ﻃﻬﺮان ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺨﻔﺾ ﻛﻠﻔﺔ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ
ﺑﻌﺪ إدراك ﻗﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺒﺎﻫﻆ داﺧﻠﻴﴼ وﺧﺎرﺟﻴﴼ ﳌﺴﺎﻋﺪة اﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺷﻌﺒﻪ
اﻟﻘﻴﺎدة ﰲ ﻃﻬﺮان ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ دون إﺣﻜﺎم اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﺳﺘﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﰲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﺣــﺘــﻠــﺖ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ اﻟــﺼــﻔــﺤــﺎت اﻷوﻟــــــــﻰ واﻟــــﻌــــﻨــــﺎوﻳــــﻦ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ ﻷﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ﺳــﺖ ﺳــﻨــﻮات ﻓــﻲ إﻋــﻼم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻫﻢ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ. ﻛﺬﻟﻚ، ﺗﻤﺘﻌﺖ أﺧــﺒــﺎر ﺳــﻮرﻳــﺎ ﺑﻤﻮﻗﻊ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﳌﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﻐـﺔ ﻟـﺤـﻜـﺎم اﻟــﺒــﻼد وﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ. وﻳﻨﻈﺮ ﺣﻜﺎم اﻟﺒﻼد إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ دوﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ؛ وذﻟﻚ ﻷن »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋــﻠــﻰ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ، وﺻــــﻒ اﻟـــﺼـــﺮاع ﻫــﻨــﺎك ﺑــﺄﻧــﻪ »ﻣــﺼــﻴــﺮي« ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ، وﻟﻄﻤﻮﺣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ.
وﻗـــــﺪ أﻓــــــﺎد اﳌــﺤــﻠــﻞ اﻹﻋـــﻼﻣـــﻲ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻣﺴﻌﻮد ﺑــﺮازﻧــﺪا، أﻣـﺲ، ﺑـــﺄن »اﻟــﻘــﻴــﺎدة ﻓــﻲ ﻃــﻬــﺮان ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧــــــﻪ ﻣــــﻦ دون إﺣــــﻜــــﺎم اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋــﻠــﻰ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ، ﺳــﺘــﻌــﺠــﺰ اﻟــﻘــﻴــﺎدة ﻋــﻦ اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن واﻟـــــﻌـــــﺮاق، وﺳــﺘــﻌــﺠــﺰ ﻋـﻦ ﻧــﺸــﺮ رﺳــﺎﻟــﺘــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﺑـــﺎﻗـــﻲ اﻟــــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ«. أﺿﺎف اﳌﻘﺎل أن »إﻳـــﺮان ﻟـﻢ ﺗﻨﻔﻖ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻓـﻲ دوﻟــﺔ أﺧــﺮى ﻣﺜﻠﻤﺎ أﻧﻔﻘﺖ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﻢ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ دﻣﺎء أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. ﻓﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ إﻳـــــﺮان ﻟــــ)ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ( واﺳـﺘـﻐـﻼﻟـﻪ داﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن، ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺳﻮى اﻟﻔﺘﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﺎ أﻧﻔﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ«.
ﺣﺪود ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ إذن ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎق ﻧـﻔـﻮذه اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﺠﺬور اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ٤٨٩١، ﻗﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، اﻟﺬي ﻛﺎن رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ، ﺑﺰﻳﺎرة إﻟﻰ دﻣﺸﻖ ﻟــﻠــﺘــﺒــﺎﺣــﺚ ﻣـــﻊ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺴــﻮري ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺣــﺎﻓــﻆ اﻷﺳــــﺪ. وﻓــﻲ ﻛﻠﻤﺔ أﻟﻘﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎك، اﺳﺘﺪﻋﻰ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ذﻛﺮى اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ دﻣﺸﻖ ﻋــﺎﺻــﻤــﺔ ﻟـــﺪوﻟـــﺔ ﺑــﻨــﻲ أﻣـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ اﻏــﺘــﺎﻟــﺖ اﻟــﺤــﺴــﲔ ﺑــﻦ ﻋــﻠــﻲ، ﺛـﺎﻟـﺚ أﺋﻤﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ، ﻋﺎم ٠٨٦ ﻫﺠﺮﻳﺔ. ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ اﻟﺤﺴﲔ ﻓـﻲ ﻛـﺮﺑـﻼء، اﻟـﻌـﺮاق، ﻟﻜﻦ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ وﻛـﺬﻟـﻚ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻸﺳﺮ ﻧﻘﻠﺘﺎ إﻟﻰ دﻣﺸﻖ. وﻓـــﻲ اﻟــﻜــﻠــﻤــﺔ اﻟــﺘــﻲ أﻟــﻘــﺎﻫــﺎ ﻣﺒﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع، ادﻋـﻰ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، واﺳﻤﻪ اﻟـــﻜـــﺎﻣـــﻞ، ﺣــﺴــﻴــﻨــﻲ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ، أن زﻳﺎرﺗﻪ إﻟﻰ دﻣﺸﻖ »ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺣﻔﻴﺪﴽ ﻟﻠﺤﺴﲔ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺛﺄرﴽ ﻟﺪم اﻟﺤﺴﲔ«.
وﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــــﺪار اﻷﻋـــــــﻮام اﻟـﺴـﺘـﺔ اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻣــﺎ ﻛــﺮر ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﺒﺎرﺗﻪ أو ﺗﻌﻮﻳﺬﺗﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة »ﻟﻦ ﻧﺘﺮك ﺳﻮرﻳﺎ أﺑﺪﴽ«.
ﻓﻲ اﻟـﺪول اﻷﺧـﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻟــﻬــﺎ، أﻇـــﻬـــﺮت إﻳــــــﺮان ﻗـــﺪرﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻏﻤﺎﺗﻴﺔ، ﺑﺄن ﺧﻔﻔﺖ ﻣﻦ ﻧﺒﺮة اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻮرﻃﻬﺎ ﻓﻲ اﳌـﻌـﺘـﺮك اﻟــﺴــﻮري ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺎﻇﻢ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ. وﻓــﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌـــﺜـــﺎل، واﻓــــﻖ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺣﺚ ﻣﻴﺸﺎل ﻋــﻮن، اﻟــﺬي ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣـﺎ ﻛﺎن ﻣﻜﺮوﻫﴼ ﻣﻦ ﻃﻬﺮان ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺎوﻧﻪ ﻣـــﻊ ﺻــــﺪام ﺣــﺴــﲔ ﺧـــﻼل ﺳــﻨــﻮات اﻟــﺤــﺮب اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ اﻟــﻌــﺮاﻗــﻴــﺔ، ﻋﻠﻰ ﺗــﻮﻟــﻴــﻪ اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ؛ ﳌـــﺎ ﻓـــﻲ ذﻟـــﻚ ﻣﻦ ﻧـــﻔـــﻊ ﻹﻳـــــــــﺮان. وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ ﻣـــﺼـــﺎدر إﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ، ﻓـــﻘـــﺪ ﻛــــــﺎن ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻔـــﺮع اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻗﺒﻮل ﻫﺒﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ. أﻣـﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، ﻓﻘﺪ رﻓـــﺾ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﺣــﺘــﻰ اﻵن ﻗـﺒـﻮل ﺗﺴﻠﻴﺢ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﺧﻤﻴﻨﻴﺔ دﺧﻠﺖ ﻓـﻲ ﺗﺤﺪ ﻣـﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻠﻜﻴﺔ، أو ﻓـــﻲ ﺷـــﻦ ﻫــﺠــﻤــﺎت ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻫﻨﺎك.
وﻣــــــﺆﺧــــــﺮﴽ ﻓــــــﻲ اﻟــــﻴــــﻤــــﻦ، أﻣــــﺮ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺴﻔﺎرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣــﻦ ﺻــﻨــﻌــﺎء إﻟـــﻰ ﻣـﺴـﻘـﻂ ﺑـﻌـﻤـﺎن، وﺑﺴﺤﺐ ﻧﺼﻒ ﻋﺪد اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ اﻟـﺬي ﻳﻘﺪر ﻋـــــﺪدﻫـــــﻢ ﺑـــﻨـــﺤـــﻮ ٠٠٢ ﻣــﺴــﺘــﺸــﺎر ﻣــﻨــﺘــﺸــﺮﻳــﻦ ﻓــــﻲ اﻟـــﻴـــﻤـــﻦ ﳌــﺴــﺎﻋــﺪة اﳌﺘﻤﺮدﻳﻦ اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ.
وﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، ﻓﻘﺪ أﺟﺒﺮ اﻟـــــﻌـــــﻮز اﻻﻗـــــﺘـــــﺼـــــﺎدي ﻓـــــﻲ إﻳــــــﺮان اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ، ﻋــﻠــﻰ إﺻـــﺪار أواﻣــﺮه ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ٣٢ ﻓﻴﻠﻘﴼ ﻋﺴﻜﺮﻳﴼ ﺗﺎﺑﻌﴼ ﻹﻳﺮان. ﻟﻜﻦ، ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٧١٠٢، ﻓﺈن اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟـﺴـﻮري ﺑﺸﺎر اﻷﺳــﺪ ﻻ ﻳﺰال ﻣﺴﺘﻤﺮﴽ.
ﻏـــﻴـــﺮ أن ﻫـــــﺬا اﻟــــﻮﺿــــﻊ رﺑــﻤــﺎ ﻳﺘﻐﻴﺮ، وﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﳌﺆﺷﺮات ﻟﺬﻟﻚ ﻫـــﻲ أﻧـــــﻪ ﻋــﻠــﻰ ﻣــــــﺪار اﻷﺳــﺒــﻮﻋــﲔ اﳌﺎﺿﻴﲔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ ﻣــــﻦ اﻟـــﺼـــﻔـــﺤـــﺎت اﻷوﻟـــــﻰ ﻟﺘﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓـــــﻲ اﻹﻋــــــــــﻼم اﻹﻳـــــــﺮاﻧـــــــﻲ. وﺣـــﺘـــﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷـﻦ ﺟﻴﺶ ﺑﺸﺎر، اﳌﺪﻋﻮم ﻣــﻦ ﺳـــﻼح اﻟــﺠــﻮ اﻟـــﺮوﺳـــﻲ، اﻟــﺬي ﺗـــﻔـــﺎﺧـــﺮت إﻳـــــــــﺮان ﺑــــﺄﻧــــﻪ ﺳــﻴــﻜــﻮن »اﳌـــﻌـــﺮﻛـــﺔ اﻟــﻌــﻈــﻴــﻤــﺔ واﻷﺧــــﻴــــﺮة« ﻓــــﻲ إدﻟـــــــﺐ، ﻟــــﻢ ﺗـــــﺮد اﻷﺧــــﺒــــﺎر ﻓـﻲ اﻟـــﺼـــﻔـــﺤـــﺎت اﻷوﻟــــــــﻰ ﻓــــﻲ ﺻـﺤـﻒ إﻳﺮان. وﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ اﻷول ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫـﻮ أن إﻳــﺮان ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗـﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺰة ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﺳﺘﻤﺮت داﻣﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم، ﻧﻔﺬﻫﺎ ﻣـﺤـﺘـﺠـﻮن رددوا ﺷــﻌــﺎرﴽ ﺷﻌﺒﻴﴼ ﻳﻘﻮل: »اﻧـﺴـﻮا ﺳـﻮرﻳـﺎ، واﻧﺘﺒﻬﻮا ﳌــﺸــﻜــﻼﺗــﻨــﺎ«. وﻟـــﺬﻟـــﻚ؛ ﻟــﻢ ﻧـــﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷوﻟﻰ ﺗﻘﺎرﻳﺮ وﺻﻮرﴽ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻮط اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، اﻟﺘﻲ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎﻫﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــــــﺪار ﺳـــــﺖ ﺳـــــﻨـــــﻮات. وﻟـــﻢ ﻧﺸﺎﻫﺪ أﻳـﻀـﴼ ﺻــﻮر اﻟـ»ﺳﻴﻠﻔﻲ« ﻟـــﻘـــﺎﺋـــﺪ ﻓـــﻴـــﻠـــﻖ اﻟـــــﻘـــــﺪس اﻟـــﺠـــﻨـــﺮال ﻗــﺎﺳــﻢ ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎﻧـﻲ، اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮد ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ إدﻟﺐ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺮر ﺣﻠﺐ واﻟﺒﻮﻛﻤﺎل ودﻳﺮ اﻟﺰور.
واﻷﻫـــﻢ، ﻫـﻮ رﺑﻤﺎ أن اﻟﻀﺠﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ أﺛـــــــﻴـــــــﺮت ﻋـــــــﻦ اﺳـــﺘـــﺸـــﻬـــﺎد »اﳌـــــﺪاﻓـــــﻌـــــﲔ ﻋـــــﻦ اﻟــــﻀــــﺮﻳــــﺢ« ﻗــﺪ اﻧــﺨــﻔــﻀــﺖ ﺑـــﺪرﺟـــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة. ﻓـﻔـﻲ اﻷﺳﺒﻮع اﻷول ﻣﻦ ﻋﺎم ٨١٠٢، ﺟﺮى ﻓﻲ أرﺑﻊ ﻣﺪن ﺳﻮرﻳﺎ دﻓﻦ ﺟﺜﺎﻣﲔ أرﺑـﻌـﺔ ﺿﺒﺎط إﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ ﺿﻮاﺣﻲ دﻣﺸﻖ ﻣﻦ دون أن ﻳﻠﻔﺖ ذﻟﻚ اﻷﻧﻈﺎر ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪث ﺣﺘﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ.
ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﺒـﻌـﺾ اﳌــﺮاﻗــﺒــﲔ، ﻳــﺮﻣــﺰ ﻫـــﺬا إﻟـــﻰ أن ﺻــﻨــﺎع اﻟــﻘــﺮار ﻓـــﻲ ﻃـــﻬـــﺮان ﺑـــــﺪأوا ﻳــﺸــﻌــﺮون ﺑــﺄن ﺗــﻮرط إﻳــﺮان ﻓـﻲ اﻟـﺤـﺮب اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺤﻈﻰ ﺑــﺘــﺄﻳــﻴــﺪ وﻻ ﻗــﺒــﻮل ﺷــﻌــﺒــﻲ. وﻣــﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﺷﺮات ذﻟﻚ »اﻟﺸﻌﻮر« ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﳌﻘﺎل اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »ﻛﻴﻬﺎن«، وﻫﻲ اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ آراء ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ.
ﺗــﻌــﺒــﺮ اﻓــﺘــﺘــﺎﺣــﻴــﺔ اﻟـﺼـﺤـﻴـﻔـﺔ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺮﺿﺎ اﻟﺘﺎم ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻬﺎ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، وﻋـــﻦ »اﻟــﺨــﻄــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ« اﻟـﺘـﻲ ﺗﻘﺘﺮﺣﻬﺎ روﺳﻴﺎ. »ﻓﺮوﺳﻴﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺤﻤﻠﺔ دﻋـﺎﺋـﻴـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻟﺨﻄﺘﻬﺎ، اﻟﺘﻲ وﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﻛﻤﻞ واﻷﻓﻀﻞ«، ﺑﺤﺴﺐ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ.
وأﺷــﺎر اﳌﻘﺎل اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ إﻟﻰ أن »ﺗـﻠـﻚ اﻟﺨﻄﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮب اﻟﺨﻄﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﻼﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻳﺮان واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ واﻟﻔﺮع اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻟـ)ﺣﺰب اﻟــــــﻠــــــﻪ(«، ﻣـــﺸـــﻴـــﺮة إﻟــــــﻰ اﻋــــﺘــــﺮاض ﺧـــﺎﻣـــﻨـــﺌـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ ﺛــــﻼﺛــــﺔ ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ وإﻟﻰ أن إﻳــــﺮان ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻗــﺒــﻮل ﻧـﻈـﺎم ﺑﺮﳌﺎﻧﻲ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﻓـــﻲ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ، وأﻧـــﻬـــﺎ »ﻻ ﺗـــﻘـــﺒـــﻞ ﻛــــﺬﻟــــﻚ ﺑــﺘــﺸــﻜــﻴــﻞ ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻀﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ وﺧﺼﻮﻣﻬﺎ«.
ورﻓﺾ اﳌﻘﺎل اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ أﻳﻀﴼ اﳌــﻘــﺘــﺮح اﻟـــﺮوﺳـــﻲ ﺑــﺸــﺄن ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻈﺎم ﻓﻴﺪراﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. ﻓﺈﻳﺮان ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻨــﻬــﺎ ﻗـــﺒـــﻮل وﺿــــﻊ ﻳـﺘـﻤـﺘـﻊ ﻓــﻴــﻪ ﻛــﻞ ﻣــﻦ »اﻷﻛــــــﺮاد واﻟـﻌـﻠـﻮﻳـﲔ واﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮذ« ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ.
أﺣــﺪ اﻷﺳـﺒـﺎب أﻳـﻀـﴼ، ﻫـﻮ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻋﺪد ﻛـﺎف ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻳـﺴـﺘـﺤـﻖ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ. ﻏﻴﺮ أن اﻟﻐﺮض اﻟﺨﻔﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ واﺣــﺪة ﺗـﻘـﻮل: »ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺿـﻤـﺎن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗـﻄـﻮر اﻷوﺿــﺎع اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ أﻗـﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ«، وﻓﻖ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ. رﺑﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا ﺗﻬﺪﻳﺪﴽ ﻣﺴﺘﺘﺮﴽ ﻟﺮوﺳﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮق إﻟﻰ اﻟﻨﺄي ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ أﻗﺮب ﻓــﺮﺻــﺔ ﻣـﻤـﻜـﻨـﺔ ﻟـﻜـﻲ ﺗـﻨـﻘـﻞ اﻟـﻌـﺐء اﳌﺎدي إﻟﻰ ﻛﺎﻫﻞ إﻳـﺮان. واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗــﻘــﻮل: ﻧــﺮﻳــﺪ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟـﺘـﻜـﻠـﻔـﺔ، ﻻ زﻳﺎدﺗﻬﺎ. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ذﻟﻚ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﺠﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﺑﺄن اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ وﺗﺨﻔﻴﻒ ﺗـــﺪﺧـــﻠـــﻪ ﻓــــﻲ اﳌـــﻌـــﺘـــﺮك اﻟــــﺴــــﻮري، ﻣــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﺎ »اﻟــــﻨــــﻔــــﺎق« اﻟـــﺮوﺳـــﻲ ذرﻳــﻌــﺔ. وﻷﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ أﺳـﺒـﻮﻋـﲔ، ﻟﻢ ﺗﻨﺸﺮ أﺧﺒﺎر ﻋﻦ اﻟﻘﻮات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻻ ﻋــــﻦ »ﻣــﺘــﻄــﻮﻋــﲔ ﻟــﻠــﺸــﻬــﺎدة« ﻣﻦ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺮي إرﺳـﺎﻟـﻬـﻢ إﻟــﻰ ﺳـﻮرﻳـﺎ، ﻓﻲ ﺣــﲔ ﻻ ﻳـــﺰال اﻟــﺠــﻨــﺮال ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﻣﺨﺘﺒﺌﴼ داﺧﻞ ﺑﺮدﺗﻪ.
رﺑﻤﺎ ﺑﺪأ اﻟﻘﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻓﻲ ﻓﻬﻢ أن ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺑﺸﺎر اﻷﺳــﺪ ﻓﻲ ﻗـﺘـﻞ اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ أﺛﺒﺘﺖ ﻛﻠﻔﺘﻬﺎ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ، ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ أو اﻟﺨﺎرج.