ﺳﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﺪى ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻐﺎدر ﻣﻨﺼﺒﻪ
»ﻋـــﺰﻳـﺰﺗـﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ«، ﻫــﻜــﺬا ﻋــﻨــﻮن ﺑﻴﺘﺮ ﻣـﻴـﻠـﻴـﺖ، اﻟـﺴـﻔـﻴـﺮ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ ﻟـــﺪى ﻟﻴﺒﻴﺎ، آﺧﺮ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ أول ﻣﻦ أﻣـﺲ، ﻣﻮدﻋﴼ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺰن واﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ.
وﻗﺎل ﻣﻴﻠﻴﺖ: »ﻟﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﺪاﻗﺘﻨﺎ ﻋﺎﻣﺎن وﻧﺼﻒ. ﻟﻜﻦ ﻫﺎ ﻗـﺪ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻲ أﻏﺎدر. ﻓﻜﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻟﻴﻴﺖ ﻟﺮوﻣﻴﻮ )اﻟﻔﺮاق، ﻳﺎ ﻟـﻪ ﻣﻦ ﺣـﺰن ﻋـﺬب(، اﻟﻮداع أﻣﺮ ﺷﺎق، ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ أن أﻣﻀﻲ«.
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ اﻋﺘﺒﺮ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛــﺎن داﺋـﻤـﴼ ﻣـﻦ دواﻋــﻲ ﺳـــﺮوره، ﻟﻜﻨﻪ ﻟـﻔـﺖ ﻓــﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ إﻟــﻰ أﻧــﻪ »ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﺳـﻬـﻼ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أﻧﻪ »ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻌﺸﺮة اﻷوﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺎﺣﴼ ﻟﻲ أن أﺿﻊ ﻗﺪﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. وﻛﻮﻧﻨﺎ ﺳﻔﺎرة ﻓﻲ اﳌﻨﻔﻰ ﻓﻘﺪ ﻣﻨﻌﻨﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﻘﺎء ﺑﺎﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ«.
واﻋﺘﺒﺮ ﻣﻴﻠﻴﺖ أن ﻋﻬﺪ اﻟﻌﻘﻴﺪ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣـﻌـﻤـﺮ اﻟـــﻘـــﺬاﻓـــﻲ، اﻟــــﺬي ﺣــﻜــﻢ اﻟـــﺒـــﻼد ﻟﻨﺤﻮ أرﺑـﻌـﺔ ﻋـﻘـﻮد: »ﺷـﻬـﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﺨﻼﻓﺎت واﳌﺸﻜﻼت واﻟــﻜــﻮارث«. ﻟﻜﻨﻪ اﻋﺘﺮف أﻳﻀﴼ ﺑﺄن اﻵﻣﺎل ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ ﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﺑﻌﺪ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺬاﻓﻲ »ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أﻧﻪ »ﻛﻠﻤﺎ ازدادت ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﻚ، زادت ﻣﺸﺎرﻛﺘﻲ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻹﺣﺒﺎط ﺟﺮاء ذﻟﻚ«.
ورأى ﻣـﻴـﻠـﻴـﺖ أن »ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ ﺗــﺤــﺘــﺎج ﻓﻲ اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ إﻟــــﻰ ﺗــﻄــﻮر وﻟــﻴــﺲ إﻟــــﻰ ﺛــــﻮرة«، ﻣﻮﺿﺤﴼ أن »ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎع إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﺳـﻮف ﻳﺴﺘﻐﺮق وﻗﺘﴼ، وﻳﺘﻄﻠﺐ أن ﻳﺘﻜـﻮن ﻟــﺪى اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ اﻹﺣــﺴــﺎس ﺑــﻮﺣــﺪة اﻟــﻬــﺪف، واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎزل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺸﻌﺐ«.
ﻛﻤﺎ رأى ﻣﻴﻠﻴﺖ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺤﺰن ﺟﺪﴽ أن اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺼﺨﻴﺮات اﳌﺒﺮم ﻓـﻲ اﳌـﻐـﺮب ﺑـﺮﻋـﺎﻳـﺔ ﺑﻌﺜﺔ اﻷم اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻋﺎم ٥١٠٢. ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن »ﺛﻤﺔ ﻣﻮاد ﺗﻢ إﻫﻤﺎﻟﻬﺎ وﺗﻮارﻳﺦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ«. وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻓﻘﺪ اﻋﺘﺒﺮ ﻣﻴﻠﻴﺖ أن ﻫﺬا اﻻﺗﻔﺎق »ﻳﻈﻞ ﻫﻮ اﻹﻃﺎر اﳌﺠﺪي اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺤﻞ اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ«.
وﻓﻴﻤﺎ ﺑــﺪا ﻛﻤﺎ ﻟـﻮ أﻧــﻪ اﻧﺘﻘﺎد ﻻﻋﺘﺰام اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﻣـﻤـﻴـﺔ إﺟـــﺮاء اﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت رﺋﺎﺳﻴﺔ وﺑـــﺮﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ﻗـــﺒـــﻞ ﻧـــﻬـــﺎﻳـــﺔ اﻟـــﻌـــﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻗﺎل اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ: »اﻵن أﺳﻤﻊ ﻛﻼﻣﴼ ﻋﻦ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺒﻜﺮة... ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون اﻟـﺘـﺮﺗـﻴـﺒـﺎت اﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ، ﻓــﺈن اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت ﻟﻦ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﻼ ﺳﻬﻼ أو ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻟﻸزﻣﺔ«، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أن »ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮق وﻗﺘﴼ، واﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺳﺘﺘﻄﻠﺐ ﺗﺠﻬﻴﺰﴽ دﻗﻴﻘﴼ، وﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري إﺻﺪار ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت«، ﻣﺸﺪدﴽ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟـﺤـﺘـﻤـﻲ إﺟــــﺮاء ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﺔ ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ أﻛـﺒـﺮ، ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ أن ﺗـﻮﺣـﺪ اﻟـﺒـﻼد ﺑﺪل ﺗــﻘــﺴــﻴــﻤــﻬــﺎ، وﺣـــﺘـــﻰ ﻳــﻘــﺒــﻞ ﻛــــﻞ اﳌــﺸــﺎرﻛـــﲔ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ«.
وردﴽ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻘﺎدات ﻟﻪ وﻟﺒﻼده ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻗﺎل ﻣﻴﻠﻴﺖ: »ﻟﻢ ﺗﻔﺘﺄ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺣﻮل اﳌﺆاﻣﺮات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﻟﻴﺒﻴﺎ أن ﺗﺜﻴﺮ دﻫﺸﺘﻲ. ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻛـﻼم ﻓــﺎرغ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ. واﳌـﺰاﻋـﻢ ﺑـﺄن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺔ ﺗــﺪﻋــﻢ اﻹرﻫــــﺎب واﻟــﺘــﻄــﺮف، أو اﻹﺧـــــﻮان اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ، أو أﻧــﻬــﺎ ﺗــﺮﻳــﺪ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺒﻼد أو ﻧﻬﺐ ﺛــﺮوة ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ اﻟﺨﻴﺎل وﻟﻴﺴﺖ ﺣﻘﺎﺋﻖ«.
واﺳﺘﻄﺮد ﻣﻴﻠﻴﺖ ﻣﻮﺿﺤﴼ: »اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟــﺠــﻮﻫــﺮﻳــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ داوﻣـــــــﺖ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻜــﺮﻳــﺮﻫــﺎ ﺑـــﺎﺳـــﺘـــﻤـــﺮار ﻫـــــﻲ أن اﻟـــــــﻘـــــــﺮارات اﻟـــﺨـــﺎﺻـــﺔ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﻳﻌﻮد ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﻟـِﻚ أﻧــِﺖ، وﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ«.
واﺧﺘﺘﻢ ﺑﻴﺘﺮ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻣﺨﺎﻃﺒﴼ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ »اﻟـﻔـﺮاق أﻣـﺮ ﺻﻌﺐ، وأﻧـﺎ أﻗـــﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﺑـﺤـﺰن ﻳﻐﻤﺮ ﻗﻠﺒﻲ. ﺳــﻮف أواﺻــﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗـﻘـﺪﻣـﻚ، وﻛــﻠــﻲ ﻳـﻘـﲔ ﺑــﺄن ﻟــﺪﻳــﻚ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪون ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ. أﺗﻤﻨﻰ ﻟﻚ ﻛﻞ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ«.
وﻛــــﺎن ﻣـﻴـﻠـﻴـﺖ ﻗـــﺪ ﺗــﻌــﺮض ﻻﻧــﺘــﻘــﺎدات ﻻذﻋﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎع ﻋﻘﺪه ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺣﻴﺚ اﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷــــﺆون ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ، واﻟـــﻀـــﺮب ﺑــﻌــﺮض اﻟـﺤـﺎﺋـﻂ ﻣـﻮاﺛـﻴـﻖ اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة وﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد.
وﺗﻮﻟﻰ ﻣﻴﻠﻴﺖ ﻣﻨﺼﺐ ﺳﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟـﺪى اﻷردن ﻋـﺎم ١١٠٢، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻚ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻨﺬ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ ﻋﺎم ٤٧٩١، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺪﻳﺮ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ.
وﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﺼﺎدر ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺗــﻌــﻴــﲔ اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻴـــﺔ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ ﻟــﻔــﺮاﻧــﻚ ﺑﻴﻜﺮ، ﺳﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق واﻟـﻜـﻮﻳـﺖ، ﺳﻔﻴﺮﴽ ﺟـﺪﻳـﺪﴽ ﻟـﺪى ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺧﻠﻔﴼ ﳌﻴﻠﻴﺖ اﻟﺬي اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻬﻤﺘﻪ.