ﺷﺮﻛﺎت اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺗﻮﻗﻒ أﻋﻤﺎﳍﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻏﺰة ووزارﺗﺎ اﻟﺼﺤﺔ ﺗﺘﺒﺎدﻻن اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت
اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺼﺤﻲ ﻳﺰداد ﺳﻮءﴽ وﻳﻬﺪد ﺣﻴﺎة ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل
أوﻗـــﻔـــﺖ ﺷـــﺮﻛـــﺎت اﻟــﻨــﻈــﺎﻓــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻘﺪم ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، أﻣﺲ )اﻷﺣﺪ(، ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ ﻋـﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ ﻋــﺪم ﺻــﺮف ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻬﺎ اﳌـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ رام اﻟﻠﻪ ﻟﻠﺸﻬﺮ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ، ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺪﻫﻮر اﻷوﺿــﺎع اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﲔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺘــﻬــﻢ ﻳــﻌــﻴــﻠــﻮن ﻋــﺎﺋــﻼت ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ.
وﻗــــــﺎل أﺷــــــﺮف اﻟـــــﻘـــــﺪرة اﻟــﻨــﺎﻃــﻖ ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، إن ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ وﻗﻒ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺠﺮاﺣﻴﺔ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻓﻘﻂ. وﻗﺎل إﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻬﺬا ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﺻﺤﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺮﺿﻰ وﻋــــﻠــــﻰ اﳌـــﺠـــﺘـــﻤـــﻊ، ﻓـــــﻲ ﻇـــــﻞ ﺗـــﺪﻫـــﻮر اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ.
وأﻇــﻬــﺮت ﺻــﻮر ﻧـﺸـﺮﺗـﻬـﺎ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، ﺗﺮاﻛﻢ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣـﻦ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت ﻓـﻲ اﻷﻗـﺴـﺎم اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ، ﻣـــﺎ ﺗـﺴـﺒـﺐ ﻓـــﻲ إﻋـــﺎﻗـــﺔ ﻋــﻤــﻞ اﻟــﻄــﻮاﻗــﻢ اﻟــﻄــﺒــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﳌـﺴـﺘـﺸـﻔـﻴـﺎت واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻄﺒﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺬي ﻳﻌﺪ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ واﳌﺮﻛﺰي ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة.
وﻗــــــﺎل ﻣــﺘــﺤــﺪث ﺑـــﺎﺳـــﻢ ﺷــﺮﻛــﺎت اﻟــــﻨــــﻈــــﺎﻓــــﺔ، إﻧـــــﻬـــــﻢ ﻻ ﻳــﺴــﺘــﻄــﻴــﻌــﻮن اﻻﺳــﺘــﻤــﺮار ﻓــﻲ ﺗـﻘـﺪﻳـﻢ ﺧـﺪﻣـﺎﺗـﻬـﻢ ﻓﻲ ﻇــﻞ ﻋـــﺪم دﻓـــﻊ ﻣـﺴـﺘـﺤـﻘـﺎﺗـﻬـﻢ اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟــــﻰ أن ﻫـــﻨـــﺎك ﺧـــﻼﻓـــﺎت ﺑـﲔ اﻟﻮزارة ﻓﻲ ﻏﺰة ورام اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺘﺤﻘﺎت، وﻛــﻞ ﺟﻬﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﻸﺧﺮى.
وﻛــﺎن ﻳﻮﺳﻒ أﺑــﻮ اﻟـﺮﻳـﺶ وﻛﻴﻞ وزارة اﻟـﺼـﺤـﺔ ﻓــﻲ ﻏـــﺰة، ﻗــﺪ ﻗـــﺎل ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، إن وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺟﻮاد ﻋﻮاد أﺑﻠﻐﻪ ﻫﺎﺗﻔﻴﴼ ﺑﺤﻞ أزﻣــــﺔ ﺷــﺮﻛــﺎت اﻟــﻨــﻈــﺎﻓــﺔ وﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻠﻴﻮن و٠٠٨ أﻟﻒ ﺷﻴﻘﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﺟﻞ ﻛﺪﻓﻌﺔ أوﻟﻰ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت.
وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ ﻣـــــﺼـــــﺎدر ﻣــﻄــﻠــﻌــﺔ ل اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ، ﻓــﺈن اﻟـــﻮزارة أوﻗﻔﺖ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻣـــﻮال ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﻄﺮة ﺣﻤﺎس ﻋﻠﻰ ﻋـﻮاﺋـﺪ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺗﺤﺼﻠﻬﺎ ﻣــﻦ اﳌــﻮاﻃــﻨــﲔ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﺧــﺪﻣــﺎت ﻃﺒﻴﺔ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻬﻢ، وﺗﺮﻓﺾ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻮزارة ﻓﻲ رام اﻟﻠﻪ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﻨﻔﻴﻪ اﻟﻮزارة ﻓﻲ ﻏﺰة.
وﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﺸﻬﺪ ﻓﻴﻪ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﻧﻘﺼﺎ ﻓﻲ اﻷدوﻳﺔ، اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺧـﻄـﺮﴽ ﻋـﻠـﻰ ﺣﻴﺎة آﻻف اﳌـﺮﺿـﻰ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ، وﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﻣﻊ ﻧﻘﺺ اﻟﻮﻗﻮد ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت، اﻟﺬي ﺗﺴﺒﺐ ﺑـــــﺪوره ﻓــﻲ ﺗــﻮﻗــﻒ اﻟــﺨــﺪﻣــﺎت ﻓــﻲ ٩١ ﻣـــﺮﻛـــﺰﴽ ﺻـﺤـﻴـﴼ وﺳـــﻂ ﺗــﺤــﺬﻳــﺮات ﻣﻦ ﺗــﻤــﺪد ﻫـــﺬه اﻷزﻣــــــﺔ، رﻏـــﻢ إﻋــــﻼن ﻋــﺪة أﻃـــﺮاف ﻋـﻦ ﻧﻴﺘﻬﺎ دﻋــﻢ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﺑــــﺎﻟــــﻮﻗــــﻮد وإدﺧــــــــــﺎل ﻣـــــﻌـــــﺪات ﻃــﺒــﻴــﺔ وأدوﻳﺔ.
وﺗـــــــــــﺴـــــــــــﺒـــــــــــﺐ ﻧـــــــــــﻘـــــــــــﺺ ﻋـــــــــــﻼج »اﻟـﺴـﻴـﺮﻓـﻴـﻜـﺘـﺎﻧـﺖ« ﻓــﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻗــﻄــﺎع ﻏـــﺰة إﻟـــﻰ وﻓــــﺎة ﺧـﻤـﺴـﺔ أﻃـﻔــﺎل ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻲ اﻟـﻮﻻدة، ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ، وﺳﻂ ﺗﺤﺬﻳﺮات ﺷﺪﻳﺪة ﻣﻦ أن اﺳـﺘـﻤـﺮار ﻧﻘﺺ اﻟـﻌـﻼج ﻗـﺪ ﻳـﻮدي ﺑﺤﻴﺎة ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺨﺪج اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮن ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻪ.
وﻗﺎل أﺷﺮف اﻟﻘﺪرة ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻟﻪ، إن ﻫﺬا اﻟﻌﻼج ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻻﻛﺘﻤﺎل ﻧﻤﻮ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺨﺪج، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣﻔﻘﻮد ﻣﻨﺬ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﺨﺎزن وزارة اﻟﺼﺤﺔ.
وﺣــــﺬر ﻣــﻦ أن ﺣــﻴــﺎة ٣١١ ﻃـﻔـﻼ ﻋــــﻠــــﻰ اﳌـــــﺤـــــﻚ ﻻﻧــــــﻌــــــﺪام ﻋـــﻼﺟـــﺎﺗـــﻬـــﻢ اﻟـﺘـﺨـﺼـﺼـﻴـﺔ، ﺟــــﺮاء ﻧــﻔــﺎد أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ٥٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻷدوﻳــــﺔ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ واﺷﺘﺪاد أزﻣﺔ اﻟﻮﻗﻮد ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع.
وﺗـﺸـﺘـﻜــﻲ اﻟــــــﻮزارة ﻓـــﻲ ﻏـــﺰة ﻣﻦ ﻧﻔﺎد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٩٧٢ ﺻﻨﻔﴼ ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﺨﺎزﻧﻬﺎ، وﻣﻨﻬﺎ أدوﻳﺔ ﻣــﻬــﻤــﺔ ﳌــــﺮﺿــــﻰ اﻟــــﺴــــﺮﻃــــﺎن واﻟــﻜــﻠـــﻰ واﻷﻃـــــــﻔـــــــﺎل اﻟــــــﺨــــــﺪج، وﻏــــﻴــــﺮﻫــــﻢ ﻣــﻦ أﺻﺤﺎب اﻷﻣﺮاض اﳌﺴﺘﻌﺼﻴﺔ.
وﺗﺘﺒﺎدل وزارﺗﺎ اﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة ورام اﻟــﻠــﻪ اﻻﺗــﻬــﺎﻣــﺎت ﺣـــﻮل ﺗﻬﻤﻴﺶ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻏﺰة، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮل اﻟﻮزارة ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ إﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ اﻷدوﻳــــﺔ اﻟــﻼزﻣــﺔ وﻓـﻘـﴼ ﻟـﻘـﺪراﺗـﻬـﺎ وﻣـﺎ ﻳـﺘـﻮﻓـﺮ ﻟـﺪﻳـﻬـﺎ ﻓــﻲ ﻣـﺨـﺎزﻧـﻬـﺎ، وإﻧـــﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ دﻓــﻊ أﻣـــﻮال ﻟــﻠــﻮزارة ﻓـﻲ ﻏﺰة ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺗــﺤــﺼــﻴــﻠــﻬــﺎ اﻷﻣـــــــــﻮال وﻋــــﺪم إرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻴﻬﺎ.