Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ وﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ

-

ﺑﻌﺾ اﳌﺸﺎﻳﺦ، وﻻ أﻗﻮل ﻛﻠﻬﻢ، ﺗﺮى اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ وﻗﺪ اﻋﺘﺮﺗﻪ اﻟﻜﺂﺑﺔ وأﺻﺒﺢ وﺟﻬﻪ، واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻋﺒﻮﺳﴼ ﻗﻤﻄﺮﻳﺮﴽ، ﻣﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أن ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻤﺔ ﺗﺰﻳﺪﻫﻢ وﻗﺎرﴽ وﻣﻬﺎﺑﺔ، وﻛﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺮأوا ﻣﺎ رواه )أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ( ﻣﻦ أن رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ، ﻛﺎن ﻣﻦ أﻓﻜﻪ اﻟﻨﺎس، وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ: روﺣﻮا اﻟﻘﻠﻮب ﺳﺎﻋﺔ وﺳﺎﻋﺔ. اﳌﺸﻜﻠﺔ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺔ ﻻ ﺗﺮوح ﻗﻠﻮﺑﻬﺎ ﻻ ﺳﺎﻋﺔ وﻻ ﺣﺘﻰ دﻗﻴﻘﺔ. واﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻌﻴﺒﻮن ﻋﻠﻰ )ﻧﻌﻴﻤﺎن( ﻣﺰاﺣﻪ، ﻗﺎل ﻟﻬﻢ: أﻧﻰ ﺗﻌﺠﺒﻮن؟ إﻧﻪ ﻟﻴﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ وﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ. وﻳﺎ ﺑﺨﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ وﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ، وﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ أدﺧﻞ ﻣﻌﻪ وأﻛﻮن ﺣﺘﻰ ﻣﻦ أﺻﻐﺮ ﺻﺒﻴﺎﻧﻪ.

وﻋــــﻦ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻠــﻪ ﺑـــﻦ ﺳــﺮﺟــﺲ ﻗــــﺎل: أﺗـــﻰ اﻟــﻀــﺤــ­ﺎك ﺑـــﻦ ﺳـﻔـﻴـﺎن اﻟﻜﻼﺑﻲ إﻟﻰ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺑﻴﻌﺘﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎل: ﻋﻨﺪي اﻣﺮأﺗﺎن أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﻤﻴﺮاء؛ أﻓﻼ أﻧﺰل ﻟﻚ ﻋﻦ إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﻓﺘﺘﺰوﺟﻬﺎ؟ وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀﺮب اﻟﺤﺠﺎب، ﻓﻘﺎﻟﺖ: أﻫﻲ أﺣﺴﻦ أم أﻧﺖ؟ ﻗﺎل: ﺑﻞ أﻧﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ وأﻛﺮم. وﻛﺎن اﻣﺮأ دﻣﻴﻤﴼ ﻗﺒﻴﺤﴼ. ﻗﺎل: ﻓﻀﺤﻚ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ إﻳﺎه.

وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك أﻗــﺮب ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑـﻲ ﻃﺎﻟﺐ اﻟــﺬي ﻗــﺎل: ﻻ ﺑﺄس ﺑﺎﳌﻔﺎﻛﻬﺔ. وﺳﺒﻖ أن أﻫﺪى اﳌﺠﻮس ﻟﻪ )ﻓﺎﻟﻮذﺟﴼ(، ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ: ﻣﺎ ﻫﺬا؟! ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ: إﻧﻪ ﻳﻮم )اﻟﻨﻴﺮوز(، ﻓﻘﺎل: ﻟﻴﻜﻦ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻧﻴﺮوزﴽ وأﻛﻼ، وﻓﻲ رواﻳﺔ ﻗﻴﻞ: إﻧﻪ ﻳﻮم )اﳌﻬﺮﺟﺎن( ﻓﻘﺎل: ﻣﻬﺮﺟﻮﻧﺎ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻫﻜﺬا.

وﺳﺒﻖ ﻟﺮﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم أن ﻗﺎل )ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ( رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: إﻧﻲ ﻷﻋﺮف إذا ﻛﻨﺖ ﻋﻨﻲ راﺿﻴﺔ وإذا ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻲ ﻏﻀﺒﻰ، ﻗﺎﻟﺖ: وﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ؟ ﻗﺎل: إذا رﺿﻴﺖ ﻗﻠﺖ »ﻻ وإﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ« وإذا ﻏﻀﺒﺖ ﻗﻠﺖ »ﻻ وإﻟﻪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ«، ﻗﺎﻟﺖ: أﺟﻞ ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﻣﺎ أﻫﺠﺮ إﻻ اﺳﻤﻚ، وﻗﺪ أﳌﻤﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻲ: ﻗﺎل ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﻨﻚ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ وﻗﺖ اﻟﻐﻀﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺿﺎ ﺗﺤﻠﻒ ﺑﻲ وﻣﻊ ﺳﻮاه ﺑﺄﺑﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻻ أﻫﺠﺮ إﻻ اﺳﻤﻚ ﻳﺎ ﻣﻌﺬﺑﻲ وﻛﺎﻧﺖ رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺎﻓﻈﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ وﺗﻤﺜﻠﺖ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ أﺣﺪ اﻟﺸﻌﺮاء: وﻗﺪ ﻧﺒﺌﺖ أﻧﻲ ﺣﻠﻔﺖ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ

وأﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻟﺤﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻔﺎﺳﺦ ﻣﺎ ﺗﺪري أﻧﻲ ﻣﺎ ﻫﺠﺮت ﺳﻮى اﺳﻤﻬﺎ

وأن ﻫﻮاﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﺆادي راﺳﺦ واﻟﺬي أﻗﺼﺪه ﻣﻦ اﳌﻔﺎﻛﻬﺔ ﻫﻮ: أﻻ ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن )ﻓﺎﻏﺮ اﻟﻔﻬﺸﺔ(، وﻳﺘﻘﺎﻓﺰ داﺋﻤﴼ )ﻛﺎﻷرﻗﻮز( أو اﻟﻘﺮد، وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ، ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘﲔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ: أﻓﺪ ﻃﺒﻌﻚ اﳌﻜﺪود ﺑﺎﻟﺠﺪ راﺣﺔ وﻟﻜﻦ إذا أﻋﻄﻴﺘﻪ اﳌﺰح ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻳﺠﻢ وﻋﻠﻠﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﳌﺰح ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎ ﺗﻌﻄﻲ اﻟﻄﻌﺎم ﻣﻦ اﳌﻠﺢ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia