Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺑﺎرﻳﺲ رﻓﻀﺖ »ﻧﻘﺾ« اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي وﺗﺮﺟﺢ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺿﺪ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻲ

ﻣﺼﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ أوروﺑﻴﺔ ﺗﺸﻜﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﺪاد ﻃﻬﺮان ﻟﻔﺘﺢ ﻧﻘﺎش ﺣﻮل ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﱵ وﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮ ﻧﺠﻢ

ﺣــــﺘــــ­ﻰ آﺧــــــــ­ﺮ دﻗـــــﻴــ­ـــﻘـــــﺔ، ﺳــﻌــﺖ ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ ﻹﻧـــﻘـــﺎ­ذ اﻻﺗـــﻔـــ­ﺎق اﻟــﻨــﻮوي اﻟــﺬي أﺑﺮﻣﺘﻪ اﻟــﺪول اﻟﺴﺖ اﻟﻜﺒﺮى ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ٥١٠٢. وﺑﻌﺪ أن اﻟﺘﺰﻣﺖ اﻷﻃﺮاف اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺗــﻔــﺎق )ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ( ﺻﻔﴼ واﺣﺪﴽ ﺑﺪﻋﻮة اﻟﻄﺮف اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق اﳌــﺬﻛــﻮر، ﻋـﻤـﺪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣــــﺎﻛـــ­ـﺮون إﻟـــــﻰ اﻻﺗــــﺼــ­ــﺎل ﺑــﻨــﻈــﻴ­ــﺮه اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ دوﻧــﺎﻟــﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﻘﺾ اﻻﺗــﻔــﺎق، ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺘﺠﻤﻴﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﺔ، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ ﻋـﻠـﻰ ﻗﻄﺎع اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻹﻳـــﺮاﻧـ­ــﻲ، اﳌـﻌـﻤـﻮل ﺑــﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم ٦١٠٢.

وﻗــــــﺎﻟ­ــــــﺖ ﻣــــــﺼــ­ــــﺎدر ﻓـــﺮﻧـــﺴ­ـــﻴـــﺔ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎ »اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ« إن ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ »ﻣـــﺆﻫـــﻠ­ـــﺔ« ﻟـــﺪﻋـــﻮ­ة ﺗــﺮﻣــﺐ إﻟــــﻰ اﻻﻣــﺘــﻨـ­ـﺎع ﻋـــﻦ ﻧــﺴــﻒ اﻻﺗــﻔــﺎق ﻟـﺠـﻤـﻠـﺔ أﺳـــﺒـــﺎ­ب؛ أوﻟـــﻬـــ­ﺎ »اﻟــﻌــﻼﻗـ­ـﺔ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴ­ـﺔ اﻟــﻘــﻮﻳـ­ـﺔ« اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـ­ﺔ ﺑﲔ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺴــﲔ ﻣـــﻦ ﺟـــﻬـــﺔ، وﻣـــــﻦ ﺟـﻬـﺔ أﺧــــﺮى ﻟـﻠـﻤـﻮﻗـﻒ »اﳌــﺘــﺸــ­ﺪد« اﻟــﺬي وﻗـﻔـﻪ ﻣــﺎﻛــﺮون ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟـــﺜـــﻼ­ث »اﻟــﺤــﺴــ­ﺎﺳــﺔ« اﻟــﺘــﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﻗــﻠــﻖ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻴــﲔ ﻣـــﻦ أداء إﻳــــﺮان. وﻫﺬه اﳌﺴﺎﺋﻞ ﻫﻲ ﺗﺒﺎﻋﴼ: اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺼﺎروﺧﻲ واﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ، وﺳﻴﺎﺳﺔ ﻃﻬﺮان اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، وأﺧﻴﺮﴽ وﺿﻊ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ.

وﺗـﺸـﻴـﺮ ﻫــﺬه اﳌــﺼــﺎدر إﻟــﻰ أن ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ ﻫـــﻲ »اﻟـــﻮﺣـــ­ﻴـــﺪة« ﻣـــﻦ ﺑﲔ اﻟـــــــﺪ­ول اﻟــﻐــﺮﺑـ­ـﻴــﺔ )ﻏـــﻴـــﺮ اﻟــــﻮﻻﻳـ­ـــﺎت اﳌﺘﺤﺪة( اﻟﺘﻲ أﺷﺎرت إﻟﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓــﺮض »ﻋﻘﻮﺑﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ« ﻋﻠﻰ إﻳﺮان ﺑﺴﺒﺐ ﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أن ﻣﺎﻛﺮون ﺷﺨﺼﻴﴼ ﻧﺪد ﺑﻬﺎ، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أﻧـﻬـﺎ »ﻣــﻦ ﻏﻴﺮ ﺿــﻮاﺑــﻂ«، وداﻋــﻴــﴼ إﻟــﻰ »ﺗﺤﺠﻴﻤﻬﺎ«، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺜﻴﺮ ﻗﻠﻖ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺠﺎورة، وﻻ ﺗﻬﺪد اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ.

أﻣـــــﺎ ﺑـــﺸـــﺄن ﺳـــﻴـــﺎﺳ­ـــﺔ ﻃـــﻬـــﺮا­ن اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻓﺈن ﺑﺎرﻳﺲ ﻫﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻧــﺪدت ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت )رﺋــــــﻴـ­ـــــﺲ اﻟــــﺠـــ­ـﻤــــﻬـــ­ـﻮرﻳــــﺔ ووزﻳــــــ­ــﺮ اﻟـــﺨـــﺎ­رﺟـــﻴـــﺔ( ﺑــــ»ﻧـــﺰﻋـــﺔ اﻟــﻬــﻴــ­ﻤــﻨــﺔ« اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، وﺑﺮﻓﻀﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﻲ إﻳﺮان ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﻮذ ﺗﻤﺘﺪ »ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ إﻟﻰ اﳌﺘﻮﺳﻂ«.

وأﺧـﻴـﺮﴽ، ﻓـﺈن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻷﺧــﻴــﺮة، وﻣـﻨـﺬ اﻧــﺪﻻع اﻻﺣــﺘــﺠـ­ـﺎﺟــﺎت ﻓــﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﳌــﺪن اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﺗﺤﺚ ﻃﻬﺮان ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮام ﺣﻘﻮق اﻹﻧـﺴـﺎن اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ، ذاﻛــﺮة ﻣـﻨـﻬـﺎ: ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﻟـﺘـﻈـﺎﻫ­ـﺮ. وﺑــﺎﺧــﺘـ­ـﺼــﺎر، ﻓــــﺈن ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ ﺗــﺆﻛــﺪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺗﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑـ»اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ« ﻣﻊ ﻃﻬﺮان، ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺑﺸﺄن اﳌﻠﻔﺎت اﻟـــــﺜــ­ـــﻼﺛـــــ­ﺔ »ﻟـــــﺼـــ­ــﻴـــــﻘـ­ــــﺔ« ﺑــــﺎﳌـــ­ـﻮﻗــــﻒ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻲ. ﻟﻜﻨﻪ ﺑـﺎﳌـﻘـﺎﺑـ­ﻞ، ﺗﻌﺘﺒﺮ رﻏــﻢ ذﻟــﻚ ﻛﻠﻪ أﻧــﻪ ﻳﺘﻌﲔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻻﺗــــﻔــ­ــﺎق اﻟــــﻨـــ­ـﻮوي، وﻫــــﻮ ﻣـﺎ ﻛﺮره اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﻛﺮون ﻓﻲ اﺗﺼﺎﻟﻪ اﻟــﻬــﺎﺗـ­ـﻔــﻲ ﻟــﻴــﻞ أول ﻣــــﻦ أﻣـــــﺲ ﻣـﻊ ﺗﺮﻣﺐ، ﻓﻲ آﺧﺮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺜﻨﻴﻪ ﻋﻦ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺑﺎرﻳﺲ »ﺧﺎﻃﺌﺔ وﻣﺴﻴﺌﺔ« ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ.

ﻛــــﺬﻟـــ­ـﻚ، ﻓــــــﺈن ﺑــــﺎرﻳــ­ــﺲ ذاﻫـــﺒـــ­ﺔ ﻓــﻲ »اﻟــﺘــﻮاﺻ­ــﻞ« ﻣــﻊ ﻃـــﻬـــﺮا­ن، ﻟﻜﻦ ﻣــــﺸــــ­ﺮوع ﻗـــﻴـــﺎم وزﻳــــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟ­ــﻴــﺔ ﺟﺎن إﻳﻒ ﻟﻮ درﻳﺎن ﺑﺰﻳﺎرة رﺳﻤﻴﺔ إﻟــــﻰ اﻟــﻌــﺎﺻـ­ـﻤــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـ­ــﻴـــﺔ ﻟـﺒـﺤـﺚ ﻛــﻞ اﳌــﻠــﻔــ­ﺎت، واﻟـﺘـﺤـﻀـ­ﻴـﺮ ﻟـﻠـﺰﻳـﺎرة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺎﻛﺮون اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ إﻟﻰ إﻳــــــﺮا­ن، ﺗــﺄﺟــﻞ ٣ ﻣــــﺮات ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗــﻞ ﺑﺴﺒﺐ »اﻟﺘﻮﺗﺮ« اﻟﺬي ﺷﺎب ﻋﻼﻗﺎت ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ ﻃـــﻬـــﺮا­ن ﺑــﺴــﺒــﺐ اﳌـــﻮاﻗــ­ـﻒ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺔ، وأﺧــﻴــﺮﴽ ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻟﻘﻤﻊ اﻟﺬي ﻟﺠﺄت إﻟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻹﺟﻬﺎض اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ، ﻷن إﺗﻤﺎم زﻳﺎرة رﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻛﻬﺬه ﻛﺎن ﺳﻴﻌﻨﻲ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ أداء ﺳﻠﻄﺎت ﻃﻬﺮان، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪه ﺑﺎرﻳﺲ إﻃﻼﻗﴼ.

وﺑـــﺎﻟـــ­ﻨـــﻈـــﺮ ﻟــــﻬــــ­ﺬه اﳌــﻌــﻄــ­ﻴــﺎت ﻣــﺠــﺘــﻤ­ــﻌــﺔ، وأﺧـــــــ­ﺮى ﻏـــﻴـــﺮﻫ­ـــﺎ، ﻓــﺈن ﻣــﺎﻛــﺮون ﻓــﻲ ﺣـﺪﻳـﺜـﻪ ﻟـﺘـﺮﻣـﺐ ﺷـﺪد ﻋــﻠــﻰ »ﻋـــــﺰم ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺻﺎرم ﻟﻼﺗﻔﺎق )اﻟﻨﻮوي(، وأﻫﻤﻴﺔ اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻮﻗﻌﻴﻪ«، وأﺿـــــــ­ـﺎف اﻟـــﺮﺋـــ­ﻴـــﺲ اﻟـــﻔـــﺮ­ﻧـــﺴـــﻲ أن »اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻼﺗﻔﺎق ﻳﺠﺐ أن ﻳــﺮاﻓــﻘـ­ـﻪ ﺣــــﻮار ﻣـــﻊ إﻳـــــﺮان ﺣــﻮل ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ ﻟﻠﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ، وﺳـﻴـﺎﺳـﺎﺗ­ـﻬـﺎ اﻹﻗـﻠـﻴـﻤـ­ﻴـﺔ، ﻟﻀﻤﺎن اﺳﺘﻘﺮار أﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«.

وﺣــﺘــﻰ ﺗــﺎرﻳــﺨـ­ـﻪ، ﻛــﺎﻧــﺖ إﻳــﺮان ﺗﺮﻓﺾ ﻓﺘﺢ اﳌﻠﻔﲔ اﻷوﻟﲔ، وﻛﺎﻧﺖ ﺗــﺆﻛــﺪ أن اﳌــﻠــﻒ اﻟــﺼــﺎرو­ﺧــﻲ ﺟـﺰء ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻹﻳـﺮان، وﻻ ﻋــﻼﻗــﺔ ﻟـــﻪ ﺑــﺎﻻﺗــﻔـ­ـﺎق اﻟـــﻨـــﻮ­وي. أﻣــﺎ ﺑﺨﺼﻮص ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻓﻘﺪ دأﺑــﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ أﻧﻬﺎ »ﺗﺮﻳﺪ اﻟــﺤــﻮار وﻣـﺴـﺘـﻌـﺪ­ة ﻟـــﻪ« ﻣــﻊ ﺑـﻠـﺪان اﻟﺠﻮار، وﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺠﺞ ﺑﻤﺤﺎرﺑﺔ اﻹرﻫــــــ­ـــﺎب ﻓــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــ­ــﺎ واﻟـــــﻌـ­ــــﺮاق، وﻧـﻔـﻲ أﻳــﺔ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻟـﻬـﺎ ﺑـﻤـﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ.

ﺑــــﻴــــ­ﺪ أن ﻫـــــــﺬه »اﳌــــﺴـــ­ـﻠــــﻤـــ­ـﺎت« اﻹﻳـــﺮاﻧـ­ــﻴـــﺔ ﺗـــﺪاﻋـــ­ﺖ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺗﻤﺴﻚ ﻃــــﻬــــ­ﺮان ﺑــــﺎﻻﺗــ­ــﻔــــﺎق، وﺗــﺤــﺴــ­ﺴــﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑـﺎﻹﺟـﻬـﺎز ﻋﻠﻴﻪ. وﺑـــﺮز ذﻟــﻚ ﻓﻴﻤﺎ أﻓـﺼـﺢ ﻋﻨﻪ وزﻳــﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺳﻴﻐﻤﺎر ﻏﺎﺑﺮﻳﻞ، ﻋـﻘـﺐ اﻻﺟــﺘــﻤـ­ـﺎع ﻣــﻊ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺟــﻮاد ﻇﺮﻳﻒ أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻴﻞ، إذ أﺷـــﺎر إﻟــﻰ »اﺗــﻔــﺎق ﻣـﺒـﺪﺋـﻲ« ﻣﻊ ﻧﻈﻴﺮه اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻹﻃﻼق ﺣﻮار ﺣﻮل ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳــﻠــﻮك إﻳــــﺮان ﻓــﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﺑﺪءﴽ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ. وﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻛﻼم ﻏﺎﺑﺮﻳﻞ: »ﻗﺮرﻧﺎ اﻟﻴﻮم ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬه اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ، ﺑﺪءﴽ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ. ﻫﺬا ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي (...) ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻃﺎرﺋﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ«.

ﻫﻞ »اﻟﺘﻨﺎزل« اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺟﺪي أم أن ﻃﻬﺮان ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻠﺪﻋﻢ اﻷوروﺑﻲ ﻻﺟﺘﻴﺎز اﺧﺘﺒﺎر اﻻﺳﺘﻤﺮار ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق اﻟـــﻨـــﻮ­وي، ﻋــﻠــﻰ أن ﺗـﺘـﻨـﺼـﻞ ﻻﺣـﻘـﴼ ﻣﻦ ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ اﻟـﺬي ﺟـﺎء ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ؟ اﻟﺴﺆال ﻣﻄﺮوح، وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻪ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ« ﻣــﻦ ﻣــﺼــﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ أن اﻟﻄﺮف اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺳﺒﻖ ﻟـــﻪ أن ﻛــﺸــﻒ ﻋـــﻦ ﻫــــﺬا اﳌـــﻮﻗـــ­ﻒ ﻓﻲ ﺣــﻮارات ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ، ﻏﻴﺮ أن اﻹﻓﺼﺎح ﻋــﻨــﻪ ﻟــﻢ ﻳــﺘــﻢ ﺑـﺴـﺒـﺐ »اﻟـــﺨـــﻮ­ف ﻣﻦ أن ﻳـﻌـﻤـﺪ اﳌــﺘــﺸــ­ﺪدون ﻓــﻲ اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻻﺳـﺘـﻐـﻼﻟـ­ﻪ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﺪل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﺿﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، واﺗﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ«، ﻟﻜﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻳﺮان، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﻣﺼﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ أوروﺑﻴﺔ، أﻧﻬﺎ »ﺗﻘﺪم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻮد، وﻻ ﺗﻔﻲ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ«، ﻣﻀﻴﻔﺔ أن اﻟﺘﺠﺎرب »اﻟــﺤــﺪﻳـ­ـﺜــﺔ« ﻣــﻌــﻬــﺎ »ﻻ ﺗــﺪﻓــﻊ إﻟــﻰ اﻟﺘﻔﺎؤل«. واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣــــﺎ أﺷـــــــﺎ­رت إﻟــــﻴـــ­ـﻪ، أن اﻟــﻜــﺜــ­ﻴــﺮﻳــﻦ، وﻋــﻠــﻰ رأﺳــﻬــﻢ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﻟـــﺴـــﺎ­ﺑـــﻖ ﺑـــــــــ­ﺎراك أوﺑـــــﺎﻣ­ـــــﺎ ووزﻳــــــ­ﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻪ ﺟــﻮن ﻛــﻴــﺮي، »راﻫــﻨــﻮا« ﻋـــﻠـــﻰ أن إﺑــــــــ­ﺮام اﻻﺗـــــﻔـ­ــــﺎق ﺳــﻴــﺪﻓــ­ﻊ اﻟـﻘـﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ إﻟـﻰ »اﻻﻋـﺘـﺪال«. واﻟــﺤــﺎل أن ﻣــﺎ ﺣـﺼـﻞ ﻫــﻮ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﴼ، و»ﺻﺪﻗﺖ« ﺗﺤﺬﻳﺮات ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺒﻬﺖ وﻗــﺘــﻬــ­ﺎ ﻣـــﻦ أن اﻷﺻــــــﻮ­ل اﳌــﺠــﻤــ­ﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﻌﻴﺪﻫﺎ ﻃﻬﺮان، أو ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ، »ﺳﻮف ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﻀﺮب اﺳﺘﻘﺮار اﳌﻨﻄﻘﺔ«. وﻟﺬا، ﻓـ»ﻻ ﺷﻲء ﻳﻀﻤﻦ« أن ﺗـﻜـﻮن ﻃـﻬـﺮان ﺻﺎدﻗﺔ ﻓــﻲ وﻋــﻮدﻫــﺎ، أو أن ﻳــﻜــﻮن رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ وﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻗﺎدران ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻬﻤﺎ.

ﻛــﻴــﻒ ﺳــﺘــﺘــﺼ­ــﺮف إﻳـــــﺮان إزاء اﻟـــﻘـــﺮ­ار اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻲ اﳌــﺮﺗــﻘـ­ـﺐ؟ ﺗـﻘـﻮل اﳌـــــﺼــ­ـــﺎدر اﻷوروﺑــــ­ــﻴــــــﺔ إن ﻃـــﻬـــﺮا­ن »ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق، إذا ﻣـــﺎ أﺑــــــﺪت اﻷﻃـــــــ­ـﺮاف اﻟــﺨــﻤــ­ﺴــﺔ اﻷﺧﺮى اﳌﻮﻗﻌﺔ )أي ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أﻣﻴﺮﻛﺎ( ﺗﻤﺴﻜﻬﺎ ﺑـــﻪ«. ﻛــﺬﻟــﻚ، ﻓــﺈن اﻟـﻄـﺮف اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺬي أﻛﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة أﻧﻪ »ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫ­ﺎت« ﺳــﻴــﻨــﻈ­ــﺮ أوﻻ ﺑــﺘــﻔــﺎ­ﺻــﻴــﻞ اﻟـــﻘـــﺮ­ار اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺳﻴﻌﺎد ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ »اﻟﺘﺠﻤﻴﺪ« اﳌﻌﻤﻮل ﺑﻪ أﻣﻴﺮﻛﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺗــﻔــﺎق اﻟــﻨــﻮوي أم أن اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـ­ﺎت »اﻟﺠﺪﻳﺪة« ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺣﺪ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﴼ. وﻋــــﻨـــ­ـﺪﻫــــﺎ، ﺳـــﻴـــﻜـ­ــﻮن ﻟـــﻜـــﻞ ﺣـــــﺎدث ﺣﺪﻳﺚ. وإذا ﻣﺎ ﻓﻀﻞ ﺗﺮﻣﺐ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻪ أﺧــــــﺬ ﺑـــﻌـــﲔ اﻻﻋــــﺘــ­ــﺒــــﺎر اﻟـــﻀـــﻐ­ـــﻮط اﻷوروﺑﻴﺔ، وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺑــــﺪل اﻟــﺴــﻴــ­ﺮ ﺑـــﻘـــﺮا­ر ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺤــﻤــﻮ­د اﻟﻌﻮاﻗﺐ، وﻳﺒﲔ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑـﲔ ﺿﻔﺘﻲ اﻷﻃـﻠـﺴـﻲ ﺑـﺸـﺄن ﻣﻠﻒ ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ.

 ??  ?? وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎن إﻳﻒ ﻟﻮ درﻳﺎن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﺟﺘﻤﺎع ﻣﻊ وزراء ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ وإﻳﺮان ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ أول ﻣﻦ أﻣﺲ )إ.ب.أ(
وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎن إﻳﻒ ﻟﻮ درﻳﺎن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﺟﺘﻤﺎع ﻣﻊ وزراء ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ وإﻳﺮان ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ أول ﻣﻦ أﻣﺲ )إ.ب.أ(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia