ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺨﻄﺔ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ. اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻷﺳﺪ ﻛﻲ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت وﻳﻤﺮرﻫﺎ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﺸﻜﻠﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ، ﻣﻦ أﺟﻞ إﺿﻔﺎء ﻏﻄﺎء ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ. وﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑــﻮﺿــﻮح ﻗــﺎﺋــﺪ »اﻟـــﺤـــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري« اﻟــﺠــﻨــﺮال ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔﺮي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــﺎل: »ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﺳــــﺪ إﺿــﻔــﺎء ﻃــﺎﺑــﻊ ﻗــﺎﻧــﻮﻧــﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ«، ﻓﻲ إﺷـﺎرة إﻟﻰ »زﻳﻨﺒﻴﻮن« و»ﻓــﺎﻃــﻤــﻴــﻮن« و»ﺣـــــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« واﳌـﻴـﻠـﻴـﺸـﻴـﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺘﻬﺎ إﻳﺮان.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، ﺗﺤﺘﺎج ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى إﻟﻰ اﻷﺳﺪ ﻟﺪﻓﻊ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺨﺎص ﺑﺎﺳﺘﺌﺠﺎرﻫﺎ أﺟﺰاء ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﳌﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻗﺪﻣﴼ. وﻫﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻣـﻦ أﺟــﻞ ﺑﻨﺎء أو ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻗـﻮاﻋـﺪﻫـﺎ اﻟﺠﻮﻳﺔ - اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ. أﻣـﺎ أﻧـﻘـﺮة، ﻓﺘﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ اﻷﺳــﺪ إﻗـﺮار ﻗﺎﻧﻮن ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻹﺑﻘﺎء ﻋــﻠــﻰ ﻗــــﻮات ﻋــﻠــﻰ اﻷراﺿــــﻲ اﻟــــﺴــــﻮرﻳــــﺔ ﻟـــﻌـــﺰل اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻨﻬﺎ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻛﺮدﻳﺔ، وﻛــــﺬﻟــــﻚ اﺗــــﺨــــﺎذ إﺟــــــــﺮاءات ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﺿـــﺪ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﻟﻜﺮدﻳﺔ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ.
وﺗﺪرك أﻧﻘﺮة وﻣﻮﺳﻜﻮ وﻃﻬﺮان ﺟﻴﺪﴽ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﻤﻘﺪور أي ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ اﻹﻗﺮار ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟــﻨــﻤــﻂ ﻣـــﻦ اﻟـــﻮﺟـــﻮد اﻟـــﺬي ﺗﺴﻌﻰ ﺧﻠﻔﻪ روﺳﻴﺎ وإﻳﺮان وﺗــــﺮﻛــــﻴــــﺎ داﺧـــــــــﻞ اﻷراﺿـــــــــﻲ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ. ﺑــﻴــﺪ أﻧـــﻪ ﺑﻤﺠﺮد إﻧـــــﺠـــــﺎز اﻷﺳـــــــــﺪ اﻟــــﺨــــﺪﻣــــﺎت اﻷﺧــــــﻴــــــﺮة اﳌــــﻄــــﻠــــﻮﺑــــﺔ ﻣـــﻨـــﻪ، ﺳﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻮﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﺳﻮف ﻋﻠﻴﻪ.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﺗﺪﻓﻊ أﻧﻘﺮة وﻣﻮﺳﻜﻮ وﻃـﻬـﺮان ﻟﻠﺴﻌﻲ وراء وﺿﻊ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ ﻟــﻠــﻮرﻃــﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ ﺑــﺴــﺮﻋــﺔ، ﻣـﻨـﻬـﺎ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ رﺟـﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏـــﺎن ﻳﻮاﺟﻪ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت رﺋﺎﺳﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻇﻞ دﺳــﺘــﻮر ﺟـﺪﻳـﺪ ﺗﺨﻠﻰ ﻋــﻦ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟـﺒـﺮﳌـﺎﻧـﻲ، وأﻗﺮ ﻣﺤﻠﻪ آﺧﺮ رﺋﺎﺳﻴﴼ ﻳﺮﻛﺰ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺑﻴﺪ ﻣـﻦ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ. وﻳﺒﺪو إردوﻏــﺎن ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻮز، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ اﻟـﺘـﺴـﺎؤل: ﺑــﺄي ﻧﺴﺒﺔ؟ اﻟــﻮاﻗــﻊ أﻧــﻪ ﺣﺎل ﻋﺰوف اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ وﻓﻮز إردوﻏﺎن ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻔﺘﻘﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﻄﻼق ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ »اﻟﺨﻄﺔ اﻟﻜﺒﺮى« اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻻﺣﻘﴼ. واﻟـﻮاﺿـﺢ أن إردوﻏـــﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻮز ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﺒﻴﺮة، وﺗﻜﻤﻦ ﻓﺮﺻﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟــﻚ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟـﺮاﻫـﻦ ﻓـﻲ اﻗﺘﻨﺎص ﻗﻀﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ.
وﺑــــﺎﳌــــﺜــــﻞ، ﻳـــــﻮاﺟـــــﻪ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ اﻟــــﺮوﺳــــﻲ ﻓـﻼدﻳـﻤـﻴـﺮ ﺑــﻮﺗــﲔ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت رﺋــﺎﺳــﻴــﺔ، رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ، اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ. وﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻓﻮزه، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺣﻴﺎل ﺷﻜﻞ ﻓﻮزه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ وﺣﺠﻤﻪ. اﻟﻮاﺿﺢ أن ﺑﻮﺗﲔ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑـﺄدﻧـﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺄﻳﻴﺪ اﻧﺘﺨﺎﺑﻲ. وﻓــﻲ ﻇـﻞ اﻻﺿــﻄــﺮاب اﻟــﺬي ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟـــﺮوﺳـــﻲ وﻋــــﺪم اﺳــﺘــﻌــﺪاد ﻗـــﻮى ﻏــﺮﺑــﻴــﺔ ﳌﻨﺢ روﺳﻴﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻛﻘﻮة ﻋﻈﻤﻰ، ﻳﺤﺘﺎج ﺑﻮﺗﲔ إﻟﻰ ﻧﺼﺮ ﺿﺨﻢ ﻳﺘﻌﺬر ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ اﻟﻴﻮم ﺳﻮى ﻋﺒﺮ إﻗﺮار ﺗﺴﻮﻳﺔ ذﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﻊ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ »دﺣﺮ اﻹرﻫﺎب« داﺧﻞ ﻣﻴﺪان اﻟﻘﺘﺎل. أﻳﻀﴼ، ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻮﺗﲔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﻣـﺸـﺎﻋـﺮ اﻟـﺘـﺬﻣـﺮ ﺑــﲔ اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟــــﺮوس اﻟـﺬﻳـﻦ ﺗـﺸـﻴـﺮ أﻏــﻠــﺐ اﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﺮات إﻟـــﻰ أﻧــﻬــﻢ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻧـﺤـﻮ ٧٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻜــﺎن. ﻛـﺎﻧـﺖ ﺻـﻮر اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﺮوﺳﻴﺔ وﻫﻲ ﺗﻘﺼﻒ ﻣﺪﻧﴼ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ »إﺧـــــﻮة ﻣــﺴــﻠــﻤــﻮن« ﻗــﺪ أﺛـــــﺎرت ﺑــﻌــﺾ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ وﻋﺪم اﻻرﺗﻴﺎح ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﻨﺒﺎت اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺴﻠﻤﺔ داﺧــﻞ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟــﺮوﺳــﻲ. وﻣــﻦ ﺧﻼل ادﻋﺎﺋﻪ ﺑﻮﺟﻮد دوﻟﺘﲔ ﻣﺴﻠﻤﺘﲔ ﻛﺒﺮﻳﲔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺴﻨﻴﺔ وإﻳﺮان اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ، ﺑﺈﻣﻜﺎن ﺑﻮﺗﲔ ﻃﻤﺄﻧﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﺮوس اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﺎ ﺻﻮﺗﻮا ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﺑﺄﻋﺪاد ﺿﺨﻤﺔ.
ﻣـــﻦ ﻧــﺎﺣــﻴــﺔ أﺧـــــﺮى، ﻟــــﺪى إﻳـــــﺮان أﺳــﺒــﺎب ﺧــﺎﺻــﺔ ﺑــﻬــﺎ ﺗــﺪﻋــﻮﻫــﺎ ﻟــﻠــﺮﻏــﺒــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻮﺻــﻞ ﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎت ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ أﺳﺮة »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﺗﻜﺸﻒ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺴﻦ روﺣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ٠١ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( أن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻳﻮاﺟﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﻞ ﻋﺎﻣﴼ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺒﻄﻲء ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻋﺠﺰ ﻗﻴﺎﺳﻲ، وﺗﻀﺨﻢ ﻳﺘﺠﺎوز ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
واﻟﻮاﺿﺢ أن اﻷﻳﺎم ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ أن ﺳﻮرﻳﺎ أﺷﺒﻪ ﺑـ »زواج ﻣﺘﻌﺔ« ﺗﺘﺠﺎوز ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑــﻪ إﻟــﻰ اﻷﺑـــﺪ ﻗـــﺪرة إﻳــــﺮان، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ ﻓــﻲ ﻇﻞ زﻳﺠﺎت أﺧﺮى ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴﻄﲔ واﻟﻴﻤﻦ واﻟﻌﺮاق وﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻓﻔﻲ وﻗﺖ ﺗﻌﺠﺰ إﻳـﺮان ﻋﻦ ﺳـﺪاد رواﺗـﺐ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ ﺑــﺎﻧــﺘــﻈــﺎم، ﻳــﻮاﺟــﻪ إﻧــﻔــﺎق أﻣـــــﻮال ﺿـﺨـﻤـﺔ ﻣﻦ أﺟــﻞ »ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟــﺜــﻮرة« اﻧـﺘـﻘـﺎدات ﺣﺘﻰ داﺧـﻞ »اﳌﺠﻠﺲ اﻹﺳﻼﻣﻲ« اﻟﺬي ﻳﺘﺴﻢ ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﻮداﻋﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. وﺗﻌﻨﻲ زﻳﺎدة اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺗﻀﻴﻴﻖ اﻟــﺨــﻨــﺎق ﻋﻠﻰ ﻣـﺠـﺎﻻت أﺧــﺮى، ﻣـﻊ ﻣﺨﺎﻃﺮة إﺛــﺎرة ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﻂ اﻟﺸﻌﺒﻲ.
وﻋﻠﻴﻪ، ﻧﺠﺪ أن اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪث ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﻋﻦ »ﻧﺼﺮ ﻛﺎﻣﻞ داﺧﻞ ﺳﻮرﻳﺎ« ﻋﻠﻰ أﻣﻞ ﺗﺨﻔﻴﻒ وﺟﻮدﻫﺎ وأﻋﺒﺎﺋﻬﺎ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎك. أﻳـﻀـﴼ ﺗـﺤـﺘـﺎج ﻃــﻬــﺮان إﻟــﻰ أﻧــﻘــﺮة، ﻟـﻴـﺲ ﻓﻘﻂ ﻹﺣـﺪاث اﻧﻘﺴﺎم ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﳌﻌﺴﻜﺮ اﳌﻨﺎوئ ﻟـﻸﺳـﺪ، وإﻧـﻤـﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻹﻟـﺤـﺎق اﻟﻀﻌﻒ ﺑﺤﻠﻒ »اﻟــﻨــﺎﺗــﻮ« ﻓــﻲ ﺟـﻨـﺎﺣـﻪ اﻟــﺸــﺮﻗــﻲ، ﻣــﻊ اﻟـﺴـﻤـﺎح ﻹﻳﺮان ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ داﺧﻞ اﻟﻌﺮاق.
ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ، ﻳﺒﺪو »اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺜﻼﺛﻲ« ﻣﻨﻄﻘﻴﴼ، ذﻟﻚ أن ﻛﻞ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳﺮان ﺗﻮاﺟﻪ ﺿﻐﻮﻃﴼ ﻣﻦ ﻗﻮى ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وﺗﺘﻄﻠﻊ ﻧﺤﻮ ﺳﺒﻞ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺰﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻫﺬه اﻟـﺪول ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺪاﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮم وأوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ روﺳﻴﺎ، واﻟﻘﻸﻗﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ إﻳﺮان داﺧﻞ دول ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋـﺪة، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺘﺮﻛﻲ اﳌﻨﺎﻫﺾ ﻟﻠﻐﺮب اﻵﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ.
إﻻ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ، ﻳﺒﺪو »اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺜﻼﺛﻲ« أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ. ﺗﺎرﻳﺨﻴﴼ، ﺳﺎد اﻟﻌﺪاء واﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ إﻳﺮان وروﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ. وﺑﲔ اﻟﻘﺮﻧﲔ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﺗﻮرﻃﺖ روﺳﻴﺎ وإﻳـــﺮان ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺳﺖ ﺣــﺮوب ﻛـﺒـﺮى. ﻛﻤﺎ ﻏــﺰت ﻗــﻮات روﺳـﻴـﺔ إﻳــﺮان واﺣﺘﻠﺖ أﺟﺰاء ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﺤﺮﺑﲔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺘﲔ اﻷوﻟـﻰ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. وﻓﻲ أواﺧـﺮ أرﺑﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، ﺣﺎوﻟﺖ روﺳﻴﺎ اﺳﺘﻘﻄﺎع أﻗﺎﻟﻴﻢ ﻛﺒﺮى ﻣﻦ إﻳﺮان وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﺗﺪور ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﻧﻔﻮذﻫﺎ.
وﺑﺎﳌﺜﻞ، ﺧﺎﺿﺖ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺣـــــــﺮوب ﻛـــﺒـــﺮى ﺑــــﲔ اﻟـــﻘـــﺮﻧـــﲔ اﻟـــﺜـــﺎﻣـــﻦ ﻋـﺸـﺮ واﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ، وﻛــﺎﻧــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﻳﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﲔ ﺧــﻼل اﻟــﺤــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﻟــــﻰ. وﻋـﻠـﻰ اﻣـﺘـﺪاد ﻋﻘﻮد اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻘﻴﺼﺮﻳﺔ، ﺿﻤﺖ روﺳﻴﺎ ﻣـــﺴـــﺎﺣـــﺎت ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة ﻣــــﻦ اﻷراﺿـــــــــﻲ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺔ إﻟﻴﻬﺎ، ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﺮم اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺰﻋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺪ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، وﺟﻨﻮب اﻟﻘﻮﻗﺎز اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺰﻋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺎرس اﻟﻘﺎﺟﺎرﻳﺔ.
ﻣﻊ ﻫﺬا، ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺣﺪه اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟـــﺬي ﻳـﻘـﻮض إﻣـﻜـﺎﻧـﺎت »اﻟـﺘـﺤـﺎﻟـﻒ اﻟـﺜـﻼﺛـﻲ«، وإﻧــﻤــﺎ ﺗﻔﺼﻞ ﺑــﲔ اﻟــﻘــﻮى اﻟــﺜــﻼث ﻛـﺬﻟـﻚ رؤى ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﺑــﺨــﺼــﻮص اﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ. ﻣـــﻦ ﺟـﻬـﺘـﻪ، ﺑﻨﻰ ﺑﻮﺗﲔ رؤﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة ﻳﺼﻔﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑـــ»وﻫــﻢ ﻳـﻮرآﺳـﻴـﺎ« اﻟـﺠـﻐـﺮاﻓـﻲ، اﻟــﺬي ﺗﺒﻌﴼ ﻟﻪ ﺗﻘﻊ روﺳـﻴـﺎ ﻓـﻲ ﻗﻠﺐ ﻗــﺎرة ﻣﻤﻴﺰة ﻋـﻦ أوروﺑــﺎ وﻋﻦ آﺳﻴﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرﺗﲔ؛ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆﻫﻠﻬﺎ ﻷن ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺪور اﻟﻘﺎﺋﺪ. ورﻏﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺤﺪد ﻟـ »ﻳﻮرآﺳﻴﺎ«، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻔﺘﺮض أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ وﺳﻂ أوروﺑﺎ وﺷﺮﻗﻬﺎ، وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﺟﺒﺎل اﻷورال، ﺑــﺠــﺎﻧــﺐ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ آﺳـــﻴـــﺎ اﻟــﻮﺳــﻄــﻰ وﺳﻴﺒﺮﻳﺎ اﳌﺠﺎورة ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﺎدي. وﺗﺘﻀﻤﻦ اﻷﺟــﺰاء اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ »ﻳﻮرآﺳﻴﺎ«، ﺟـﻨـﻮب اﻟـﻘـﻮﻗـﺎز وإﻳــــﺮان وﺻـــﻮﻻ إﻟــﻰ اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم.
وﻳﺘﻨﺎﻏﻢ »ﻣﺨﻄﻂ ﻳﻮرآﺳﻴﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ« ﻣﻊ أﺳــﻄــﻮرة روﺳــﻴــﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ و»روﻣــــﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ«. وﺗﺮوق ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻷﺻﺤﺎب اﻟﻨﺰﻋﺎت اﻟﺴﻼﻓﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻠﻤﻮن ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺳﻼﻓﻴﺔ ﺗﻘﻮدﻫﺎ روﺳﻴﺎ.
وإذا ﻛــﺎﻧــﺖ رؤﻳـــﺔ ﺑــﻮﺗــﲔ ﺟـــﺮى اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺟﻐﺮاﻓﻲ ﺧﺮاﻓﻲ، ﺗﺄﺗﻲ رؤﻳﺔ إردوﻏﺎن ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺷﺒﻪ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺗﺪور ﺣﻮل »اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة«، وﺗـﻘـﻮم ﻋﻠﻰ ﻓـﻜـﺮة أن اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟـﺘـﻲ ﻛــﺎن ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺎد اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺟــﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ »اﻟــﺘــﻌــﺎون اﻟـــﺤـــﺮ«؛ وذﻟــــﻚ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺴﻼم وﺗﻤﻬﻴﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم اﻟﺮﺧﺎء. وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﳌﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺒﻠﻘﺎن، واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أرﺟﺎء اﻟﻘﻮﻗﺎز واﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺒﺤﺮ ﻗﺰوﻳﻦ واﻟﺪول اﻷﻟﻄﻴﺔ ﻓﻲ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. وﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ، رﺑﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴﴼ ﻟﻬﺎ، إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺪوﴽ ﺑــﺼــﻮرة ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺘﺨﻮض ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻫﺬه اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ادﻋﺎﺋﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻲ اﻹﺳــــﻼم أو اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟـﺘـﺮﻛـﻤـﺎﻧـﻴـﺔ، ﺳﺘﺪﺧﻠﻬﺎ روﺳﻴﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ادﻋـﺎء ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻼﻓﻴﺔ داﺧــﻞ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻞ اﻟﺴﻼف ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻮﻗﺎز وآﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ.
وداﺧـــﻞ اﳌﻨﺎﻃﻖ ذاﺗـﻬـﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ، ﺳﺘﺪﺧﻞ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺰﻋــﻢ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ زﻋــﺎﻣــﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﺴﻨﺔ، ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ إﻳﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺼﻮرة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻺﺳﻼم. وﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ، رﺑﻤﺎ ﺗﻮاﺟﻪ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻊ اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﳌﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﳌﺰﻳﺞ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ اﳌﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن وأﺟـﺰاء ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻗﺎز.
وﻓـــﻲ وﻗـــﺖ اﻋــﺘــﻤــﺪت روﺳــﻴــﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻓﻜﺮة ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ واﺧﺘﺎرت ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻜﺮة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﺗﻤﻴﻞ إﻳـــﺮان ﻓـﻲ ﻇـﻞ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ إﻟــﻰ أﺳﻄﻮرة ﺷﺒﻪ دﻳﻨﻴﺔ ﺟـﺮى اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ »اﻹﺳــــــﻼم اﻟــﻨــﻘــﻲ« اﻟــﻘــﺎﺋــﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺒــﺪأ »وﻻﻳـــﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ«. وﻳﻜﺸﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻦ أﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟـﻸﻓـﻜـﺎر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أن ﺗﺠﻤﻊ اﻟــﻨــﺎس، ﻓــﺈن ﻫﺬه اﻟــﻮﺣــﺪة داﺋــﻤــﴼ ﻣــﺎ ﺗـﻜـﻮن ﻗـﺼـﻴـﺮة اﻷﺟــــﻞ. ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻓﺈن اﳌﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﻘﺪورﻫﺎ ﺧﻠﻖ ﻛﻴﺎﻧﺎت أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻣﺜﻞ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ أو دوﻟﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ. ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ، ﻓﺈن اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻹﻗﺮار ﺑﺎﻻﺧﺘﻼف، داﺋﻤﴼ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ اﻟﺤﺎل إﻟﻰ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺷﻤﻞ اﻟﻨﺎس، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ، ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺣﻠﻮل وﺳﻄﻰ.
ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﺪار أرﺑــﻌــﺔ ﻋـﻘـﻮد ﺳﻴﻄﺮ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﳌﻼﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ إﻳـﺮان، ﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ دﻟﻴﻞ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أن اﻟـﻨـﻤـﻂ اﻟــــﺬي ﻳــﺮوﺟــﻮن ﻟــﻪ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ﻳﺠﺘﺬب ﺗﺎﺑﻌﲔ ﺟﺪدﴽ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺑﻴﺪ أن اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺮؤى اﻟﺜﻼث - اﻟﺮوﺳﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺔ واﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ - أن أﻳﴼ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺠﺎذﺑﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ أو ﻣﻮارد اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ؛ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺪو أﺷﺒﻪ ﺑﻤﺠﺮد أوﻫﺎم ﺧﻄﻴﺮة.
وﺗــــﻘــــﻮم اﻟــــــــﺮؤى اﻟــــﺜــــﻼث ﻋـــﻠـــﻰ ﻓــﺮﺿــﻴــﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻧﺤﻮ ﻗﻮى ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻟـﻬـﺎ، وأن اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻣــﻊ ﺗﺨﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ دورﻫﺎ اﻟﻘﻴﺎدي اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﻊ ﻏﺮﻗﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ، ﻳﻔﺴﺤﺎن اﳌﺠﺎل أﻣﺎم ﻗﻮى ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺤﺠﻢ، ﻣﺜﻞ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳﺮان ﻟﻠﺘﻘﺪم ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎم واﻻﺿﻄﻼع ﺑﺪور ﻗﻴﺎدي.
إﻻ أن ﻫـــﺬا اﻟــــﺮأي ﻳـﻔـﺘـﺮض أن اﻟﺸﻌﻮب اﳌــﺴــﺘــﻬــﺪﻓــﺔ، ﻣــﺜــﻞ اﻟـــﻌـــﺮب أو ﺷـــﻌـــﻮب آﺳــﻴــﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، ﺳﺘﻈﻞ دوﻣﴼ ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻣﻨﻘﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺻﻴﺎﻏﺔ رؤﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ. وﺗﻘﻠﻞ ﻣﺜﻞ ﻫـﺬه اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﳌـﻮارد واﻟــﻌــﺰﻳــﻤــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ وﻟـــﻮ أﺻــﻐــﺮ اﻟـــﺪول ﺣﺠﻤﴼ ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﴼ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره ﺑﻤﺤﺾ إرادﺗﻬﺎ.
وﻣﻊ اﻗﺘﺮاب ﻋﺎم ٧١٠٢ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ، ﻳﺒﺪو اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﴼ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻤﻨﻊ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻧﻬﻴﺎره ﻗﺮﻳﺒﴼ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن اﻟﻘﻮى اﻟــﺜــﻼث ﺗـﺮﻛـﺰ أﻧــﻈــﺎرﻫــﺎ ﻋـﻠـﻰ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ ذاﺗـﻬـﺎ وﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻮﻟﻲ زﻣـﺎم اﻟﻘﻴﺎدة. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺪول اﻟــﺜــﻼث ﻻ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺛـﻘـﺎﻓـﺔ ﻣـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ أو ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون أو اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ. اﻷﺳﻮأ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ وﻓﺮﺻﻪ.