ﺗﻌﻨﺖ وﻣﻜﺎﺑﺮة

<ﺑﺨﺼﻮص ﻣـﺎ ﺟــﺎء ﻓـﻲ ﻣـﻘـﺎل ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ ﺳــﻌــﻴــﺪ »اﻟــــﺪوﻟــــﺔ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ ـ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ اﻟـــﻮاﺣـــﺪة« اﳌـﻨـﺸـﻮر ﺑـﺘـﺎرﻳـﺦ ٧١ ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﻟﺤﺎﻟﻲ، أود أن أﻗﻮل: ﻻ ﺷﻚ أن اﻗﺘﺮاح اﻟـــﺪوﻟـــﺔ اﻟـــﻮاﺣـــﺪة ﻛــﺤــﻞ ﻟـﻠـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ - اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫـﻮ ﻓـﻲ رأﻳــﻲ اﻗــﺘــﺮاح ﻣﺜﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ، ﻷﻧــﻪ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿــﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺣـﺪة واﺣــﺪة وﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة ﺗﻬﻮﻳﺪﻫﺎ وﻣﺤﻮ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻛـﺪوﻟـﺔ دﻳـﻨـﻴـﺔ، وﺗﺼﺒﺢ ﻓﻠﺴﻄﲔ دوﻟـــﺔ ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ ﻛــﺄي دوﻟـــﺔ ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ ﺗﻀﻢ ﻣـﻮاﻃـﻨـﲔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﻦ ﻓــﻲ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت دون ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﻨﺲ أو اﻟﺪﻳﻦ أو اﻟﻠﻮن أو اﻟﻠﻐﺔ، ﻓﻼ ﻳﻘﺎل إن ﻫﺬا ﻣﺴﻠﻢ وذاك ﻣﺴﻴﺤﻲ وذﻟﻚ ﻳﻬﻮدي، وإﻧﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻠﻰ أي ﻣﻨﻬﻢ إﻧـﻪ ﻣﻮاﻃﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.. ﻫـﺬا ﻫﻮ اﳌﻔﻬﻮم اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﻳﻔﻬﻤﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ اﻗﺘﺮاح اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪة ودون ﺗﻌﺼﺐ أو اﻧﺤﻴﺎز ﻷي ﺳﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب إذا ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺣﻼ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ، وﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال ﻫﻞ ﻳﺎ ﺗﺮى ﺳﻴﻠﻘﻰ ﻫﺬا اﻻﻗﺘﺮاح ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ؟ إن اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻫـــﺬا اﻻﻗـــﺘـــﺮاح ﺗﺘﻄﻠﺐ أوﻻ اﻟـﺘـﺨـﻠـﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﻛﻼ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻌﺼﺐ واﻟﺘﺸﺪد واﻟﺘﻌﺎﻟﻲ واﻟﻜﺒﺮﻳﺎء واﻋﺘﻘﺎد اﻟﻴﻬﻮدي أﻧــﻪ ﻣـﻦ ﻋﻨﺼﺮ ﺳــﺎم ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣـﻦ ﻋﻨﺼﺮ أﻗــﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺮﺗﺒﺔ، وأﻋﺘﻘﺪ أن ﻫــﺬه أﻣــﻮر ﻳﺼﻌﺐ ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺬر اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻛﺬﻟﻚ روح اﻻﻧﺘﻘﺎم اﳌﺘﻐﻠﻐﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻋﺘﺪاء ات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ وﻗـﺘـﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر، أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﻨﺎك ﻋﻘﺒﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﺳﺘﺤﻮل دون ﻗﺒﻮل اﻗﺘﺮاح اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ، ﻓﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﻴﺎدة وﺣﺪه، وأن ﺗﻜﻮن اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﺸﺮﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻳﺪه، وﻫﻨﺎك ﺗﻔﺼﻴﻼت ﻛﺜﻴﺮة ﻻ ﻳﺴﻤﺢ اﳌﺠﺎل ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ.

ﻓﺆاد ﻧﺼﺮ - ﻣﺼﺮ mn٩٠٩٦٢@aol.com