اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﺎرﺗﻜﺎﺑﻪ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺳﺎن ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ ﻳﻘﺮ ﺑﻔﻌﻠﺘﻪ
أﻓــــــﺎد اﳌــﺤــﻘــﻘــﻮن أﻣـــــﺲ ﺑـــــﺄن اﳌــﺸــﺘــﺒــﻪ ﺑﺎرﺗﻜﺎﺑﻪ اﻻﻋﺘﺪاء ﻓﻲ ﻣﺘﺠﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﺎن ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ اﻷرﺑﻌﺎء، واﻟﺬي اﻋﺘﻘﻠﺘﻪ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ اﻟﺮوﺳﻴﺔ أﻣﺲ، أﻗﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ، وﻳﺒﺪو أﻧــﻪ ﻣﺨﺘﻞ ﻋﻘﻠﻴﺎ. وﻗــﺎﻟــﺖ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺑـــﻴـــﺎن: »ﺧــــﻼل اﺳــﺘــﺠــﻮاﺑــﻪ، أﻛـــﺪ اﳌـﺸـﺘـﺒـﻪ ﺑــﻪ أﻧـــﻪ دﺑـــﺮ وﻧــﻔــﺬ اﻟـﺠـﺮﻳـﻤـﺔ. وأوﺿﺢ أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪاﻓﻊ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﻲ وأﻋﻀﺎء دورات اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺣﻀﺮﻫﺎ«. وأورد اﳌﺤﻘﻘﻮن أن اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ ﻣﺴﺠﻞ ﻟﺪى ﻋﻴﺎدة ﻟﻠﻄﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻨﺬ ﻛﺎن ﻓــﻲ ﻋــﺎﻣــﻪ اﻟــﺘــﺎﺳــﻊ ﻋــﺸــﺮ، وﻛــــﺎن ﻗــﺪ أﺧـﻔـﻰ ﻗـﺮب ﻣﻜﺎن اﻻﻧﻔﺠﺎر ﺷﺮﻳﺤﺘﻲ ذاﻛــﺮة »ﻳﻮ إس ﺑﻲ« ﺗﺘﻀﻤﻨﺎن »ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺘﻪ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ )اﻻﻋﺘﺪاء( وﺻﻮرة ﻟﻠﻌﺒﻮة اﻟﻨﺎﺳﻔﺔ«.
وأﺿــــﺎﻓــــﺖ اﻟــﻠــﺠــﻨــﺔ أن »اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻘــﺎت أﻛﺪت ﺿﻠﻮع اﳌﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﻋﺒﻮة ﻧﺎﺳﻔﺔ واﺳﺘﺨﺪام ﺷﺮﻳﺤﺘﻲ ذاﻛﺮة )ﻳﻮ إس ﺑﻲ(«. ﻛــــﺬﻟــــﻚ، ﻗـــــﺮر اﳌـــﺤـــﻘـــﻘـــﻮن إﻋــــــــﺎدة ﺗــﻮﺻــﻴــﻒ اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻓــﺘــﺢ اﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ ﻓــﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ أوﻻ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ »ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻗﺘﻞ«، ﺑﺤﻴﺚ ﺑﺎﺗﺖ »ﻋﻤﻼ إرﻫﺎﺑﻴﺎ«.
وأﻣــﺮت ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺳـﺎن ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ ﻣﺴﺎء أﻣــﺲ ﺑﺘﻮﻗﻴﻒ اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑـﻪ ﺣﺘﻰ ٨٢ ﻓـﺒـﺮاﻳـﺮ )ﺷــﺒــﺎط(، ﺑﺤﺴﺐ ﻣــﺎ ﻧﻘﻠﺖ وﻛـﺎﻟـﺔ »رﻳﺎ ﻧﻮﻓﻮﺳﺘﻲ« اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻧﺒﺎء.
وﻛـــــــﺎن ﻣــــﺼــــﺪر ﻗــــﺮﻳــــﺐ ﻣــــﻦ اﳌــــﻠــــﻒ ﻗــﺪ ﺻــﺮح أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ ﻟـﻮﻛـﺎﻟـﺔ »إﻧـﺘـﺮﻓـﺎﻛـﺲ« ﻟـﻸﻧـﺒـﺎء ﺑــﺄن اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑــﻪ »ﻣــﻦ ﺳـﻜـﺎن ﺳـﺎن ﺑـــﻄـــﺮﺳـــﺒـــﻮرغ، وﻋـــﻤـــﺮه ٥٣ ﻋـــﺎﻣـــﺎ، واﺳــﻤــﻪ دﻳﻤﺘﺮي ﻟﻮﻛﻴﺎﻧﻨﻜﻮ«، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻲ اﻟﻈﻞ«.
وﻧﻘﻠﺖ وﺳــﺎﺋــﻞ اﻹﻋـــﻼم اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى، أن اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ ﻛﺎن ﻣﻨﻌﺰﻻ، وﺳﺒﻖ أن ﺣﻮﻛﻢ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺣﻴﺎزة ﻣﺨﺪرات.
وأﺻــﻴــﺐ ٨١ ﺷﺨﺼﺎ ﺑـﺎﻧـﻔـﺠـﺎر ﻋﺒﻮة ﻳـــﺪوﻳـــﺔ اﻟــﺼــﻨــﻊ، ﻣــﺴــﺎء اﻷرﺑــــﻌــــﺎء، ﺗــــﻮازي ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻏــﺮام ﻣـﻦ ﻣــﺎدة »ﺗــﻲ إن ﺗﻲ« داﺧﻞ ﻣﺘﺠﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﺎن ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ. وﻻ ﻳﺰال ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺼﺎﺑﲔ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ.
وﻳﺠﻲء ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ إﻋــﻼن »داﻋـــﺶ« ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋـﻦ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ. وﻧـﻘـﻠـﺖ وﻛــﺎﻟــﺔ »ﺗــــﺎس« ﻋــﻦ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ ﻫﻴﺌﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ اﻟﺮوﺳﻲ أﻧﻬﻢ ﺗﻤﻜﻨﻮا ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑـﻪ، وإﻟـﻘـﺎء اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﳌﺨﻄﻂ، وﻫـــﻮ ﻧـﻔـﺴـﻪ اﳌــﻨــﻔــﺬ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗـﻔـﺠـﻴـﺮ ﻋـﺒـﻮة ﻧﺎﺳﻔﺔ ﻳﺪوﻳﺔ اﻟﺼﻨﻊ، اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻳﻮم ٧٢ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺮﻛـﺰ »ﺑـﻴـﺮﻳـﻜـﺮﻳـﺴـﺘـﻮك« اﻟـﺘـﺠـﺎري ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎن ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ.
وأﻛــــــﺪت اﻟــﻬــﻴــﺌــﺔ أﻧـــﻬـــﺎ ﺳــﻠــﻤــﺖ اﳌـﺘـﻬـﻢ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻌﻪ.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺳﻔﻴﺘﻼﻧﺎ ﺑﻴﺘﺮﻳﻨﻜﻮ، اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺑـﺎﺳـﻢ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ، إن اﳌـﺤـﻘـﻘـﲔ ﺑـــــﺪأوا اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻣﻊ اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑــﻪ، وﻳﺴﺘﺠﻮﺑﻮﻧﻪ، وﺗـﻨـﻮي ﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻘﺪم ﺑﻄﻠﺐ ﻟﺘﻮﻗﻴﻒ اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ، اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ أي ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻮل ﻫﻮﻳﺘﻪ.
وﻓـﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻧـﺒـﺎء ﺣـﻮل ﺗﺒﻨﻲ »داﻋــﺶ« اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻲ ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ، ﻗﺎل اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻲ اﻟﺮوﺳﻲ أداﻟﺒﻲ ﺷــﺨــﺎﻏــﻮﺷــﻴــﻒ، ﻧــﺎﺋــﺐ رﺋــﻴــﺲ ﻛـﺘـﻠـﺔ ﺣــﺰب روﺳــﻴــﺎ اﳌـــﻮﺣـــﺪة ﻓــﻲ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـــﺪوﻣـــﺎ، إن »داﻋﺶ« وﺑﻌﺪ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﺠﺪﻳﺔ ﻟﻬﻴﺒﺘﻪ إﺛﺮ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺳﻴﺤﺎول اﺳﺘﻌﺎدة ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻴﺒﺔ واﻟﺴﻤﻌﺔ، وﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺣـﺘـﻰ اﻟـﻬـﺠـﻤـﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ آﺧــــــﺮون. وأﺷــــﺎر اﻟــﺒــﺮﳌــﺎﻧــﻲ اﻟـــﺮوﺳـــﻲ إﻟــﻰ أﻧﻪ »ﻣﻦ اﳌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ أن ﻳﻨﺴﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ، ﺑﻐﻴﺔ إﻋــﺎدة إﻧـﺘـﺎج ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻪ، وﺟــﺬب ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺟــﺪد إﻟﻰ ﺻﻔﻮﻓﻪ«. وأﺿـﺎف أن »ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺿﺮوري اﻵن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻛﺪﻋﺎﻳﺔ ﻟـ)داﻋﺶ(، وﻫﻢ ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺗﺤﺖ أي ﻋﻤﻞ إرﻫﺎﺑﻲ، ﻳﻘﻊ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن«.
وﻋــــﺒــــﺮ ﺷـــﺨـــﺎﻏـــﻮﺷـــﻴـــﻒ ﻋـــــﻦ ﻗــﻨــﺎﻋــﺘــﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﻣـﻦ اﳌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ اﻟـــﻜـــﺸـــﻒ ﻋـــــﻦ ﻣــــﻼﺑــــﺴــــﺎت ﺗــﻠــﻚ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ )اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻲ ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ(، وﻣـﻦ اﳌﻬﻢ أﻳﻀﴼ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا دﻗﻴﻘﲔ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎﺗﻬﻢ، ﻛﻲ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ أﻣﺎم ﻣﻦ ﻧﻔﺬ ذﻟﻚ اﻟﻬﺠﻮم ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺠﻤﺎت أﺧﺮى ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ«.