٣١ ﻛﻮﺧﴼ ﻟﺴﺎﺋﻘﻲ ﺳﻴﺎرات اﻷﺟﺮة ﻓﻲ ﻟﻨﺪن أﺻﺒﺤﺖ إرﺛﴼ وﻃﻨﻴﴼ
ﻗﺪﻣﺖ اﻷﻛﻞ اﻟﺴﺎﺧﻦ ﳍﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥٧٨١... واﻟﻴﻮم اﻟﻘﻬﻮة ﻟﻠﻌﻤﻮم ﺑﺠﻨﻴﻪ واﺣﺪ
ﻛـــــــﺎن اﻟــــﻜــــﺎﺗــــﺐ اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻲ ﺳـــﺎﻣـــﻮﻳـــﻞ ﺟـــﺎﻛـــﺴـــﻮن ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــﻖ ﺑـﻤـﻘـﻮﻟـﺘـﻪ اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮة: »إذا ﺗﻌﺒﺖ ﻣــــﻦ ﻟـــﻨـــﺪن ﺗـــﻜـــﻮن ﻗــــﺪ ﺗــﻌــﺒــﺖ ﻣـﻦ اﻟــــﺤــــﻴــــﺎة«، وﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻓـــﻬـــﻢ ﻫـــﺬا اﻟﻘﻮل إﻻ إذا ﻋﺸﺖ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﻟﻨﺪن اﻟﻨﺎﺑﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻬﻢ ﻛـﻞ اﻣــﺮئ وﻣــﺎ ﻳــﺮوي ﻋﻄﺸﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ أو اﻟﻔﻨﻲ أو ﻏﻴﺮه.
وأﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻟﺘﻈﻞ ﺳﺎﺣﺮة وﺗﺠﻌﻞ اﻟﺰاﺋﺮ أو اﳌﻘﻴﻢ ﻳﺘﺴﺎءل: ﻣـﺎ ﻫــﺬا اﳌـﺒـﻨـﻰ؟ وﻣــﻦ ﻋــﺎش ﻫﻨﺎ؟ وﻣﺎ ﻫﺬا اﳌﻌﻠﻢ؟
وﺑــﻐــﺾ اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻋـــﻦ اﻟـﺴـﻨـﲔ اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺸـﺘـﻬـﺎ ﻓـــﻲ ﻟــﻨــﺪن أو ﻋــﺪد اﻟــــــﺰﻳــــــﺎرات ﻟــﻠــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﺳــﺘــﻔــﺎﺟــﺄ ﺑﺸﻲء ﻗﺪﻳﻢ »ﺟﺪﻳﺪ« ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ ﺗﺠﺎﻫﻠﺘﻪ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ وﻗــﺪ ﺗـﻜـﻮن ﻗﺪ ﻣﺮرت ﻣﻦ ﻗﺮﺑﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة دون ﻣـﻌـﺮﻓـﺔ ﻗـﺼـﺘـﻪ وﺣـﻜـﺎﻳـﺘـﻪ وﺳﺒﺐ وﺟــﻮده، ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻛــﻮاخ اﻟﺨﻀﺮاء اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ اﳌـــﻨـــﺘـــﺸـــﺮة ﻓــــﻲ ﻟـــﻨـــﺪن ﻓــــﻲ أﻣـــﺎﻛـــﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣـﺜـﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ »ﺑﻠﻐﺮﻳﻔﻴﺎ« و»ﻛﻴﻨﺰﻳﻨﻐﺘﻮن«.
ﻣﺮرت ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻛﻮاخ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣـــﺮة إﻟـــﻰ أن ﺳــﺄﻟــﺖ ﻋﻦ ﻗـــﺼـــﺘـــﻬـــﺎ ﻓـــﺄﺟـــﺎﺑـــﺘـــﻨـــﻲ ﺻـــﺪﻳـــﻘـــﺔ آﻳﺮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ أﻛﻮاخ ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺳﻴﺎرات اﻷﺟــﺮة اﻟﺴﻮداء اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻟــﻨــﺪن، وﻛــﺎﻧــﺖ ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻄﻌﺎم اﻟـﺴـﺎﺧـﻦ واﻟــﻘــﻬــﻮة واﻟــﺸــﺎي ﻟﻬﻢ، أﻣﺎ اﻟﻴﻮم وﺑﻌﺪ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ٣١ ﻛﻮﺧﺎ أو ﻣﺄوى ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ Cabmen Shelters ﻓﻬﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ أﻣــﺎم اﻟﻌﻤﻮم، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﻣـﻦ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ﺑﻴﻊ اﻟﻘﻬﻮة ﻣﺜﻞ »ﺳـﺘـﺎرﺑـﺎﻛـﺲ« أو »ﻛـﺎﻓـﻴـﻪ ﻧﻴﺮو« ﻣــﻨــﺎﻓــﺴــﺘــﻬــﺎ، ﻷن ﻛـــــﻮب اﻟــﻘــﻬــﻮة ﺑﺠﻨﻴﺔ إﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ واﺣــﺪ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ.
ﶈﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ
ﺗــــﺎرﻳــــﺦ ﺗـــﻠـــﻚ اﻷﻛـــــــــﻮاخ ﻻﻓـــﺖ وﺟــﻤــﻴــﻞ، ﻓــﻬــﻲ ﺑــﻨــﻴــﺖ ﻓـــﻲ ﻟــﻨــﺪن ﻋﺎم ٥٧٨١ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻨﺪوق راﺑﻄﺔ اﻟـــﺴـــﺎﺋـــﻘــﲔ، وﻓــــﻲ ﺣــﻴــﻨــﻬــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗــﻘــﺪم اﳌـــﺄﻛـــﻞ واﳌـــﺸـــﺮب ﻟـﺴـﺎﺋـﻘـﻲ اﻟــﺤــﻨــﺎﻃــﻴــﺮ، وﻛــــﺎن ﻳـﻄـﻠـﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ »ﻫﺎﻧﺴﻮم ﻛﺎﺑﺲ«، وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻇﻬﺮت اﻟـﺴـﻴـﺎرات وﺗـﺤـﻮل اﻻﺳـﻢ إﻟــــــﻰ »ﻫــــﺎﻛــــﻨــــﻲ ﻛــــــﺎرﺟــــــﺰ« وﻫـــــﺬه اﻟـــﺘـــﺴـــﻤـــﻴـــﺔ ﺗـــــﺴـــــﺎوي ﺣـــﺎﻟـــﻴـــﴼ ﻣــﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺴﻴﺎرات اﻷﺟـﺮة اﻟﺴﻮداء اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻓﻲ ﻟﻨﺪن.
اﻟــﻔــﻜــﺮة ﺟــــﺎءت ﻷن اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن ﻛﺎن ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺴﺎﺋﻘﲔ ﺗﺮك ﻋﺮﺑﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻃـﻌـﺎم ﺳـﺎﺧـﻦ أو ﺷـــــﺮاب، وﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟـــﺒـــﺮد اﻟــﻘــﺎرس ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﲔ اﻷﻛﻞ اﻟﺴﺎﺧﻦ ﻟﻠﺴﺎﺋﻘﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳﻘﻀﻮن وﻗـﺘـﴼ ﻃـﻮﻳـﻼ ﻋﻠﻰ اﻟـﻄـﺮﻗـﺎت، ﻛﻤﺎ أﻧـﻪ ﻛـﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺣــﺎﻧــﺔ أو ﻣﻘﻬﻰ ﻷﻧــﻪ ﻛــﺎن ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ دﻓﻊ اﳌﺎل ﻷﺣﺪﻫﻢ ﻟﺤﺮاﺳﺔ اﻟـﺤـﻨـﻄـﻮر ﻣــﻦ اﻟــﺴــﺮﻗــﺔ، ﻓــﻲ ﺣﲔ ﻳــﺘــﻮﺟــﻬــﻮن إﻟـــﻰ اﻟـــﺪاﺧـــﻞ ﻟـﺘـﻨـﺎول اﻟــﻄــﻌــﺎم، ﻛـﻤـﺎ أن اﻟـﺴـﺒـﺐ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻟــــــﻮﻻدة اﻟـــﻔـــﻜـــﺮة، ﳌــﻨــﻊ اﻟــﺴــﺎﺋــﻘــﲔ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل اﳌﺘﻮاﺟﺪة ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻧﺎت أﺛﻨﺎء ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ.
وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎءت ﻓﻜﺮة اﳌﺄوى أو اﻷﻛــــﻮاخ اﻟــﺘــﻲ ﻓــﺮﺿــﺖ ﺷﺮﻃﺔ ﻟــﻨــﺪن ﺗـﺼـﻤـﻴـﻤـﻬـﺎ، واﻟــﺘــﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻋـــﻠـــﻰ ﺣـــﺎﻟـــﻬـــﺎ إﻟـــــﻰ ﻳـــﻮﻣـــﻨـــﺎ ﻫــــﺬا، ﺑﺤﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻜﻮخ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﻋﻠﻮ اﻟﺤﻨﻄﻮر واﻟﺨﻴﻞ.
أول ﻛــــــﻮخ ﺑـــﻨـــﻲ ﻓــــﻲ ﺷــﻤــﺎل ﻟــــــــﻨــــــــﺪن، ﺗــــــﺤــــــﺪﻳــــــﺪا ﻓــــــــﻲ ﺷــــــــﺎرع »أﻛـــﺎﺷـــﻴـــﺎ« ﻓـــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ »ﺳــﺎﻧــﺖ ﺟــﻮﻧــﺰ وود« ﺑــﺎﻟــﻘــﺮب ﻣـــﻦ ﻣـﻨـﺰل ﺟـــــﻮرج أرﻣـــﺴـــﺘـــﺮوﻧـــﻎ. وﺑـــﻨـــﻲ ﻣﺎ ﺑـــﲔ ﻋــﺎﻣــﻲ ٥٧٨١ و٤١٩١ واﺣـــﺪ وﺳـــﺘـــﲔ ﻛـــﻮﺧـــﺎ ﻓــــﻲ ﻋـــــﺪة أﻣــﺎﻛــﻦ ﻣـــﻦ ﻟـــﻨـــﺪن، وﻛـــــﺎن ﻳــﻌــﻤــﻞ ﻓـــﻲ ﻛـﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺨﺺ واﺣــﺪ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺑﻴﻊ اﻟـــﺸـــﺮاب واﻟـــﻄـــﻌـــﺎم اﻟــﺴــﺎﺧــﻦ ﻣﻊ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺨﲔ اﳌــﺄﻛــﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﻛـﺎن ﻳﺠﻠﺒﻬﺎ اﻟﺴﺎﺋﻖ ﻣﻌﻪ، وﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ دون أي ﻣﻘﺎﺑﻞ وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻊ اﳌﺄﻛﻮﻻت ﻓﻲ اﻟﻜﻮخ.
اﻟﻜﻮخ ﻣﺸﻬﻮر ﺑﻠﻮﻧﻪ اﻷﺧﻀﺮ اﳌﺴﺘﻮﺣﻰ ﻣـﻦ ﻗﺼﺮ ﺑﺎﻛﻴﻨﻐﻬﺎم )ﻟــﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻄﻠﻴﻪ ﺑــﺄي ﻟﻮن آﺧــﺮ(، واﻟﺴﻘﻒ ﻣﺪﺑﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺪﻓﺄة اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ، ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻃﺎوﻟﺔ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ وﻣﻘﺎﻋﺪ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻳـﺠـﻠـﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟــﺴــﺎﺋــﻘــﻮن ﻟﻸﻛﻞ وﻗــــــﺮاءة اﻟــﺼــﺤــﻒ واﻟــﻜــﺘــﺐ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﻌﺾ دور اﻟﻨﺸﺮ ﻛﻬﺪﻳﺔ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ، وﻳﻮﺟﺪ أﻳﻀﺎ ﻣﻄﺒﺦ ﺻﻐﻴﺮ ﺟﺪا ﻳـﺆﻣـﻦ أﻃـﺒـﺎﻗـﺎ ﻣــﺤــﺪودة، وﻳـــﺘـــﺴـــﻊ ﻛـــــﻞ ﻛــــــﻮخ ﻟــــــ٣١ ﺳﺎﺋﻘﺎ، وﻛـﺎﻧـﺖ وﻻ ﺗـﺰال ﺗﻌﻠﻖ ﻻﻓﺘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﻤﻮح وﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺤﺠﻮب، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻨﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻨﺎﺑﻴﺔ واﻟـــــﻜـــــﻠـــــﻤـــــﺎت اﻟــــﺒــــﺬﻳــــﺌــــﺔ، وﻫــــــﺬا اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮن ﻻ ﻳــــﺰال ﺳــﺎرﻳــﺎ ﻓــﻲ اﻷﻛـــﻮاخ اﻟـــ٣١ اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ، واﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴﻮم ﻣﺼﻨﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟــــــــــــــﻺرث اﻟــــــﻮﻃــــــﻨــــــﻲ ﻓـــﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن وﺟﻮد ﺗﻠﻚ اﻷﻛﻮاخ ﺳﻴﻜﻮن أزﻟﻴﺎ، وﻳـﺠـﺐ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺼﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ.
اﳌﻌﺮوف أن إﻳﺮل ﺷﺎﻓﺘﺴﺒﻴﺮي ﻛــﺎن أول ﻣــﻦ ﺟــﺎءﺗــﻪ ﻫــﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ أﻋﻴﺎن ﻟﻨﺪن اﻷﺛﺮﻳﺎء.
وﺑﻌﺪ أن ﺗﻀﺎء ل ﻋﺪد اﻷﻛﻮاخ واﻧﺨﻔﺾ ﻣﻦ ١٦ إﻟﻰ ٣١ وﺗﺤﻮﻟﻬﺎ إﻟـﻰ ﻣﻌﻠﻢ ﺗﺎرﻳﺨﻲ وإرث ﺛﻘﺎﻓﻲ، ﻛــﺎن ﻻ ﺑــﺪ ﻣــﻦ ﻓـﺘـﺢ أﺑــﻮاﺑــﻬــﺎ أﻣــﺎم اﻟﻌﻤﻮم ﻣﻊ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻷول وﻫــــــﻮ اﺳـــﺘـــﻘـــﺒـــﺎل ﺳــﺎﺋــﻘــﻲ اﻟﺘﺎﻛﺴﻲ وﺗﺄﻣﲔ اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ ﻟﻬﻢ ﺧـــــﻼل ﺳــــﺎﻋــــﺎت اﻟـــﻌـــﻤـــﻞ، واﻟـــﻴـــﻮم ﻳــﻘــﺼــﺪ ﻛـــﺜـــﻴـــﺮون ﻟـــﻨـــﺪن ﻟــﺘــﻨــﺎول ﻓـﻨـﺠـﺎن ﻣــﻦ اﻟـﻘـﻬـﻮة ﺑﺴﻌﺮ زﻫﻴﺪ ﺟـــﺪا ﻻ ﻳـﺘـﻌـﺪى اﻟـﺠـﻨـﻴـﻪ اﻟــﻮاﺣــﺪ، وﻫـــﺬا ﻣــﺎ ﻳﺴﻌﻰ إﻟــﻴــﻪ اﻟـﺼـﻨـﺪوق اﻟــــﺬي ﻳــﻌــﻨــﻰ ﺑــﺪﻋــﻢ ﺗــﻠــﻚ اﻷﻛــــﻮاخ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮدﻫﺎ.
ﻓـﻜـﻞ اﻟـﻄـﻌـﺎم واﻟــﺸــﺮاب اﻟــﺬي ﻳــﻘــﺪم ﻓــﻲ اﻷﻛــــﻮاخ ﻳــﺒــﺎع ﺑـﺄﺳـﻌـﺎر ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺟــﺪا، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺼﺪﻫﺎ ﺗـــــﺮى ﻋــــــﺪدا ﻣــــﻦ ﺳــﺎﺋــﻘــﻲ اﻷﺟـــــﺮة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻹﻧـــــﺠـــــﻠـــــﻴـــــﺰي اﻟـــــــﻼﻓـــــــﺖ، ﺻـــﻮﻧـــﺎ ﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺘﻬﺎ ودﻋﻤﻬﺎ وﻣﺴﺎﻧﺪة اﻟﺼﻨﺪوق اﳌﺎﻟﻲ اﻟـﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺑــﲔ أﻗـــﺪم اﻟــﺮاﺑــﻄــﺎت اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑـﺪﻋـﻢ اﳌـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـﺘـﺮاﺛـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن.