اﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻻﻋﺘﻤﺎد رؤﻳﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﺣﻮل اﳍﺠﺮة ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺮﺑﺎط
ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ اﳌﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎدس ﺧﻼل اﻟﻘﻤﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻟﻼﲢﺎد
ﻛﺸﻒ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﻮرﻳﻄﺔ، وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻟــﺘــﻌــﺎون اﻟــﺪوﻟــﻲ اﳌـﻐـﺮﺑـﻲ، أﻣــﺲ أﻧــﻪ ﻣﻦ اﳌـــﻘـــﺮر أن ﻳــﻌــﺮض اﳌــﻠــﻚ ﻣــﺤــﻤــﺪ اﻟــﺴــﺎدس اﻷﺟﻨﺪة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻬﺠﺮة ﺧﻼل اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﲔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﻘﺪ ﻓﻲ أدﻳﺲ أﺑﺎﺑﺎ ﻳﻮﻣﻲ ٨٢ و٩٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﻟﺤﺎﻟﻲ.
ودﻋـﺎ ﺑﻮرﻳﻄﺔ ﺧﻼل اﻓﺘﺘﺎح »اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟـــــــﻮزاري ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ أﺟـــﻨـــﺪة أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ ﺣــﻮل اﻟﻬﺠﺮة«، اﻟﺬي ﻋﻘﺪ أﻣﺲ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﺎط، اﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎد رؤﻳﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻟﻠﻬﺠﺮة ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻈﻞ »ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻓﻘﻂ«، وﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ دور وﺗـــﺼـــﻮر ﺧـــﺎص ﻳــﺆﺛــﺮ ﻓـــﻲ اﻟـــﻘـــﺮارات اﻟﺪوﻟﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺧﻼل اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺣﻮل اﻟﻬﺠﺮة ﻟﺴﻨﺔ ٨١٠٢، اﻟﺬي ﺳﻴﺼﺎدق ﻋﻠﻰ »اﳌﻴﺜﺎق اﻟــــﺪوﻟــــﻲ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ ﻫـــﺠـــﺮة آﻣـــﻨـــﺔ وﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ وﻣﻨﺘﻈﻤﺔ«، واﳌﻘﺮر أن ﻳﻨﻈﻢ ﻳﻮﻣﻲ ٠١ و١١ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﻘﺒﻞ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب، وﻗﺒﻠﻪ اﻟــﺪورة اﻟــ١١ ﻟﻠﻤﻨﺘﺪى اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺣﻮل اﻟﻬﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، اﻟــﺬي ﺳﻴﺮأﺳﻪ اﳌﻐﺮب وأﳌـﺎﻧـﻴـﺎ، وﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﻣـﺮاﻛـﺶ ﻣـﻦ ٥ إﻟــﻰ ٧ دﻳﺴﻤﺒﺮ اﳌﻘﺒﻞ.
وأوﺿﺢ ﺑﻮرﻳﻄﺔ أن »ﻗﻤﺔ أدﻳﺲ أﺑﺎﺑﺎ ﺳﺘﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻒ اﻟﻬﺠﺮة، وﺳﺘﻜﻮن ﺑﺪاﻳﺔ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻮﺿﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣــﺘــﻘــﺪﻣــﺔ ﻟــﺘــﺄﻃــﻴــﺮ ﺣــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟــﻬــﺠــﺮة داﺧـــﻞ اﻟـــﻘـــﺎرة«، ﻣـﺸـﻴـﺮا إﻟــﻰ أن اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ اﻟــــﻮزاري ﻣﻦ أﺟﻞ أﺟﻨﺪة أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻳﻨﺪرج ﻓﻲ إﻃــﺎر اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﳌﺴﻠﺴﻞ اﻟــﺬي ﺑـﺪأ ﺧﻼل اﻟــﺪورة اﻟــ٨٢ ﻟﻘﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، اﻟﺬي واﻓـــﻖ ﺧـﻼﻟـﻬـﺎ اﳌـﻠـﻚ ﻣﺤﻤﺪ اﻟــﺴــﺎدس ﻋﻠﻰ ﻃــﻠــﺐ رﺋــﻴــﺲ اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻲ ورﺋــﻴــﺲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻏﺎﻧﺎ أﻟﻔﺎ ﻛﻮﻧﺪي، ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻋﻤﻞ اﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻬﺠﺮة.
وﻟـــﻔـــﺖ ﺑـــﻮرﻳـــﻄـــﺔ اﳌــــﺸــــﺎرﻛــــﲔ إﻟـــــﻰ أن اﳌﺆﺗﻤﺮ ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻟﻘﺎء ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻠﻨﻘﺎش وإﻏﻨﺎء اﻷﻓﻜﺎر، وﻟﻴﺲ ﻹﻟﺰام اﻟﺪول ﺑﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺑﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﺪ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة إﻟـﻰ أﺻﺪراﻫﺎ ﺣﻮل اﳌﻮﺿﻮع ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺠﺪ اﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﻘﺮارات اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳌﺘﺨﺬة ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﻌﻨﻴﻬﺎ.
ﻛﻤﺎ دﻋﺎ ﺑﻮرﻳﻄﺔ اﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ، ووﺿﻊ أﺟﻨﺪة دوﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ، وﻗﺎل ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص إﻧﻪ »ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرة أن ﺗﻜﻮن راﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻬﺠﺮة ﻷن اﳌﻐﺮب اﻋﺘﺒﺮ ﺳﻨﺔ ٨١٠٢ ﺳﻨﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وأن أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻻ ﻳـﺠـﺐ أن ﺗــﻜــﻮن ﻓـﻘـﻂ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋــﺒــﻮر، ﺑﻞ ﻳـﺠـﺐ أن ﺗـﺘـﻌـﻮد ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﻴـﺎم ﺑــﺎﳌــﺒــﺎدرات، وﻣﺸﺮوع اﻷﺟﻨﺪة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺳﻴﻜﺮس اﻟﺮؤى اﻟﺘﻲ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ«.
ﻣــﻦ ﺟـﻬـﺘـﻪ، ﻗــﺎل ﻣــﻤــﺎدي ﺗـــﻮري، وزﻳــﺮ ﺧـــﺎرﺟـــﻴـــﺔ ﻏــﻴــﻨــﻴــﺎ، إن اﻟــــﺮؤﻳــــﺔ اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ اﳌـــﻮﺣـــﺪة ﻟـﻠـﻬـﺠـﺮة ﻳـﻨـﺒـﻐـﻲ أن ﺗــﺄﺧــﺬ ﺑﻌﲔ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎر ﺣـﻘـﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن، ورﺑـــﻂ اﻟﻬﺠﺮة ﺑـﺎﻟـﺘـﻨـﻤـﻴـﺔ وﺳــﺒــﻞ ﻣــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻟــﻬــﺠــﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻬﺠﺮة اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﺑﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ دﻓـﻌـﺖ إﻟــﻰ ﺗـﺪﻓـﻖ اﳌـﻬـﺎﺟـﺮﻳـﻦ، وﻫــﻲ اﻟﻔﻘﺮ واﻟـــﺤـــﺮوب، وﺿــﻌــﻒ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟـﺘـﻐـﻴـﺮات اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ.
ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺒـﻬـﺎ، أﺛــــﺎرت أﻣــﻴــﺮة اﻟـﻔـﺎﺿـﻞ، ﻣــﻔــﻮض اﻟـــﺸـــﺆون اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﺑــﺎﻻﺗــﺤــﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺧﻼل اﳌﺆﺗﻤﺮ، ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، واﻷوﺿﺎع اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﳌﻬﺎﺟﺮون ﻓﻲ ﻇﻞ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ أن وﺿﻊ رؤﻳﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﺣﻮل اﻟـﻬـﺠـﺮة ﻣـﻦ ﺷـﺄﻧـﻪ أن ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓـﻲ ﺗﺤﺴﲔ أوﺿﺎع اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻫﻨﺎك.
وﺗﻤﻴﺰ اﳌﺆﺗﻤﺮ ﺑﺤﻀﻮر ﻣﻴﺘﻲ ﻧﻜﻮاﻧﺎ ﻣــﺸــﺎﺑــﺎ، وزﻳــــﺮة ﺧــﺎرﺟــﻴــﺔ ﺟــﻨــﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻟـﻠـﻤـﺮة اﻷوﻟــــﻰ ﻟـﻠـﻤـﻐـﺮب، وذﻟـــﻚ ﺑـﻌـﺪ إﻧـﻬـﺎء اﻟـﻘـﻄـﻴـﻌـﺔ ﺑــﲔ اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﻦ ﻋـﻘـﺐ اﻟــﻠــﻘــﺎء اﻟــﺬي ﺟﻤﻊ اﳌﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎدس ورﺋﻴﺲ ﺟﻨﻮب أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ ﺟـــﺎﻛـــﻮب زوﻣــــــﺎ، ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ ﻧـﻮﻓـﻤـﺒـﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ، ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻗﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪت ﻓﻲ أﺑﻴﺪﺟﺎن )ﺳﺎﺣﻞ اﻟﻌﺎج(.
وﻗﺎﻟﺖ ﻧﻜﻮاﻧﺎ ﻣﺸﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ إن »ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺮﺣﺐ ﺑﻌﻮدة اﳌـﻤـﻠـﻜـﺔ اﳌــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ إﻟـــﻰ اﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺔ اﻷﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة، اﻟــﺘــﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟــﻴــﻬــﺎ«، ﻣﻮﺿﺤﺔ أﻧﻪ ﺧﻼل اﻟﻠﻘﺎء ﺑﲔ اﳌﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎدس واﻟــﺮﺋــﻴــﺲ زوﻣــــﺎ ﺗـــﻢ اﻻﺗـــﻔـــﺎق ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺒــﺎدل اﻟــﺒــﻌــﺜــﺎت اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﺔ واﻟـــﺴـــﻔـــﺮاء ﺑـﲔ ﺑـﺮﻳـﺘـﻮرﻳـﺎ واﻟـــﺮﺑـــﺎط، ﻣـﺸـﻴـﺮة إﻟـــﻰ أن ﻫـﺬه اﻟـﻨـﻘـﻄـﺔ ﺗـﺸـﻜـﻞ أﺣـــﺪ اﳌـــﺤـــﺎور اﻟــﺘــﻲ ﺳــﻮف ﺗﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻣﻊ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻲ.